📁 آخر الأخبار

من المحسنات المعنوية الإدماج I بسطتهالك bassthalk

المحسنات المعنوية الإدماج

الإدماج : إدخال الشّيء في الشّيء. 

وعرّفه أبو هلال العسكري، فقال: هو أن يتضمّن الكلام معنيين، معنی مصرّح به ومعنى كالمشار إليه، وسمّاه المضاعفة، ومثّل له بقوله تعالى: "ومنهم من يستمعون إليك أفأنت تسمع الصّمّ ولو كانوا لا يعقلون"، "ومنهم من ينظر إليك أفأنت تهدي العمي ولو كانوا لا يبصرون".

فأمّا المعنى المصرّح به في الكلام فهو أنّه -صلّى الله عليه وسلّم- لا يستطيع أن يهدي من عمِيَ عن الآيات وصمّ عن الكلم والبيّنات، أي أنّه قد صرف قلبه عنها فلم ينتفع بسماعها ورؤيتها.

وأمّا المعنى المشار إليه فهو أنّه تعالى فَضّل السّمع على البصر، لأنّه جعل مع الصّمم فقدان العقل، ومع العمى فقدان النّظر فقط، والعقل أفضل من النّظر.

ومثل ذلك قول الأخطل:

قوم إذا استنبح الأضياف كلبهم

قالوا لأمّهم بولي على النّارِ.

فأخبر عن إطفاء النار إعلانًا عن بخلهم -وناهيك بنارٍ تطفئها بولة- وأشار إلى مهانتهم ومهانة أمّهم عندهم، إذ أمروها أن تبول على النّار.

• المعجم المفصّل في علوم البلاغة.

منها الادماج : هو ان يضمن كلام سيق لمعنى معنى اخر .

اي ان يجعل المتكلم الكلام الذي سيق لمعنى متضمنا لمعنى ,فيكون المعنى الاخر ملفوفا في الكلام وداخلا فيه ,ولذلك سمي بالادماج ,لان الادماج في اللغة : اللف والادخال ,يقال : ادمج الشيء في ثوبه اي اذا لفه وادخله فيه .نحو قول ابي الطيب : 

             اقلب فيه اجفاني كاني 

          اعد بها على الدهر الذنوبا 

اي ذنوب الدهر علي من تفريقه بيني وبين الاحبة ,ومن عدم استقامة الحال وغيرذلك ,فجعل اجفانه كالسبحة حيث يعد بكل حركة من حركاتها ذنبا من ذنوب الدهر ,وفيه اشارة الى كثرة هذا التقليب ,للعلم بكثرة الذنوب التي يعدها على الدهر ,فانه قصد من هذا الكلام وصف الليل بالطول مع السهر وهو المعنى الذي سيق له الكلام ,وضمن هذا اي وصف الليل بالطول مع السهر الذي يظهر معه الطول الشكاية من الدهر ,فتلك الشكاية هي المعنى المضمن الغير المسوق لاجلها الكلام وبها حصل الادماج .

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات