📁 آخر الأخبار

‏‏باب الشين والياء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الشين والياء وما يثلثهما‏

‏‏باب الشين والياء وما يثلثهما‏


‏(‏شيأ‏)‏ الشين والياء والهمزة كلمةٌ واحدة‏.

‏ يقال شَيَّأ الله وجْهَه؛ إِذا دعا عليه بالقُبح‏.

‏ ووجهٌ مُشَيَّأٌ‏.

‏وأنشد‏:

‏ إِنَّ بَنِي فزارةَ بنِ ذُبيانْ

***

 قد طَرَّقَتْ ناقتُهم بإنسانْ مُشَيَّأٍ أعجِبْ بِخَلْقِ الرَّحمن

‏(‏شيب‏)‏ الشين والياء والباء‏.

‏ هذا يقرب من باب الشين والواو والباء، وهما يتقاربان جميعاً في اختلاط الشّيء بالشيء‏.

‏ من ذلك الشَّيب‏:

‏ شَيب الرأس؛ يقال شاب يَشيب‏.

‏ قال الكسائيّ‏:

‏ شيّب الحُزنُ رأَسَه وبرأسه، وأشابَ الحُزْن رأسَه وبرأْسه‏.

‏ والرجل إِذا شابَ فهو أَشْيَب‏.

‏ والشِّيب‏:

‏ الجبال يسقُط عليها الثلج، وهو من الشَّيْب‏.

‏ وقال الشاعر‏:

‏ شيوخٌ تَشِيب إِذا ما شتَت

***

 وليسَ المشيبُ عليها معيبا يريد الجبال إِذا ابيضَّت من الثلج‏.

‏ ووجدت في تفسير شعر عبيد في قوله‏:

‏ * والشَّيبُ شَينٌ لمن يشِيبُ* أنَّ الشَّيب والمَشِيب واحد‏.

 قال‏:

‏ وقال الأصمعيّ‏:

‏ الشَّيب‏:

‏ بياض الشَّعر، والمشيبُ‏:

‏ دخولُ الرَّجُل في حدِّ الشِّيبِ من الرِّجال ذوي الكِبَر والشَّيب‏.

‏ وقال أيضاً في هذا الموضع‏:

‏ قال ابن السّكّيت في قول عديٍّ‏:

‏ * والرأسُ قد شابَهُ المَشِيبُ* أراد بَيّضه المَشيب، وليس معناه خالَطَه، وأنشد‏:

‏ قد رابَه ولِمِثْلِ ذلك رابَهُ

***

 وَقَعَ المَشيبُ على المشيبِ فشابَهُ أي بَيَّضَ مسوَدَّه‏.

‏ وشِيبان ومِلْحان‏:

‏ شهرا*قِماح، وهما أشدُّ الشتاء برداً؛ سمِّيا بذلك لبياض الأرض بما عليها من الصَّقيع‏.

‏ ومما شذَّ عن هذا الباب قولُهم‏:

‏ باتت فلانة بليلةِ شَيْباءَ، إِذا افْتُضَّت‏.

‏ وباتَتْ بليلةِ حُرّةٍ، إِذا لم تُفْتَضّ‏.

‏(‏شيح‏)‏ الشين والياء والحاء أصلان متباينان، يدلُّ أحدهما على جِدٍّ وحَذَرٍ، والآخر على إعراض‏.

‏ فأمَّا الأوَّل فقول العرب‏:

‏ أشاحَ على الشيءِ، إِذا واظَبَ عليه وَجَدّ فيه قال الراجز‏:

‏ * قُبَّاً أطاعَت راعياً مُشِيحاً* وقال آخر‏:

‏ * وشايَحْتَ قبل اليَومِ إِنَّكَ شِيحُ* وأمَّا الشِّياح فالحِذَار‏.

‏ ورجل شائحٌ‏.

‏ وهو قوله‏:

‏ * شايَحْن منه أَيَّما شِيَاحِ* والمَشْيُوحاء‏:

‏ أَنْ يكون القومُ في أمرٍ يَبْتَدِرونه؛ يقال هم في مَشْيُوحاءَ‏.

‏ وأما الآخر فيقال‏:

‏ أشاحَ بوجهه، أي أعرض‏.

ويقال إِنَّ اشتقاقَه من قولهم أشاحَ الفرسُ بذنَبه، إذا أرخاه‏.

‏ ومما شذَّ عن البابين جميعاً‏:

‏ الشِّيح، وهو نبتٌ‏.

‏(‏شيخ‏)‏ الشين والياء والخاء كلمة واحدة، وهي الشَّيخ‏.

‏ تقول‏:

‏ هو شيخٌ، وهو معروف، بيِّن الشَّيخوخة والشَّيَخ والتّشييخ‏.

‏ وقد قالوا أيضاً كلمةً، قالوا‏:

‏ شَيَّخت عليه‏.

‏(‏شيد‏)‏ الشين والياء والدال أصلٌ واحدٌ يدلُّ على رفعِ الشّيء‏.

‏ يقال شِدْت القَصر أَشِيدُهُ شَيْداً‏.

‏ وهو قصرٌ مَشِيدٌ، أي معمولٌ بالشِّيد‏.

‏ وسمِّي شِيداً لأنَّ به يُرفَعُ البناء‏.

‏ يقال قَصرٌ مَشِيدٌ أي مُطَوّل‏.

‏ والإشادة‏:

‏ رفْع الصَّوت والتنويه‏.

‏(‏شيص‏)‏ الشين والياء والصاد‏.

‏ يقال إنَّ الشِّيص أردأ التَّمْر‏.

‏(‏شيط‏)‏ الشين والياء والطاء أصلٌ يدلُّ على ذَهاب الشيء، إمّا احتراقاً وإما غَيْرَ ذلك‏.

‏ فالشَّيْط مِنْ شاط الشَّيءُ، إِذا احترق‏.

‏ يقال شيَّطت اللَّحم‏.

‏ ويقولون‏:

‏ شَيَّطه، إذا دَخَّنه ولم يُنْضِجْه‏.

‏ والأوَّلُ أصحُّ وأقيَس‏.

‏ ومن المشتقّ من هذا‏:

‏ استشاط الرَّجلُ، إذا احتدَّ غضَباً‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ناقةٌ مِشياط، وهي التي يطير فيها السِّمَن‏.

‏ ومن الباب الشَّيطان، يقارب الياء فيه الواو، يقال شَاط يَشِيط، إِذا بَطَل‏.

‏ وأشاطَ السُّلطانُ دمَ فلانٍ، إِذا أبطَلَه‏.

‏ وقد مضى الكلامُ في اشتقاقِ اسم الشَّيطان‏.

‏(‏شيع‏)‏ الشين والياء والعين أصلان، يدلُّ أحدُهما على معاضدة ومساعفة، والآخر على بَثٍّ وإشادة‏.

‏ فالأوّل‏:

‏ قولُهم شَيَّعَ فلانٌ فلاناً عند شُخوصه‏.

ويقال آتِيكَ غداً أو شَيْعَه، أي اليوم الذي بعده، كأنَّ الثاني مُشَيِّع للأوّل في المضيّ‏.

‏ وقال الشّاعر‏:

‏ قال الخليطُ غداً تَصَدُّعُنا

***

 أو شَيْعَه أفلا تُوَدِّعُنا وقال للشجاع‏:

‏ المشيَّع؛ كأنَّه لقُوَّته قد قَوِي وشُيِّع بغيره، أو شُيِّع بقُوّة‏.

‏ وزعم ناسٌ أنَّ الشَّيْعَ شِبل الأسد، ولم أسمْعه من عالمٍ سَماعاً‏.

‏ ويقول ناس‏:

‏ إنَّ الشَّيْع المِقدار، في قولهم‏:

‏ أقام شهراً أو شَيْعَه‏.

‏ والصَّحيح ما قلته، في أنَّ المشيِّع هو الذي يُساعِد الآخَر ويقارنه‏.

‏ والشِّيعة‏:

‏ الأعوان والأنصار‏.

‏ وأما الآخر ‏[‏فقولهم‏]‏‏:

‏ شاع الحديث، إِذا ذاع وانتشر‏.

ويقال شَيَّع الراعي إِبلَه، إِذا صاح فيها‏.

‏ والاسم الشِّيَاع‏:

‏ القصبة التي ينفُخُ فيها الراعي‏.

 قال‏:

‏ * حنينَ النِّيبِ تَطربُ للشِّياع* ومن الباب قولهم في ذلك‏:

‏ له سهم شائع، إذا كان غير مقسومٍ‏.

‏ وكأنَّ من لـه سهمٌ ونَصِيب انتشرَ في السَّهم حتَّى أخذه، كما يَشِيعُ الحديثُ في الناس فيأخذ سَمع كلِّ أحد‏.

‏ ومن هذا الباب‏:

‏ شيَّعت النّارَ في الحطب، إِذا ألهَبْتَها‏.

‏(‏شيق‏)‏ الشين والياء والقاف كلمة‏.

‏ يقال إنَّ الشِّيق الشّق الضّيق في رأس الجبل‏.

 قال‏:

‏ * شغْواء تُوطنُ بين الشِّيقِ والنِّيقِ*

‏(‏شيم‏)‏ الشين والياء والميم أصلان متباينان، وكأنَّهما من باب الأضداد إِذْ أحدُهما يدلُّ على الإظهار، والآخَر يدلُّ على خلافه‏.

‏ فالأول قولهم‏:

‏ شِمْت السّيفَ، إذا سللَتَه‏.

ويقال للتُّراب الذي يُحفَر فيستخرج من الأرض الشِّيمة، والجمع الشِّيَم‏.

‏* ومن الباب‏:

‏ شِمْت البرقَ أشِيمُه شَيماً، إِذا رَقَبْتَه تنظر أينَ يَصُوب‏.

‏ وهذا محمول على الذي ذكرناه من شَيْم السَّيف‏.

‏ وقال الأعشى‏:

‏ فقلتُ للشَّرْبِ في دَُرْنا وقد ثَمِلوا

***

 شيموا وكيف يَشيم الشَّارِبُ الثَّمِلُ كأنّه لما رَقَبَ السَّحاب شام بَرقَه كما يُشامُ السَّيف‏.

‏ والأصل الآخَر‏:

‏ قولُهم شِمت السّيفَ، إِذا قَرَبْتَه‏.

‏ ومن الباب الشِّيمة‏:

‏ خَلِيقة الإنسان، سمِّيت شيمةً لأنَّها كأنها مُنْشامة فيه داخلةٌ مستكِنّة‏.

‏ والانشيام‏:

‏ الدُّخول في الشيء؛ يقال‏:

‏ انشام في الأمر، إذا دخلَ فيه‏.

‏ والمَشِيمَة‏:

‏ غِشاءُ وَلَدِ الإنسان، وهو الذي يقال لـه مِنْ غيرِهِ السَّلَى‏.

‏ وسمِّيت بذلك كأن الولد قد انشام فيها‏.

‏ فأمَّا الشَّامَة فيمكن أن يكون من الباب الأول؛ لأنَّها شيء بارزٌ، يقال منها رجلٌ أشيم، وهو الذي به شامة‏.

‏(‏شين‏)‏ الشين والياء والنون كلمةٌ تدلُّ على خلاف الزينة‏.

‏ يقال شانَه خلافُ زانه‏.

‏ والله أعلم بالصواب‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏‏‏ كتاب الشين ﴿ 15 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات