علم المعاني أغراض حذف المسند

يحذف المسند لأغراض منها
1- من أغراض حذف المسند قصد الاختصار والاحتراز عن العبث بناء على الظاهر مع ضيق المقام بسبب التحسر والتوجع كقول ضابئ البرجمي من أبيات قالها في الحبس:
ومن يك أمسى بالمدينة رحله ... فإني وقيار بها لغريب
تقديره فإني لغريب وقيار كذلك، والباعث على تقديم قيار على خبر إن قصد التسوية بينهما في التحسر على الاغتراب, حتى كأن قيار تأثر بما تأثر هو به أيضا، وعليه قوله تعالى: {وَاللَّهُ وَرَسُولُهُ أَحَقُّ أَنْ يُرْضُوهُ} تقديره والله أحق أن يرضوه ورسوله كذلك.
2- من أغراض حذف المسند الثقة بشهادة العقل دون الاعتماد على اللفظ كما تجيب من قال: هل لك أحد؟ إن الناس إلب عليك "إن محمدًا وإن عليا" أي: إن لي محمدا، وإن لي عليا، وعليه قول الأعشى:
إن محلا وإن مرتحلا ... وإن في السفر إذ مضوا مهلا
يريد أن لنا محلا في الدنيا، وإن لنا مرتحلا عنها إلى الآخرة.
3- من أغراض حذف المسند الدلالة على الاختصاص، نحو: {قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي} .
تقديره لو تملكون تملكون بالتكرار للتوكيد، ثم حذف الفعل فانفصل الضمير وأفاد الاختصاص، وأن الناس هم المختصون بالشح المتناهي، ونظيره قول حاتم: لو ذات سوار لطمتني.
ولا بد للحذف من قرينة دالة على المحذوف ليفهم المعنى كوقوع الكلام جوابا عن سؤال محقق نحو: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} . أو مقدر، نحو: يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال، في قراءة من بنى الفعل للمجهول، كأنه قيل: من يسبحه؟ فقيل: يسبحه رجال، ونحو قول ضرار بن نهشل يرثي يزيد أخاه:
لبيك يزيد ضارع لخصومة ... ومختبط مما تطبح الطوائح
كأنه قيل: من يبكيه؟ فقال: ضارع ذليل لخصومة إذ هو ملجأ الأذلاء وعون الضعفاء.