سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الجيم والواو وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الجيم والواو وما يثلثهما‏

‏‏باب الجيم والواو وما يثلثهما‏

‏(‏جوي‏)‏ الجيم والواو والياء أصلٌ يدلُّ على كراهة الشيء‏.

‏ يقال اجتَوَيْت البلادَ، إذا كرِهتَها وإنْ كنتَ في نَعْمةٍ، وجَوِيتُ‏.

 قال‏:

‏ بَشِمْتُ بِنِيِّها وجَوِيْتُ عنها

***

 وعندي لو أردتُ لها دواءُ ومن هذا الجَوَى، وهو داءُ القلْب‏.

‏ فأمّا الجِوَاءُ فهي الأرض الواسعة، وهي شاذَّةٌ عن الأصل الذي ذكرناه‏.

‏(‏جوب‏)‏ الجيم والواو والباء أصلٌ واحد، وهو خَرْقُ الشيء‏.

‏ يقال جُبْتُ الأرضَ جَوْبا، فأنا جائبٌ وجَوّابٌ‏.

‏ قال الجعدي‏:

‏ أتاك أبو ليلى يَجوبُ به الدُّجَى

***

 دُجَى الليل جَوّابُ الفلاةِ عَثَمْثَمُ ويقال‏:

‏‏"‏هل عِندك جَائِبةُ خبرٍ‏"‏ أي خبرٌ يجوب البلاد‏.

‏ والجَوْبَةُ كالغائط؛ وهو من الباب؛ لأنه كالخَرْق في الأرض‏.

‏ والجوْب‏:

‏ دِرعٌ تلبسُه المرأة، وهو مَجُوبٌ سمِّي بالمَصدر‏.

‏ والمجِْوَبُ‏:

‏ حديدةٌ يُجابُ بها، أي يُخْصَف‏.

‏ وأصلٌ آخر، وهو مراجَعة الكلام، يقال كلمه فأجابَه جَواباً، وقد تجاوَبا مُجاوَبة‏.

‏ والمجابَةُ‏:

‏ الجواب‏.

‏ ويقولون في مَثَلٍ‏:

‏ ‏"‏أساءَ سَمْعاً فأساء جابةً‏"‏‏.

‏ وقال الكميتُ لقُضاعة في تحوُّلهم إلى اليمن‏:

‏ وما مَنْ تَهتِفينَ لـه بِنَصْرٍ

***

 بِأسْرَعَ جابَةً لكِ مِنْ هَدِيلِ العرب تقول‏:

‏ كان في سفينة نوحٍ عليه السلام فَرْخٌ، فطار فوقع في الماء فغرق، فالطَّير كلها تبكي عليه‏.

‏ وفيه يقول القائل‏:

‏ فقلتُ أتَبكي ذاتُ شَجْو تذكّرتْ

***

 هَدِيلاً وقد أودى وما كانَ تُبَّعُ

‏(‏جوت‏)‏ الجيم والواو والتاء ليس أصلاً؛ لأنه حكايةُ صَوْتٍ، والأصواتُ لا تقاس ولا يقاس عليها‏.

 قال‏:

‏ * كما رُعْتَ بالجَوْتِ الظِّماءَ الصَّوادِيا * قال أبو عبيد‏:

‏ إنما كان الكسائيُّ ينشد هذا البيتَ لأجل النصب، فكان يقول‏:

‏ ‏"‏كما رُعْتَ بالجَوْتَ‏"‏ فحَكَى مع الألف واللام‏.

‏(‏جوح‏)‏ الجيم والواو والحاء أصلٌ واحد، وهو الاستئصال‏.

‏ يقال جاحَ الشيءَ يَجُوحُهُ استأصله‏.

‏ ومنه اشتقاق الجائِحة‏.

‏(‏جوخ‏)‏ الجيم والواو والخاء ليس أصلاً هو عندي؛ لأنّ بعضَه معرَّب، وفي بعضِه نَظر‏.

‏ فإنْ كان صحيحاً فهو جنسٌ من الخَرْقِ‏.

‏ يقال جَاخَ السَّيْلُ الوادِيَ يجُوخُه، إذا قلع أجرافَه‏.

 قال‏:

‏ * فللصَّخْرِ من جَوْخِ السّيُولِ وجيبُ * ذكره ابن دريد، وذكر غيره‏:

‏ تجوَّخَتِ البئرُ انهارَت‏.

‏ والمعرّب من ذلك الجَوْخَان، وهو البيدر‏.

‏(‏جود‏)‏ الجيم والواد والدال أصلٌ واحد، وهو التسمُّح بالشيء، وكثْرةُ العَطاء‏.

‏ يقال رجلٌ جَوَادٌ بَيِّن الجُودِ، وقومٌ أجْواد‏.

‏ والجَوْد‏:

‏ المطر الغزير‏.

‏ والجَواد‏:

‏ الفرسُ الذّريع والسّريع، والجمع* جِيادٌ‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏إذْ عُرِضَ عَلَيْهِ بِالعَشِيِّ الصَّافِنَاتُ الجِيَادُ‏}‏ ‏[‏ص 31‏]‏‏.

‏ والمصدر الجُودَة‏.

‏ فأمّا قولهم‏:

‏ فلانٌ يُجاد إلى كذا، ‏[‏فـ‏]‏ كَأنه يُساقُ إليه‏.

‏(‏جور‏)‏ ‏[‏الجيم والواو والراء‏]‏ أصلٌ واحد، وهو المَيْل عن الطَّريق‏.

‏ يقال جارَ جَوْراً‏.

‏ ومن الباب طَعَنَه فجَوَّره أي صَرَعه‏.

‏ ويمكن أن يكون هذا من باب الإبدال، كأنَّ الجيم بدلُ الكاف‏.

‏ وأمَّا الغَيْث الجِوَرّ، وهو الغَزير، فشاذ عن الأصل الذي أصَّلناه‏.

‏ ويمكن أن يكون من باب آخَرَ، وهو من الجيم والهمزة والراء؛ فقد ذكر ابن السّكيت أنّهم يقولون هو جُؤَرٌ على وزن فُعَلٍ‏.

‏ فإن كان كذا فهو من الجُؤَار، وهو الصَّوت، كأنه يصوِّت إذا أصاب‏.

‏ وأنشد‏:

‏ * لا تَسْقِهِ صَيِّبَ عَزَّافٍ جُؤَرْ *

‏(‏جوز‏)‏ الجيم والواو والزاء أصلان‏:

‏ أحدهما قطع الشيء، والآخَر وَسَط الشيء‏.

‏ فأمَّا الوَسَط فجَوْز كلِّ شيءٍ وَسَطه‏.

‏ والجَوْزَاء‏:

‏ الشَّاة يبيضُّ وَسَطُها‏.

‏ والجوزاء‏:

‏ نجمٌ؛ قال قوم‏:

‏ سُمِّيت بها لأنها تَعترِض جَوْزَ السماء، أي وَسَطها‏.

‏ وقال قوم‏:

‏ سُمِّيت بذلك للكواكب الثلاثة التي في وَسَطها‏.

‏ والأصل الآخَر جُزْت الموضع سِرْتُ فيه، وأجزته‏:

‏ خَلَّفْتُه وقطعته‏.

‏ وأَجَزْتُه نَفَذْتُه‏.

‏ قال امرؤ القيس‏:

‏ فلما أجَزْنا ساحةَ الحيِّ وانْتَحى

***

 بنا بَطْنُ خبْتٍ ذي قِفَافٍ عَقَنْقَلِ وقال أوس بن مَغْرَاءَ‏:

‏ * حتّى يقال أجِيزُوا آلَ صَفْوَانا * يمدحهم بأنَّهُم يُجيزُون الحاجَّ‏.

‏ والجَوَاز‏:

‏ الماء الذي يُسْقاهُ المالُ من الماشية والحَرْث، يقال منه استجَزْت فلاناً فأجَازَني، إذا أسْقَاكَ ماءً لأرضِكَ أو ماشيتك‏.

‏ قال القطامي‏:

‏ ‏[‏وقالوا‏]‏ فُقَيْمٌ قَيِّمُ الماءِ فاستجِزْ

***

 عُبادةَ إنّ المستَجيزَ على قتْرِ أي ناحية‏.

‏(‏جوس‏)‏ الجيم والواو والسين أصلٌ واحد، وهو تخلُّل الشيء‏.

‏ يقال‏:

‏ جاسُوا خِلالَ الدِّيار يجُوسون‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏فَجَاسُوا خِلاَلَ الدِّيَارِ‏}‏ ‏[‏الإسراء 5‏]‏‏.

‏ وأما الجُوس فليس أصلاً؛ لأنه إتباع للجُوع؛ يقال‏:

‏ جُوعاً له وجُوساً له‏.

‏(‏جوظ‏)‏ الجيم والواو والظاء أصلٌ واحدٌ لنعتٍ قبيح لا يُمْدَح به‏.

‏ قال قوم‏:

‏ الجَوَّاظ الكثير اللَّحْمِ المختالُ في مِشْيته‏.

‏ يقال‏:

‏ جَاظَ يَجُوظُ جَوَظاناً‏.

 قال‏:

‏ * يعلو به ذا العَضَلِ الجَوَّاظا * ويقال‏:

‏ الجوّاظ الأكولُ،

ويقال الفاجر‏.

‏(‏جوع‏)‏ الجيم والواو والعين، كلمةٌ واحدة‏.

‏ فالجوع ضِدّ الشّبَع‏.

‏ ويقال‏:

‏ عام مَجاعةٍ ومَجوعة‏.

‏(‏جوف‏)‏ الجيم والواو والفاء كلمةٌ واحدة، وهي جَوْفُ الشيء‏.

‏ يقال هذا جَوْفُ الإنسان، وجوفُ كلِّ شيء‏.

‏ وطَعْنَةٌ جائِفَةٌ، إذا وصلت إلى الجَوْفِ‏.

‏ وقِدْرٌ جَوْفاءُ‏:

‏ واسعةُ الجَوْفِ‏.

‏ وجَوْفُ عَيْرٍ‏:

‏ مكانٌ حماهُ رجل اسمه حِمار‏.

‏ وفي المثل‏:

‏ ‏"‏أخْلَى مِنْ جَوْفِ عَيْر‏"‏‏.

‏ وأصله رجلٌ كان يحمي وادياً لـه‏.

‏ وقد ذُكر حديثُهُ في كتاب العين‏.

‏(‏جول‏)‏ الجيم والواو واللام أصلٌ واحد، وهو الدَّوَرَان‏.

‏ يقال جالَ يجول ‏[‏جَوْلاً‏]‏ وجَوَلاناً، وأجَلْتُه أنا‏.

‏ هذا هو الأصل، ثمّ يشتق منه‏.

‏ فالجُول‏:

‏ ناحية البئر، والبئر لها جوانِبُ يُدَارُ فيها‏.

 قال‏:

‏ رَمَانِي بأمْرٍ كنتُ منه ووَالِدِي

***

 بَرِيَّاً ومِنْ جُولِ الطّوِيّ رماني والمِجْوَلُ‏:

‏ الغَدير، وذك أنّ الماء يَجُول فيه‏.

‏ وربما شُبِّهت الدِّرعُ به لصفاء لونها‏.

‏ والمِجْوَل‏:

‏ التُّرْس والمِجْوَل‏:

‏ قميصٌ يَجوُلُ فيه لابسُه‏.

‏ قال امرؤ القيس‏:

‏ * إذا ما اسبكرَّتْ بَيْنَ دِرْعٍ ومِجْوَلِ *

ويقال لصغار المال جَوَلان، ذلك أنّه يَجُول بين الجِلَّة‏.

‏ وقال الفراء‏:

‏ ما لفُلانٍ جُولٌ، أي ماله رأيٌ‏.

‏ وهذا مشتقٌّ من الذي ذكرناه، لأنَّ صاحب الرأي يُدِيرُ رأيَهُ ويُعْمِلُه‏.

‏ فأمّا الجَوْلانُ فبلدٌ؛ وهو اسمٌ موضوعٌ‏.

 قال‏:

‏ فآبَ مُضِلُّوهُ بِعَينٍ جَلِيَّةٍ

***

 وغُودِرَ بالجَوْلانِ حَزْمٌ ونائِلُ

‏(‏جون‏)‏ الجيم والواو والنون أصلٌ واحد‏.

‏ زعم بعض النحوييِّن أنَّ الجَون معرّب، وأنه اللون الذي يقوله الفُرْس ‏"‏الكُونَهْ‏"‏ أي لون* الشيء‏.

 قال‏:

‏ فلذلك يقال الجَونُ الأسود والأبيض‏.

‏ وهذا كلامٌ لا معنى لـه‏.

‏ والجَوْن عند أهل اللُّغةِ قاطبةً اسمٌ يقع على الأسود والأبيض، وهو بابٌ من تسمية المتضادَّين بالاسم الواحد، كالنَّاهل، والظّنّ، وسائرِ ما في الباب‏.

‏ والجَوْنَة‏:

‏ الشَّمسُ‏.

‏ فقال قومٌ‏:

‏ سمِّيت لبياضها‏.

‏ ومن ذلك حديث الدِّرع التي عُرضتْ على الحجّاج فكاد لا يراها لصفائها‏.

‏ فقال له بعضُ مَنْ حضره‏:

‏ ‏"‏إنّ الشّمس جَوْنةٌ‏"‏، أي صافيةٌ ذاتُ شعاعٍ باهر‏.

‏ وقال قومٌ‏:

‏ بل سُمِّيت جَوْنةً لأنّها إذا غابَتْ اسوادّت‏.

‏ فأمّا الجُونَة فمعروفة، ولعلَّها أن تكون معرّبة؛ والجمع جُوَن‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ * وكان المِصاعُ بما في الجُوَنْ *

‏‏باب الجيم والواو وما يثلثهما‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات