📁 آخر الأخبار

باب كراهة التسمية بالاسماء القبيحة وبنافع ونحوه

 

 باب كراهة التسمية بالاسماء القبيحة وبنافع ونحوه

 باب كراهة التسمية بالاسماء القبيحة وبنافع ونحوه


3983- قَوْله: «نَهَانَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُسَمِّي رَقِيقنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاء: أَفْلَحَ وَرَبَاح وَيَسَار وَنَافِع».

 وَفِي رِوَايَة: «لَا تُسَمِّيَنَّ غُلَامك يَسَارًا وَلَا رَبَاحًا وَلَا نَجِيحًا وَلَا أَفْلَحَ، فَإِنَّك تَقُول: أَثِمَ هُوَ؟ فَلَا يَكُون، فَيَقُول: لَا، إِنَّمَا هُنَّ أَرْبَع فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ».

 وَفِي رِوَايَة جَابِر قَالَ: «أَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى عَنْ أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى وَبِبَرَكَةَ وَبِأَفْلَح وَبِيَسَارٍ وَبِنَافِعٍ وَنَحْو ذَلِكَ، ثُمَّ رَأَيْته سَكَتَ بَعْدُ عَنْهَا، فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، ثُمَّ قُبِضَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَمْ يَنْهَ عَنْ ذَلِكَ، ثُمَّ أَرَادَ عُمَر أَنْ يَنْهَى عَنْ ذَلِكَ ثُمَّ تَرَكَهُ» هَكَذَا وَقَعَ هَذَا اللَّفْظ فِي مُعْظَم نُسَخ صَحِيح مُسْلِم الَّتِي بِبِلَادِنَا: «أَنْ يُسَمَّى بِيَعْلَى» وَفِي بَعْضهَا: «بِمُقْبِلٍ» بَدَل: «يَعْلَى» وَفِي الْجَمْع بَيْن الصَّحِيحَيْنِ لِلْحُمَيْدِيّ: «بِيَعْلَى» وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّهُ فِي أَكْثَر النُّسَخ: «بِمُقْبِلِ» وَفِي بَعْضهَا: «بِيَعْلَى» قَالَ: وَالْأَشْبَه أَنَّهُ تَصْحِيف.

قَالَ: وَالْمَعْرُوف (بِمُقْبِلٍ) وَهَذَا الَّذِي أَنْكَرَهُ الْقَاضِي لَيْسَ بِمُنْكَرِ، بَلْ هُوَ الْمَشْهُور، وَهُوَ صَحِيح فِي الرِّوَايَة وَفِي الْمَعْنَى، وَرَوَى أَبُو دَاوُدَ فِي سُنَنه هَذَا الْحَدِيث عَنْ أَبِي سُفْيَان عَنْ جَابِر قَالَ: قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنْ عِشْت إِنْ شَاءَ اللَّه أَنْهَى أُمَّتِي أَنْ يُسَمُّوا نَافِعًا وَأَفْلَحَ وَبَرَكَة» وَاللَّه أَعْلَم.

✯✯✯✯✯✯

‏3984- سبق شرحه بالباب.

✯✯✯✯✯✯

‏3985- وَأَمَّا قَوْله: «فَلَا تَزِيدُنَّ عَلَيَّ» هُوَ بِضَمِّ الدَّال، وَمَعْنَاهُ الَّذِي سَمِعْته أَرْبَع كَلِمَات، وَكَذَا رِوَايَتهنَّ لَكُمْ، فَلَا تَزِيدُوا عَلَيَّ فِي الرِّوَايَة، وَلَا تَنْقُلُوا عَنِّي غَيْر الْأَرْبَع، وَلَيْسَ فيه مَنْع الْقِيَاس عَلَى الْأَرْبَع، وَأَنْ يَلْحَق بِهَا مَا فِي مَعْنَاهَا.

قَالَ أَصْحَابنَا: يُكْرَه التَّسْمِيَة بِهَذِهِ الْأَسْمَاء الْمَذْكُورَة فِي الْحَدِيث وَمَا فِي مَعْنَاهَا، وَلَا تَخْتَصّ الْكَرَاهَة بِهَا وَحْدهَا، وَهِيَ كَرَاهَة تَنْزِيه لَا تَحْرِيم، وَالْعِلَّة فِي الْكَرَاهَة مَا بَيَّنَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي قَوْله: «فَإِنَّك تَقُول: أَثِمَ هُوَ؟ فَيَقُول: لَا» فَكُرِهَ لِبَشَاعَةِ الْجَوَاب، وَرُبَّمَا أَوْقَع بَعْض النَّاس فِي شَيْء مِنْ الطِّيَرَة.

✯✯✯✯✯✯

‏3986- وَأَمَّا قَوْله: (أَرَادَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْهَى عَنْ هَذِهِ الْأَسْمَاء) فَمَعْنَاهُ أَرَادَ أَنْ يَنْهَى عَنْهَا نَهْي تَحْرِيم فَلَمْ يَنْهَ، وَأَمَّا النَّهْي الَّذِي هُوَ لِكَرَاهَةِ التَّنْزِيه فَقَدْ نَهَى عَنْهُ فِي الْأَحَادِيث الْبَاقِيَة.


 باب كراهة التسمية بالاسماء القبيحة وبنافع ونحوه


۞۞۞۞۞۞۞۞

كتاب الآداب ﴿ 2 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



تعليقات