سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏

‏(‏حبج‏)‏ الحاء والباء والجيم ليس عندي أصلاً يعوّل عليه ولا يُفَرّع منه، وما أدري ما صحّة قولهم‏:

‏ حَبَجَ العَلَمُ بَدَا، وحَبَجَت النارُ‏:

‏ بدَتْ بَغْتَةً‏.

‏ وحَبِجَت الإبل، إذا أكلت العَرفَج فاشتكت بطونَها، كلُّ ذلك قريبٌ في الضَّعف بعضُه مِن بعض‏.

‏ وأما حَبَجَ بها، فالجيم مبدلةٌ من قاف‏.

‏(‏حبر‏)‏ الحاء والباء والراء أصلٌ واحد منقاسٌ مطّرد، وهو الأَثرُ في حُسْنٍ وبَهاء‏.

‏ فالحَبَار‏:

‏ الأثَر‏.

‏ قال الشاعر يصف فرساً‏:

‏ ولم يقلِّبْ أرضَها البَيْطارُ

***

 ولا لِحَبْليه بها حَبَارُ ثم يتشعَّب هذا فيُقال للذي يُكتَب به حِبرٌ، وللذي يَكتُب بالحبر حِبرٌ وحَبرٌ، وهو العالِم، وجمعه أحبار‏.

‏ والحَِبْر‏:

‏ الجمال والبهاء‏.

ويقال ذو حَِبْرٍ وسَِبْرٍ‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏يخرج من النار رجلٌ قد ذَهب حَِبْرُه وسَِبْرُه‏"‏‏.

‏ وقال ابن أحمر‏:

‏ لبِسْنا حِبْرَهْ حتى اقتُضِينا

***

 لأعمالٍ وآجالٍ قُضِينا والمُحَبَّر‏:

‏ الشيء المزَيَّن‏.

‏ وكان يقال لطُفيلٍ الغنويِّ محبِّر؛ لأنه كان يحبّر الشعر ويزيِّنه‏.

‏ وقد يجيء في غير الحُسْنِ أيضاً قياساً‏.

‏ فيقولون حَبِر الرجلُ، إذا كان بجلده قروحٌ فبرِئتْ وبقيت لها آثار‏.

‏ والحَِبْر‏:

‏ صُفرة تعلُو الأسنان‏.

‏ وثوبٌ حَبِيرٌ من الباب الأول‏:

‏ جديدٌ حَسَن‏.

‏ والحَبْرَةُ‏:

‏ الفرح‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏فَهُمْ فِي رَوْضَةٍ يُحْبَرُونَ‏}‏ ‏[‏الروم 15‏]‏،

ويقال قِدْحٌ مُحبَّر، أجيد بَرْيُه‏.

‏ وأرضٌ مِحبارٌ‏:

‏ سريعة النبات‏.

‏ والحَبِير من السحاب‏:

‏ الكثير الماء‏.

‏ ومما شذَّ عن الباب قولهم‏:

‏ ما فيه حَبَرْبَرٌ، أي شيءٌ‏.

‏ والحُبَارَى‏:

‏ طائر ويقولون‏:

‏ ‏"‏مات فلانٌ كَمَدَ الحُبَارَى‏"‏ وذلك أنها تُلقِي ريشَها مع إلقاء سائر* الطيرِ ريشَه، ويُبطئ نباتُ ريشها‏.

‏ فإذا طار الطير ولم تَقْدِر هي على الطَّيران ماتت كَمَداً‏.

 قال‏:

‏ وزَيدٌ ميِّتٌ كَمَد الحُبارَى

***

 إذا ظعنت هُنَيْدةُ أو مُلِمُّ أي مقاربٌ‏.

‏ وقال الراعي في الحُبارى‏:

‏ حلفتُ لهم لا يحسبون شَتِيمَتِي

***

 بعَيْنَيْ حُبارَى في حِبالةِ مُعْزِبِ رأتْ رجلاً يسعى إليها فحملقَتْ

***

 إليه بمَأْقي عينها المتقلِّبِ تنوشُ برجليها وقد بَلّ ريشَها

***

 رَشاشٌ كغِسْلِ الوفرة… المُعْزِب‏:

‏ الصائد؛ لأنه لا يأوي إلى أهله‏.

‏ وحَمْلقَتْ‏:

‏ قَلَبت حملاقَ عينِها‏.

‏ والمعنى أن شتمكم إيّاي لا يذهب باطلاً، فأكون بمنزلةِ الحبارى التي لا حيلة عندها إذا وقعت في الحِبالة إلا تقليبُ عينها‏.

‏ وهي من أذَلّ الطير‏.

‏ وتنوشُ برجليها‏:

‏ تضربُ بهما‏.

‏ والغِِسْل‏:

‏ الخِطمى‏.

‏ يريد سلحَتْ على ريشها‏.

‏ ومثلُه قول الكُميت‏:

‏ وَعِيدَ الحُبارَى من بعيدٍ تنفَّشت

***

 لأزرقَ مَعْلولِ الأظافير بالخَضْبِ

‏(‏حبس‏)‏ الحاء والباء والسين‏.

‏ يقال حَبَسْتُه حَبْساً‏.

‏ والحَبْس‏:

‏ ما وُقِف‏.

‏ يقال أَحْبَسْتُ فرساً في سبيل الله‏.

‏ والحِبْسُ‏:

‏ مَصنعةٌ للماء، والجمع أحباس‏.

‏(‏حبش‏)‏ الحاء والباء والشين كلمةٌ واحدة تدلُّ على التجمُّع‏.

‏ فالأحابيشُ‏:

‏ جماعات يتجمَّعون من قبائلَ شتَّى‏.

‏ قال ابن رَوَاحةَ‏:

‏ وجئنا إلى موجٍ من البحر زاخرٍ

***

 أحابِيشَ منهم حاسرٌ ومُقَنَّعُ

‏(‏حبص‏)‏ الحاء والباء والصاد ليس أصلاً‏.

‏ ويزعمون أنّ فيه كلمةً واحدة‏.

‏ ذكر ابن دريد‏:

‏ حَبَصَ الفَرَسُ، إذا عدا عدْواً شديداً‏.

‏(‏حبض‏)‏ الحاء والباء والضاد أصلان‏:

‏ أحدهما التحرّك، والآخَرَ النقص‏.

‏ فالحَبَضُ‏:

‏ التحرُّك، ومنه الحابض، وهو السَّهم الذي يقع بين يدي رامِيهِ، وذلك نقصانه على الغرض‏.

ويقال حَبَضَ ماءُ الرّكِيَّة‏:

‏ نَقَص‏.

ويقال من الثاني‏:

‏ أحْبَض فلانٌ بِحقِّي إحباضاً، أي أبطله‏.

‏ وأمَّا المحابض، وهي المَشاوِر‏:

‏ عيدانٌ تُشْتار بها العَسَل، فممكن أن يكون من الأول‏.

‏ قال ابن مُقبِل‏:

‏ كأنَّ أصواتَها من حيثُ تسمعُها

***

 صَوْتُ المحابض ينْزعِن المَحارينا

‏(‏حبط‏)‏ الحاء والباء والطاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على بطلانٍ أو ألَمٍ‏.

‏ يقال‏:

‏ أحبط اللهُ عملَ الكافر، أي أبطله‏.

‏ وأمّا الألَم فالحَبَط‏:

‏ أن تأكل الدَّابةُ حَتَّى تُنْفَخ لذلك بطنُها‏.

‏ قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:

‏ ‏"‏إنّ مما يُنبِت الرَّبيعُ ما يقتُل حَبَطاً أو يُلِمّ‏"‏‏.

‏ وسُمِّي الحارثُ الحَبَِطَ لأنّه كان في سفرٍ؛ فأصابه مثلُ هذا‏.

‏ وهم هؤلاء الذين يُسَمَّوْن الحَبِطَاتِ من تميم‏.

‏ ومما يقرب من هذا الباب حَبِطَ الجِلدُ، إذا كانت به جراحٌ فَبَرَأت وبقيتْ بها آثارٌ‏.

‏(‏حبق‏)‏ الحاء والباء والقاف ليس عندي بأصلٍ يُؤخَذُ به ولا معنى له‏.

‏ لكنهم يقولون حبَّق متاعَه، إذا جمعه‏.

‏ ولا أدري كيف صحَّتُه‏.

‏(‏حبك‏)‏ الحاء والباء والكاف أصل منقاسٌ مطّرِد؛ وهو إحكام الشَّيء في امتدادٍ واطِّراد‏.

‏ يقال بعيرٌ مَحْبُوكُ القَرَى، أي قويُّه‏.

‏ ومن الاحتباك الاحتباء، وهو شد الإزار؛ وهو قياس الباب‏.

‏ وحُبُك السماء في قوله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْحُبُكِ‏}‏ ‏[‏الذاريات 7‏]‏، فقال قومٌ‏:

‏ ذاتِ الخَلْق الحَسن المُحْكَم‏.

‏ وقال آخرون‏:

‏ الحُبُك الطرائق، الواحدة حَبِيكة‏.

‏ ويراد بالطّرائِق طرائِق النُّجوم‏.

ويقال كساءٌ مُحَبَّكٌ، أي مخطَّط‏.

‏(‏حبل‏)‏ الحاء والباء واللام أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتداد الشيء‏.

‏ ثمّ يحمل عليه، ومَرْجِع الفروع مرجعٌ واحد‏.

‏ فالحبل الرَّسَن، معروف، والجمع حِبال‏.

‏ والحبل‏:

‏ حبل العاتق‏.

‏ والحَبل‏:

‏ القطعة من الرّمل يستطيل‏.

‏ والمحمول عليه الحَبْل، وهو العهد‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ وإذا تُجَوِّزها حبالُ قبيلةٍ

***

 *أخذت من الأخرى إليك حبالَها ويريد الأمانَ وعُهودَ الخََُِفارة‏.

‏ يريد أنّه يُخفَر من قبيلةٍ حتّى يصل إلى قبيلةٍ أخرى، فتخفر هذه حتّى تبلغ‏.

‏ والحِبالة‏:

‏ حِبالة الصائد‏.

ويقال احتَبَلَ الصّيدَ، إذا صادَهُ بالحبالة‏.

‏ قال الكميت‏:

‏ ولا تجعلوني في رجائِيَ وُدَّكُمْ

***

 كَراجٍ على بيض الأنوق احتبالَها لا تجعلوني كَمنْ رجا مَن لا يكون؛ لأنّ الرخَمَة لا يُوصَل إليها، فمَنْ رجا أن يَصِيدَها على بيضها فقد رجا ما لا يكون‏.

‏ وأمّا قول لبيد‏:

‏ ولقد أغْدُو وما يُعْدِمُني

***

 صاحبٌ غَيْرُ طويلِ المحْتَبَلْ فإنّه يريد بمحتَبَلِهِ أرساغَه، لأنّ الحبلَ يكون فيها إذا شُكِلَ‏.

ويقال للواقف مكانَه لا يفرّ‏.

‏ ‏"‏حَبِيلُ بَرَاحٍ‏"‏، كأنّه محبولٌ، أي قد شُدّ بالحِبال‏.

‏ وزعم ناسٌ أنّ الأسدَ يقال له حَبِيلُ بَرَاحٍ‏.

‏ ومن المشتق من هذا الأصلِ الحِبْل، بكسر الحاء، وهي الداهية‏.

 قال‏:

‏ فلا تَعْجَلِي يا عَزَّ أنْ تتفهَّمِي

***

 بنُصْحٍ أتَى الواشونَ أم بِحُبولِ ووجْهُهُ عندي أنّ الإنسان إذا دُهِي فكأنّه قد حُبِل، أي وقع في الحِبالة، كالصَّيد الذي يُحبَل‏.

‏ وليس هذا ببعيدٍ‏.

‏ ومن الباب الحَبَل، وهو الحَمْل، وذلك أن الأيّام تَمْتَدُّ به‏.

‏ وأمّا الكَرْم فيقال له حَبْلة وحَبَلَة، وهو من الباب، لأنه في نباتِهِ كالأرشية‏.

‏ وأما الحُبْلَة فثمر العِضاه‏.

‏ وقال سعد بن أبي وقّاص‏:

‏ ‏"‏كنا نَغزُو مع النبيِّ صلى الله عليه وآله وسلم وما لنا طعامٌ إلاّ الحُبْلَة وورق السَّمُر‏"‏‏.

‏ وفيما أحسب أنّ الحُبْلَة، وهي حَلْي يُجعَل في القلائد، من هذا، ولعلَّه مشبَّه بثمرِهِ‏.

 قال‏:

‏ ويَزِينها في النَّحر حَلْيٌ واضِحٌ

***

 وقلائدٌ من حُبْلَةٍ وسُلوسِ

‏(‏حبن‏)‏ الحاء والباء والنون أصلٌ واحدٌ، فيه كلمتان محمولةٌ إحداهما على الأخرى‏.

‏ فالحِبْن كالدُّمَّل في الجَسد،

ويقال بل الرّجُل الأحْبَن الذي به السِّقْي‏.

‏ والكلمة الأُخْرى أمُّ حُبَيْن، وهي دابّة قدرُ كفِّ الإنسان‏.

‏(‏حبو‏)‏ الحاء والباء والحرف المعتل أصلٌ واحد، وهو القُرْب والدنُوّ؛ وكل دانٍ حابٍ‏.

‏ وبه سُمِّي حَبِيُّ السَّحاب، لدنُوِّه من الأفق‏.

‏ ومن الباب حبَوْتُ الرّجلَ، إذا أعطيتَه حُبْوة وحِبْوة، والاسم الحِباء‏.

‏ وهذا لا يكون إلا للتألُّف والتقريب‏.

‏ ومنه احتَبَى الرّجُل، إذا جَمَع ظَهْرَه وساقَيه بثوبٍ، وهي الحِبوة والحُبْوة أيضاً، لغتانِ‏.

‏ والحابي‏:

‏ السهم الذي يزحَفُ إلى الهَدَف‏.

‏ والعرب تقول‏:

‏ حبَوْت للخَمْسِينَ، إذا دنوتَ لها‏.

‏ وذكر الأصمعيُّ كلمةً لعلها تبعُد في الظاهر من هذا الأصل قليلاً، وليست في التحقيق بعيدة

 قال‏:

‏ فلان يَحْبُو ما حَوْلَه، أي يحميه ويَمنعُه‏.

‏ قال ابنُ أحمر‏:

‏ وراحَتِ الشَّوْلُ ولم يَحْبُها

***

 فَحْلٌ ولم يَعْتَسَّ فيها مُدِرّْ ويقال، وهو القياس المطَّرِد، إنّ الحِبَى مقصور مكسور الحاء‏:

‏ خاصّةُ المَلِك، وجمعه أحْبَاء‏.

‏ وقال بعضهم‏:

‏ بل الواحد حَبَأٌ مهموز مقصور‏.

‏ وسمي بذلك لقُربه ودُنُوِّه‏.

‏ فلم يُخْلِفْ من الباب شيءٌ‏.

‏ والله أعلم‏.

‏ ‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والباء وما يثلثهما‏


كاتب
كاتب
تعليقات