باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله تعالى عنه ما
۞۞۞۞۞۞۞
4517- قَوْله: «جِيءَ بِأَبِي مُسَجًّى، وَقَدْ مُثِلَ بِهِ» الْمُسَجَّى الْمُغَطَّى، وَمُثِلَ بِضَمِّ الْمِيم وَكَسْر الثَّاء الْمُخَفَّفَة، يُقَالُ: مُثِلَ بِالْقَتِيلِ وَالْحَيَوَان يُمْثَلُ مَثْلًا كَقَتَلَ قَتْلًا إِذَا قَطَعَ أَطْرَافَهُ، أَوْ أَنْفَهُ، أَوْ أُذُنَهُ، أَوْ مَذَاكِيرَهُ، وَنَحْو ذَلِكَ، وَالِاسْم الْمُثْلَة.
فَأَمَّا مَثَّلَ بِالتَّشْدِيدِ فَهُوَ لِلْمُبَالَغَةِ، وَالرِّوَايَة هُنَا بِالتَّخْفِيفِ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَمَا زَالَتْ الْمَلَائِكَة تُظِلُّهُ بِأَجْنِحَتِهَا حَتَّى رُفِعَ» قَالَ الْقَاضِي: يَحْتَمِلُ أَنَّ ذَلِكَ لِتَزَاحُمِهِمْ عَلَيْهِ لِبِشَارَتِهِ بِفَضْلِ اللَّه، وَرِضَاهُ عَنْهُ، وَمَا أُعِدَّ لَهُ مِنْ الْكَرَامَة.
اِزْدَحَمُوا عَلَيْهِ إِكْرَامًا لَهُ، وَفَرَحًا بِهِ، أَوْ أَظَلُّوهُ مِنْ حَرّ الشَّمْس لِئَلَّا يَتَغَيَّرَ رِيحُهُ أَوْ جِسْمُهُ.
✯✯✯✯✯✯
4518- قَوْله فَقَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَبْكِيهِ أَوْ لَا تَبْكِيهِ مَا زَالَتْ الْمَلَائِكَة تُظِلُّهُ» مَعْنَاهُ سَوَاء بَكَتْ عَلَيْهِ أَمْ لَا فَمَا زَالَتْ الْمَلَائِكَة تُظِلُّهُ أَيْ فَقَدْ حَصَلَ لَهُ مِنْ الْكَرَامَة هَذَا وَغَيْره، فَلَا يَنْبَغِي الْبُكَاءُ عَلَى مِثْل هَذَا، وَفِي هَذَا تَسْلِيَةٌ لَهَا.
قَوْله: (عَنْ عَبْد الْكَرِيم عَنْ مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر عَنْ جَابِرٍ) هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع نُسَخِ بِلَادِنَا.
قَالَ الْقَاضِي: وَوَقَعَ فِي نُسْخَة اِبْن مَاهَان: عَنْ مُحَمَّدِ بْن عَلِيّ بْن حُسَيْن عَنْ جَابِر بَدَل مُحَمَّد بْن الْمُنْكَدِر.
قَالَ الْجَيَّانِيّ: وَالصَّوَاب الْأَوَّل، وَهُوَ الَّذِي ذَكَرَهُ أَبُو السُّعُود الدِّمَشْقِيّ.
قَوْله: «جِيءَ بِأَبِي مُجَدَّعًا» أَيْ مَقْطُوع الْأَنْف وَالْأُذُنَيْنِ.
قَالَ الْخَلِيل: الْجُدْع قَطْع الْأَنْف وَالْأُذُن.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
باب من فضائل عبد الله بن عمرو بن حرام والد جابر رضي الله تعالى عنه ما
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب فضائل الصحابة ﴿ 27 ﴾
۞۞۞۞۞۞
۞۞