📁 آخر الأخبار

باب هداية هذه الامة ليوم الجمعة

 

 باب هداية هذه الامة ليوم الجمعة

باب هداية هذه الامة ليوم الجمعة


1412- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَحْنُ الْآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْم الْقِيَامَة» قَالَ الْعُلَمَاء: مَعْنَاهُ الْآخِرُونَ فِي الزَّمَان وَالْوُجُود، السَّابِقُونَ بِالْفَضْلِ وَدُخُول الْجَنَّة، فَتَدْخُل هَذِهِ الْأُمَّة الْجَنَّة قَبْل سَائِر الْأُمَم.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «بَيْد أَنَّ كُلّ أُمَّة أُوتِيَتْ الْكِتَاب مِنْ قَبْلنَا وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدهمْ» هُوَ بِفَتْحِ الْبَاء الْمُوَحَّدَة وَإِسْكَان الْمُثَنَّاة تَحْت، قَالَ أَبُو عُبَيْد: لَفْظَة (بَيْد) تَكُون بِمَعْنَى غَيْر، وَبِمَعْنَى (عَلَى) وَبِمَعْنَى (مِنْ أَجْل) وَكُلّه صَحِيح هُنَا، قَالَ أَهْل اللُّغَة: وَيُقَال (مَيْد) بِمَعْنَى (بَيْد).

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «هَذَا الْيَوْم الَّذِي كَتَبَهُ اللَّه عَلَيْنَا هَدَانَا اللَّه لَهُ» فيه دَلِيل لِوُجُوبِ الْجُمُعَة، وَفيه فَضِيلَة هَذِهِ الْأُمَّة.

قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «الْيَهُود غَدًا» أَيْ عِيد الْيَهُود غَدًا؛ لِأَنَّ ظُرُوف الزَّمَان لَا تَكُون أَخْبَارًا عَنْ الْجُثَث فَيُقَدَّر فيه مَعْنًى يُمْكِن تَقْدِيره خَبَرًا.

✯✯✯✯✯✯

‏1413- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «فَهَذَا يَوْمهمْ- أَيْ- الَّذِي اِخْتَلَفُوا فيه هَدَانَا اللَّه لَهُ» قَالَ الْقَاضِي: الظَّاهِر أَنَّهُ فُرِضَ عَلَيْهِمْ تَعْظِيم يَوْم الْجُمُعَة بِغَيْرِ تَعْيِين وَوُكِّلَ إِلَى اِجْتِهَادهمْ، لِإِقَامَةِ شَرَائِعهمْ فيه، فَاخْتَلَفَ اِجْتِهَادهمْ فِي تَعْيِينه وَلَمْ يَهْدِهِمْ اللَّه لَهُ، وَفَرَضَهُ عَلَى هَذِهِ الْأُمَّة مُبَيَّنًا، وَلَمْ يَكِلهُ إِلَى اِجْتِهَادهمْ فَفَازُوا بِتَفْضِيلِهِ.

قَالَ: وَقَدْ جَاءَ أَنَّ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام أَمَرَهُمْ بِالْجُمْعَةِ وَأَعْلَمَهُمْ بِفَضْلِهَا فَنَاظَرُوهُ أَنَّ السَّبْت أَفْضَل، فَقِيلَ لَهُ: دَعْهُمْ.

قَالَ الْقَاضِي: وَلَوْ كَانَ مَنْصُوصًا لَمْ يَصِحّ اِخْتِلَافهمْ فيه، بَلْ كَانَ يَقُول: خَالِفُوا فيه، قُلْت: وَيُمْكِن أَنْ يَكُون أُمِرُوا بِهِ صَرِيحًا وَنُصَّ عَلَى عَيْنه فَاخْتَلَفُوا فيه هَلْ يَلْزَم تَعْيِينه أَمْ لَهُمْ إِبْدَاله؟ وَأَبْدَلُوهُ وَغَلِطُوا فِي إِبْدَاله.

✯✯✯✯✯✯

‏1415- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَضَلَّ اللَّه عَنْ الْجُمُعَة مَنْ كَانَ قَبْلنَا» فِي دَلَالَة لِمَذْهَبِ أَهْل السُّنَّة أَنَّ الْهُدَى وَالْإِضْلَال وَالْخَيْر وَالشَّرّ كُلّه بِإِرَادَةِ اللَّه تَعَالَى وَهُوَ فِعْله خِلَافًا لِلْمُعْتَزِلَةِ.


باب هداية هذه الامة ليوم الجمعة

تعليقات