باب فضائل زيد بن حارثة واسامة بن زيد رضي الله عنهما
باب فضائل زيد بن حارثة واسامة بن زيد رضي الله عنهما
4451- قَوْله: «مَا كُنَّا نَدْعُو زَيْد بْن حَارِثَة إِلَّا زَيْد بْن مُحَمَّد حَتَّى نَزَلَ فِي الْقُرْآن: {اُدْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ}» قَالَ الْعُلَمَاء: كَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ تَبَنَّى زَيْدًا، وَدَعَاهُ اِبْنه، وَكَانَتْ الْعَرَب تَفْعَلُ ذَلِكَ؛ يَتَبَنَّى الرَّجُل مَوْلَاهُ أَوْ غَيْره، فَيَكُون اِبْنًا لَهُ، يُوَارِثَهُ، وَيَنْتَسِبُ إِلَيْهِ، حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَة، فَرَجَعَ كُلُّ إِنْسَان إِلَى نَسَبه، إِلَّا مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ نَسَب مَعْرُوف، فَيُضَافُ إِلَى مَوَالِيه كَمَا قَالَ اللَّه تَعَالَى: {فَإِنْ لَمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ}.
✯✯✯✯✯✯
فيه جَوَاز إِمَارَة الْعَتِيق، وَجَوَاز تَقْدِيمه عَلَى الْعَرَب، وَجَوَاز تَوْلِيَة الصَّغِير عَلَى الْكِبَار؛ فَقَدْ كَانَ أُسَامَة صَغِيرًا جِدًّا، تُوُفِّيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ اِبْن ثَمَانِي عَشْرَة سَنَة، وَقِيلَ: عِشْرِينَ، وَجَوَاز تَوْلِيَة الْمَفْضُول عَلَى الْفَاضِل لِلْمَصْلَحَةِ.
وَفِي هَذِهِ الْأَحَادِيث فَضَائِل ظَاهِرَة لِزَيْدٍ وَلِأُسَامَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُمَا وَيُقَال: طَعَنَ فِي الْإِمْرَة وَالْعَرْض وَالنَّسَب وَنَحْوهَا يَطْعَنُ بِالْفَتْحِ، وَطَعَنَ بِالرُّمْحِ وَأُصْبُعه وَغَيْرهَا يَطْعُنُ بِالضَّمِّ، هَذَا هُوَ الْمَشْهُور، وَقِيلَ: لُغَتَانِ فيهمَا.
وَالْإِمْرَةُ بِكَسْرِ الْهَمْزَة الْوِلَايَة، وَكَذَلِكَ الْإِمَارَة.
✯✯✯✯✯✯
4453- سبق شرحه بالباب.
باب فضائل زيد بن حارثة واسامة بن زيد رضي الله عنهما
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب فضائل الصحابة ﴿ 11 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞