باب الفاء والواو وما يثلثهما
باب الفاء والواو وما يثلثهما
(فوت) الفاء والواو والتاء أُصَيلٌ صحيح يدلُّ على خلافِ إدراكِ الشّيءِ والوصولِ إليه.
يقال:
فاته الشَّيءُ فوتاً.
تباعَدَ ما بينهما، أي لم يُدرِك هذا ذاك.
والافتيات:
افتعالٌ من الفَوت، وهو السَّبق إلى الشَّيء دون الائتمار.
يقال:
فلانٌ لا يُفْتاتُ عليه، أي لا يُعْمَل شيءٌ دون أمرِه.
ومن الباب:
الفَوْت:
الفُرْجة بين الشَّيئين، كالفُرجة بين الإصبَعَين.
والجمع أفوات.
يقال:
ماتَ موتَ الفَوات، إذا فُوجئَ، كأنَّه فاته ما أرادَ من وصيَّةٍ وشِبْهها.
ويقال:
هو منِّي فَوْتَ الرُّمح.
وشَتَم رجلٌ آخرَ فقال:
"جعل الله تعالى رزقَه فوتَ فيه"، أي حيث يراه ولا يصلُ إليه.
(فوج) الفاء والواو والجيم كلمةٌ تدلُّ على تجمُّع.
من ذلك الفَوْج، الجماعة من النَّاس، والجمع أفواج، وجمع الجمعِ أفاوِج وأفاويج.
وأمَّا أفاجَ الرَّجُل، إذا أسرَعَ، فهو من ذوات الياء، والفَيْج منه.
(فوح) الفاء والواو والحاء كلمةٌ تدلُّ على ثَوْرٍ وغَليان.
يقال:
فاحت الرِّيح تَفوح فَوْحاً.
وحكى ناسٌ:
فاحت القِدرُ:
غلَتْ.
وأفحتُها أنا.
(فود) الفاء والواو والدال كلمةٌ واحدة، ثمَّ تستعار.
فالفَوْد:
مُعظَم شعرِ اللِّمَّة ممَّا يلي الأذُنين* ثم يقولون استعارةً لجناحَيِ العُقاب:
فَوْدان.
وممَّا ليس منه قولُهم:
فاد يفود، إذا مات، والأصل في هذا الياء، وقد ذكر.
(فور) الفاء والواو والراء كلمةٌ تدلُّ على غَلَيان، ثم يقاس عليها.
فالفَوْر:
الغَلَيان.
يقال:
فارت القدرُ تَفورُ فَوراً.
قال:
تَفور علينا قِدرُهم فنُدِيمُها
***
ونَفْثَؤُها عنَّا إذا حَمْيُها غلا وفار غضبُه، إذا جاشَ.
وممَّا قِيس على هذا قولُهم:
فَعَله من فَوْره، أي في بدء أمرِه، قبل أنْ يسكُن.
(فوز) الفاء والواو والزاء كلمتانِ متضادّتان.
فالأولى النّجاة والأخرى الهَلكة.
فالأولى قولهم:
فازَ يفوز، إذا نجا، وهو فائز.
وفاز بالأمر، إذا ذهب به وخلَص.
وكان الرجلُ يقول لامرأته إذا طلّقها:
فُوزِي بأمرك، كما يقال:
أمرُك بيدك.
ويقال لمن ظَفِر بخيرٍ وذهب به.
قال الله تعالى:
{فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وأُدْخِلَ الجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ} [آل عمران 185].
والكلمة الأخرى قولهم:
فَوَّزَ الرَّجُل، إذا مات.
قال الكُميت:
فما ضرَّها أنَّ كعباً ثَوَى
***
وفوّز مِن بعدِه جَرْوَلُ ثم اختُلِف في المَفَازَة، فقال قومٌ:
سمِّيَتْ بذلك تفاؤلاً لراكبها بالسَّلامة والنَّجاة.
والمَفَازَة:
المَنْجَاة.
قال الله عزّ وعلا:
{بِمَفَازَةٍ مِنَ العَذَابِ} [آل عمران 188].
وقال آخرون:
هي من الكلمة الثَّانية، فَوَّزَ، إذا هَلكَ.
ثم يقال:
فوَّز الرَّجُل، إذا ركب المَفَازَة.
قال:
* فوّزَ من قُرَاقِرٍ إلى سُوَى *
(فوص) الفاء والواو والصاد كلمةٌ تدلُّ على خُلوصٍ أو خَلاَصٍ من شيء.
يقال:
قَبَضت على ذَنَبِ الضّبِّ فأفاصَ من يدي، أي خلَّصَ ذنبه.
والمَفَاوصة في الحديث:
الإبانة.
وما يُفِيص بها لسانُه، أي يُبين.
(فوض) الفاء والواو والضاد أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على اتّكال في الأمر على آخَر وردِّه عليه، ثم يفرَّع فيردّ إليه ما يُشبهه.
من ذلك فوَّضَ إليه أمرَه، إذا ردَّه.
قال الله تعالى في قصّةِ من
قال:
{وأُفَوِّضُ أَمْرِي إلى اللهِ} [غافر 44].
ومن ذلك قولُهم:
باتوا فَوْضَى، أي مختلطين، ومعناه أنّ كلاًّ فوَّض أمرَه إلى الآخَر.
قال:
طعامُهم فوضَى فَضاً في رحالِهِمْ
***
ولا يُحْسِنون السِّرَّ إلاّ تنادِيا ويقال:
مالُهم فوضَى بينهم، إذا لم يخالِفْ أحدُهم الآخَر.
وتفاوَض الشَّريكان في المال، إذا اشتركا ففوَّض كلٌّ أمرَه إلى صاحبه، هذا راضٍ بما صنع ذاك وذاك راضٍ بما صنع هذا، ممَّا أجازته الشَّريعة.
(فوع) الفاء والواو والعين يدلُّ على ثَوْرٍ في شيء.
يقال لخِمْرة الطِّيب وما ثار من ريحه:
فَوْعة.
ويقال لارتفاع النهار:
فَوعة.
(فوغ) الفاء والواو والغين كلمةٌ إن صحَّت.
يقولون:
إن الفَوغ:
الضَّخم.
يقال:
امرأته فَوغاء.
(فوف) الفاء والواو والفاء كلمةٌ واحدة.
يقولون:
الفُوف:
القُطن.
ثم يقال للبياض يُرَى في أظفار الأحداث:
الفُوف.
ومن ذلك يقال:
بُرْدٌ مفَوَّف.
(فوق) الفاء والواو والقاف أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدُهما على عُلُوٍّ، والآخرُ على أوْبة ورُجوع.
فالأوّل الفَوْق، وهو العُلُوّ.
ويقال:
فلانٌ فاقَ أصحابَه يفوقُهم، إذا علاهم وأمرٌ فائق، أي مرتفع عالٍ.
وأمَّا الآخَر فَفُوَاق النَّاقَة، وهو رُجوع اللَّبنِ في ضَرعها بعد الحَلب.
تقول:
ما أقامَ عندَه إلاَّ فُوَاقَ ناقة.
واسم المجتمِع من الدِّرِّ:
فيقة، والأصل فيه الواو.
قال الأعشى:
حتَّى إذا فِيقةٌ في ضَرْعِها اجتمَعتْ
***
جاءت لتُرضِع شِقّ النفس لو رَضَعا وفي بعض الحديث في ذكر القرآن:
"أَتَفَوَّقُهُ تَفَوُّقَ اللَّقوح " معناه لا أقرأ جزئي مرّةً واحدة لكن شيئاً بعد شيء.
شبَّهَه بفُواق الدِّرَّة.
يقال فُوَاق وفَواق قال الله تعالى:
{ما لَهَا مِنْ فَوَاق} [ص 15]، أي ما لها من رُجوعٍ ولا مَثْنَوِيّةٍ ولا ارتداد.
وقال غيرُه:
ما لها من نَظِرة.
والمعنيان قريبان.
ويقولون:
أفاقَ السَّكرانُ يُفيق، وذلك من أوبةِ عقلِه إليه.
والأفاويق:
ما اجتَمَعَ من الماء في السَّحاب.
ومن الباب الفُوق:
فُوق السَّهم* وسمِّي لأنَّ الوترَ يُجعَل كأنَّه قد رُدَّ فيه، والجمع أفواق.
ويقولون:
فُقىً، وهو مقلوبٌ.
ويقال سهمٌ أفْوَق، إذا انكسر فُوقه.
وممَّا شذَّ عن هذين الأصلين قولهم:
هو يَفُوق بنفسه.
وهذا من باب الإبدال وإنما أصلُه يسوق، والفاء بدلٌ من السين، وذلك إذا جادَ بنفْسه.
(فول) الفاء والواو واللام كلمةٌ إن صحَّتْ.
يقولون:
الفُول:
الباقلَّى.
(فوم) الفاء والواو والميم أصلٌ صحيحٌ مختلَفٌ في تفسيره، وهو، الفُوم.
قال قومٌ:
هو الثُّوم، وقال آخرون:
هو الحِنطة.
ويقولون:
فَوِّمُوا لنا، أي اخبزُوا.
(فوه) الفاء والواو والهاء أصلٌ صحيح يدلُّ على تفتُّحٍ في شيء.
من ذلك الفَوَه:
سَعة الفم.
رجلٌ أفْوَه وامرأةٌ فوهاء.
ويقولون أهلُ العربية:
إنَّ أصلَ الفم فَوَهٌ، ولذلك قالوا:
رجلٌ أفْوَه.
وفاهَ الرّجلُ بالكلام يَفُوهُ به، إذا لفَظَ به.
والمُفَوَّه:
القادر على الكلام.
وزعم ناسٌ أن الفَوَه أيضاً:
خُروج الثَّنايا العُلْيا وطُولُها.
ومن الباب الفُوَّهَة:
فم النَّهْر، وإنما بنَوه هذا البناء فرقاً بين الذي للنّهر والذي للإنسان.
والفُوه:
واحد أفواه الطِّيب، مثل سُوق وأسواق.
والقياس واحد، كأنَّه لما فاحت رائحتُه فاه بها، أي نطق.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الفاء ﴿ 7 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞