باب اباحة الارنب
باب اباحة الارنب
3611- قَوْله: «فَاسْتَنْفَجْنَا أَرْنَبًا بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَسَعَوْا عَلَيْهِ فَلَغَبُوا» مَعْنَى اِسْتَنْفَجْنَا: أَثَرْنَا وَنَفَرْنَا.
وَمَرّ الظَّهْرَان بِفَتْحِ الْمِيم وَالظَّاء مَوْضِع قَرِيب مِنْ مَكَّة.
قَوْله: (فَلَغَبُوا) هُوَ بِفَتْحِ الْغَيْن الْمُعْجَمَة فِي اللُّغَة الْفَصِيحَة الْمَشْهُورَة، وَفِي لُغَة ضَعِيفَة بِكَسْرِهَا، حَكَاهُمَا الْجَوْهَرِيّ وَغَيْره، وَضَعَّفُوهَا أَيْ أَعْيَوْا، وَأَكْل الْأَرْنَب حَلَال عِنْد مَالِك وَأَبِي حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَالْعُلَمَاء كَافَّة، إِلَّا مَا حُكِيَ عَنْ عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ وَابْن أَبِي لَيْلَى أَنَّهُمَا كَرِهَاهَا.
دَلِيل الْجُمْهُور هَذَا الْحَدِيث مَعَ أَحَادِيث مِثْله، وَلَمْ يَثْبُت فِي النَّهْي عَنْهَا شَيْءبَاب إِبَاحَة مَا يُسْتَعَان بِهِ عَلَى الِاصْطِيَاد وَالْعَدُوّ وَكَرَاهَة الْخَذْف:ذُكِرَ فِي الْبَاب النَّهْي عَنْ الْخَذْف؛ لِكَوْنِهِ لَا يَنْكَأ الْعَدُوّ، وَلَا يَقْتُل الصَّيْد، وَلَكِنْ يَفْقَأ الْعَيْن وَيَكْسِر السِّنّ.
أَمَّا الْخَذْف- فَبِالْخَاءِ وَالذَّال مُعْجَمَتَيْنِ- وَهُوَ رَمْي الْإِنْسَان بِحَصَاةٍ أَوْ نَوَاة وَنَحْوهمَا يَجْعَلهَا بَيْن أُصْبُعَيْهِ السَّبَّابَتَيْنِ أَوْ الْإِبْهَام وَالسَّبَّابَة.
✯✯✯✯✯✯
3612- وَقَوْله: (يَنْكَأ) بِفَتْحِ الْيَاء وَبِالْهَمْزِ فِي آخِره، وَهَكَذَا هُوَ فِي الرِّوَايَات الْمَشْهُورَة، قَالَ الْقَاضِي: كَذَا رَوَيْنَاهُ، قَالَ: وَفِي بَعْض الرِّوَايَات: (يَنْكِي) بِفَتْحِ الْيَاء وَكَسْر الْكَاف غَيْر مَهْمُوز، قَالَ الْقَاضِي: وَهُوَ أَوْجَه؛ لِأَنَّ الْمَهْمُوز إِنَّمَا هُوَ مِنْ نَكَأْت الْقُرْحَة، وَلَيْسَ هَذَا مَوْضِعه إِلَّا عَلَى تَجَوُّز، وَإِنَّمَا هَذَا مِنْ النِّكَايَة، يُقَال: نَكَيْت الْعَدُوّ وَأَنْكَيْتُه نِكَايَة وَنَكَأْت بِالْهَمْزِ لُغَة فيه.
قَالَ: فَعَلَى هَذِهِ اللُّغَة تَتَوَجَّه رِوَايَة شُيُوخنَا، وَيَفْقَأ الْعَيْن مَهْمُوز.
فِي هَذَا الْحَدِيث: النَّهْي عَنْ الْخَذْف؛ لِأَنَّهُ لَا مَصْلَحَة فيه وَيُخَاف مَفْسَدَته، وَيَلْتَحِق بِهِ كُلّ مَا شَارَكَهُ فِي هَذَا.
وَفيه: أَنَّ مَا كَانَ فيه مَصْلَحَة أَوْ حَاجَة فِي قِتَال الْعَدُوّ وَتَحْصِيل الصَّيْد فَهُوَ جَائِز، وَمِنْ ذَلِكَ رَمْي الطُّيُور الْكِبَار بِالْبُنْدُقِ إِذَا كَانَ لَا يَقْتُلهَا غَالِبًا، بَلْ تُدْرَك حَيَّة وَتُذَكَّى فَهُوَ جَائِز.
قَوْله: «أُحَدِّثك أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَذْف ثُمَّ تَخْذِف؟!! لَا أُكَلِّمك أَبَدًا» فيه: هِجْرَان أَهْل الْبِدَع وَالْفُسُوق وَمُنَابِذِي السُّنَّة مَعَ الْعِلْم.
وَأَنَّهُ يَجُوز هِجْرَانه دَائِمًا، وَالنَّهْي عَنْ الْهِجْرَان فَوْق ثَلَاثَة أَيَّام إِنَّمَا هُوَ فِيمَنْ هَجَرَ لِحَظّ نَفْسه وَمَعَايِش الدُّنْيَا، وَأَمَّا أَهْل الْبِدَع وَنَحْوهمْ فَهِجْرَانهمْ دَائِمًا، وَهَذَا الْحَدِيث مِمَّا يُؤَيِّدهُ مَعَ نَظَائِر لَهُ كَحَدِيثِ كَعْب بْن مَالِك وَغَيْره.
باب اباحة الارنب
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان ﴿ 7 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞