باب الخاء والنون وما يثلثهما
(خنب) الخاء والنون والباء أصلٌ واحد، وهو يدلُّ على لِينٍ ورَخاوةٍ.
ويقال جاريةٌ خَنِبةٌ:
رخِيمَةٌ غَنِجة.
ورجل خِنّاب، أي ضَخْمٌ في عَبَالَةٍ.
وحكى بعضُهم عن الخليل أنّه
قال:
هو خِنَّأْبٌ مكسور الخاء شديدةُ النّون مهموزة.
وهذا إنْ صح عن الخليل فالخليلُ ثقةٌ، وإلا فهو على ما ذكرناه من غير همز.
ويقال الخِنَّاب من الرجال:
الأحمق المتصرِّف، يختلج هكذا مرَّةً وهكذا مَرَّةً.
وقال الخليل:
الخنَّاب الضَّخم المَنْخَر.
والخِنَّابَة:
الأرنبةُ الضخمة.
وقال:
أَكوِي ذَوِي* الأضغانِ كَيّاً مُنْضِجا
***
منهمْ وذَا الخِنَّابةِ العَفَنْجَجَا ومما لم يذكره الخليلُ، وهو قياسٌ صحيح، قولهم خَنَبَتْ رِجْلُه، أي وَهَنَتْ، وأَخْنَبْتُها أنا أوهنْتُها.
قال:
أبِي الذي أخْنَبَ رِجْلَ ابن الصَّعِقْ
***
إذْ صارت الخيلُ كعِلْبَاءِ العُنُقْ
(خنا) الخاء والنون وما بعدها معتلٌّ، يدلُّ على فَسادٍ وهَلاك.
يقال لآفات الدهر خَنىً.
قال لبيد:
* وقَدَرْنا إنْ خَنَى الدَّهْرِ غَفَلْ * وأخنَى عليه الدّهر:
أهلكَه.
قال:
* أخنَى عليها الذي أخْنَى على لُبَدِ * والخَنَا من الكلام:
أفحشُه.
يقال خنا يخنو خَناً، مقصور.
ويقال أخْنَى فلانٌ في كلامِه.
(خنث) الخاء والنون والثاء أصلٌ واحد يدلُّ على تكسُّرٍ وتثَنٍّ.
فالخَنِث:
المسترخِي المتكسِّر.
ويقال خَنَثْتُ السِّقاءَ، إذا كسَرْتَ فمه إلى خارج فشرِبْتَ منه.
فإن كسَرْتها إلى داخل فقد قَبَعْتَه.
وامرأةٌ خُنُثٌ:
مُتَثَنِّيةٌ.
(خنز) الخاء والنون والزاء كلمةٌ واحدةٌ من باب المقلوب، ليست أصلاً.
يقال خَنِزَ اللحم خَنَزاً، إذا تغيَّرَتْ رائحتُه وخَزِن.
وقد مَضَى.
(خنس) الخاء والنون والسين أصلٌ واحد يدلُّ على استخفاءٍ وتستُّر.
قالوا:
الخَنْس الذهاب في خِفْية.
يقال خَنسْتُ عنه.
وأخْنَسْتُ عنه حقَّه.
والخُنَّس:
النُّجوم تَخْنِس في المَغيب.
وقال قوم:
سُمِّيت بذلك لأنّها تَخفَى نهاراً وتطلُع ليلاً.
والخنّاس في صِفة الشَّيطان؛ لأنّه يَخْنِسُ إذا ذُكر الله تعالى.
ومن هذا الباب الخَنَسُ في الأنف.
انحِطاط القصَبة.
والبقرُ كلُّها خُنْسٌ.
(خنط) الخاء والنون والطاء كلمةٌ ليست أصلاً، وهي من باب الإبدال.
يقال خَنَطَهُ:
إذا كَرَبَه، مثلُ غَنَطه، وليس بشيء.
(خنع) الخاء والنون والعين أصلٌ واحد يدلُّ على ذُلٍّ وخضوع وضَعَةٍ، فيقال:
خضع لـه وخَنَع.
وفي الحديث:
"إنّ أخْنَعَ الأسماء" أي أذَلَّها.
ويقال أخنَعْتني إليه الحاجة، إذا ألجأتْه إليه وأذلّتْه لـه.
ومن الباب الخانع:
الفاجر.
يقال:
اطَّلَعْتُ منه على خَنْعَةٍ، أي فَجْرة.
وهو قوله:
* ولا يُرَوْنَ إلى جاراتِهمْ خُنُعا * ومنه قول الآخر:
لَعَلَّكَ يوماً أن تُلاقَى بِخَنْعةٍ
***
فَتَنْعَبَ مِن وادٍ عليك أشائمُه وخُنَاعة:
قبيلة.
(خنف) الخاء والنون والفاء أصلٌ واحد يدلُّ على مَيَلٍ ولِين.
فالخَنُوفُ:
النّاقةُ الليِّنة اليدينِ في السَّير.
والمصدر الخِناف.
قال الأعشى:
وأذْرَتْ برِجْلَيْها النَّفِيَّ وراجَعَتْ
***
يداها خِنافاً ليِّناً غيرَ أجرَدَا قالوا:
والخِناف أيضاً في العُنق:
أن تُمِيلَه إذا مُدّ بزِمامها.
والخَنيف:
جنسٌ من الكَتّان أردأ ما يكونُ منه.
وفي الحديث:
"تَخَرَّقَتْ عَنَّا الخُنُف، وأحرَقَ بطونَنا التَّمر".
وقال:
عَلى كالخَنِيفِ السَّحْقِ يَدعُو به الصَّدَى
***
له قُلُبٌ عُفَّى الحِياضِ أُجُونُ
(خنق) الخاء والنون والقاف أصلٌ واحد يدلُّ على ضيقٍ.
فالخانق:
الشِّعْب الضَّيِّق.
وقال بعضُ أهل العلم:
إنَّ أهل اليَمن يسمُّون الزُّقاق خانقاً.
والخَنِق مصدر خَنَقَه يخنِقُه خَنِقاً.
قال بعض أهل العلم:
لا يقال خَنْقاً.
والمِخْنَقَةُ:
القِلادة.
باب الخاء والنون وما يثلثهما