باب الباء والغين وما يثلثهما
باب الباء والغين وما يثلثهما
(بغل) الباء والغين واللام يدلُّ على قُوَّةٍ في الجِسم.
من ذلك البَغْل، قال قومٌ:
سُمِّيَ بذلك لقُوَّةِ خَلْقِه.
وقد قالوا:
سُمّيَ بَغْلاً من التّبْغيل، وهو ضربٌ من السَّيْرِ.
والذي نَذْهَبُ إليه أنَّ التَّبغيلَ مشتقٌّ من سَيْر البَغْل.
(بغم) الباء والغين والميم أصلٌ يسير، وهو صوتٌ وشبيهٌ به لا يتَحَصّل.
فالبُغام صَوت النّاقة تردِّدُه، وصوتُ الظَّبيةِ بُغامٌ أيضاً.
وظَبْيَةٌ بَغُوم.
قال الشاعر في النَّاقة:
حَسِبْتَ بُغَامَ راحِلتي عَنَاقاً
***
وما هِيَ وَيْبَ غَيرِكَ بالعَنَاقِ ومما يُحمَلْ عليه قولُهُم بَغَمْتُ للرّجل بالحديث إذا لم تفسِّرْه له.
(بغو) الباء والغين والواو ليس فيه إلا البَغْو.
وذكر ابن دُرَيْدٍ أنه التمرُ قبلَ أن يستحكِمَ يُبْسُه.
(بغي) الباء والغين والياء أصلان:
أحدهما طَلَب الشيء، والثاني جنسٌ من الفَساد.
فمن الأوّل بَغَيْتُ الشيء أبْغِيه إذا طلبتَه.
ويقال بَغَيْتُك* الشيءَ إذا طلبته لك، وأبغَيْتُك الشّيءَ إذا أَعَنْتُكَ على طَلَبه.
والبُغْية والبِغْية الحاجة.
وتقول:
ما ينبغي لك أن تفعل كذا.
وهذا مِن أفعال المطاوَعَة، تقول بَغيْتُ فانبغَى، كما تقول كسرتُه فانكَسَر.
والأصل الثاني:
قولهم بَغَى الجرح، إذا تَرامَى إلى فساد، ثم يشتقّ من هذا ما بَعْدَهُ.
فالبغيّ الفاجِرةُ، تقول بَغَتْ تَبْغي بِغاءً، وهي بَغِيّ.
ومنه أن يبغي الإنسانُ على آخَرَ.
ومنه بَغْيُ المَطَر، وهو شِدّتُه ومُعْظَمُه.
وإذا كان ذا بَغْيٍ فلا بدّ أنْ يقَعَ منه فسادٌ.
قال الأصمعي:
دَفَعْنا بَغْيَ السّماءِ خَلْفَنا، أي مُعْظَم مَطَرِها.
والبَغْي:
الظْلم.
قال:
ولكنَّ الفَتَى حَمَلَ بنَ بَدْرٍ
***
بَغَى، والبَغْيُ مَرْتَعُهُ وَخِيمُ وربما قالوا لاختيال الفرس ومَرَحِهِ بَغْيٌ.
قال الخليل:
ولا يُقال فَرَسٌ باغٍ.
(بغت) الباء والغين والتاء أصلٌ واحدٌ لا يُقاس عليه، منه البغْت، وهو أَنْ يفجَأَ الشيءُ.
قال:
* وأعْظَمُ شيءٍ حِينَ يَفْجَؤُك البَغْتُ *
(بغث) الباء والغين والثاء أصل واحد، يدلُّ على ذُلّ الشيءِ وضَعفِه.
من ذلك بَُِغاث الطَّير، وهي التي لا تَصِيد ولا تَمتَنِع.
ثم يقال لأَخْلاطِ الناس وخُشارَتهم البَغْثَاء.
والأبْغَثُ:
مكان ذُو رملٍ.
وهو من ذاك لأنه ليّنٌ غيرُ صُلْب.
(بغر) الباء والغين والراء أصلٌ واحد، وفيه كلماتٌ متقاربة في الشُّرْب ومَعْناه.
فالبَغَر أنْ يَشْربَ الإنسانُ ولا يَرْوَى، وهو يصيبُ الإبلَ أيضاً.
وعُيِّر رَجلٌ فقيل:
"ماتَ أبُوهُ بَشَماً وماتَتْ أمُّهُ بَغَراً".
ويقولون:
بَغَر النَّوءُ، إذا هاج بالمطر.
وحكى بعضهم:
بُغِرَتِ الأرضُ، إذا ليَّنَها المطر.
(بغز) الباء والغين والزاء أصلٌ، وهو كالنّشاط والجَرَاءةِ في الكلام.
قال ابن مُقْبِل:
* تَخالُ باغِزَها بالليل مَجْنُونا * وقالوا:
الباغز الرّجُلُ الفاحش.
وذلك كلُّه يَرجِعُ إلى الجُرْأَة.
(بغش) الباء والغين والشين أصلٌ واحد، وهو المطر الضّعيف،
ويقال له البَغْش.
وأرضٌ مَبْغُوشة.
وجاء في الشِّعر:
مطر باغشٌ.
(بغض) الباء والغين والضاد أصلٌ واحد، وهو يدلُّ على خلاف الحبّ.
يقال أبغَضْتُه أُبْغِضُه.
فأمّا قوله:
ومِنَ العَوادِي أن تَقَتْكَ بِبِغْضةٍ
***
وتَقَاذُفٍ منها وَأنَّكَ تُرْقَبُ فقيل البِغْضَةُ الأعداء، وقيل أراد ذَوِي بِغْضةٍ.
وربما قالوا بَغُض جَدُّه، كقولهم عثَرَ.
والله أعلم.
باب الباء والغين وما يثلثهما
باب الباء والغين وما يثلثهما
باب الباء والغين وما يثلثهما