باب الخاء والسين وما يثلثهما
باب الخاء والسين وما يثلثهما
(خسف) الخاء والسين والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على غموض وغُؤور، وإليه يرجعُ فُروع الباب.
فالخَسْف والخَسَف.
قال الله تعالى:
{فَخَسَفْنَا بِهِ وَبِدَارِهِ الأَرْضَ} [القصص 81].
ومن الباب خُسوفُ القَمَر.
وكان بعضُ أهل اللُّغة يقول:
الخُسوف للقمر، والكُسوف للشمس.
ويقال بئرٌ خَسِيفٌ، إذا كُسِرَ جِيلُها فانهارَ ولم يُنتَزَحْ ماؤُها.
قال:
* قَليذَمٌ من العَياليم الخُسُفْ * وانخسفَت العينُ:
عمِيَتْ.
والمهزول يسمَّى خاسفاً؛ كأنّ لحمَه غارَ ودخَل.
ومنه:
بات على الخَسْفِ، إذا باتَ جائعاً، كأنّه غاب عنه ما أرادَه مِن طعام.
وَرضِيَ بالخَسْفِ، أي الدنِيّة.
ويقال:
وقَع النّاسُ في أخاسِيفَ من الأرض، وهي اللّينة تكاد تَغْمُِضُ لِلينها.
وممّا حُمِل على الباب قولُهم للسحاب الذي [يأتي] بالماء الكثير خَسِيفٌ، كأنَّه شُبِّه بالبئر التي ذكرناها.
وكذلك قولهم ناقة خَسِيفة، أي غزيرة.
فأمّا قولهم إنّ الخَسْفَ الجَوزُ المأكول* فما أدري ما هُو.
(خسق) الخاء والسين والقاف ليس أصلاً؛ لأنَّ السِّين فيه مُبدلةٌ من الزاء، وإنّما يُغَيَّر اللّفظُ ليغيَّر بعضُ المعنى.
فالخازق من السِّهام:
الذي يرتزُّ إذا أصابَ الهدف.
والخاسق:
الذي يتعلَّق ولا يرتَزُّ.
ويقولون-والله أعلم بصحته- إنّ الناقة الخَسُوقَ السيِّئةُ الخُلُق.
(خسل) الخاء والسين واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على ضَعْفٍ وقِلَّةِ خَطَر.
فالمَخْسُول:
المرذول.
ورجالٌ خُسَّلٌ مثل سُخَّل، وهم الضُّعَفاء.
والكواكب المخسولة:
المجهولة التي لا أسماء لها.
قال:
ونحنُ الثُّرَيّا وجوزاؤُها
***
ونحنُ السّماكانِ والمِرْزَمُ وأنتُم كواكبُ مَخْسُولةٌ
***
تُرَى في السّماء ولا تُعْلَمُ
(خسأ) الخاء والسين والهمزة يدلُّ على الإبعاد.
يقال خَسَأْتُ الكلبَ.
وفي القرآن:
{قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلاَ تُكَلِّمُونِ} [المؤمنون 108]، كما يقال ابعُدوا.
(خسر) الخاء والسين والراء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على النَّقْص.
فمن ذلك الخُسْر والخُسْران، كالكُفْر والكُفْران، والفُرْق والفُرْقان.
ويقال خَسَرْتُ المِيزانَ وأخْسَرْتُه، إذا نقَصْتَه.
والله أعلم.
باب الخاء والسين وما يثلثهما
باب الخاء والسين وما يثلثهما
باب الخاء والسين وما يثلثهما