📁 آخر الأخبار

‏‏باب الغين والباء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الغين والباء وما يثلثهما‏

‏‏باب الغين والباء وما يثلثهما‏

‏(‏غبر‏)‏ الغين والباء والراء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدل على البقاء، والآخرُ على لونٍ من الألوان‏.

‏ فالأوَّل غَبَر، إذا بَقِيَ‏.

‏ قال الله تعالى ‏{‏إلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ‏}‏ ‏[‏العنكبوت 33‏]‏،

ويقال بالناقة غُبْر، أي بقيَّة‏.

‏ وبِهِ غُبَّرٌ من مرض، أي بقِيَّة‏.

‏ قال ابن مُقبِلٍ أو غيرُه‏:

‏ فإن سألَتْ عنِّي سُليمَى فقلْ لها

***

 به غُبَّرٌ من دائه وهو صالحُ ومن الباب‏:

‏ عِرْقٌ غَبِر، أي لا يزال ينتقض، كأنَّ به أبداً غُبَّراً‏.

‏ وتغبَّرَت المرأةُ الشَّيْخَ‏:

‏ أخذَتْ بقيَّةَ مائه‏.

‏ والأصل الآخر* الغُبار سمِّي لغُبْرته‏.

‏ وهي لونُه‏.

‏ والأغْبر‏:

‏ كل لونٍ لونُ غُبَار‏.

‏وقول طرفة‏:

‏ رأيتُ بنِي غَبْراء لا يُنكرِونني

***

 ولا أهلُ هذاكَ الطِّرافِ الممدَّدِ فبَنِي غَبراءِ هم المَحَاوِيجُ الفُقَراء، وذلك أنَّهم مغبَّرةٌ ألوانُهم، وهم أهلُ المَتْرَبَة‏.

‏ والغَبْراء‏:

‏ الأرض‏.

‏ والغُبَيراء‏:

‏ نبيذ الذُّرَة، ولعلَّ في لونه غُبْرة‏.

‏ فأمّا داهيةُ الغَبَر، فهو عندي من هذا الباب، ويراد أنَّها غبراءُ، أي مُظْلِمة مشبِّهة لا يُرَى وَجْهُ المأتَى لها‏.

‏ ومما شذَّ عن هذين الأصلين ما حكاهُ ابن السكيت‏:

‏ أغْبَرْتُ في طلَب الحاجة‏:

‏ جَدَدْتُ‏.

‏(‏غبس‏)‏ الغين والباء والسين كلمةٌ تدلُّ على لونٍ من الألوان‏.

‏ قالوا‏:

‏ الغُبْسَة‏:

‏ لونٌ كلون الرَّماد‏.

ويقال فرسٌ أَغْبَسُ‏.

‏ قال بعضهم‏:

‏ هو الذي يقال له‏:

‏ ‏"‏سَمَنْد ‏"‏‏.

‏ فأمَّا قولُهم‏:

‏ ‏"‏لا أفْعَله ما غَبَا غُبَيْسٌ‏"‏ فهو الدَّهر‏.

‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:

‏ ما أدرِي ما أصْلُه‏.

‏(‏غبش‏)‏ الغين والباء والشين كلمةٌ تدلُّ على ظُلْمةٍ وإظلام‏.

‏ من ذلك الغَبَش‏:

‏ شدَّة الظُّلمة‏.

‏ وأَغْباشُ اللَّيل ظُلَمه‏.

‏ قال ذو الرُّمَّة‏:

‏ أغْبَاشَ ليلِ تَمَامٍ كانَ طارَقَه

***

 تَطَخْطُخُ الغَيمِ حتَّى ما لَه جُوبُ قال أبو عبيد‏:

‏ الغَبَش‏:

‏ البقيّة من اللَّيْل، وجمعه أغباش‏.

‏(‏غبط‏)‏ الغين والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه‏:

‏ أحدها دوامُ الشيء ولزومُه، ‏[‏والآخَر الجَسُّ‏]‏، والآخِر نوعٌ من الحَسَد‏.

‏ فالأوّل قولهم‏:

‏ أغْبَطَتْ عليه الحُمَّى، أي دامَت‏.

‏ وأغبَطْتُ الرَّحْلَ على ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه ولم تَحُطَّه عنه‏.

‏ ولذلك سُمِّي الرَّحْل غَبيطاً، والجمع غُبُط‏.

‏ قال الحارثُ بن وَعْلة‏:

‏ أم هل تركتَ نساء الحيِّ ضاحيَةً

***

 في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ ومن هذا الغِبْطة‏:

‏ حُسْن الحالِ ودوامُ المَسَرَّة والخَيْر‏.

‏ والأصل الآخر الغَبْط، يقال‏:

‏ غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها بيدك تنظر بها سِمَنٌ‏.

 قال‏:

‏ إنِّي وأَتْيي بُجَيْرَاً حينَ أسألُه

***

 كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ ومن هذا الباب‏:

‏ الغَبِيط‏:

‏ أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتى اطمأنَّت‏.

‏ والثالث الغَبْط، وهو حَسَدٌ يقال إنَّه غيرُ مذموم، لأنَّه يَتمنَّى ولا يُريد زوالَ النِّعمة من غيره، والحَسَدُ بخلاف هذا‏.

‏ وفي الدعاء‏.

‏ ‏"‏اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً‏"‏، ومعناه اللهمَّ ‏[‏نَسْأَلُك أن‏]‏ نُغبَط ولا نهْبَطَ، أي لا نُحَطّ‏.

‏(‏غبق‏)‏ الغين والباء والقاف كلمةٌ واحدة، وهي الغَبُوق‏:

‏ شُرب العشيّ‏.

‏ يقال‏:

‏ غَبَقْتُ القوْمَ غَبْقاً، واغْتَبَق اغتباقاً‏.

‏(‏غبن‏)‏ الغين والباء والنون كلمةٌ تدُلُّ على ضَعفٍ واهتضام‏.

‏ يقال غُبِنَ الرّجُل في بَيعه، فهو يُغْبَنُ غَبْناً، وذلك إذا اهتُضم فيه‏.

‏ وغَبنَ في رأيه، وذلك إذا ضَعُف رأيُه‏.

‏ والقياسُ في الكلمتين واحد‏.

‏ والغَبِينة من الغَبْن كالشَّتيمة من الشَّتم‏.

‏ والمَغَابِن‏:

‏ الأرفاغ، سمِّيَتْ بذلك للينها وضَعْفها عن قوّةِ غيرها‏.

‏(‏غبي‏)‏ الغين والباء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّرِ شيء حتى لا يُهتدَى لـه‏.

‏ من ذلك الغبْية وهي الزُّبْية، وسمِّيت لأنَّ المَصِيدَ جهِلَها حتى وقَعَ فيها‏.

‏ ومنه‏:

‏ غَبِيَ فلان غَباوةً، إذا كان قليلَ الفِطْنَةِ، وهو غَبِيٌّ‏.

‏ وغَبِيتُ عن الخَبَر، إذا جهلتَه‏.

‏ ويقال‏:

‏ جاءت غَبْيَة من مَطَر، وذلك إذا جاءت بظُلْمَةٍ واشتدادٍ وتكاثُفٍ‏.

‏(‏غبث‏)‏ الغين والباء والثاء ليس بشيء‏.

‏ وذكروا عن الفَرّاء أنَّه

 قال‏:

‏ غَبَثَت الأقط مثل عَبَثْته‏.

‏ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

كتاب الغين ﴿ 10 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات