باب الدال والفاء وما يثلثهما
باب الدال والفاء وما يثلثهما
(دفق) الدال والفاء والقاف أصلٌ واحد مطَّردٌ قياسُه، وهو دفْع الشَّيء قُدُما.
من ذلك:
دَفَقَ الماءُ، وهو ماءٌ دافق.
وهذه دُفْقَةٌ مِن ماء.
ويُحمَل قولُهم:
جاؤوا دُفْقَةً واحدة، أي مرَّةً واحدة.
وبعيرٌ أدفَقُ، إذا بانَ مِرْفَقاه عن جَنبَيه.
وذلك أنَّهما إذا بانا عنه فقد اندفعا عنه واندفَقا.
والدِّفَقُّ، على فِعَلٍّ، من الإبل:
السريع.
ومشى فلان الدّفِقَّى، وذلك إذا أسرَعَ.
قال أبو عبيدة:
الدِّفِقَّى أقْصَى العَنَق.
ومنه حديث الزّبرقان:
"تمشي الدّفِقَّى، وتجلسُ الهَبَنْقَعَة".
ويقال سيلٌ دُفَاقٌ:
يملأ الوَادِي.
ودَفَقَ الله رُوحَه، إذا دُعِي عليه بالموت.
(دفل) الدال والفاء واللام ليس أصلاً، وإن كان قد جاء فيه الدِّفْلَى، وهو شَجَرٌ.
(دفن) الدال والفاء والنون أصلٌ واحد يدلُّ على استخفاءٍ وغموض.
يقال دُفنَ الميّتُ، وهذه بئرٌ دَفْنٌ:
ادَّفَنَتْ.
فأما الادِّفانُ فاستِخفاء العَبْد لا يريد الإباق الباتَّ.
وقال قومٌ:
الادّفان:
إبَاقُ العَبد وذَهابه على وَجهِه.
والأوَّل أجْوَد؛ لما ذكرناه من الحديث.
والداء الدَّفين:
الغامض الذي لا يُهْتدَى لوَجهِه.
والدَّفُون:
الناقة تَبرُكُ مع الإبل فتكونُ وَسْطَهنّ.
والدَّفَنِيُّ:
ضَربٌ من الثِّياب.
وسمعتُ بعضَ أهلِ العلم يقولون:
إنَّه صِبغ يُدْفن في صِبغٍ يكون أشبَعَ منه.
(دفأ) الدال والفاء والهمزة أصلٌ واحد يدلُّ على خلاف البَرْد.
فالدِّفء:
خِلاف البرد.
يقال دَفُؤَ يومنا، وهو دفيءٌ.
قال الكلابيّ:
دَفِئٌ.
والأوَّل أعرف في الأوقات، فأمّا الإنسان فيقال دَفِئَ فهو دَفَآنُ وامرأةٌ دَفْأَى.
وثوبٌ ذو دِفْءٍ ودَفاء.
وما عَلَى فلان دِفْءٌ، أي ما يدفئه.
وقد أدفأني كذا، واقعُد في دِفءِ هذا الحائط، أي كِنِّه.
ومن الباب الدَّفَئِيُّ من الأمطار، وهو الذي يجيء صيفاً.
والإبل المُدْفَأَة:
الكثيرة؛ لأنَّ بعضَها تُدفئ بعضاً بأنفاسها.
قال الأمويّ:
الدِّفء عند العرب:
نِتاج الإبل وألبانُها والانتفاعُ بها.
وهو قوله جلَّ ثناؤه:
{لَكُمْ فِيها دِفْءٌ ومَنَافِعُ} [النحل 5].
ومن ذلك حديثُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"لنا مِن دِفئهم [وصِرَامِهِمْ] ما سلّموا بالميثاق".
ومن الباب الدَّفَأُ:
الانحناء.
وفي صفة الدّجّال:
"أنّ فيه دَفَأً" أي انحناء.
فإنْ كان هذا صحيحاً فهو من القياس؛ لأنَّ كلَّ ما أدفَأَ شيئاً فلا بدّ من أن يَغْشاه ويجْنَأَ عليه.
(دفا) الدال والفاء والحرف المعتل أصلٌ يدلُّ على طولٍ في انحناءٍ قليل فالدَّفَا:
طُول جناح الطّائر.
يقال طائرٌ أَدْفَى.
وهو من الوُعول:
ما طال قَرْناه.
ويقال للنَّجيبة الطَّويلة العُنق:
دَفْواء.
والدَّفواء:
الشَّجَرة العظيمة الطَويلة.
ومنه الحديث:
"أنّه أبصَرَ شجرةً دَفْواءَ تُسمَّى ذاتَ أنْواط".
ويقال للعُقَاب دَفْواء، وذلك لِطُول مِنقارها وعَوَجه.
ويقال تَدَافَى البعيرُ تَدَافِياً، إذا سار سيراً متجافِيا.
(دفر) الدال والفاء والراء أصلٌ واحد، وهو تغيُّر رائحةٍ.
والدَّفَر:
النَّتْن.
يقولون للأَمَة:
يَا دَفَارِ.
والدُّنيا تسمَّى أمَّ دَفْرٍ.
وكتيبةٌ دَفْرَاءُ، يُراد بذلك روائحُ حديدِها.
وقد شذت عن الباب كلمةٌ واحدة إن كانت صحيحة، يقولون:
دَفَرْتُ الرّجلَ عنِّي، إذا دفعْتَه.
(دفع) الدال والفاء والعين أصلٌ واحد مشهور، يدلُّ على تنحيَة الشيء.
يقال دَفَعْتُ الشّيءَ أدفعُه دفْعا.
ودافع الله عنه السُّوءَ دِفاعا.
والمدفَّع:
الفقير؛ لأن هذا يدافِعُه عند سؤالِهِ إلى ذلك.
وهو قوله:
والنّاس أعداءٌ لكُلِّ مدفَّعٍ
***
صِفْرِ اليدَينِ وإخوةٌ للمُكْثِرِ وإيّاه أراد الشَّاعرُ بقوله:
ومَضروب يئنُّ بغير ضربٍ
***
يُطاوِحُه الطرافُ* إلى الطِّرافِ والدُّفْعة من المطر والدّم وغيرِه.
وأما الدُّفَّاع فالسَّيل العظيم.
وكل ذلك مشتقٌّ من أنَّ بعضَه يدفَعُ بعضاً.
والمدفَّع:
البعير الكريم، وهو الذي كلما جِيءَ به ليُحمَل عليه أُخِّر وجِيء بغيره إكراماً له.
وهو في قول حُميد:
* وقرّبن للتَّرْحالِ كُلَّ مُدَفَّعٍ *
باب الدال والفاء وما يثلثهما