باب الدال والواو وما يثلثهما
باب الدال والواو وما يثلثهما
(دوي) الدال والواو والحرف المعتل.
هذا بابٌ يتقارب أصولُه، ولا يكاد شيءٌ [منه] ينقاس، فلذلك كتبْنا كلماتِه على وُجوهها.
فالدَّوِيُّ دَوِيُّ النَّحل، وهو ما يُسمع منه إذا تجمَّع.
والدَّواء معروف، تقول داوَيتُه أُداوِيه مُداواة ودِواءً.
والدَّواة:
التي يُكتَب منها، يقال في الجمع دُويٌّ ودِوِيٌّ.
قال الهذَليّ:
عَرَفْتَُ الدّيارَ كرَقْم الدُِّوِ
***
يِّ حَبَّرَهُ الكاتبُ الحِميريُّ والدَّاء من المرض، يقال دَوِيَ يَدْوَى، ورجلٌ دَوٍ وامرأةٌ دوِيةٌ.
يقال داءت الأرضُ، وأداءَتْ، ودوِيَت دَوىً، من الدّاء.
ويقال:
تركتُ فلاناً دَوىً ما أرى به حياةً.
ويشبَّه الرّجُل الضَّعيفُ الأحمق به، فيقال دوىً.
قال:
وقد أقُودُ بالدَّوَى المُزَمَّلِ
***
أخْرَسَ في الرّكب بَقَاقَ المنْزِلِ ودَوَّى الطّائرُ، إذا دار في الهواء ولم يحرِّك جَناحَيه.
والدُِّواية:
الجُلَيْدَة التي تعلو اللّبَنَ الرائب.
يقال ادَّوَى يَدَّوِي ادِّوَاءً.
قال الشاعر:
بدا مِنْكَ غِشٌّ طالَمَا قد كَتْمْتَه
***
كما كتمَتْ داءَ ابنِها أمُّ مُدَّوِي
(دوح) الدال والواو والحاء كلمة واحدة، وهي الدَّوْحة:
[الشجرة] العظيمة، والجمع الدَّوْحُ.
*قال:
* يكُبُّ عَلَى الأذقانِ دَوْحَ الكَنَهْبَلِ *
(دوخ) الدال والواو والخاء أصل واحد يدلُّ على التَّذْليل.
يقال دوّخناهم؛ أي أذللناهم وقَهرناهم.
وداخُوا، أي ذَلُّوا.
(دود) الدال والواو والدال ليس أصلاً يفرَّع منه.
فالدُّود معروف.
يقال دَادَ الشيءُ يَدَادُ، وأَدادَ يَدِيدُ.
والدَّوَادِي:
آثار أراجِيح الصِّبيان، واحدتُها دَوْدَاةٌ.
(دور) الدال والواو والراء أصلٌ واحد يدلُّ على إحداق الشيء بالشيء من حوالَيه.
يقال دارَ يدُور دَوَراناً.
والدّوَّارِيُّ:
الدَّهر؛ لأنَّه يَدُور بالنَّاس أحوالاً.
قال:
* والدَّهْرُ بالإنْسان دَوَّارِيُّ * والدُّوَار، مثقَّل ومخفّف:
حَجَرٌ كان يُؤخذ من الحرم إلى ناحيةٍ ويُطافُ به،ويقولون:
هو من جِوار الكعبة التي يُطافُ بها.
وهو قوله:
* كما دَارَ النِّساء على الدُّوَارِ * وقال:
تركتُ بني الهُجَيمِ لهم دُوَارٌ
***
إذا تمضي جماعتُهمْ تَدُورُ والدُّوَار في الرأس هو من الباب، يقال دِير به وأُدِير به، فهو مَدُورٌ به ومُدَار به.
والدَّائرة في حَلْق الفرس:
شُعَيرات تدور؛ وهي معروفة.
ويقال دارت بهم الدوائر، أي الحالات المكروهة أحدقت بهم.
والدار أصلها الواو.
والدار:
القبيلة.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"ألاَ أُنَبِّئكم بخَيْر دُورِ الأنصار؟".
أراد بذلك القبائلَ.
ومن ذلك الحديث الآخَر:
"فلم تَبْقَ دارٌ إلاّ بُنِي فيها مَسجد".
أي لم تَبق قبيلةٌ.
والدّارِيُّ:
العطّار.
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم:
"مَثَلُ الجليسِ الصَّالحِ كَمثل الدّارِيّ إِنْ لم يُحْذِك مِن عِطره عَلِقَكَ مِن ريحه".
أراد العَطَّار.
وقال الشاعر:
إذا التّاجرُ الداريُّ جاءَ بفارةٍ
***
مِن المِسك راحَتْ في مفارقها تَجْرِي وإنَّما سُمِّي داريّاً من الدّار، أي هو يسكن الدّار.
والدّارِيّ:
الرجُل المقيم في داره لا يَكاد يَبْرَح.
قال:
لَبِّثْ قليلاً يلْحَقِ الدَّارِيُّونْ
***
ذَوُو الجيادِ البُدَّنِ المَكْفِيُّونْ والدَّارة:
أرضٌ سَهلٌة تدور بها جِبال، وفي بِلاد العرب منها داراتٌ كثيرة.
وأصل الدار دَارةٌ.
قال:
له داعٍ بمكّةَ مُشْمَعِِلٌّ
***
وآخَرُ فوقَ دارته ينادِي إلى رُدُحٍ من الشِّيزَى مِلاَءٍ
***
لُباب البُرِّ يُلْبَكُ بالشِّهاد وقال في جمع دارةٍ دارتٍ:
تربَّصْ فإِن تُقْوِ المَرَوْرَاةُ منهمُ
***
وداراتُها لا تُقْوِ مِنْهُمْ إذاً نَخْلُ ودارات العرب المشهورة:
دارة جُلْجُل، ودارة السَّلَم، ودارة وَُشْحَى، ودارة صُلْصُل، ودارة مَأْسَلٍ، ودارة خَِنْزَرٍ، ودارة الدُّور، ودارة الجَأْب، ودارة يَمْعُون، ودارة مَكْمَِنٍ، ودارة رَهْبَى، ودارة جَوْدَاتٍ، ودارة الأرْآم، ودارة الرُّهَا، ودارة تَِيل، ودارة الصَّفائح، ودارة هَضْبِ القَليب، ودارة صارة، ودارة دَمُّون، ودارة رُمْح، ودارة المَلِكَة، ودارة مَلْحُوب، ودارة مِحْصَرٍ، ودارة أَهْوَى، ودارة الجُمُْد، ودارة رِمْرِم، ودارة قُرْح، ودارة اليَعْضيد، ودارة الخَرْج، ودارة رَدْم، ودارة جُدَّى، ودارة النِّصَاب.
(دوس) الدال والواو والسين أُصَيْلٌ، وهو دَوْس الشَّيء.
تقول دُسْتُه؛ والذي يُداسُ به مِدْوَسٌ.
وحُمِل عليه قولُهم لما يَسُنُّ به الصَّيْقَلُ السّيفَ مِدوَسٌ، كأنَّه عند اتِّكائه عليه كالذي يَدُوس الشَّيء.
قال:
وأبيضَ كالغَدير ثَوَى عليه
***
فُلانٌ بالمَدَاوِسِ نِصْفَ شَهْرٍ
(دوش) الدال والواو والشين كلمةٌ واحدةٌ لا يفرَّع منها.
يقال دَوِشَتْ عينه تَدْوَش دَوَشاً، إذا فَسَدَت مِن داءٍ.
ورجل أَدْوَشُ بَيِّنُ الدَّوَش.
(دوف) الدال والواو والفاء كلمةٌ واحدة.
يقال دُفْتُ الدّواءَ دَوْفاً.
(دوق) الدال والواو والقاف ليس أصلاً ولا فيه ما يُعَدُّ لغةً، لكنهم يقولون:
مائِقٌ *دائق.
(دوك) الدال والواو والكاف أصلٌ واحد يدلُّ على ضَغْطٍ وتزاحُم.
فيقولون:
دُكْتُ الشيءَ دَوْكاً.
والمَدَاك:
صَلايَة الطِّيب، يَدُوك عليها الإنسان الطِّيبَ دَوْكاً.
قال:
* مَدَاكَ عَرُوسٍِ أو صَلاَيَةَ حَنْظَلِ *
ويقال باتَ القوم يَدُوكُون دَوْكاً، إذا باتُوا في اختلاطٍ.
ومن ذلك الحديث:
أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم [قال] في خيبر:
"لأُعْطِيَنَّ الرَّايةَ غداً رجُلاً يحبُّ الله ورسولَه يَفْتَحُ اللهُ على يَدِه"، فباتَ النَّاسُ يَدُوكون.
ويقال تداوَكَ القومُ، إذا تضايَقُوا في حَرْبٍ أو شَرّ.
(دول) الدال والواو واللام أصلان:
أحدُهما يدلُّ على تحوُّل شيءٍ من مكان إلى مكان، والآخر يدلُّ على ضَعْفٍ واستِرخاء.
أمَّا الأوَّل فقال أهل اللغة:
انْدَالَ القومُ، إذا تحوَّلوا من مكان إلى مكان.
ومن هذا الباب تداوَلَ القومُ الشّيءَ بينَهم:
إذا صار من بعضهم إلى بعض، والدَّولة والدُّولة لغتان.
ويقال بل الدُّولة في المال والدَّولة في الحرب، وإِنَّما سُمِّيا بذلك من قياس الباب؛ لأنّه أمرٌ يتداوَلُونه، فيتحوَّل من هذا إلى ذاك، ومن ذاك إلى هذا.
وأمَّا الأصل الآخَر فالدَّوِيلُ من النَّبْت:
ما يَبِس لعامِهِ.
قال أبو زيد:
دال الثَّوبُ يَدوُل، إذا بَلِيَ.
وقد جعل [وُدُّهُ] يَدُول، أي يبلى.
ومن هذا الباب انْدَالَ بَطْنُه، أي استَرخَى.
(دوم) الدال والواو والميم أصلٌ واحد يدلُّ على السُّكون واللُّزوم.
يقال دامَ الشّيءُ يَدُومُ، إذا سكَنَ.
والماء الدّائم:
السَّاكن.
ونَهَى رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يُبَالَ في الماء الدائم ثم يُتَوَضَّأَ منه.
والدليل على صحّة هذا التأويل أنّه روي بلَفْظَةٍ أُخرى، وهو أنّه نَهَى أن يُبَالَ في الماء القائم.
ويقال أَدمْتُ القِدْرَ إدامةً، إذا سكَّنْتَ غليانَها بالماء.
قال الجعديُّ:
تفورُ علينا قِدْرُهم فَنُدِيمُها
***
ونَفْثَؤُها عَنَّا إِذَا حَمْيُها غَلا ومن المحمول على هذا وقياسُه قياسُه، تدويم الطّائِر في الهواء؛ وذلك إذا حلَّق وكانت له عندها كالوقفة.
ومن ذلك قولهم:
دَوّمت الشَّمْسُ في كبد السماء، وذلك إذا بلغت ذلك الموضع.
ويقول أهلُ العلم بها:
إنْ لها ثَمَّ كالوَقْفة، ثم تَدْلُك.
قال ذو الرُّمَّة:
* والشمسُ حَيْرَى لها في الجَوِّ تَدْوِيمُ * أي كأنَّها لا تمضِي.
وأما قولُه يصف الكلاب:
حتَّى إذا دوَّمَت في الأرض راجَعَهُ
***
كِبْرٌ ولو شاءَ نَجَّى نَفْسَه الهَرَبُ فيقال إنّه أخطأ، وإنَّما أراد دَوَّتْ فقال دَوَّمَتْ، وقد ذُكر هذا في بابه.
ويقال:
دَوَّمْتُ الزّعفرانَ:
دُفْتُه؛ وهو القياسُ لأنّه يسكُن فيما يُداف فِيه.
واستَدَمْتُ الأمْرَ، إذا رفَقْتَ به.
وكذا يقولون.
والمعنى أنّه إذا رَفَقَ به ولم يعْنُف ولم يَعْجَل دامَ له.
قال:
فلا تَعْجَلْ بأمْرِكَ واستدِمْهُ
***
فما صَلَّى عَصَاكَ كَمُسْتَدِيم وأما قولُه:
* وقد يُدَوِّمُ رِيقَ الطَّامِعِ الأمَلُ * فيقولون:
يُدوِّم يَبُلُّ، وليس هذا بشيء، إنَّما يدوِّم يُبْقِي؛ وذلك أنّ اليائِسَ يجفُّ ريقُه.
والدِّيمة:
مطرٌ يدُومُ يوماً وليلةً أو أكثر.
ومن الباب أنّ عائشة [رضي الله عنها] سُئلت عن عمل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقالت:
"كان عملُهُ دِيمَة" أي دائماً.
والمعنى أنّه كان يَدُوم عليه، سواء قلَّلَ أو كثَّر، ولكنه كان لا يُخِلّ.
تعني بذلك في عبادته صلى الله عليه وسلم.
فأمّا قولهم دوَّمَتْه الخمر، فهو من ذاك؛ لأنها تُخَثّره حتَّى تسكُن حركاته.
والدَّأْمَاءُ:
البَحْر، ولعلّه أن يكون من الباب؛ لأنّه ماءٌ مقيمٌ لا يُنْزَح ولا يَبْرَح.
قال:
واللَّيْلُ كالدَّأماءِ مستشعِرٌ
***
مِن دُونِهِ لوناً كلَوْن السَُّدُوسْ
(دون) الدال والواو والنون أصل* واحِد يدلُّ على المداناةِ والمقاربة.
يقال هذا دُونَ ذاك، أي هو أقرَبُ منه.
وإِذا أردْتَ تحقيرَه قلتَ دُوَيْنَ.
ولا يُشتقُّ منه فِعْلٌ.
ويقال في الإِغراء:
دُونَكَهُ! أي خُذْه، أقرُبْ منه وقرِّبْه منك.
ويقولون أمرٌ دُونٌ، وثوب دُونٌ، أي قريبُ القِيمَة.
قال القتيبـيّ:
دانَ يَدُونُ دَوْناً، إذا ضَعُف، وأُدِين إدانةً.
وأنشدوا:
* وعَلا الرَّبْرَبَ أَزْمٌ لم يُدَنْ * أي لم يُضْعَف.
وهو عنده من الشَّيء الدُّون، أي الهيِّن.
فإِن كان صحيحاً فقياسُه ما ذكرناه.
(دوه) الدال والواو والهاء ليس بشَيء.
يقولون:
الدَّوْه:
التحيُّر.
باب الدال والواو وما يثلثهما