📁 آخر الأخبار

‏‏باب الدال والفاء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الدال والفاء وما يثلثهما‏

‏‏باب الدال والفاء وما يثلثهما‏


‏(‏دفق‏)‏ الدال والفاء والقاف أصلٌ واحد مطَّردٌ قياسُه، وهو دفْع الشَّيء قُدُما‏.

‏ من ذلك‏:

‏ دَفَقَ الماءُ، وهو ماءٌ دافق‏.

‏ وهذه دُفْقَةٌ مِن ماء‏.

‏ ويُحمَل قولُهم‏:

‏ جاؤوا دُفْقَةً واحدة، أي مرَّةً واحدة‏.

‏ وبعيرٌ أدفَقُ، إذا بانَ مِرْفَقاه عن جَنبَيه‏.

‏ وذلك أنَّهما إذا بانا عنه فقد اندفعا عنه واندفَقا‏.

‏ والدِّفَقُّ، على فِعَلٍّ، من الإبل‏:

‏ السريع‏.

‏ ومشى فلان الدّفِقَّى، وذلك إذا أسرَعَ‏.

‏ قال أبو عبيدة‏:

‏ الدِّفِقَّى أقْصَى العَنَق‏.

‏ ومنه حديث الزّبرقان‏:

‏ ‏"‏تمشي الدّفِقَّى، وتجلسُ الهَبَنْقَعَة‏"‏‏.

ويقال سيلٌ دُفَاقٌ‏:

‏ يملأ الوَادِي‏.

‏ ودَفَقَ الله رُوحَه، إذا دُعِي عليه بالموت‏.

‏(‏دفل‏)‏ الدال والفاء واللام ليس أصلاً، وإن كان قد جاء فيه الدِّفْلَى، وهو شَجَرٌ‏.

‏(‏دفن‏)‏ الدال والفاء والنون أصلٌ واحد يدلُّ على استخفاءٍ وغموض‏.

‏ يقال دُفنَ الميّتُ، وهذه بئرٌ دَفْنٌ‏:

‏ ادَّفَنَتْ‏.

‏ فأما الادِّفانُ فاستِخفاء العَبْد لا يريد الإباق الباتَّ‏.

‏ وقال قومٌ‏:

‏ الادّفان‏:

‏ إبَاقُ العَبد وذَهابه على وَجهِه‏.

‏ والأوَّل أجْوَد؛ لما ذكرناه من الحديث‏.

‏ والداء الدَّفين‏:

‏ الغامض الذي لا يُهْتدَى لوَجهِه‏.

‏ والدَّفُون‏:

‏ الناقة تَبرُكُ مع الإبل فتكونُ وَسْطَهنّ‏.

‏ والدَّفَنِيُّ‏:

‏ ضَربٌ من الثِّياب‏.

‏ وسمعتُ بعضَ أهلِ العلم يقولون‏:

‏ إنَّه صِبغ يُدْفن في صِبغٍ يكون أشبَعَ منه‏.

‏(‏دفأ‏)‏ الدال والفاء والهمزة أصلٌ واحد يدلُّ على خلاف البَرْد‏.

‏ فالدِّفء‏:

‏ خِلاف البرد‏.

‏ يقال دَفُؤَ يومنا، وهو دفيءٌ‏.

‏ قال الكلابيّ‏:

‏ دَفِئٌ‏.

‏ والأوَّل أعرف في الأوقات، فأمّا الإنسان فيقال دَفِئَ فهو دَفَآنُ وامرأةٌ دَفْأَى‏.

‏ وثوبٌ ذو دِفْءٍ ودَفاء‏.

‏ وما عَلَى فلان دِفْءٌ، أي ما يدفئه‏.

‏ وقد أدفأني كذا، واقعُد في دِفءِ هذا الحائط، أي كِنِّه‏.

‏ ومن الباب الدَّفَئِيُّ من الأمطار، وهو الذي يجيء صيفاً‏.

‏ والإبل المُدْفَأَة‏:

‏ الكثيرة؛ لأنَّ بعضَها تُدفئ بعضاً بأنفاسها‏.

‏ قال الأمويّ‏:

‏ الدِّفء عند العرب‏:

‏ نِتاج الإبل وألبانُها والانتفاعُ بها‏.

‏ وهو قوله جلَّ ثناؤه‏:

‏ ‏{‏لَكُمْ فِيها دِفْءٌ ومَنَافِعُ‏}‏ ‏[‏النحل 5‏]‏‏.

‏ ومن ذلك حديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم‏:

‏ ‏"‏لنا مِن دِفئهم ‏[‏وصِرَامِهِمْ‏]‏ ما سلّموا بالميثاق‏"‏‏.

‏ ومن الباب الدَّفَأُ‏:

‏ الانحناء‏.

‏ وفي صفة الدّجّال‏:

‏ ‏"‏أنّ فيه دَفَأً‏"‏ أي انحناء‏.

‏ فإنْ كان هذا صحيحاً فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ ما أدفَأَ شيئاً فلا بدّ من أن يَغْشاه ويجْنَأَ عليه‏.

‏(‏دفا‏)‏ الدال والفاء والحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على طولٍ في انحناءٍ قليل فالدَّفَا‏:

‏ طُول جناح الطّائر‏.

‏ يقال طائرٌ أَدْفَى‏.

‏ وهو من الوُعول‏:

‏ ما طال قَرْناه‏.

ويقال للنَّجيبة الطَّويلة العُنق‏:

‏ دَفْواء‏.

‏ والدَّفواء‏:

‏ الشَّجَرة العظيمة الطَويلة‏.

‏ ومنه الحديث‏:

‏ ‏"‏أنّه أبصَرَ شجرةً دَفْواءَ تُسمَّى ذاتَ أنْواط‏"‏‏.

ويقال للعُقَاب دَفْواء، وذلك لِطُول مِنقارها وعَوَجه‏.

ويقال تَدَافَى البعيرُ تَدَافِياً، إذا سار سيراً متجافِيا‏.

‏(‏دفر‏)‏ الدال والفاء والراء أصلٌ واحد، وهو تغيُّر رائحةٍ‏.

‏ والدَّفَر‏:

‏ النَّتْن‏.

‏ يقولون للأَمَة‏:

‏ يَا دَفَارِ‏.

‏ والدُّنيا تسمَّى أمَّ دَفْرٍ‏.

‏ وكتيبةٌ دَفْرَاءُ، يُراد بذلك روائحُ حديدِها‏.

‏ وقد شذت عن الباب كلمةٌ واحدة إن كانت صحيحة، يقولون‏:

‏ دَفَرْتُ الرّجلَ عنِّي، إذا دفعْتَه‏.

‏(‏دفع‏)‏ الدال والفاء والعين أصلٌ واحد مشهور، يدلُّ على تنحيَة الشيء‏.

‏ يقال دَفَعْتُ الشّيءَ أدفعُه دفْعا‏.

‏ ودافع الله عنه السُّوءَ دِفاعا‏.

‏ والمدفَّع‏:

‏ الفقير؛ لأن هذا يدافِعُه عند سؤالِهِ إلى ذلك‏.

‏ وهو قوله‏:

‏ والنّاس أعداءٌ لكُلِّ مدفَّعٍ

***

 صِفْرِ اليدَينِ وإخوةٌ للمُكْثِرِ وإيّاه أراد الشَّاعرُ بقوله‏:

‏ ومَضروب يئنُّ بغير ضربٍ

***

 يُطاوِحُه الطرافُ* إلى الطِّرافِ والدُّفْعة من المطر والدّم وغيرِه‏.

‏ وأما الدُّفَّاع فالسَّيل العظيم‏.

‏ وكل ذلك مشتقٌّ من أنَّ بعضَه يدفَعُ بعضاً‏.

‏ والمدفَّع‏:

‏ البعير الكريم، وهو الذي كلما جِيءَ به ليُحمَل عليه أُخِّر وجِيء بغيره إكراماً له‏.

‏ وهو في قول حُميد‏:

‏ * وقرّبن للتَّرْحالِ كُلَّ مُدَفَّعٍ * 


‏‏باب الدال والفاء وما يثلثهما‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات