📁 آخر الأخبار

‏‏باب الخاء والدال وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الخاء والدال وما يثلثهما‏

‏‏باب الخاء والدال وما يثلثهما‏


‏(‏خدر‏)‏ الخاء والدال والراء أصلان‏:

‏ الظُّلْمة والسَّتر، والبطء والإقامة‏.

‏ فالأولُ الخُدَارِيّ الليلُ المُظلِم‏.

‏ والخُدَاريَّة‏:

‏ العُقابُ، لِلونها‏.

 قال‏:

‏ خُدَارِيَّةٍ فَتْخاءَ ألْثَقَ ريشَها

***

 سَحابةُ يومٍ ذي أهاضيبَ مَاطِرِ

ويقال اليومُ خَدِرٌ‏.

‏ والليلة الخَدِرة‏:

‏ المظلِمة الماطرة وقد أَخْدَرْنا، إذا أظَلَّنا المطر‏.

 قال‏:

‏ فيهِنَّ بَهْكَنَةٌ كأنّ جَبِينَها

***

 شَمْسُ النَّهار ألاحَها الإخْدارُ وقال‏:

‏ * ويَسْتُرُونَ النَّار من غير خَدَرْ * ومثله أو قريبٌ منه قول طرفة‏:

‏ * كالمَخَاض الجُرْبِ في اليَومِ الخَدِرْ * ومن الباب الخِدْرُ خِدر المرأة‏.

‏ وأسَدٌ خادر، لأنَّ الأجمةَ له خِدْرٌ‏.

‏ والأصل الثاني‏:

‏ أخْدَرَ فلانٌ في أهلِه‏:

‏ أقام فيهم‏.

 قال‏:

‏ كأنَّ تحتِي بازِياً رَكَّاضا

***

 أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضا ومن الباب خَدَرَ الظَّبْيُ‏:

‏ تخلَّف عن السِّرب‏.

ويقال الخادر المتحيِّر‏.

‏ ومن الباب خَدِرت رِجْلُه‏.

‏ وخَدِر الرّجُل، وذلك مِن امْذِلالٍ يعتريه‏.

‏ قال طرفة‏:

‏ جازَتِ اللَّيلَ إلى أرحُلِنا

***

 آخِرَ اللَّيل بيَعْفُورٍ خَدِرْ يقول‏:

‏ كأنَّه ناعِسٌ‏.

ويقال للحُمُر بَنَاتُ أخدَرَ، وهي منسوبةٌ إليه، ولهذا تسمَّى الأخدريَّة‏.

‏(‏خدش‏)‏ الخاء والدال والشين أصلٌ واحد، وهو خَدْشُ الشيءِ للشيء‏.

‏ يقال خَدَشْتُ الشيءَ خدشاً؛ وجمع الخَدْش خُدُوش‏.

ويقال لأطراف السَّفَا الخادشَة؛ لأنّها تَخْدِش‏.

ويقال لكاهل البعير ‏[‏مِخْدَش‏]‏؛ لقلّة لحمِه، وتخديشِه فَمَ مُتَعرِّقِه‏.

‏(‏خدع‏)‏ الخاء والدال والعين أصلٌ واحد، ذكر الخليلُ قياسَه‏.

‏ قال الخليل‏.

‏ الإخداع إخفاءُ الشَّيء‏.

 قال‏:

‏ وبذلك سُمِّيت الخِزانة المُِخْدع‏.

‏ وعلى هذا الذي ذكر الخليلُ يجري البابُ‏.

‏ فمنه خَدَعْتُ الرَّجُلَ خَتَلْتُه‏.

‏ ومنه‏:

‏ ‏"‏الحرب خُدَعَةٌ‏"‏ و‏"‏خُدْعَةٌ‏"‏‏.

ويقال خَدَع الرِّيقُ في الفم، وذلك أنَّه يَخْفَى في الحَلْق وَيغِيب‏.

 قال‏:

‏ * طيِّبَ الرِّيق إذا الرِّيقُ خَدَعْ * ويقال‏:

‏ ‏"‏ما خَدَعَتْ بِعَيْنَيْ نَعْسَةٌ‏"‏، أي لم يدخل المنامُ في عيني‏.

 قال‏:

‏ أرِقْتُ فلم تَخْدَع بعينَيَّ نعْسةٌ

***

 ومن يَلْق ما لاقيتُ لابدَّ يأرَقِ والأخدع‏:

‏ عِرْقٌ في سالفة العُنُق‏.

‏ وهو خفيّ‏.

‏ ورجل مخدوعٌ‏:

‏ قُطع أخدَعُه‏.

‏ ولفلان خُلُقٌ خادِعٌ، إذا تخلَّق بغير خُلُقه‏.

‏ وهو من الباب؛ لأنه يُخفِي خلاف ما يُظهره‏.

‏ ويقال‏:

‏ إنَّ الخُدَعَة الدّهرُ، في قوله‏:

‏ * يا قوم مَنْ عاذِرِي مِن الخُدعَهْ * وهذا على معنى التَّمثيل، كأنّه يغَرّ ويَخدَع‏.

‏ ويقال‏:

‏ غُولٌ خَيْدَعٌ، كأنها تَغتال وتَخدع‏.

‏ وزعم ناسٌ أنّهم يقولون‏:

‏ دينارٌ خادع، أي ناقص الوزْن‏.

‏ فإنه كان كذا فكأنَّه أرَى التَّمامَ وأخفى النُّقصانَ حتَّى أظهره الوزنُ‏.

‏ ومن الباب الخَيْدَعُ، وهو السَّراب، والقياس واحد‏.

‏(‏خدف‏)‏ الخاء والدال والفاء أصلٌ واحد‏.

‏ قال ابن دريد‏:

‏ ‏"‏الخَدْف السُّرْعة في المشْي، ومنه اشتقاق خِنْدِفَ‏"‏‏.

‏(‏خدل‏)‏ الخاء والدال واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدِّقَّة واللِّين‏.

‏ يقال امرأة خَدْلَةٌ، أي دقيقةُ العِظام وفي لحمها امتلاء، وهي بَيِّنَة الخَدَل والْخَدَالة‏.

‏ وذُكر عن السِّجستاني عِنَبَة خَدْلةٌ، أي ضَئِيلة‏.

‏(‏خدم‏)‏ الخاء والدال والميم أصلٌ واحدٌ منقاس، وهو إطافة الشَّيء بالشيء‏.

‏ فالخَدَم *الخلاخيل، الواحد خَدَمة‏.

 قال‏:

‏ * يَبْحَثْنَ بَحْثَاً كمُضِلاَّتِ الخَدَمْ * والخَدْماء‏:

‏ الشَّاةُ تبيضُّ أوظِفَتُها‏.

‏ والمُخَدَّم‏:

‏ موضع الْخِدام من السَّاق‏.

‏ وفرسٌ مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديراً فوق أَشاعِرِهِ‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ الخَدَمةُ سيْرٌ محْكَم مثل الحَلقْة، تُشَدُّ في رُسْغ البعير ثم تشدُّ إليه سَرِيحة النّعْل‏.

 قال‏:

‏ وسمِّي الخلخال خَدَمَةً بذلك‏.

‏ والوَعِل الأرَحُّ المُخَدَّم‏:

‏ الواسع الأظلاف الذي أحاط البياضُ بأوظِفته‏.

 قال‏:

‏ * تُعيي الأرَحَّ المخدَّما * ومن هذا الباب الخِدْمة‏.

‏ ومنه اشتقاق ‏[‏الخادم‏]‏؛ لأنَّ الخادمَ يُطيف بمخدومه‏.

‏(‏خدن‏)‏ الخاء والدال والنون أصلٌ واحد، وهو المصاحَبَة‏.

‏ فالخِدْن‏:

‏ الصّاحب‏.

‏ يقال‏:

‏ خادنْتُ الرّجُلَ مخادنَةً‏.

‏ وخِدْنُ الجارية محدِّثُها‏.

‏ قال أبو زيد‏:

‏ خادنت الرّجلَ صادقته‏.

‏ ورجل خُدَنةٌ‏:

‏ كثير الأخْدان‏.

‏(‏خدب‏)‏ الخاء والدال والباء أصلان‏:

‏ أحدهما اضطرابٌ في الشيء ولِينٌ، والآخَر شقٌّ في الشيء‏.

‏ فالأوّل الخَدَب وهو الهَوَج، وفي أخبار العرب‏:

‏ ‏"‏كان بنَعامَةَ خَدَب‏"‏ أي هَوَج؛ ولعلَّ ذلك في حروبه، ويدلُّ على ما ذكرناه‏.

‏ ومنه بَعِيرٌ خِدَبٌّ، يكون ذلك في كثرةِ لَحمٍ وإذا كثُر اللَّحْمُ لان واضطرَبَ‏.

ويقال من الأوّل رجلٌ أخْدَبُ وامرأةٌ خَدْباء‏.

‏ وقال الأصمعيّ‏:

‏ دِرْعٌ خَدْباء‏:

‏ ليِّنة‏.

 قال‏:

‏ * خَدْباءُ يحْفِزُها نِجَادُ مُهنَّدٍ *

ويقال خَدَبَ، إذا كَذَب؛ وذلك أنَّ في الكذِبِ اضطراباً، إذْ كان غيرَ مستقيم‏.

‏ وشيخ خِدَبٌّ، وُصِفَ بما وُصِفَ به البعير‏.

‏ قال بعضُهم‏:

‏ إنَّ في لسانه خَدَباً، أي طولا‏.

‏ وأمّا الأصل الآخر فالخَدْبُ بالنّاب‏:

‏ شقُّ الجِلْد مع اللحم‏.

ويقال ضربة خَدْباء، إذا هَجَمَت على الجوف‏.

‏ والخَدْب‏:

‏ الحَلْب الشَّديد، كأنَّه يريد شقَّ الضَّرع بشدّة حَلْبه‏.

‏ ومما شذّ عن هذا الباب قولهم‏:

‏ ‏"‏أَقْبِلْ على خَيْدَبتِك‏"‏ أي طريقك الأوّل‏.

‏ قال الشيبانيّ‏:

‏ الخَيدب الطَّريق الواضح‏.

‏ وإن صحّ هذا فقد عاد إلى القياس؛ لأنّ الطريق يشق الأرض‏.

‏(‏خدج‏)‏ الخاء والدال والجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على النقصان‏.

‏ يقال خَدَجَت الناقة، إذا ألقَتْ ولدَها قبل النِّتاج‏.

‏ فإنْ ألقَتْه ناقصَ الخَلْق ولِتمام الحَمْل فقد أخْدَجَت‏.

‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:

‏ أخْدَجَت الصَّيْفَةُ‏:

‏ قَلَّ مطرُها‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏كلُّ صلاة لم يُقْرَأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِدَاجٌ‏"‏‏.

‏ ‏‏باب الخاء والدال وما يثلثهما‏


كاتب
كاتب
تعليقات