📁 آخر الأخبار

‏‏باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي‏

 

‏‏باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي‏

‏‏باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي‏


‏(‏دسم‏)‏ الدال والسين والميم أصلان‏:

‏ أحدهما يدلُّ على سَدّ الشيء، والآخر يدلُّ على تلطخ الشّيء بالشيء‏.

‏ فالأوّل الدِّسام، وهو سِدَادُ كلِّ شَيء‏.

‏ وقال قومٌ‏:

‏ دَسَم البابَ‏:

‏ أغلَقَه‏.

والثاني الدَّسَم معروف، وسمِّي بذلك لأنّه يلطَّخ بالشّيء‏.

‏ والدُّسْمة‏:

‏ الدّنيءُ، من الرِّجال الرديّ‏.

‏ وسمِّي بذلك لأنّه كالملطَّخ بالقبيح‏.

ويقال للغادِرِ‏:

‏ هو دَسِم الثياب، كأنّه قد لُطِّخ بقبيح‏.

 قال‏:

‏ يا ربِّ إنّ الحارثَ بن الجَهْمِ

***

 أَوْذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ ومن التّشبيه قولهم‏:

‏ دَسَمَ المطرُ الأرضَ، إذا قلَّ ولم يبلُغْ أن يُبلَّ الثَّرى‏.

‏ ومما شذّ عن الباب‏:

‏ الدّيْسَم، وهو ولد الذِّئب من الكلبة‏.

‏ والدّيسم أيضاً‏:

‏ النبات الذي يقال له‏:

‏ ‏"‏بُستَانْ أفْرُوز‏"‏‏.

ويقال إن الدّيسمة الذَّرّة‏.

‏(‏دسو/ا‏)‏ الدال والسين والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على خَفاءٍ وسَتْر‏.

‏ يقال دَسَوْتُ الشّيءَ أدْسُوه، ودسَا يدسُو، وهو نقيض زَكَا‏.

‏ فأمّا قوله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا‏}‏ ‏[‏الشمس 10‏]‏، فإنّ أهل العلم قالوا‏:

‏ الأصل دَسَّسَهَا، كأنَّه أخفاها، وذلك أنَّ السَّمْحَ ذا الضِّيافةِ يَنزِل بكلِّ بَراز، وبكل يَفَاع؛ ليَنْتابَه الضِّيفَانُ، والبَخيلَ لا ينزِلُ إلاَّ في هَبْطَةٍ أو غامض، فيقول الله تعالى‏:

‏ ‏{‏قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا‏.

‏ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّاهَا‏}‏ ‏[‏الشمس 9- 10‏]‏، أي أخفاها، أو أغْمَضها‏.

‏ وهذا هو المعوَّل عليه‏.

‏ غير أنّ بعضَ أهلِ العِلم

 قال‏:

‏ دَسّاها، أي أغواها وأغراها بالقَبيح‏.

‏ وأنشد‏:

‏ وأنتَ الذي دَسّيْتَ عَمْراً فأصبحتْ

***

 حلائلُه منه أَرامِلَ ضُيَّعَا

‏(‏دست‏)‏ الدال والسين والتاء ليس أصلاً، لأنّ الدّسْت الصَّحراء وهو فارسيٌّ معرَّب‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ قد علمَتْ فَارِسٌ وحِمْيرُ والـْ

***

 أَعْرابُ بالدّسْتِ أيُّكُمْ نَزَلا

‏(‏دسر‏)‏ الدال والسين والراء أصلٌ واحد يدلُّ على الدَّفْع‏.

‏ يقال دَسَرْتُ الشّيءَ دَسْرَا، إذا دَفَعتَه دَفْعاً شديداً‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏ليس في العَنْبَر زَكاةٌ، إنّما هو شيءٌ دسرَه البَحرُ‏"‏، أي رماهُ ودفع بِه‏.

‏ وفي حديث عُمَر ‏[‏رضي الله عنه‏]‏‏:

‏ ‏"‏إنّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم أن يُؤخَذ الرّجلُ فيُدْسَر كما تُدسَر الجَزور‏"‏، أي يُدفَع‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ دَسَره بالرُّمْح، ورُمْحٌ مِدْسَرٌ‏.

 قال‏:

‏ عَنْ ذي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ برُكْنِهِ أرْكَان دَمْخٍ لاَنْقَعَرْ أي لو دَفَعَها‏.

ويقال للجمل الضّخْم القويّ‏:

‏ دَوْسَريٌّ‏.

‏ ودَوْسَر‏:

‏ كتيبةٌ؛ لأنّها تدفع الأعداء‏.

‏ ومما شذَّ عن الباب وهو صحيحٌ‏:

‏ الدِّسارُ‏:

‏ خَيْطٌ من ليفٍ تُشَدّ به ألواحُ السَّفينة، والجمع دُسُرٌ‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ‏}‏ ‏[‏القمر 13‏]‏‏.

ويقال الدُّسُر‏:

‏ المَسامير‏.

‏(‏دسع‏)‏ الدال والسين والعين أصلٌ يدلُّ على الدَّفْع‏.

‏ يقال دسَعَ البعيرُ بجِرَّتِه، إذا دَفَع بها‏.

‏ والدَّسْع‏:

‏ خُروج الجِرَّة‏.

‏ والدَّسِيعة‏:

‏ كَرَمُ فِعْلِ الرّجل في أموره‏.

‏ وفلانٌ ضَخْم الدَّسيعة، يقال هي الجَفْنة،

ويقال المائدة‏.

‏ وأيُّ ذلك كانَ فهو من الدَّفْع والإعطاء‏.

‏ ومنه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في كتابه بينَ قريشٍ والأنصار‏:

‏ ‏"‏إنّ المؤمنين أيديهم على من بَغَى عليهم أو ابتغَى دَسيعةَ ظُلْم‏"‏ فإنّه أراد الدّفْعَ أيضاً‏.

‏ يقول‏:

‏ ابتغى دفْعاً بظُلْم‏.

‏ وفي حديثٍ آخر‏:

‏ ‏"‏يقول الله تعالى‏:

‏ يا ابنَ آدمَ ألَمْ أجعلْك تَرْبَعُ وَتَدْسَع‏"‏‏.

‏ فقوله تَرْبَعُ، أي تأخذ المِرباع؛ وقوله تدسع، أي تدفع وتُعطِي العطاءَ الجزيل‏.

‏(‏دسق‏)‏ الدال والسين والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على الامتلاء‏.

‏ يقال ملأت الحوضَ حَتَّى دَسِقَ، أي امتلأَ حتى ساح ماؤُه*‏.

‏ والدَّيْسق‏:

‏ الحوض الملآنُ‏.

ويقال الدَّيْسَق‏:

‏ تَرَقْرُق السَّراب على الأرض‏.

‏ 


‏‏باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات