📁 آخر الأخبار

‏‏باب اللام والهاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب اللام والهاء وما يثلثهما‏

‏‏باب اللام والهاء وما يثلثهما‏

‏(‏لهو‏)‏ اللام والهاء والحرف المعتلّ أصلانِ صحيحان‏:

‏ أحدهما يدلُّ على شُغْل عن شَيءٍ بشيء، والآخر على نَبْذِ شيءٍ من اليد‏.

‏ فالأوَّل اللَّهْو، وهو كلُّ شيءٍ شَغَلك عن شيء، فقد ألهاك‏.

‏ ولَهَوتُ من اللَّهْو‏.

‏ ولَهِيتُ عن الشَّيء، إذا تركتَه لِغيره‏.

‏ والقياسُ واحدٌ وإنْ تَغيَّر اللفظُ أدنَى تغيُّر‏.

‏ ويقولون‏:

‏ إذا استأثَرَ الله تعالى بشيءٍ فالْهَ عنهُ، أي اتركْهُ ولا تشتغل به‏.

‏ وفي الحديث في البَلَل بعد الوُضوء‏:

‏ ‏"‏الْهَ عنه‏"‏‏.

‏ وكان ابنُ الزُّبَيرِ إذا سمِعَ صوتَ الرّعد لَهَىَ عن الحديث الذي يقول‏:

‏ تَرَكه وأعرَض عنه‏.

‏ وقد يُكنَى باللَّهو عن غيره‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏لَوْ أرَدْنا أن نَتَّخِذَ لَهْواً‏}‏ ‏[‏الأنبياء 17‏]‏‏.

‏ وقال الحسن وقَتادةُ‏:

‏ أراد باللَّهو المرأة‏.

‏ وقال قومٌ‏:

‏ أراد به الولد‏.

‏ وأمَّا الأصل الآخر فاللُّهْوة، وهو ما يَطرحه الطّاحِن في ثُقْبَة الرَّحَى بيده، والجمع لُهىً، وبذلك سمِّي العَطاء لُهْوَة فقيل‏:

‏ هو كثير اللُّهَى‏.

‏ فأمَّا اللّهاة فهي أقصى الفمِ، كأنَّها شُبِّهَتْ بثُقْبةِ الرَّحَى، وسمِّيت لَهاةً لما يُلقَى فيها من الطَّعام‏.

‏(‏لهب‏)‏ اللام والهاء والباء أصلٌ صحيح، وهو ارتفاعُ لسان النَّار، ثم يقاسُ عليه ما يقاربه‏.

‏ من ذلك اللَّهب‏:

‏ لَهَب النَّار‏.

‏ تقول‏:

‏ التهبت التهاباً‏.

‏ وكلُّ شيءٍ ارتفع ضوؤُه ولمَعَ لمعاناً شديداً فإنَّه يقال فيه ذلك‏.

 قال‏:

‏ رأيتَ مَهابةً وليوثَ غابٍ

***

 وتاجَ الملك يلتهبُ التهابا ويقولون للعَطشان‏:

‏ لَهْبَان، وهذا على جهة الاستعارة، كأنَّ حرارةَ جوفه تَلتهب‏.

‏ ويقولون‏:

‏ اللَّهَب‏:

‏ الغُبار السَّاطع‏.

‏ فإن صحَّ فاستعارةٌ أيضاً‏.

‏ ويقال‏:

‏ فَرَسٌ مُلْهِبٌ، إذا أثارَ الغبار‏.

‏ وللفرس أُلْهُوب، اشتقَّ كلُّ هذا من الأوّل‏.

‏ قال امرؤ القيس‏:

‏ فللزَّجْرِ ألهوبٌ وللسّاقِ دِرَّةٌ

***

 وللسَّوط منه وَقْعُ أخْرَجَ مُهْذِبِ واللَّهَب واللُّهاب‏:

‏ اشتعال النّار، ويستعمل اللُّهاب في العَطَش، فأمَّا اللِّهب، وهو المَضيق بين الجبلين فليس من هذا، وأصله الصَّاد، وإنَّما هو لِصْب، فأُبدلت الصاد هاءً‏.

‏ وبنو لِهْبٍ‏:

‏ بطنٌ من العرب‏.

‏(‏لهث‏)‏ اللام والهاء والثاء كلمةٌ واحدة، وهي أنْ يَدْلَعَ الكلبُ لسانَه من العطش‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏إنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ‏}‏ ‏[‏الأعراف 176‏]‏، واللُّهَاث‏:

‏ حَرُّ العطَش‏.

‏ وهذا إنَّما هو مقيسٌ على ما ذكرناه من شأن الكلب‏.

‏(‏لهج‏)‏ اللام والهاء والجيم أصلٌ صحيح يدلُّ على المثابرَة على الشَّيء وملازمتِه، وأصلٌ آخر يدلُّ على اختلاطٍ في أمرٍ‏.

‏ يقال‏:

‏ لَهِجَ بالشَّيء، إذا أُغرِيَ به وثابَرَ عليه، وهو لَهِجٌ‏.

‏ والمُلْهِج‏:

‏ الذي لَهِجتْ فِصالُه برَضاعِ أمَّهاتِها فيَصْنَعُ لذلك أخِلّةً يشدُّها في خِلْفِ أمِّ الفصيل، لئلاَّ يَرتضِعَ الفصيل، لأنّ ذلك يؤلِمُ أنفه‏.

‏ وإيّاهُ أراد القائل‏:

‏ رَعَى بارِضَ الوَسميِّ حتَّى كأنَّما

***

 يَرَى بسَفَى البُهْمى أخِّلةَ مُلْهِجِ وقولهم‏:

‏ هو فصيح اللَّهجة واللَّهَجَة‏:

‏ اللِّسانِ، بما ينطق به من الكلام‏.

‏ وسمِّيت لهجةً لأنّ كلاًّ يلهَجُ بلُغتِه وكلامه‏.

‏ والأصل الآخَر قولُهم‏:

‏ لَهْوَجْتُ عليه أمرَه، إذا خلطتَه‏.

‏ وأصلهُ من اللَّبَن المُلْهَاجِّ، وهو الخاثر الذي يكاد يَرُوب‏.

‏ ويقولون‏:

‏ أمْرُهُم مُلْهاجٌّ‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ لَهْوَجْتُ اللّحمَ، إذا لم تنضِجْه شيئاً، فكأنَّه مختلِطٌ بين النِّيِّ والنَّضيج‏.

‏ فأمَّا قولهم‏:

‏ لَهَّجْتُ القومَ، مثل لَهَّنْتُهم، فممكنٌ أن يكون من الإبدال، كأنَّ الجيمَ بدلٌ من النُّون‏.

‏(‏لهد‏)‏ اللام والهاء والدال أصلٌ صحيح، يدلُّ على إذلال ومُطامَنَة، من ذلك لَهَّدْتُ الرّجُل، إذا دفَّعْتَه، فهو مُلَهَّدٌ ذَليل‏.

‏ واللَّهِيدُ‏:

‏ البعير يُصِيب جنبه الحِمْلُ الثَّقيل‏.

‏ وألهَدْت الرّجُلَ، إذا أمسكتَه وخلَّيتَ عليه آخَرَ يقاتلُه‏.

‏ وألْهَدْتُ بالرّجُل‏:

‏ أزْرَيتُ به‏.

‏(‏لهز‏)‏ اللام والهاء والزاء أصلٌ صحيح يدلُّ على دَفْعٍ بيَدٍ أو غيرها أو رمي بوَتَر‏.

‏ قالوا‏:

‏ لهَزْتُ فلاناً‏:

‏ دفعتُه‏.

‏ ويقولون‏:

‏ اللّهْز‏:

‏ الضّرْب بجُمْع اليدِ في الصَّدر‏.

‏ ويقولون‏:

‏ لهَزَهُ القَتِير‏:

‏ فَشَا فِيه‏.

‏ ولَهزْتُه بالرُّمح في صَدرِه‏:

‏ طعنتُه‏.

‏ ولهَزَ الفَصِيلُ ضَرْعَ أمِّه، إذا ضَرَبه برأسِه عند الرَّضاع‏.

‏ ويقال‏:

‏ بعيرٌ ملهوزٌ، إذا كان قد وُسِم في لِهزِمَتِه‏.

 قال‏:

‏ مَرَّتْ بِراكبِ مَلهوزٍ فقال لها

***

 ضُرِّي الجميحَ ومَسِّيهِ بتعذيبِ فأمّا قولُهم‏:

‏ فرسٌ ملهوزٌ، أي مُضَبَّر الخَلْق، فهو صحيحٌ على هذا القياس، كأنَّ لحمَه رُفِع مِن جوانبه حتَّى تداخَلَ‏.

‏ ودائرة اللاهِزِ‏:

‏ دائرةٌ في اللِّهزِمَة‏.

‏(‏لهس‏)‏ اللام والهاء والسين كلمةٌ تدلُّ على جِنْس من الإطعام‏.

‏ يقولون‏:

‏ لَهَسَ على الطَّعام‏:

‏ زاحَم حِرصاً‏.

‏ وما لَكَ عندي لَهْسَةٌ من طعام، أي لا كثير ولا قليل‏.

‏ قال ابن دريد‏:

‏ لَهَس الصبيُّ ثديَ أُمِّه‏:

‏ لطَعَه ولم يَمْصَصْه‏.

‏(‏لهط‏)‏ اللام والهاء والطاء كلمةٌ‏.

‏ يقولون‏:

‏ لَهَطه بسهمٍ‏:

‏ رماه‏.

‏ ولَهَطَتِ المرأةَ فرجَها بالماء‏:

‏ ضَرَبَتْه‏.

‏(‏لهع‏)‏ اللام والهاء والعين كلماتٌ إن صحت تدلُّ على استرخاء وفَترة‏.

‏ من ذلك اللهِع من الرِّجال‏:

‏ المسترسل إلى كُلٍّ‏.

‏ يقال‏:

‏ لَهِعَ لهَاعَةً‏.

‏ وبه سُمِّي لَهِيعة‏.

‏ ويقال‏:

‏ هو الفاتر المُسترخِي‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏ تَلَهْيَعَ في كلامه‏:

‏ أفرَط‏.

‏(‏لهف‏)‏ اللام والهاء والفاء كلمةٌ تدلُّ على تحسُّر‏.

‏ يقال‏:

‏ تلهَّفَ على الشَّيء، ولهِفَ، إذا حزِن وتحسَّر‏.

‏ والملهوف‏:

‏ المظلومُ يستغيث‏.

‏(‏لهق‏)‏ اللام والهاء والقاف كلمتانِ متباينتان‏.

‏ فالأولى اللَّهق‏:

‏ الأبيض؛ والثَّور الأبيضِ لِهَاق‏.

‏ قال الهذليّ‏:

‏ * لَِهاقٌ تَلأْلُؤهُ كالهِلالِ * والكلمة الأخرى قولهم‏:

‏ تَلَهْوَقَ الرّجُل‏:

‏ أظْهَرَ سخاءً وليس بسخِيّ‏.

‏(‏لهم‏)‏ اللام والهاء والميم أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على ابتلاعِ شيء، ثم يقاس عليه‏.

‏ تقول العرب‏:

‏ التَهَم الشَّيء‏:

‏ التَقَمه‏.

‏ ومن هذا الباب الإلهام، كأنَّه شيءٌ أُلقِيَ في الرُّوع فالتَهَمَه‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا‏}‏ ‏[‏الشمس 8‏]‏‏.

‏ والتَهَم الفصيلُ ما في ضَرع أمِّه‏:

‏ استوفاه‏.

‏ وفرسٌ لهِمٌّ‏:

‏ سَبَّاق، كأنَّه يلتهم الأرض‏.

‏ واللُّهَيْم‏:

‏ الدَّاهية، وكذلك أمُّ اللُّهيْم، وسمِّيت لعِظمها كأنَّها تَلْهَمُ ما تلقى‏.

‏ ويقولون للعظِيم الكافي‏:

‏ اللِّهَمّ ومن الباب اللُّهمُوم‏:

‏ الرّجُل الجَواد‏.

‏ وهذا على العِظَم والسَّعة‏.

‏(‏لهن‏)‏ اللام والهاء والنون كلمةٌ واحدة، اللُّهْنَةُ‏:

‏ ما يتعجَّله الرّجُل قبل غَدَائه‏.

‏ وقد تَلهَّن‏.

ويقال بل اللُّهْنة‏:

‏ ما يُهديه الرّجلُ إذا قَدِم من سَفَره‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏ كتاب اللاّم ﴿ 3 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات