📁 آخر الأخبار

الكفايات البلاغية للقانونيين والمهتمين

الكفايات البلاغية للقانونيين والمهتمين


🔸️( كورس بلاغي شامل بأهم المعارف والمهارات اللازمة للسادة القانونيين والمهتمين )

🔸️إعداد الدكتور محمد عبد الكريم أحمد الحسيني.


🔸️الدرس الأول: كيف تختار الألفاظ الفصيحة في كتاباتك وفي مرافعاتك؟


🔸️تعريف البلاغة 

هي كل طريقة لغوية (صحيحة) تمكِّنُك أن تبلغَ بالمعنى قلبَ السامعِ فتمكنه في نفسه وتؤثِّرَ عليه مع صورة مقبولة. 

وقيل البلاغة إنما هي باعتبار المطابقة لمقتضى الحال، أي إنها مُطابقة الكلام -بأساليبه وتراكيبه ونظمه- لمقتضى الحال 


🔸️الفصاحةُ وصفٌ للألفاظ

مهمات :

1- الفصاحة تعبر عن الألفاظ وتصفها، فتقول: هذا لفظ فصيح، وهذه مفردة غير فصيحة، فالألفاظ هي أدوات وآلة تكوين الجمل والعبارات التي توصف بالبلاغة، والأوصاف توصف بالفصاحة. 

2- البلاغة هي عملية صناعة المعنى البليغ من خلال (اختيار الكلمات والتأليف بينها في جمل وعبارات.. بأساليب بلاغية معتبرة لبلوغ المعنى إلى السامع).

3- غاية البلاغة هي إنهاء المعنى إلى القلب، والتأثير في وجدان المتلقي.

* لاحظ مفردة "القلب" أو "الوجدان" وهي مقصودة ومقصورة على المعنى، أي: على الألفاظ المركبة والمؤلفة مع غيرها ويقال له " النظم" أيضا.

🔸️ (3)

الفصاحة: تقع وصفا للفظ والكلام والمتكلم 

1- يوصف بها للفظ المفرد؛ فيقال : هذا لفظ فصحيح صحيح. وقد ترفع عنه فيقال: هذا لفظ غير فصيح (أي: لفظ غير مناسب، أو متنافر، أو مخالف للقياس اللغوي).

2- يوصف الكلام بالفصاحة -كما يوصف بالبلاغة أيضا- فيقال: "فلان بليغ" ، و"فلان فصيح"، ولإطلاق لفظ البلاغة على "المتكلم" أو على "الكلام" شروط ومواصفات سنأتي عليها. 


🔸️(4) 

الفصاحة : يوصف بها اللفظ ، وتدل على أنه :

1- لفظ مناسب ، أي يناسب ما استخدم فيه، فمثلا عندما تقول: (الأستاذ) القاضي، أو تقول (معالي) المحامي، سيفهم منك بالطبع ماذا تقصد، ولكنك استخدمت ألفاظا غير مناسبة، فالفصاحة تعني اختيار الألفاظ المناسبة، ومن مناسبة الألفاظ أن تكون مستعملة في مجرى العرف استعمالا مطَّرِدا ، ولم يجرِ العرف على تلقيب القاضي بــــــــــ"الأستاذ" ولا نداء المحامي بــ" معالي" – على جلالة كل من السادة القضاة والمحامين فهما شركاء العدالة وعضدها -. 

2- خال من التنافر، أي: يكون لفظا سلِسًا في نطقه وفي أدائه ومن ثم سائغا في طرقه الآذن رائقا عذبا في الوجدان.


🔸️(4)

شروط "فصاحة الألفاظ "

للألفاظ شروط محددة حتى توصف بالفصاحة، وهي ثلاثة شروط:

الشرط الأول: خلوه من التنافر.

الشرط الثاني: خلوه من الغرابة ( يجب أن يكون مألوفا أو قابلا لأن يكون مألوفا).

الشرط الثالث: موافقته للقياس اللغوي الصحيح (قواعد اللغة العربية).


🔸️(5)

الشرط الأول لتحقيق فصاحة اللفظ، وهو تناسب حروف اللفظ (أي: خلوه من تنافر الحروف).


* تعريف التنافر: هو صفة في الكلمة ينجم عنها ثِقلُها على اللسان وصُعوبةُ في النُّطْق بها.


🔸️* أسبابها :

1-درجة معينة من درجات تقارب الحروف، أو طول الكلمة المفردة (وقد يسبب هذا: صعوبة في النطق بها واستبشاعا عند سامعها)..!!

2- مخالفة الذوق السليم والحس البلاغي القويم. .


🔸️ملاحظه: كل ما يعده الذوق الصحيح ثقيلًا متعسر النطق به فهو متنافر، سواء كان من قرب المخارج أو بعدها أو غير ذلك، لأن هناك حروف متقاربة ومقبولة مثل لفظ "الجيش" مع تقارب مخارج حروفه، ونحوه: "الفم"، و"الشجر" .


🔸️*أنواع التنافر :

للتنافر نوعان :

أولهما : التنافر الشديد، وهو مستبشع عند الخاصة والعامة، وهو الكلمة أو اللفظ المتناهي في الثقل.

🔸️ *مثل : 

أ- الصمعمع. (الصغير الرأس).

ب-والطساسيج ( وهي جمع طسوج ، بمعنى القرية ونحوها) .

ج- والظش (الموضع الخشن ).

ثانيهما: التنافر الخفيف ، وقد يقبل في سياقات معينه وغيره السلسل أفضل منه.

🔸️**أمثلة عليه:

أ- النقنقة ( صوت الضفادع)، ومثلها " الشقشقة ، والمخرقة"

ب-النقاخ ( الماء العذب).

ج- مستشزرات (مرتفعات).

كما في قول امرئ القيس:

غدائره مستئزرات إلى العلا ... تضل العقاص في مثني ومرسل


🔸️ (6) 

ما يجب فعله لتحقيق شرط الفصاحة الأول: (تناسب اللفظ، وخلوه عن التنافر)

يجب تحقيق ضابطين:

أولهما : اختيار الألفاظ الخالية عن تنافر الحروف .

ثانيهما: اختيار الألفاظ المتناسبة مع الذوق السليم والحس البلاغي القويم.


🔸️*كيف نحقق هذين الضابطين ؟

1- يمكن تحقيق الضابط الأول من خلال قواعد موضوعية وهي:

أ- مراعاة درجة تقارب الحروف من خلال مخارجها وصفاتها ، فكل ما يسبب ثقلا وصعوبة في النطق فهو لفظ غير فصيح ، ينبغي تجنبه والنأي عنه.

ب- استخدام الألفاظ الثلاثية ويمكن الرباعية وتجنب الألفاظ الخماسية والسداسية ( أي التي عدد حروفها 5، أو 6، أو 7) "، ولهذا لم يوجد شيء من هذا القبيل في القرآن الكريم إلا ما كان معربا من أسماء الأنبياء كــ"إبراهيم وإسماعيل".

2-ويمكن اكتساب الذوق اللغوي السليم والحس البلاغي القويم من خلال :

أ- الحرص على التشبع بالنماذج والأمثلة من الألفاظ الفصيحة والأساليب البلاغية الراقية .

ب- محاولة التمرس على ترديد جوامع الكلم و اللهج بالنماذج البلاغية والعمل على حفظ واستعمال المفردات الفصيحة شائعة الاستعمال . فهو ينشأ من مزاولة أساليب البلغاء،


🔸️توجيه وإرشاد :

1-( تشبع ما استطعت بالنماذج البلاغية والمفردات الفصيحة ... وإذا كان كل إناء بما فيه ينضح، فكل لسان بما تشبع به صاحبُه يُفصِحُ).

2- حافظ على اقتناء بعض الدواوين الشعرية القديمة والسهلة ، وأرشح لك : 

أ-ديوان الإمام الشافعي، فهو سهل وسلس ، وفيه شواهد وحكمة يمكنك إثراء حصيلتك اللغوية والبلاغية بها إضافة إلى ألفاظه السهلة الفصيحة .

ب-ديوان أو أي قصيدة من قصائد أبي العتاهية فهي ( سهلة وسلسلة ) وتساعدك على التنغيم والتغني بها. 

ج-أشعار الحكم والوصايا وهي كثير ، وهناك كتاب باسم ( أبدع ما نظم في الأخلاق والحكم)جدير اقتناؤه.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات