باب الغين والباء وما يثلثهما
باب الغين والباء وما يثلثهما
(غبر) الغين والباء والراء أصلانِ صحيحان، أحدُهما يدل على البقاء، والآخرُ على لونٍ من الألوان.
فالأوَّل غَبَر، إذا بَقِيَ.
قال الله تعالى {إلاَّ امْرَأَتَكَ كَانَتْ مِنَ الغَابِرِينَ} [العنكبوت 33]،
ويقال بالناقة غُبْر، أي بقيَّة.
وبِهِ غُبَّرٌ من مرض، أي بقِيَّة.
قال ابن مُقبِلٍ أو غيرُه:
فإن سألَتْ عنِّي سُليمَى فقلْ لها
***
به غُبَّرٌ من دائه وهو صالحُ ومن الباب:
عِرْقٌ غَبِر، أي لا يزال ينتقض، كأنَّ به أبداً غُبَّراً.
وتغبَّرَت المرأةُ الشَّيْخَ:
أخذَتْ بقيَّةَ مائه.
والأصل الآخر* الغُبار سمِّي لغُبْرته.
وهي لونُه.
والأغْبر:
كل لونٍ لونُ غُبَار.
وقول طرفة:
رأيتُ بنِي غَبْراء لا يُنكرِونني
***
ولا أهلُ هذاكَ الطِّرافِ الممدَّدِ فبَنِي غَبراءِ هم المَحَاوِيجُ الفُقَراء، وذلك أنَّهم مغبَّرةٌ ألوانُهم، وهم أهلُ المَتْرَبَة.
والغَبْراء:
الأرض.
والغُبَيراء:
نبيذ الذُّرَة، ولعلَّ في لونه غُبْرة.
فأمّا داهيةُ الغَبَر، فهو عندي من هذا الباب، ويراد أنَّها غبراءُ، أي مُظْلِمة مشبِّهة لا يُرَى وَجْهُ المأتَى لها.
ومما شذَّ عن هذين الأصلين ما حكاهُ ابن السكيت:
أغْبَرْتُ في طلَب الحاجة:
جَدَدْتُ.
(غبس) الغين والباء والسين كلمةٌ تدلُّ على لونٍ من الألوان.
قالوا:
الغُبْسَة:
لونٌ كلون الرَّماد.
ويقال فرسٌ أَغْبَسُ.
قال بعضهم:
هو الذي يقال له:
"سَمَنْد ".
فأمَّا قولُهم:
"لا أفْعَله ما غَبَا غُبَيْسٌ" فهو الدَّهر.
قال ابنُ الأعرابيّ:
ما أدرِي ما أصْلُه.
(غبش) الغين والباء والشين كلمةٌ تدلُّ على ظُلْمةٍ وإظلام.
من ذلك الغَبَش:
شدَّة الظُّلمة.
وأَغْباشُ اللَّيل ظُلَمه.
قال ذو الرُّمَّة:
أغْبَاشَ ليلِ تَمَامٍ كانَ طارَقَه
***
تَطَخْطُخُ الغَيمِ حتَّى ما لَه جُوبُ قال أبو عبيد:
الغَبَش:
البقيّة من اللَّيْل، وجمعه أغباش.
(غبط) الغين والباء والطاء أصلٌ صحيحٌ له ثلاثة وجوه:
أحدها دوامُ الشيء ولزومُه، [والآخَر الجَسُّ]، والآخِر نوعٌ من الحَسَد.
فالأوّل قولهم:
أغْبَطَتْ عليه الحُمَّى، أي دامَت.
وأغبَطْتُ الرَّحْلَ على ظَهر البَعِيرِ، إذا أدمْتَه عليه ولم تَحُطَّه عنه.
ولذلك سُمِّي الرَّحْل غَبيطاً، والجمع غُبُط.
قال الحارثُ بن وَعْلة:
أم هل تركتَ نساء الحيِّ ضاحيَةً
***
في قاعة الدَّارِ يستوقدن بالغُبُطِ ومن هذا الغِبْطة:
حُسْن الحالِ ودوامُ المَسَرَّة والخَيْر.
والأصل الآخر الغَبْط، يقال:
غبَطْتُ الشَّاةَ، إذا جسستَها بيدك تنظر بها سِمَنٌ.
قال:
إنِّي وأَتْيي بُجَيْرَاً حينَ أسألُه
***
كالغابِطِ الكلبَ يرجو الطِّرْق في الذَّنَبِ ومن هذا الباب:
الغَبِيط:
أرضٌ مطمئنّة، كأنّها غُبِطَتْ حتى اطمأنَّت.
والثالث الغَبْط، وهو حَسَدٌ يقال إنَّه غيرُ مذموم، لأنَّه يَتمنَّى ولا يُريد زوالَ النِّعمة من غيره، والحَسَدُ بخلاف هذا.
وفي الدعاء.
"اللهمَّ غَبْطاً لا هَبْطاً"، ومعناه اللهمَّ [نَسْأَلُك أن] نُغبَط ولا نهْبَطَ، أي لا نُحَطّ.
(غبق) الغين والباء والقاف كلمةٌ واحدة، وهي الغَبُوق:
شُرب العشيّ.
يقال:
غَبَقْتُ القوْمَ غَبْقاً، واغْتَبَق اغتباقاً.
(غبن) الغين والباء والنون كلمةٌ تدُلُّ على ضَعفٍ واهتضام.
يقال غُبِنَ الرّجُل في بَيعه، فهو يُغْبَنُ غَبْناً، وذلك إذا اهتُضم فيه.
وغَبنَ في رأيه، وذلك إذا ضَعُف رأيُه.
والقياسُ في الكلمتين واحد.
والغَبِينة من الغَبْن كالشَّتيمة من الشَّتم.
والمَغَابِن:
الأرفاغ، سمِّيَتْ بذلك للينها وضَعْفها عن قوّةِ غيرها.
(غبي) الغين والباء والحرف المعتلّ أصلٌ صحيح يدلُّ على تستُّرِ شيء حتى لا يُهتدَى لـه.
من ذلك الغبْية وهي الزُّبْية، وسمِّيت لأنَّ المَصِيدَ جهِلَها حتى وقَعَ فيها.
ومنه:
غَبِيَ فلان غَباوةً، إذا كان قليلَ الفِطْنَةِ، وهو غَبِيٌّ.
وغَبِيتُ عن الخَبَر، إذا جهلتَه.
ويقال:
جاءت غَبْيَة من مَطَر، وذلك إذا جاءت بظُلْمَةٍ واشتدادٍ وتكاثُفٍ.
(غبث) الغين والباء والثاء ليس بشيء.
وذكروا عن الفَرّاء أنَّه
قال:
غَبَثَت الأقط مثل عَبَثْته.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الغين ﴿ 10 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞