باب من فضائل علي بن ابي طالب رضي الله عنه
باب من فضائل علي بن ابي طالب رضي الله عنه
4418- قَوْله: (عَنْ يُوسُف بْن الْمَاجِشُونِ) وَفِي بَعْض النُّسَخ: (يُوسُف الْمَاجِشُونِ) بِحَذْفِ لَفْظَة (اِبْن)، وَكِلَاهُمَا صَحِيح، وَهُوَ أَبُو سَلَمَة يُوسُف بْن يَعْقُوب بْن عَبْد اللَّه بْن أَبِي سَلَمَة، وَاسْم أَبِي سَلَمَة دِينَار، وَالْمَاجِشُون لَقَب يَعْقُوب، وَهُوَ لَقَب جَرَى عَلَيْهِ وَعَلَى أَوْلَاده وَأَوْلَاد أَخِيهِ، وَهُوَ بِكَسْرِ الْجِيم، وَضَمّ الشِّين الْمُعْجَمَة، وَهُوَ لَفْظ فَارِسِيّ، وَمَعْنَاهُ الْأَحْمَر الْأَبْيَض الْمُوَرَّدَة، سُمِّيَ يَعْقُوب بِذَلِكَ لِحُمْرَةِ وَجْهه وَبَيَاضه.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: «أَنْتَ مِنِّي بِمَنْزِلَةِ هَارُون مِنْ مُوسَى إِلَّا أَنَّهُ لَا نَبِيّ بَعْدِي» قَالَ الْقَاضِي: هَذَا الْحَدِيث مِمَّا تَعَلَّقَتْ بِهِ الرَّوَافِض وَالْإِمَامِيَّة وَسَائِر فِرَق الشِّيعَة فِي أَنَّ الْخِلَافَة كَانَتْ حَقًّا لِعَلِيٍّ، وَأَنَّهُ وَصَّى لَهُ بِهَا.
قَالَ: ثُمَّ اِخْتَلَفَ هَؤُلَاءِ، فَكَفَّرَتْ الرَّوَافِض سَائِر الصَّحَابَة فِي تَقْدِيمهمْ غَيْره، وَزَادَ بَعْضهمْ فَكَفَّرَ عَلِيًّا لِأَنَّهُ لَمْ يَقُمْ فِي طَلَب حَقّه بِزَعْمِهِمْ، وَهَؤُلَاءِ أَسْخَف مَذْهَبًا وَأَفْسَد عَقْلًا مِنْ أَنْ يُرَدَّ قَوْلهمْ، أَوْ يُنَاظَرَ.
وَقَالَ الْقَاضِي: وَلَا شَكَّ فِي كُفْرِ مَنْ قَالَ هَذَا؛ لِأَنَّ مَنْ كَفَّرَ الْأُمَّةَ كُلّهَا وَالصَّدْر الْأَوَّل فَقَدْ أَبْطَلَ نَقْل الشَّرِيعَة، وَهَدَمَ الْإِسْلَام، وَأَمَّا مَنْ عَدَا هَؤُلَاءِ الْغُلَاة فَإِنَّهُمْ لَا يَسْلُكُونَ هَذَا الْمَسْلَكَ.
فَأَمَّا الْإِمَامِيَّةُ وَبَعْض الْمُعْتَزِلَة فَيَقُولُونَ: هُمْ مُخْطِئُونَ فِي تَقْدِيم غَيْره لَا كُفَّار.
وَبَعْض الْمُعْتَزِلَة لَا يَقُولُ بِالتَّخْطِئَةِ لِجَوَازِ تَقْدِيم الْمَفْضُول عِنْدهمْ.
وَهَذَا الْحَدِيث لَا حُجَّةَ فيه لِأَحَدٍ مِنْهُمْ، بَلْ فيه إِثْبَات فَضِيلَة لِعَلِيٍّ، وَلَا تَعَرُّض فيه لِكَوْنِهِ أَفْضَل مِنْ غَيْره أَوْ مِثْله، وَلَيْسَ فيه دَلَالَة لِاسْتِخْلَافِهِ بَعْده، لِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّمَا قَالَ هَذَا لِعَلِيٍّ حِين اِسْتَخْلَفَهُ فِي الْمَدِينَة فِي غَزْوَة تَبُوك، وَيُؤَيِّد هَذَا أَنَّ هَارُون الْمُشَبَّه بِهِ لَمْ يَكُنْ خَلِيفَة بَعْد مُوسَى، بَلْ تُوُفِّيَ فِي حَيَاة مُوسَى، وَقَبْل وَفَاة مُوسَى بِنَحْوِ أَرْبَعِينَ سَنَة عَلَى مَا هُوَ مَشْهُور عِنْد أَهْل الْأَخْبَار وَالْقَصَص.
قَالُوا: وَإِنَّمَا اِسْتَخْلَفَهُ حِين ذَهَبَ لِمِيقَاتِ رَبّه لِلْمُنَاجَاةِ.
وَاَللَّه أَعْلَم.
قَالَ الْعُلَمَاء: وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل عَلَى أَنَّ عِيسَى بْن مَرْيَم صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا نَزَلَ فِي آخِر الزَّمَان نَزَلَ حَكَمًا مِنْ حُكَّام هَذِهِ الْأُمَّة، يَحْكُمُ بِشَرِيعَةِ نَبِيِّنَا مُحَمَّد صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَلَا يَنْزِلُ نَبِيًّا، وَقَدْ سَبَقَتْ الْأَحَادِيث الْمُصَرِّحَة بِمَا ذَكَرْنَاهُ فِي كِتَاب الْإِيمَان.
قَوْله: «فَوَضَعَ إِصْبَعَيْهِ عَلَى أُذُنَيْهِ فَقَالَ: نَعَمْ، وَإِلَّا فَاسْتَكَّتَا» هُوَ بِتَشْدِيدِ الْكَافد أَيْ صُمَّتَا.
✯✯✯✯✯✯
4419- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
4420- قَوْله: (إِنَّ مُعَاوِيَة قَالَ لِسَعْدِ بْن أَبِي وَقَّاص: مَا مَنَعَك أَنْ تَسُبَّ أَبَا تُرَاب؟) قَالَ الْعُلَمَاء: الْأَحَادِيث الْوَارِدَة الَّتِي فِي ظَاهِرهَا دَخَل عَلَى صَحَابِيّ يَجِبُ تَأْوِيلُهَا.
قَالُوا: وَلَا يَقَعُ فِي رِوَايَات الثِّقَات إِلَّا مَا يُمْكِنُ تَأْوِيلُهُ.
فَقَوْل مُعَاوِيَة هَذَا لَيْسَ فيه تَصْرِيح بِأَنَّهُ أَمَرَ سَعْدًا بِسَبِّهِ، وَإِنَّمَا سَأَلَهُ عَنْ السَّبَب الْمَانِع لَهُ مِنْ السَّبّ، كَأَنَّهُ يَقُول: هَلْ اِمْتَنَعْت تَوَرُّعًا، أَوْ خَوْفًا، أَوْ غَيْر ذَلِكَ.
فَإِنْ كَانَ تَوَرُّعًا وَإِجْلَالًا لَهُ عَنْ السَّبَب فَأَنْتَ مُصِيب مُحْسِن، وَإِنْ كَانَ غَيْر ذَلِكَ فَلَهُ جَوَاب آخَر، لَعَلَّ سَعْدًا قَدْ كَانَ فِي طَائِفَة يَسُبُّونَ فَلَمْ يَسُبَّ مَعَهُمْ، وَعَجَزَ عَنْ الْإِنْكَار، وَأَنْكَرَ عَلَيْهِمْ، فَسَأَلَهُ هَذَا السُّؤَال.
قَالُوا: وَيَحْتَمِلُ تَأْوِيلًا آخَر أَنَّ مَعْنَاهُ مَا مَنَعَك أَنْ تُخَطِّئَهُ فِي رَأْيه وَاجْتِهَاده، وَتُظْهِرَ لِلنَّاسِ حُسْن رَأْينَا وَاجْتِهَادنَا، وَأَنَّهُ أَخْطَأَ؟.
✯✯✯✯✯✯
4421- سبق شرحه بالباب.
✯✯✯✯✯✯
4422- قَوْله: «فَتَسَاوَرْت لَهَا» هُوَ بِالسِّينِ الْمُهْمَلَة وَبِالْوَاوِ ثُمَّ الرَّاء، وَمَعْنَاهُ تَطَاوَلْت لَهَا كَمَا صَرَّحَ فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى، أَيْ حَرَصْت عَلَيْهَا، أَيْ أَظْهَرْت وَجْهِي، وَتَصَدَّيْت لِذَلِكَ لِيَتَذَكَّرَنِي.
قَوْله: «فَمَا أَحْبَبْت الْإِمَارَة إِلَّا يَوْمئِذٍ» إِنَّمَا كَانَتْ مَحَبَّته لَهَا لِمَا دَلَّتْ عَلَيْهِ الْإِمَارَة مِنْ مَحَبَّتِهِ لِلَّهِ وَرَسُوله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمَحَبَّتهمَا لَهُ، وَالْفَتْح عَلَى يَدَيْهِ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «اِمْشِ وَلَا تَلْتَفِتْ حَتَّى يَفْتَح اللَّه عَلَيْك فَسَارَ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ شَيْئًا، ثُمَّ وَقَفَ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ، فَصَرَخَ: يَا رَسُول اللَّه، عَلَى مَاذَا أُقَاتِلُ النَّاس؟» هَذَا الِالْتِفَات يَحْتَمِلُ وَجْهَيْنِ: أَحَدهمَا أَنَّهُ عَلَى ظَاهِره أَيْ لَا تَلْتَفِتْ بِعَيْنَيْك لَا يَمِينًا وَلَا شِمَالًا، بَلْ اِمْضِ عَلَى جِهَةِ قَصْدِك.
وَالثَّانِي أَنَّ الْمُرَاد الْحَثّ عَلَى الْإِقْدَام وَالْمُبَادَرَة إِلَى ذَلِكَ، وَحَمَلَهُ عَلِيّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ عَلَى ظَاهِره، وَلَمْ يَلْتَفِتْ بِعَيْنِهِ حِين اِحْتَاجَ، وَفِي هَذَا أَمَرَهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ظَاهِره.
وَقِيلَ: يَحْتَمِل أَنَّ الْمُرَادَ لَا تَنْصَرِفُ بَعْد لِقَاء عَدُوِّك حَتَّى يَفْتَحَ اللَّه عَلَيْك.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث مُعْجِزَات ظَاهِرَات لِرَسُولِ اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَوْلِيَّة وَفِعْلِيَّة، فَالْقَوْلِيَّة إِعْلَامه بِأَنَّ اللَّه تَعَالَى يَفْتَح عَلَى يَدَيْهِ، فَكَانَ كَذَلِكَ.
وَالْفِعْلِيَّة بُصَاقه فِي عَيْنه، وَكَانَ أَرْمَد، فَبَرَأَ مِنْ سَاعَته.
وَفيه فَضَائِل ظَاهِرَة لِعَلِيٍّ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، وَبَيَان شَجَاعَته، وَحُسْن مُرَاعَاته لِأَمْرِ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَحُبّه اللَّه وَرَسُوله، وَحُبّهمَا إِيَّاهُ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ فَقَدْ مَنَعُوا مِنْك دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالهمْ إِلَّا بِحَقِّهَا، وَحِسَابهمْ عَلَى اللَّه» وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «اُدْعُهُمْ إِلَى الْإِسْلَام» هَذَا الْحَدِيث فيه الدُّعَاء إِلَى الْإِسْلَام قَبْل الْقِتَال، وَقَدْ قَالَ بِإِيجَابِهِ طَائِفَة عَلَى الْإِطْلَاق، وَمَذْهَبنَا وَمَذْهَب آخَرِينَ أَنَّهُمْ إِنْ كَانُوا مِمَّنْ لَمْ تَبْلُغْهُمْ دَعْوَة الْإِسْلَام وَجَبَ إِنْذَارهمْ قَبْل الْقِتَال، وَإِلَّا فَلَا يَجِب، لَكِنْ يُسْتَحَبُّ، وَقَدْ سَبَقَتْ الْمَسْأَلَة مَبْسُوطَة فِي أَوَّل الْجِهَاد، وَلَيْسَ فِي هَذَا ذِكْر الْجِزْيَة وَقَبُولهَا إِذَا بَذَلُوهَا، وَلَعَلَّهُ كَانَ قَبْل نُزُول آيَة الْجِزْيَة.
وَفيه دَلِيل عَلَى قَبُول الْإِسْلَام سَوَاء كَانَ فِي حَال الْقِتَال أَمْ فِي غَيْره.
وَحِسَابه عَلَى اللَّه تَعَالَى وَمَعْنَاهُ أَنَّا نَكُفُّ عَنْهُ فِي الظَّاهِر، وَأَمَّا بَيْنَهُ وَبَيْنَ اللَّه تَعَالَى فَإِنْ كَانَ صَادِقًا مُؤْمِنًا بِقَلْبِهِ نَفَعَهُ ذَلِكَ فِي الْآخِرَة، وَنَجَا مِنْ النَّار كَمَا نَفَعَهُ فِي الدُّنْيَا، وَإِلَّا فَلَا يَنْفَعُهُ، بَلْ يَكُونُ مُنَافِقًا مِنْ أَهْل النَّار.
وَفيه أَنَّهُ يُشْتَرَطُ فِي صِحَّة الْإِسْلَام النُّطْق بِالشَّهَادَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَ أَخْرَس، أَوْ فِي مَعْنَاهُ كَفَتْهُ الْإِشَارَة إِلَيْهِمَا.
وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
✯✯✯✯✯✯
4423- قَوْله: «فَبَاتَ النَّاس يَدُوكُونَ لَيْلَتَهُمْ أَيّهمْ يُعْطَاهَا» هَكَذَا هُوَ فِي مُعْظَم النُّسَخ وَالرِّوَايَات: «يَدُوكُونَ» بِضَمِّ الدَّال الْمُهْمَلَة وَبِالْوَاوِ أَيْ يَخُوضُونَ وَيَتَحَدَّثُونَ فِي ذَلِكَ.
وَفِي بَعْض النُّسَخ: «يَذْكُرُونَ» بِإِسْكَانِ الذَّال الْمُعْجَمَة وَبِالرَّاءِ.
قَوْلُهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَوَاَللَّهِ لَأَنْ يَهْدِيَ اللَّه بِك رَجُلًا وَاحِدًا خَيْرٌ لَك مِنْ أَنْ تَكُونَ لَك حُمْرُ النَّعَم» هِيَ الْإِبِلُ الْحُمْر، وَهِيَ أَنْفُسُ أَمْوَال الْعَرَب، يَضْرِبُونَ بِهَا الْمَثَل فِي نَفَاسَةِ الشَّيْء، وَأَنَّهُ لَيْسَ هُنَاكَ أَعْظَم مِنْهُ.
وَقَدْ سَبَقَ بَيَانُ أَنَّ تَشْبِيهَ أُمُور الْآخِرَة بِأَعْرَاضِ الدُّنْيَا إِنَّمَا هُوَ لِلتَّقْرِيبِ مِنْ الْأَفْهَام، وَإِلَّا فَذَرَّةٌ مِنْ الْآخِرَة الْبَاقِيَة خَيْرٌ مِنْ الْأَرْض بِأَسْرِهَا، وَأَمْثَالهَا مَعَهَا لَوْ تُصُوِّرَتْ.
وَفِي هَذَا الْحَدِيث بَيَان فَضِيلَة الْعِلْم، وَالدُّعَاء إِلَى الْهُدَى، وَسَنّ السُّنَن الْحَسَنَة.
✯✯✯✯✯✯
4425- قَوْله: «مَاء يُدْعَى خُمًّا بَيْن مَكَّة وَالْمَدِينَة» هُوَ بِضَمِّ الْخَاء الْمُعْجَمَة وَتَشْدِيد الْمِيم، وَهُوَ اِسْم لِغَيْضَةِ عَلَى ثَلَاثَة أَمْيَال مِنْ الْحَسَنَة، عِنْدهَا غَدِير مَشْهُور يُضَافُ إِلَى الْغَيْضَةِ فَيُقَالُ: غَدِير خُمّ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَأَنَا تَارِك فِيكُمْ ثَقَلَيْنِ فَذَكَرَ كِتَاب اللَّه، وَأَهْل بَيْته» قَالَ الْعُلَمَاء: سُمِّيَا ثَقَلَيْنِ لِعِظَمِهِمَا وَكَبِير شَأْنهمَا، وَقِيلَ: لِثِقَلِ الْعَمَل بِهِمَا.
قَوْله: «وَلَكِنْ أَهْل بَيْته مَنْ حُرِمَ الصَّدَقَة» هُوَ بِضَمِّ الْحَاءِ وَتَخْفِيفِ الرَّاء، وَالْمُرَاد بِالصَّدَقَةِ الزَّكَاة، وَهِيَ حَرَام عِنْدنَا عَلَى بَنِي هَاشِم وَبَنِي الْمُطَّلِب، وَقَالَ مَالِك: بَنُو هَاشِم فَقَطْ، وَقِيلَ: بَنُو قُصَيّ، وَقِيلَ: قُرَيْشُ كُلّهَا.
قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «فَقُلْنَا: مِنْ أَهْل بَيْته نِسَاؤُهُ قَالَ: لَا» هَذَا دَلِيل لِإِبْطَالِ قَوْل مَنْ قَالَ: هُمْ قُرَيْش كُلُّهَا؛ فَقَدْ كَانَ فِي نِسَائِهِ قُرَشِيَّات، وَهُنَّ عَائِشَة، وَحَفْصَة، وَأُمّ سَلَمَة، وَسَوْدَة، وَأُمّ حَبِيبَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُنَّ وَأَمَّا قَوْله فِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: «نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْل بَيْته، وَلَكِنْ أَهْل بَيْته مَنْ حَرُمَ الصَّدَقَة» قَالَ: وَفِي الرِّوَايَة الْأُخْرَى: فَقُلْنَا: «مِنْ أَهْل بَيْته نِسَاؤُهُ قَالَ: لَا» فَهَاتَانِ الرِّوَايَتَانِ ظَاهِرهمَا التَّنَاقُض، وَالْمَعْرُوف فِي مُعْظَم الرِّوَايَات فِي غَيْر مُسْلِم أَنَّهُ قَالَ نِسَاؤُهُ لَسْنَ مِنْ أَهْل بَيْته، فَتَتَأَوَّل الرِّوَايَة الْأُولَى عَلَى أَنَّ الْمُرَاد أَنَّهُنَّ مِنْ أَهْل بَيْته الَّذِينَ يُسَاكِنُونَ، وَيَعُولُهُمْ، وَأَمَرَ بِاحْتِرَامِهِمْ وَإِكْرَامِهِمْ، وَسَمَّاهُمْ ثَقَلًا وَوَعَظَ فِي حُقُوقهمْ، وَذَكَرَ، فَنِسَاؤُهُ دَاخِلَات فِي هَذَا كُلِّهِ، وَلَا يَدْخُلْنَ فِيمَنْ حَرُمَ الصَّدَقَة، وَقَدْ أَشَارَ إِلَى هَذَا فِي الرِّوَايَة الْأُولَى بِقَوْلِهِ: «نِسَاؤُهُ مِنْ أَهْل بَيْته، وَلَكِنْ أَهْل بَيْته مَنْ حَرُمَ الصَّدَقَة»، فَاتَّفَقَتْ الرِّوَايَتَانِ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «كِتَاب اللَّه عَزَّ وَجَلَّ هُوَ حَبْل اللَّه» قِيلَ الْمُرَاد بِحَبْلِ اللَّه عَهْدُهُ، وَقِيلَ: السَّبَبُ الْمُوَصِّلُ إِلَى رِضَاهُ وَرَحْمَتِهِ، وَقِيلَ: هُوَ نُورُهُ الَّذِي يَهْدِي بِهِ.
قَوْله: «الْمَرْأَة تَكُون مَعَ الرَّجُل الْعَصْر مِنْ الدَّهْر» أَيْ الْقِطْعَة مِنْهُ.
✯✯✯✯✯✯
4426- قَوْلهَا: «فَخَرَجَ وَلَمْ يَقِلْ عِنْدِي» هُوَ بِفَتْحِ الْيَاءِ وَكَسْرِ الْقَافِ مِنْ الْقَيْلُولَة، وَهِيَ النَّوْمُ نِصْفَ النَّهَار وَفيه جَوَازُ النَّوْمِ فِي الْمَسْجِدِ، وَاسْتِحْبَابُ مُلَاطَفَةِ الْغَضْبَان، وَمُمَازَحَتِهِ، وَالْمَشْي إِلَيْهِ لِاسْتِرْضَائِهِ.
باب من فضائل علي بن ابي طالب رضي الله عنه
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب فضائل الصحابة ﴿ 5 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞