سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الحاء والضاد وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الحاء والضاد وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والضاد وما يثلثهما‏

‏(‏حضل‏)‏ الحاء والضاد واللام كلمةٌ واحدة ليست أصلاً ولا يقاس عليها؛ يقال حَضِلَت النخلةُ، إذا فسد أصولُ سَعَفِها‏.

‏(‏حضن‏)‏ الحاء والضاد والنون أصلٌ واحد يقاس، وهو حِفْظ الشيء وصِيانته‏.

‏ فالحِضْن ما دون الإبط إلى الكَشْحِ؛ يقال احتضَنْت الشيءَ جعلتُه في حِضْني‏.

‏ فأمَّا قول الكميت‏:

‏ ودَوِّيَّةٍ أنفذْتُ حِضْنَيْ ظَلاَمِها

***

 هُدُوَّاً إذا ما طائر الليل أبصرا فإنَّه يريد قَطْعَهُ إيَّاها‏.

‏ وطائر ‏[‏الليل‏]‏‏:

‏ الخفّاش‏.

‏ ونَواحي كلِّ شيء أحضانُه‏.

‏ ومن الباب *حَضَنَتِ المرأة ولدَها، وكذلك حضنَت الحمامةُ بيضَها‏.

‏ والمُحْتَضَن‏:

‏ ‏[‏الحِضْن‏]‏‏.

 قال‏:

‏ عَريضةِ بَُوْصٍ إذا أدبَرَتْ

***

 هَضيمِ الحشا عَبْلَةِ المحتضَنْ فأمَّا حَضَنٌ فجبلٌ بنجْد، وهو أوّل نجد‏.

‏ والعرب تقول‏:

‏ ‏"‏أنْجَدَ مَنْ رأى حَضَناً‏"‏‏.

ويقال امرأةٌ حَضُون بيِّنة الحِضان‏.

‏ فأما قولهم حضَنْت الرَّجُلَ عن الرّجل، إذا نحَّيته عنه، فكلمةٌ مشكوك فيها، ووجدتُ كثيراً من أهل العلم يُنْكرونها‏.

‏ فإنْ كانت صحيحةً فالقياس فيها مطَّرد، كأنَّ الشيء حُضِن عنه وحُفِظَ ولم يمكَّن منه‏.

‏ ومصدره الحَضْنُ والحَضانة‏.

ويقال الحَضَن العاجُ في قول القائل‏:

‏ تبَسَّمتْ عن وَميضِ البرق كاشرةً

***

 وأبرزَتْ عن هجان اللَّونِ كالحَضَنِ

ويقال إنّ الحَضَن أصلُ الجبل‏.

‏ فإن كان ما ذكرناه من العاج صحيحاً فهو شاذٌ عن الأصل‏.

‏(‏حضي‏)‏ الحاء والضاد والحرف المعتل أصل واحد، وهو هَيْج الشيء، ويكون في النار خاصّة‏.

‏ يقال حَضَوْت النارَ، إذا أوقدتَها‏.

‏ والعود الذي تُحرّك به النار مِحضاءٌ ممدود‏.

ويقال حضأتها أيضاً بالهمز، والعود مِحْضَأ على مِفْعَل، وربما مدُّوه؛ والأول أجود‏.

‏(‏حضب‏)‏ الحاء والضاد والباء أصلان‏:

‏ الأول ما تُسْعَرُ به النار، والثاني جنسٌ من الصَّوْت‏.

‏ فالأوَّل قولـه جلَّ ثناؤُه‏:

‏ ‏{‏حَضَْبُ جَهنَّمَ‏}‏ ‏[‏الأنبياء 98‏]‏، قالوا‏:

‏ هو الوَقُود بفتح الواو‏.

ويقال لما تُسعر النار به مِحْضَب‏.

‏ وينشد بيت الأعشى‏:

‏ فلا تَكُ في حَرْبِنا مِحْضباً

***

 لتجعَلَ قومَكَ شَتَّى شُعُوبا والصوت كقولهم لصوت القَوسِ حُضْبٌ، والجمع أحضاب‏.

‏ فأما قولهم إنَّ الحِضْب الحيّة ففيه كلامٌ، وإن صحّ فإنّه شاذٌّ عن الأصل‏.

‏(‏حضج‏)‏ الحاء والضاد والجيم أصلٌ واحد يدلُّ على دناءة الشيء وسُقوطه وذَهابه عن طريقة الاختيار‏.

‏ يقول العرب‏:

‏ انحضج الرّجُل وغيره إذا وقع بجَنْبه، وحضَجْت أنا به الأرضَ‏.

‏ ويقال‏:

‏ هذه إحدى حضَجَاتِ فلانٍ، أي إحدى سَقَطاتِه‏.

‏ وذلك في القول والفِعل‏.

‏ والحِضْج‏:

‏ ما يَبقى في حياض الإبل من الماء، والجمع أحضاج‏.

ويقال للدَّنِيِّ من الرجال حِضْج‏.

‏ وحَضَجْتُ الثَّوْبَ، إذا ضربته بالمِحْضاج عند غَسلك إيَّاه، وهي تلك الخشبة‏.

‏ وأمّا قولهم للزِّقِّ الضخم حِضاج فهو قريبٌ من الباب؛ لأنه يتساقط‏.

‏ فأمّا قولهم حضَجْت النّار أوقدتُها، فيجوز أن يكون من الباب، ويمكن أن يكون من باب الإبدال‏.

‏(‏حضر‏)‏ الحاء والضاد والراء إيراد الشيء، ووروده ومشاهدته‏.

‏ وقد يجيء ما يبعد عن هذا وإن كان الأصل واحداً‏.

‏ فالحَضَرُ خلاف البَدْو‏.

‏ وسكون الحَضَر الحِضارة‏.

 قال‏:

‏ فمن تكن الحَِضارةُ أعجبَتْهُ

***

 فأيَّ رجالِ باديةٍ ترانَا قالها أبو زيدٍ بالكسر، وقال الأصمعي هي الحَضارة بالفتح‏.

‏ فأمّا الحُضْر الذي هو العَدْوُ فمن الباب أيضاً، لأن الفرسَ وغيرَه يُحْضِرَان ما عندهما من ذلك، يقال أَحْضَرَ الفرس، وهو فرس مِحْضِيرٌ سريع الحُضْرِ، ومِحْضار‏.

ويقال حاضَرْتُ الرّجلَ، إذا عدوتَ معه‏.

‏ وقول العرب‏:

‏ ‏"‏اللبنُ مَحضُور‏"‏ فمعناه كثير الآفة، ويقولون إنَّ الجانَّ تحضُره‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ‏"‏الكُنُف محضورة‏"‏‏.

‏ وتأوَّلَ ناسٌ قولـه تعالى‏:

‏ ‏{‏وَقُلْ رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشَّيَاطِينِ‏.

‏ وَأَعُوذُ بِكَ رَبِّ أَنْ يَحْضُرُونِ‏}‏ ‏[‏المؤمنون 97- 98‏]‏، أي أن يُصيبوني بسُوء‏.

‏ والبابُ كله واحد، وذلك أنّهم يَحْضُرُونه بسوء‏.

ويقال للحاضر وهي الحيّ العظيم‏.

‏ قال حسان‏:

‏ لنا حاضِرٌ فَعْم وبادٍ كأنَّه

***

 قطينُ الإلهِ عزّةً وتكرُّما ويروي ناسٌ‏:

‏ ‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏‏.

‏ كأنَّه

***

 شماريخ رَضوى عِزَّةً وتكرُّما وأنكرت قريشٌ ذلك وقالوا‏:

‏ *أيُّ عزَّةٍ وتكرمٍ لشماريخ رَضْوَى‏.

‏ والحضيرة‏:

‏ الجماعة ليست بالكثيرة‏.

 قال‏:

‏ يَرِدُ المياهَ حَضيرةً ونفيضةً

***

 وِرْدَ القطاةِ إذا اسمأَلّ التّبَُّعُ

ويقال المحاضَرة المغالبة، وحاضرتُ الرجل‏:

‏ جاثيتُه عند سلطان أو حاكم‏.

ويقال ألقت الشاةُ حضِيرتَها، وهي ما تُلْقِيه بَعد الولَد من المَشيمة وغيرها‏.

‏ وهذا قياسٌ صحيح، وذلك أنّ تلك الأشياء تُسَمَّى الشُّهُود، وقد ذكرت في بابها‏.

‏ وحَضْرَةُ الرّجُل‏:

‏ فِناؤه‏.

‏ والحَضيرة‏:

‏ ما اجتمع من المِدّة في الجُرح‏.

‏ ويقال‏:

‏ حَضَرت الصلاة، ولغة أهل المدينة حَضِرت‏.

‏ وكلهم يقول تحضُر‏.

‏ وهذا من نادر ما يجيء من الكلام على فَعِل يفعُل‏.

‏ وقد جاءت فيه من الصحيح غير المعتل كلمةٌ واحدة وقد ذكرت في بابها‏.

ويقال رجل حَضِرٌ إذا كان لا يصلُح للسّفَر‏.

‏ وهذا كقولهم رجلٌ نَهِرٌ، إذا كان يصلحُ لأعمال النّهار دونَ الليل‏.

 قال‏:

‏ * لست بليليًّ ولكني نَهِرْ * ويقولون‏:

‏ إنّ الحَضْرَ شحمةٌ في المَأْنة وفوقَها‏.

‏ وممّا شذّ عن الباب الحَضْر، وهو حصنٌ، في قول عديّ‏:

‏ وأخُو الحَضْر إذ بَنَاهُ وإذ دِجْـ

***

 ـلةُ تُجبَى إليه والخابورُ ومن الشاذّ، ويجوز أن يحمل على ما قبلَه حَضَارِ، وهو كوكب‏.

‏ والعرب تقول‏:

‏ ‏"‏حَضَارِ والوزنُ مُحْلِفان‏"‏؛ وذلك أنَّ الناس يحلفون عليهما أنهما سُهَيْل لأنهما يشبهانه‏.

‏ والمُحْلِف‏:

‏ الشيء الذي يُحْوِج إلى الحَلْفِ‏.

 قال‏:

‏ كُمَيْتٌ غيرُ مُحْلِفةٍ ولكن

***

 كلون الوَرْسِ عُلّ به الأديم وحِضارُ الإبل‏:

‏ بِيضُها‏.

‏ قال الهذليّ‏:

‏ * شُومُها وحِضارُها * 

‏‏باب الحاء والضاد وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والضاد وما يثلثهما‏


تعليقات