📁 آخر الأخبار

‏‏باب الصاد والراء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الصاد والراء وما يثلثهما‏

‏‏باب الصاد والراء وما يثلثهما‏

‏(‏صرع‏)‏ الصاد والراء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على سقوطِ شيءٍ إلى الأرض عن مراس اثنين، ثم يُحمَلُ على ذلك ويشتقُّ منه‏.

‏ من ذلك صَرَعْتُ الرَّجلَ صَرْعَاً، وصارعتُهُ مصارَعة، ورجلٌ صَرِيع‏.

‏ والصَّريع من الأغصانِ‏:

‏ ما تَهدَّلَ وسقط إلى الأرض، والجمع صُرُع‏.

‏ وإذا جُعِلَتْ من ذلك السَّاقط قَوْسٌ فهي صَرِيع‏.

‏ وأمَّا المحمول على هذا فقولُهم‏:

‏ هما صِرْعان، يقال إنَّ معنى ذلك أنَّهما يقعان معاً‏.

‏ وهذا مَثَلٌ وتشبيه‏.

‏ وكذلك مِصْرَاعا البابِ مأخوذانِ من هذا، أي هما متساويان يقعان معاً‏.

‏ والصَّرعانِ‏:

‏ إبلان يختلفان في المشْي، فتذهب هذه وتجيءُ هذه لكثرتها‏.

 قال‏:

‏ فَرَّجْتُ عنه بِصَرْعينا لأرملةٍ

***

 أو بائس جاء معناه كمعناه ومَصَارع النَّاس‏:

‏ مَساقِطُهم‏.

‏ وقال أبو زيد‏:

‏ أتانا صَرْعَي النَّهار، غُدْوةً وعَشيَّة‏.

‏ وهذا محمولٌ على ما ذكرناه، من أنَّ الصَّـِرعَين المِثلان‏.

‏ والقياس فيه كله واحد‏.

‏(‏صرف‏)‏ الصاد والراء والفاء معظم بابِهِ يدلُّ على رَجْع الشيء‏.

‏ من ذلك صَرفْتُ القومَ صَرْفاً وانصرفوا، إذا رَجَعْتَهم فرَجَعوا‏.

‏ والصَّرِيف‏:

‏ اللّبَن ساعةَ يُحلَب ويُنصرَف به‏.

‏ والصَّرْف في القُرْآنِ‏:

‏ التَّوبة؛ لأنَّه يُرجَع به عن رتبة المذنبين‏.

‏ والصَّرْفة‏:

‏ نجم‏.

‏ قال أهلُ اللّغة سمِّيت صرفةً لانصراف البرد عند طلوعها‏.

‏ والصَّرْفة‏:

‏ خَرَزة يؤخَّذ بها الرِّجال، وسمِّيت بذلك كأنَّهم يصرفون بها القلبَ عن الذي يريده منها‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ الصَّرْف فَضْل الدِّرهم على الدِّرهم في القِيمة‏.

‏ ومعنى الصَّرف عندنا أنَّه شيءٌ صُرِف إلى شيء، كأنَّ الدِّينارَ صُرِف إلى الدراهم، أي رُجِع إليها، إِذا أخذتَ بدلَه‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ ومنه اشتُقَّ اسمُ الصَّيرفيّ، لتصريفه أحدَهما إلى الآخَر‏.

 قال‏:

‏ وتصريف الدَّراهِم في البِياعات كلِّها‏:

‏ إنفاقُها‏.

‏ قال أبو عُبيدٍ‏:

‏ صَرْف الكلام‏:

‏ تزيينهُ والزِّيادةُ فيه، وإِنَّما سُمِّيَ بذلك لأنَّه إِذا زيِّن صرف الأسماعَ إلى استماعه‏.

ويقال لِحَدَث الدَّهْر صَرْفٌ، والجمع صُروف، وسمِّي بذلك لأنه يتصرَّف بالناس، أي يقلِّبهم ويردِّدهم‏.

‏ فأمّا حِرْمةَ الشَّاءِ والبقَر والكلاب، فيقال لها الصِّرَاف، وهو عندنا من قياس الباب، لأنَّها تَصَرَّف أي تَرَدّدَ وتُراجِع فيه‏.

‏ ومن الباب الصَّريف، وهو صوت نابِ البعيرِ‏.

‏ وسمِّي بذلك لأنَّه يردِّده ويرَجِّعه‏.

‏ فأمَّا قول القائل‏:

‏ بَنِي غُدَانةَ ما إنْ أنتمُ ذهباً

***

 ولا صريفاً ولكن أنتم الخزَفُ فقال قومٌ‏:

‏ أراد بالصَّريف الفِضّة‏.

‏ فإن كان صحيحاً فسمِّيت صريفاً من قولهم‏:

‏ صَرَفت الدِّينارَ دراهمَ، ليس له وجهٌ غير هذا‏.

‏ وممّا أحسَِبه شاذّاً عن هذا الأصل‏:

‏ الصَّرَفَانُ، وهو الرَّصاص‏.

‏ والصَّرَفَانُ في قوله‏:

‏ * أمْ صرفاناً بارداً شديدا* مختلفٌ فيه، فقال قوم هو الرَّصاص‏.

‏ وقال آخَرون‏:

‏ الصَّرَفانُ‏:

‏ جنْس من التَّمر‏.

‏ وأنشدوا‏:

‏ * أَكَلَ الزُّبد بالصَّرَفان* قالوا‏:

‏ ولم يكن يُهدَى للزّبّاء شيءٌ من الطُّرف كان أحبَّ إليها من التَّمر‏.

‏ وأنشدوا‏:

‏ ولما أتتْها العير قالت أباردٌ

***

 من التَّمْرِ أم هذا حديدٌ وجندلُ ومما شذَّ أيضاً الصِّرْف‏:

‏ شيء من الصِّبْغ يُصبَغ به الأديم‏.

 قال‏:

‏ كمَيْتٌ غير مُحْلِفةٍ ولكنْ

***

 كلون الصرْفِ عُلَّ به الأديمُ وعلى هذا يُحمَلُ قولهم‏:

‏ شرِب الشَّرابَ صِرْفَاً، إذا لم يمزُجْه؛ كأنَّهُ تُرِكَ على لونِهِ وحُمْرَتِه‏.

‏(‏صرم‏)‏ الصاد والراء والميم أصلٌ واحدٌ صحيحٌ مطَّرد، وهو القَطْع‏.

‏ من ذلك صُرْم الهِجران‏.

‏ والصَّريمة‏:

‏ العزيمة على الشيء، وهو قَطْعُ كلِّ عُلْقَةٍ دونَه‏.

‏ والصُّرام‏:

‏ آخر اللَّبَن بعد التغزير، إِذا احتاجَ الرّجل إليه حلبَه ضرورةً‏.

‏ قال بشر‏:

‏ ألاَ أَبْلِغْ بني سعدٍ* رسولاً

***

 ومولاهُمْ فقد حُلِبَتْ صُرامُ وهذا مَثَلٌ، كأنَّه يقول‏:

‏ قد بُلِغَ من الشر آخِرُهُ، وآخر الشيء عند انقطاعه‏.

‏ ويقال‏:

‏ أكل فلانٌ الصَّيْرَم، وهي الوَجْبَة؛ لأنَّه إِذا أكلها قطع سائر يومه‏.

ويقال صَرَمْتُهُ صَرْماً، بالفتح وهو المصدر، والصُّرْم الاسم‏.

‏ فأمَّا الصَّريم فيقال إنّهُ اسمُ الصُّبْح واسم اللّيل‏.

‏ وكيف كان فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ واحدٍ منهما يَصْرِمُ صاحبَهُ ويَنصرِم عنه‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏فأَصْبَحَتْ كالصَّرِيم‏}‏ ‏[‏القلم 20‏]‏‏.

‏ يقول‏:

‏ احترقت فاسوادَّت كاللَّيلِ‏.

‏ فهذا فيمن قاله إنَّه اللّيل‏.

‏ وأمَّا الصُّبح فقال بشر‏:

‏ فباتَ يقول أَصبِحْ ليلُ حَتَّى

***

 تَجَلَّى عن صَريمتِهِ الظَّلامُ والصَّريم‏:

‏ الرَّمل ينقطع عن الجدَدِ والأرض الصُّلْبة‏.

‏ والصِّرام‏:

‏ وقت صَرْم الأعذاق‏.

‏ وقد أَصْرَمَ النَّخْلُ‏:

‏ حان صِرامُهُ‏.

‏ والصِّرْمة‏:

‏ القطيع من الإِبل نحوٌ من الثَّلاثين‏.

‏ والصِّرَم‏:

‏ القِطَع من السَّحاب، واحدتها صِرْمة‏.

‏ قال النابغة‏:

‏ وهبَّت الريحُ من تِلقاءِ ذي أُرُلٍ

***

 تُزْجِي من اللَّيل من صُرَّادِها صِرَما والصِّرْم‏:

‏ طائفةٌ من القوم ينزلون بإبلهم ناحيةً من الماء، فهم أهل صرم‏.

‏ والرَّجُل الصَّارم‏:

‏ الماضي في الأمور كالسَّيف الصَّارم‏.

‏ وناقة مصرَّمة، أي يُصَرَّم طبْيُها فيفْسُدُ الإحليل فييْبس، فذلك أقوى لها؛ لأنَّ اللبن لا يَخرج‏.

ويقال إنَّ التَّصريم يكون بكَيِّ خِلفَينِ‏.

‏ والصَّرماء‏:

‏ الأرض لا ماء بها‏.

ويقال إنَّ الصَّريمة الأرض المحصودُ زرعُها‏.

‏ فأمّا قوله‏:

‏ ومَوْماةٍ يَحَارُ الطَّرْفُ فيها

***

 إِذا امتنعَتْ علاها الأصرَمانِ فإنَّ الأصرمَينِ الذِّئب والغراب، سُمِّيا بذلك لقطعهما الأنيس‏.

‏(‏صري‏)‏ الصاد والراء والحرف المعتل أصلٌ واحد صحيح يدلُّ على الجمع‏.

‏ يُقال‏:

‏ صَرَى الماءَ يصرِيه، إذا جمعه‏.

‏ وماءٌ صَرىً‏:

‏ مجموع‏.

 قال‏:

‏ رأت غلاماً قد صَرَى في فقرتهْ

***

 ماءَ الشَّبابِ عُنفوانُ شِرَّتهْ وكأنَّ الصَّرَاةَ مشتقَّة مأخوذة من هذا‏.

‏ وسمِّيت المُصَرَّاةُ من الشَّاءِ وغيرِها لاجتماعِ اللبن في أخلافها‏.

‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:

‏ ‏"‏لا تُصَرُّوا الإبلَ والغنم‏.

‏ ومَنْ اشترى مصرَّاةً فهو بآخر النَّظَرَين، إن شاء ردَّها وردَّ معها صاعاً من تمر‏"‏‏.

ويقال صَرَيْت ما بينهم‏:

‏ أصلحته، وذلك هو القِياس؛ لأنه يجمع الكلمةَ المشتَّتَة‏.

‏ وتقول‏:

‏ صَرَيت الرّجُل، إذا منعتهُ ما يريدُه‏.

 قال‏:

‏ * وليسَ صَارِيَهُ عن ذِكْرِها صارِ* والقِياس ذلك؛ لأنَّه إذا مُنع الشيءَ فقد حُبِس دونه وجُمِعَ عنه ويقولون‏:

‏ صراه الله، كما يقولون‏:

‏ وقاه، أي لا نَشرَ أمرَه، بل جَمَعَ مالَه‏.

‏ وصَرَى فلانٌ ‏[‏في يدِ فلانٍ، إذا بقيَ‏]‏ في يده رَهْنَاً محبوساً‏.

‏ وشذَّ عن الباب الصَّرَاية‏:

‏ الحنظل، في قوله‏:

‏ * أو صَرَايةُ حَنْظَلِ*

‏(‏صرب‏)‏ الصاد والراء والباء أُصَيْلٌ صحيح يدلُّ على مثل ما دلَّ عليه الباب الذي قبله‏.

‏ وزاد الخليل فيه وصفاً آخر،

 قال‏:

‏ الصرِيب‏:

‏ اللَّبن الذي قد حُقِنَ‏:

‏ والوَطْب مُصرَّب‏.

‏ وقال ابنُ دُريد‏:

‏ كلُّ شيءٍ أملسَ فهو صرَب‏.

‏ وهذا الذي قاله ابنُ دريدٍ أَقْيَس؛ لأنَّهم يسمُّون الصَّمْغ الصرَب، وينشدون‏:

‏ أرض عن الخير والسُّلطانِ نائيةٌ

***

 والأطيبان بها الطُّرْثُوثُ والصَّربُ والصَّمغ فيه مَلاسَة‏.

‏ والذي قاله الخليل فَفرْعُه قولُهم للصبيِّ إذا احتبسَ بَطْنُهُ‏:

‏ صرَب ليَسْمَن، وذلك عند عَقْدِهِ شَحْمه‏.

‏ والصَّرَْب‏:

‏ اللَّبَن الحامض‏.

‏(‏صرح‏)‏ الصاد والراء والحاء أصلٌ منقاسٌ، يدلُّ على ظهور الشَّيء وبُروزه‏.

‏ من ذلك الشَّيء الصريح‏.

‏ والصَّريح‏:

‏ المحض الحسَب، وجمعه صُرَحاء‏.

‏ قال الخليل‏:

‏ ويجمع الخيلُ على الصرائح‏.

‏ وقال‏:

‏ وكلُّ خالصٍ صريح‏.

‏ يقال هو بَيِّنُ الصَّراحة والصُّروحة‏.

‏ وصرَّحَ بما في نفسه‏:

‏ أَظهَرَه‏.

ويقال كأس صراحٌ، إذا لم تُشَبْ بِمزاج‏.

‏ وصرَّحت الخمرُ، إذا ذهب عنها الزَّبد‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ كُمَيتٌ تكشَّف عن حُمْرَةٍ

***

 إذا صَرَّحَتْ بعد إِزْبادِها ويقال‏:

‏ جاء به صُِرَاحا، أي جِهارا‏.

‏ ولقيت فلاناً مُصارَحة وصِراحاً، أي كِفاحا‏.

ويقال صرَّح الحقُّ عن مَحْضِه، أي انكشف الأمرُ بعد غُيوبهِ‏.

‏ والصَّرْحة‏:

‏ المكان،

ويقال بل هو المَتْن من الأرض‏.

ويقال يومُ مُصرِّح، إذا كان لا سحابَ فيه، وهو في شعر الطِّرِمَّاح‏.

‏ والصَّرح‏:

‏ بيتٌ واحدٌ يُبنى منفرداً ضخماً طويلاً في السَّماء‏.

‏ وكلُّ بناءٍ عالٍ فهو صرْح‏.

‏(‏صرخ‏)‏ الصاد والراء والخاء أُصَيلٌ يدلُّ على صوتٍ رفيع‏.

‏ من ذلك الصُّراخ، يقال صَرَخ يَصرُخ، وهو إذا صوّت‏.

ويقال الصَّارخ‏:

‏ المستغيث، والصارخ‏:

‏ المغيث،

ويقال بل المُغيث مُصرِخ؛ لقوله تعالى في قصة من

 قال‏:

‏ ‏{‏ما أَنَا بِمُصرِخِكم وما أنتم بِمُصْرِخِيَّ‏}‏‏[‏إبراهيم 22‏]‏‏.

‏(‏صرد‏)‏ الصاد والراء والدال أصولٌ ثلاثة‏:

‏ أحدها البرد، والآخر الخلوص، والآخر القِلّة‏.

‏ فالأوَّل‏:

‏ الصَّرْد‏:

‏ البَرْد، ويومٌ صرِدٌ؛ وقد صرِدَ الرَّجُل‏.

‏ ورجلٌ مِصرادٌ‏:

‏ جَزُوعٌ من البَرْد‏.

‏ والاسم الصَّرَد‏.

‏ قال الشاعر‏:

‏ نِعْمَ شِعارُ الفَتى إِذا بَرَدَ اللَّيـ

***

 ـلُ سُحيراً وقفقَف الصَّرِدُ ومن الباب قولهم‏:

‏ صرِدَ القلبُ عن الشيء، إذا انتهى عنه‏.

‏ وذلك أنَّهُ يسلو عنه ويبرد ويَصرَد‏.

‏ والصُّرَّاد‏:

‏ غَيم رقيق‏.

‏ وأمَّا الخلوص فالصَّرْد‏:

‏ البَحْت الخالص‏.

ويقال كذِبٌ صرْد‏.

‏ وأُحِبُّك حُبّاً صَرْداً‏.

‏ وشرابٌ صرْد‏:

‏ خالص‏.

 قال‏:

‏ فإنَّ النَّبيذ الصردَ إنْ شُرْبَ وحده

***

 على غير شيءٍ أوجع الكِبْدَ جُوعُها ومن الباب‏:

‏ صرَد السَّهْمُ من الرّميَّة، إِذا نفذَ حَدُّه‏.

‏ ونَصْلٌ صارد‏.

‏ وأنا أصردته، وهو الخلوص من الرَّميَّة‏.

‏ والباب الثالث‏:

‏ التصريد في السّقْي دون الرِّيّ‏.

‏ وشرابٌ مصرّد، أي مقلَّلٌ‏.

‏ وصرَّدَ له العَطاءَ، إذا قلَّلهُ‏.

‏ ومما شذَّ عن الباب الصُّرَد‏:

‏ طائر‏.

‏ والصُّرَدَانِ‏:

‏ عِرقانِ تحت اللِّسان‏.

‏(‏صرط‏)‏ الصاد والراء والطاء وهو من باب الإِبدال، وقد ذكر في السين، وهو الطَّرِيق‏.

 قال‏:

‏ أَكُرُّ على الحرورِيِّينَ مُهْري

***

 وأحملُهم على وَضَح الصِّراطِ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏‏ كتاب الصَّاد ﴿ 17 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات