باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي
باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي
(دسم) الدال والسين والميم أصلان:
أحدهما يدلُّ على سَدّ الشيء، والآخر يدلُّ على تلطخ الشّيء بالشيء.
فالأوّل الدِّسام، وهو سِدَادُ كلِّ شَيء.
وقال قومٌ:
دَسَم البابَ:
أغلَقَه.
والثاني الدَّسَم معروف، وسمِّي بذلك لأنّه يلطَّخ بالشّيء.
والدُّسْمة:
الدّنيءُ، من الرِّجال الرديّ.
وسمِّي بذلك لأنّه كالملطَّخ بالقبيح.
ويقال للغادِرِ:
هو دَسِم الثياب، كأنّه قد لُطِّخ بقبيح.
قال:
يا ربِّ إنّ الحارثَ بن الجَهْمِ
***
أَوْذَمَ حَجّاً في ثِيابٍ دُسْمِ ومن التّشبيه قولهم:
دَسَمَ المطرُ الأرضَ، إذا قلَّ ولم يبلُغْ أن يُبلَّ الثَّرى.
ومما شذّ عن الباب:
الدّيْسَم، وهو ولد الذِّئب من الكلبة.
والدّيسم أيضاً:
النبات الذي يقال له:
"بُستَانْ أفْرُوز".
ويقال إن الدّيسمة الذَّرّة.
(دسو/ا) الدال والسين والحرف المعتل أصلٌ واحد يدلُّ على خَفاءٍ وسَتْر.
يقال دَسَوْتُ الشّيءَ أدْسُوه، ودسَا يدسُو، وهو نقيض زَكَا.
فأمّا قوله تعالى:
{وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا} [الشمس 10]، فإنّ أهل العلم قالوا:
الأصل دَسَّسَهَا، كأنَّه أخفاها، وذلك أنَّ السَّمْحَ ذا الضِّيافةِ يَنزِل بكلِّ بَراز، وبكل يَفَاع؛ ليَنْتابَه الضِّيفَانُ، والبَخيلَ لا ينزِلُ إلاَّ في هَبْطَةٍ أو غامض، فيقول الله تعالى:
{قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا.
وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّاهَا} [الشمس 9- 10]، أي أخفاها، أو أغْمَضها.
وهذا هو المعوَّل عليه.
غير أنّ بعضَ أهلِ العِلم
قال:
دَسّاها، أي أغواها وأغراها بالقَبيح.
وأنشد:
وأنتَ الذي دَسّيْتَ عَمْراً فأصبحتْ
***
حلائلُه منه أَرامِلَ ضُيَّعَا
(دست) الدال والسين والتاء ليس أصلاً، لأنّ الدّسْت الصَّحراء وهو فارسيٌّ معرَّب.
قال الأعشى:
قد علمَتْ فَارِسٌ وحِمْيرُ والـْ
***
أَعْرابُ بالدّسْتِ أيُّكُمْ نَزَلا
(دسر) الدال والسين والراء أصلٌ واحد يدلُّ على الدَّفْع.
يقال دَسَرْتُ الشّيءَ دَسْرَا، إذا دَفَعتَه دَفْعاً شديداً.
وفي الحديث:
"ليس في العَنْبَر زَكاةٌ، إنّما هو شيءٌ دسرَه البَحرُ"، أي رماهُ ودفع بِه.
وفي حديث عُمَر [رضي الله عنه]:
"إنّ أخْوَفَ ما أخافُ عليكم أن يُؤخَذ الرّجلُ فيُدْسَر كما تُدسَر الجَزور"، أي يُدفَع.
ومن الباب:
دَسَره بالرُّمْح، ورُمْحٌ مِدْسَرٌ.
قال:
عَنْ ذي قَدَامِيسَ لُهَامٍ لو دَسَرْ برُكْنِهِ أرْكَان دَمْخٍ لاَنْقَعَرْ أي لو دَفَعَها.
ويقال للجمل الضّخْم القويّ:
دَوْسَريٌّ.
ودَوْسَر:
كتيبةٌ؛ لأنّها تدفع الأعداء.
ومما شذَّ عن الباب وهو صحيحٌ:
الدِّسارُ:
خَيْطٌ من ليفٍ تُشَدّ به ألواحُ السَّفينة، والجمع دُسُرٌ.
قال الله تعالى:
{وَحَمَلْنَاهُ عَلَى ذَاتِ أَلْوَاحٍ وَدُسُرٍ} [القمر 13].
ويقال الدُّسُر:
المَسامير.
(دسع) الدال والسين والعين أصلٌ يدلُّ على الدَّفْع.
يقال دسَعَ البعيرُ بجِرَّتِه، إذا دَفَع بها.
والدَّسْع:
خُروج الجِرَّة.
والدَّسِيعة:
كَرَمُ فِعْلِ الرّجل في أموره.
وفلانٌ ضَخْم الدَّسيعة، يقال هي الجَفْنة،
ويقال المائدة.
وأيُّ ذلك كانَ فهو من الدَّفْع والإعطاء.
ومنه حديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، في كتابه بينَ قريشٍ والأنصار:
"إنّ المؤمنين أيديهم على من بَغَى عليهم أو ابتغَى دَسيعةَ ظُلْم" فإنّه أراد الدّفْعَ أيضاً.
يقول:
ابتغى دفْعاً بظُلْم.
وفي حديثٍ آخر:
"يقول الله تعالى:
يا ابنَ آدمَ ألَمْ أجعلْك تَرْبَعُ وَتَدْسَع".
فقوله تَرْبَعُ، أي تأخذ المِرباع؛ وقوله تدسع، أي تدفع وتُعطِي العطاءَ الجزيل.
(دسق) الدال والسين والقاف أُصَيلٌ يدلُّ على الامتلاء.
يقال ملأت الحوضَ حَتَّى دَسِقَ، أي امتلأَ حتى ساح ماؤُه*.
والدَّيْسق:
الحوض الملآنُ.
ويقال الدَّيْسَق:
تَرَقْرُق السَّراب على الأرض.
باب الدال والسين وما يثلثهما في الثلاثي