باب الخاء والدال وما يثلثهما
باب الخاء والدال وما يثلثهما
(خدر) الخاء والدال والراء أصلان:
الظُّلْمة والسَّتر، والبطء والإقامة.
فالأولُ الخُدَارِيّ الليلُ المُظلِم.
والخُدَاريَّة:
العُقابُ، لِلونها.
قال:
خُدَارِيَّةٍ فَتْخاءَ ألْثَقَ ريشَها
***
سَحابةُ يومٍ ذي أهاضيبَ مَاطِرِ
ويقال اليومُ خَدِرٌ.
والليلة الخَدِرة:
المظلِمة الماطرة وقد أَخْدَرْنا، إذا أظَلَّنا المطر.
قال:
فيهِنَّ بَهْكَنَةٌ كأنّ جَبِينَها
***
شَمْسُ النَّهار ألاحَها الإخْدارُ وقال:
* ويَسْتُرُونَ النَّار من غير خَدَرْ * ومثله أو قريبٌ منه قول طرفة:
* كالمَخَاض الجُرْبِ في اليَومِ الخَدِرْ * ومن الباب الخِدْرُ خِدر المرأة.
وأسَدٌ خادر، لأنَّ الأجمةَ له خِدْرٌ.
والأصل الثاني:
أخْدَرَ فلانٌ في أهلِه:
أقام فيهم.
قال:
كأنَّ تحتِي بازِياً رَكَّاضا
***
أَخْدَرَ خَمْساً لم يَذُقْ عَضَاضا ومن الباب خَدَرَ الظَّبْيُ:
تخلَّف عن السِّرب.
ويقال الخادر المتحيِّر.
ومن الباب خَدِرت رِجْلُه.
وخَدِر الرّجُل، وذلك مِن امْذِلالٍ يعتريه.
قال طرفة:
جازَتِ اللَّيلَ إلى أرحُلِنا
***
آخِرَ اللَّيل بيَعْفُورٍ خَدِرْ يقول:
كأنَّه ناعِسٌ.
ويقال للحُمُر بَنَاتُ أخدَرَ، وهي منسوبةٌ إليه، ولهذا تسمَّى الأخدريَّة.
(خدش) الخاء والدال والشين أصلٌ واحد، وهو خَدْشُ الشيءِ للشيء.
يقال خَدَشْتُ الشيءَ خدشاً؛ وجمع الخَدْش خُدُوش.
ويقال لأطراف السَّفَا الخادشَة؛ لأنّها تَخْدِش.
ويقال لكاهل البعير [مِخْدَش]؛ لقلّة لحمِه، وتخديشِه فَمَ مُتَعرِّقِه.
(خدع) الخاء والدال والعين أصلٌ واحد، ذكر الخليلُ قياسَه.
قال الخليل.
الإخداع إخفاءُ الشَّيء.
قال:
وبذلك سُمِّيت الخِزانة المُِخْدع.
وعلى هذا الذي ذكر الخليلُ يجري البابُ.
فمنه خَدَعْتُ الرَّجُلَ خَتَلْتُه.
ومنه:
"الحرب خُدَعَةٌ" و"خُدْعَةٌ".
ويقال خَدَع الرِّيقُ في الفم، وذلك أنَّه يَخْفَى في الحَلْق وَيغِيب.
قال:
* طيِّبَ الرِّيق إذا الرِّيقُ خَدَعْ * ويقال:
"ما خَدَعَتْ بِعَيْنَيْ نَعْسَةٌ"، أي لم يدخل المنامُ في عيني.
قال:
أرِقْتُ فلم تَخْدَع بعينَيَّ نعْسةٌ
***
ومن يَلْق ما لاقيتُ لابدَّ يأرَقِ والأخدع:
عِرْقٌ في سالفة العُنُق.
وهو خفيّ.
ورجل مخدوعٌ:
قُطع أخدَعُه.
ولفلان خُلُقٌ خادِعٌ، إذا تخلَّق بغير خُلُقه.
وهو من الباب؛ لأنه يُخفِي خلاف ما يُظهره.
ويقال:
إنَّ الخُدَعَة الدّهرُ، في قوله:
* يا قوم مَنْ عاذِرِي مِن الخُدعَهْ * وهذا على معنى التَّمثيل، كأنّه يغَرّ ويَخدَع.
ويقال:
غُولٌ خَيْدَعٌ، كأنها تَغتال وتَخدع.
وزعم ناسٌ أنّهم يقولون:
دينارٌ خادع، أي ناقص الوزْن.
فإنه كان كذا فكأنَّه أرَى التَّمامَ وأخفى النُّقصانَ حتَّى أظهره الوزنُ.
ومن الباب الخَيْدَعُ، وهو السَّراب، والقياس واحد.
(خدف) الخاء والدال والفاء أصلٌ واحد.
قال ابن دريد:
"الخَدْف السُّرْعة في المشْي، ومنه اشتقاق خِنْدِفَ".
(خدل) الخاء والدال واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على الدِّقَّة واللِّين.
يقال امرأة خَدْلَةٌ، أي دقيقةُ العِظام وفي لحمها امتلاء، وهي بَيِّنَة الخَدَل والْخَدَالة.
وذُكر عن السِّجستاني عِنَبَة خَدْلةٌ، أي ضَئِيلة.
(خدم) الخاء والدال والميم أصلٌ واحدٌ منقاس، وهو إطافة الشَّيء بالشيء.
فالخَدَم *الخلاخيل، الواحد خَدَمة.
قال:
* يَبْحَثْنَ بَحْثَاً كمُضِلاَّتِ الخَدَمْ * والخَدْماء:
الشَّاةُ تبيضُّ أوظِفَتُها.
والمُخَدَّم:
موضع الْخِدام من السَّاق.
وفرسٌ مخدَّم، إذا كان تحجيلُه مستديراً فوق أَشاعِرِهِ.
قال الخليل:
الخَدَمةُ سيْرٌ محْكَم مثل الحَلقْة، تُشَدُّ في رُسْغ البعير ثم تشدُّ إليه سَرِيحة النّعْل.
قال:
وسمِّي الخلخال خَدَمَةً بذلك.
والوَعِل الأرَحُّ المُخَدَّم:
الواسع الأظلاف الذي أحاط البياضُ بأوظِفته.
قال:
* تُعيي الأرَحَّ المخدَّما * ومن هذا الباب الخِدْمة.
ومنه اشتقاق [الخادم]؛ لأنَّ الخادمَ يُطيف بمخدومه.
(خدن) الخاء والدال والنون أصلٌ واحد، وهو المصاحَبَة.
فالخِدْن:
الصّاحب.
يقال:
خادنْتُ الرّجُلَ مخادنَةً.
وخِدْنُ الجارية محدِّثُها.
قال أبو زيد:
خادنت الرّجلَ صادقته.
ورجل خُدَنةٌ:
كثير الأخْدان.
(خدب) الخاء والدال والباء أصلان:
أحدهما اضطرابٌ في الشيء ولِينٌ، والآخَر شقٌّ في الشيء.
فالأوّل الخَدَب وهو الهَوَج، وفي أخبار العرب:
"كان بنَعامَةَ خَدَب" أي هَوَج؛ ولعلَّ ذلك في حروبه، ويدلُّ على ما ذكرناه.
ومنه بَعِيرٌ خِدَبٌّ، يكون ذلك في كثرةِ لَحمٍ وإذا كثُر اللَّحْمُ لان واضطرَبَ.
ويقال من الأوّل رجلٌ أخْدَبُ وامرأةٌ خَدْباء.
وقال الأصمعيّ:
دِرْعٌ خَدْباء:
ليِّنة.
قال:
* خَدْباءُ يحْفِزُها نِجَادُ مُهنَّدٍ *
ويقال خَدَبَ، إذا كَذَب؛ وذلك أنَّ في الكذِبِ اضطراباً، إذْ كان غيرَ مستقيم.
وشيخ خِدَبٌّ، وُصِفَ بما وُصِفَ به البعير.
قال بعضُهم:
إنَّ في لسانه خَدَباً، أي طولا.
وأمّا الأصل الآخر فالخَدْبُ بالنّاب:
شقُّ الجِلْد مع اللحم.
ويقال ضربة خَدْباء، إذا هَجَمَت على الجوف.
والخَدْب:
الحَلْب الشَّديد، كأنَّه يريد شقَّ الضَّرع بشدّة حَلْبه.
ومما شذّ عن هذا الباب قولهم:
"أَقْبِلْ على خَيْدَبتِك" أي طريقك الأوّل.
قال الشيبانيّ:
الخَيدب الطَّريق الواضح.
وإن صحّ هذا فقد عاد إلى القياس؛ لأنّ الطريق يشق الأرض.
(خدج) الخاء والدال والجيم أصلٌ واحدٌ يدلُّ على النقصان.
يقال خَدَجَت الناقة، إذا ألقَتْ ولدَها قبل النِّتاج.
فإنْ ألقَتْه ناقصَ الخَلْق ولِتمام الحَمْل فقد أخْدَجَت.
قال ابنُ الأعرابيّ:
أخْدَجَت الصَّيْفَةُ:
قَلَّ مطرُها.
وفي الحديث:
"كلُّ صلاة لم يُقْرَأ فيها بفاتحة الكتاب فهي خِدَاجٌ".
باب الخاء والدال وما يثلثهما