باب الخاء والفاء وما يثلثهما
باب الخاء والفاء وما يثلثهما
(خفق) الخاء والفاء والقاف أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه، وهو الاضطراب في الشَّيء.
يقال خفَق العلم يَخْفُِق.
وخفق النّجم، وخفق القلبُ يخفُِق خفقاناً.
قال:
كأنّ قطاةً عُلِّقت بجنَاحِها
***
على كبِدي مِن شِدّةِ الخفقانِ
ويقال أخْفَقَ الرّجلُ بثوبه، إذا لَمَعَ به.
ومن هذا الباب الخَفْق، وهو كلُّ ضربٍ بشيءٍ عريض.
يقال خَفَقَ الأرضَ بنَعله.
ورجل خَفّاق القَدَمِ، إذا كان صدرُ قدمِه عريضاً.
والمِخْفَقُ:
السَّيف العريض.
ويقال إنّ الخَفْقَة المفازةُ، وسمِّيت بذلك لأنّ الرياح تختفِق فيها.
ومن الباب ناقة خفيقٌ:
سريعة.
وخَفَقَ السّرابُ؛ اضطربَ.
وخفَق الرّجُل خَفْقةً، إذا نَعَس.
والخافقانِ:
جانِبا الجَوِّ.
وامرأةٌ خَفّاقة الحشا، أي خمِيصة البَطْن، كأنَّ ذلك يضطرب.
وأمّا قولهم أَخفق الرجل، إذا غَزَا ولم يُصِب شيئاً، فيمكن أن يكون شاذّاً عن الباب، ويمكن أن يقال:
إذا لم يُصِبْ فهو مضطربُ الحال؛ وهو بعيد.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"أيُّما سَرِيَّةٍ غَزَتْ فأخفقَتْ كان لها أجرُها مَرَّتَين".
وقال عنترة:
فيُخفِق مَرَّةً ويُفِيد أُخْرى
***
ويَفجَع ذا الضغائن بالأرِيبِ
(خفي) الخاء والفاء والياء أصلان متباينان متضادّان.
فالأوّل السَّتْر، والثاني الإظهار.
فالأوّل خَفِيَ الشَّيءُ يخفَى؛ وأخفيته، وهو في خِفْيَة وخَفاءٍ، إذا ستَرْتَه، ويقولون:
بَرِحَ الخَفَاء، أي وَضَحَ السِّرُّ وبدا
ويقال لما دُونَ رِيشات الطائر العشر، اللواتي في مقدم جناحه:
الخوافي.
والخوافي:
سَعَفاتٌ يَلِين قَلْب النَّخلة والخافي:
الجنّ.
ويقال للرّجُل المستترِ مستخْفٍ.
والأصل الآخر خفا البرقُ خَفْواً، إذا لمع، ويكون ذلك في أدنى ضعف.
ويقال خَفَيْتُ [الشَّيءَ] بغَيْر ألِفٍ، إذا أظهرتَه.
وخَفَا المطَرُ الفَأر من جِحَرَتهنّ:
أخْرجَهن.
قال امرؤ القيس:
خَفاهُنّ من أَنْفَاقِهنّ كأنَّما
***
خَفاهُنَّ وَدْقٌ من سَحابٍ مُركبِ ويقرأ على هذا التأويل:
{إنَّ السَّاعَةَ آتِيَةٌ أَكَادُ أَخْفِيها} [طه 15] أي أُظهِرُها.
(خفت) الخاء والفاء والتاء أصلٌ واحدٌ، وهو إسرارٌ وكتمان.
فالخَفْتُ:
إسرار النُّطْق.
وتخافَتَ الرّجُلانِ.
قال الله تعالى:
{يَتَخَافَتُونَ بَيْنَهُمْ} [طه 103].
ثم قال الشاعر:
أُخاطِبُ جَهْراً إذْ لهنّ تَخافُتٌ
***
وشَتَّانَ بينَ الجَهْرِ وَالمَنْطِق الخَفْتِ
(خفج) الخاء والفاء والجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الاستقامة.
فالأخفج:
الأعوج الرِّجْل؛ والمصدر الخَفَج،
ويقال إنَّ الخَفَج* الرِّعدة.
وهو ذاك القياس.
(خفد) الخاء والفاء والدال أصلٌ واحد، وهو من الإسراع.
يقال خَفَدَ الظليم:
أسرع في مَرِّه.
ولذلك سُمِّي خَفيْدَداً.
(خفر) الخاء والفاءُ والراءُ أصلان:
أحدهما الحياء، والآخَر المحافظة أو ضِدُّها.
فالأوّل الخَفَرُ.
يقال خَفِرَت المرأةُ:
استحيت، تَخفَر خَفراً، وهي خَفِرَةٌ.
قال:
* زَانَهنّ الدَّلُّ والخَفَرُ * وأمّا الأصل الآخر فيقال خفَرْتُ الرّجُل خُفْرةً، إذا أَجَرْتَه وكنتَ له خَفيراً.
وتَخَفَّرْتُ بفلانٍ، إذا استَجَرْتَ به.
ويقال أخفَرْتُه، إذا بَعَثْتَ معه خفيراً.
وأمّا خِلافُ ذلك فأخفَرتُ الرّجُلَ، وذلك إذا نقضْتَ عَهده.
وهذا كالباب الذي ذكرناه في خفَيت وأخفيت.
(خفع) الخاء والفاء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على التزاق شيءٍ بشيء لِضُرٍّ يكون.
يقال انخَفَعَ الرَّجل على فراشه، إذا لَزِق به مِن مرض.
ويقال خَفعَ الرَّجُل، إذا التزق بطنُه بظهْره.
ومنه قول جرير:
* رَغداً وضَيْفُ بني عِقالٍ يُخْفَعُ * وذكر ناسٌ:
انخفَعت كَبِدُه من الجوع، إذا انقطعت.
وأنشدوا هذا البيتَ؛ وهو قريبٌ من الأوّل.
وقال بعضهم:
الأخفع الرجل الذي كأنَّ به ظَلْعاً إذا مشَى.
ويقال:
الخَوْفَع الواجم المكتئِب.
ويقال خفَعتُه بالسَّيف، إذا ضربتَه به.
والقياس واحد.
باب الخاء والفاء وما يثلثهما
باب الخاء والفاء وما يثلثهما
باب الخاء والفاء وما يثلثهما