مفهوم أُسْلُوب التَّوْكِيد
هُوَ أَحَدُ أسَالِيب اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَيُعْتَبَر أَحَدُ أَقْسَامِ عَائِلَة التَّوَابِع الَّتِي تَخْتَصُّ بِهَا الْأَسْمَاء ، حَيْثُ يَأْتِي التَّوْكِيد لِإِزَالَة الشَّكِّ الَّذِي يُمْكِنُ أَنْ يُصِيبَ الْمُسْتَمِع حَوْل الْمَتْبُوعِ أَوْ الْمُؤَكَّد ، وَبِمَا أَنَّ التَّوْكِيد مِنْ التَّوَابِعِ فَهُوَ يَتْبَعُ مَتْبُوعِه أَو الْمُؤَكَّدَ فِي الْإِعْرَابِ سَوَاءٌ كَانَ رفعًا أَو نصبًا أَو جرًا ، وَيُقْسَم هَذَا الْأُسْلُوبَ إلَى عدة اقسام سنتطرق لسبعة أقسام من التوكيد هي
١- التوكيد اللفظي
٢- التوكيد المعنوي
٣- التوكيد بالحروف
٤- التوكيد بالحروف الزائدة
٥- التوكيد بالنعت بالعددين
٦- التوكيد بالقصر
٧- التوكيد بالمصدر (المفعول المطلق)
وسنتكلم عن كل نوع بالتفصيل
أَنْوَاع التَّوْكِيد
١- التَوْكِيدٌ اللفظي
يُمْكِنُ تَعْرِيفُ التَّوْكِيدُ اللَّفْظِيُّ عَلَى أَنَّهُ تَكْرَارٌ اللَّفْظِ مَرَّتَيْن ، سَوَاءٌ كَانَ هَذَا اللَّفْظِ اسمًا أَم فعلًا أَم حرفًا أَم جُمْلَةً فِعْلِيَّةً أَوْ اسْمِيَّةً ، لِهَذَا النَّوْعِ مِنْ التَّوْكِيدِ لَا يُوجَدُ إعْرَاب مُحَدَّد ، لَكِنَّه يَتْبَع مَتْبُوعِه أَو الْمُؤَكَّد بِالْإِعْرَاب سَوَاءٌ كَانَ رفعًا أَو نصبًا أَو جرًا ، وَيُعْرَب الْمَتْبُوع حَسَبَ مَوْقِعِهِ فِي الْجُمْلَةِ ، وَمِنَ الْأَمْثِلَةِ عَلَى ذَلِكَ :
ونستطيع القول أن التوكيد اللفظي له ثلاثة أشكال وهي
التوكيد بتكرار الكلمة
قَالَ تَعَالَى : { كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا * جَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } [الفجر : 21-22] ، فَكَلَّمَه دكاً الثَّانِيَة وَكَلِمَة صفاً الثَّانِيَة تَوْكِيدٌ لَفْظِيٌّ لِمَا قَبْلَهُمَا
قوله تعالى (( السابقون السابقون أولئك المقربون))
العلمُ العلمُ نافعٌ
🍒 ب- توكيد بالجملة (اسمية أو فعلية)
اللَّهُ أَكْبَرُ ، اللَّهُ أَكْبَرُ ، فَجُمْلَة اللَّهُ أَكْبَرُ الثَّانِيَة تَوْكِيدٌ لَفْظِيٌّ لِلْجُمْلَة الْأُولَى ، وَهَذَا مِثَالُ عَلَى تَوْكِيدٌ جُمْلَةٌ اسْمِيَّةٌ .
قَالَ تَعَالَى : { كَلَّا سَيَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَيَعْلَمُونَ } [النبأ : 4-5] ، فَجُمْلَة كُلًّا سَيَعْلَمُون الثَّانِيَة تَوْكِيدٌ لِلْجُمْلَة الَّتِي قَبْلَهَا ، وَهَذَا مِثَالُ عَلَى تَوْكِيدٌ جُمْلَةً فِعْلِيَّةً .
لَن اكذب لَنْ أَكْذِبَ ،
نجحَ الطالبُ نجحَ الطالبُ
🍒ت- توكيد بالضمير
.
يَجُوزُ أَنْ يؤكّد بِضَمِير رَفْعٍ مُنْفَصِلٌ كُلِّ ضَمِيرٍ مُتَّصِلٌ ، سَوَاءٌ كَانَ مرفوعًا مِثْل (قُمتُ أَنَا بالأمرِ) ، أَو منصوبًا مِثْل (أسعدتُك أنت) ، أَو مجرورًا مِثْل (مررتُ بِه هو) ، إذْ أَنَّ الضَّمِيرَ الْمُتَّصِل التَّاءِ فِي الْفِعْلِ (قُمتُ) وَالضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ الْكَافُ فِي الْفِعْلِ (أسعدتُك) وَالضَّمِيرِ الْمُتَّصِلِ الْهَاءُ فِي حَرْفٍ الْجَرِّ (بهِ) كُلُّهَا ضَمَائِر مُتَّصِلَة تَمّ تَوْكِيدِهَا توكيداً لفظياً عَنْ طَرِيقِ اسْتِخْدَامٌ ضَمِيرِ الرَّفْعِ الْمُنْفَصِل ، أَمَّا إذَا كَانَ الْفَاعِلُ ضميراً مستتراً فَيَجْرِي عَلَيْهِ مَا يَجْرِي عَلَى الضَّمِيرِ الْمُتَّصِل بِأَن يُؤكد بِضَمِير رَفْعٍ مُنْفَصِلٌ ، مِثْلُ قَوْلِهِ تَعَالَى : { وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ } [البقرة : 35] ، فَالضَّمِير الْمُنْفَصِل (أنت) تَوْكِيدٌ لِلضَّمِيرِ الْمُسْتَتِرِ فِي الْفِعْلِ (اسكن) .
يَخْرُج التَّوْكِيدُ اللَّفْظِيُّ إلَى عَدَدٍ مِنْ الْأَغْرَاضِ ، وَهِي كَالْآتِي :
أَنْ يَدْفَعَ المُتكلم بِهِ ضَرَرٌ غَفْلَة السَّامِعِ أَوْ عَدَمِ إصْغَائِه .
أَنْ يَدْفَعَ عَنْ السَّامِعِ ظَنِّه بِالْمُتَكَلِّم الْغَلَط .
أَنْ يَكُونَ الْمَقْصُودُ بالتوكيد تَقْوِيَة الْحُكْمُ فِي ذِهْنِ السَّامِعِ وَقَلْبُه ، كَمَا فِي قَوْلِهِ تَعَالَى : { فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا } [الشرح : 5-6]
2- التَّوْكِيدُ الْمَعْنَوِيُّ . وَيُتِمّ بِأَلْفَاظ مُعَيَّنَة هِي
1- (نفس – عين) لتوكيد الْمُفْرَد .
مِثْل : (حضر الْمُعَلِّم نفسه) ( كرُّمتُ الطَّالِب عينه)
وَيَجُوزُ أَنْ يؤكُّد بِهِمَا الْمُثَنَّى أَوْ الْجَمْعِ ، وَفِي هَذِهِ تُجْمَعَان
عَلَى (أفعُلِ) وَيَلْحَقُهُمَا الضَّمِير الْمُنَاسِب لِلتَّثْنِيَةِ أَوْ الْجَمْعِ
مِثْل : (حضر المعلمان أنفسهما)(كرَّمتُ الطُّلاَّب أعينهم) .
2- (كلا – كلتا) لتوكيد الْمُثَنَّى بِنَوْعَيْه . مِثْل : (أخذ المتفوقان
كِلاهُمَا الجائزة) (قرأت الْقِصَّتَيْن كلتيهما) .
3- (كل – جَمِيع . - عامة) يؤكَّد بِهِمَا الْجَمْعِ أَوْ الْمُفْرَدَ الَّذِي لَهُ أَجْزَاء .
مِثْل : (رجع الْجَيْش كُلُّه مُنْتَصِرًا ، فَخَرَجَت الْمَدِينَة جَمِيعِهَا مهنئة) .
هَذِهِ الْأَلْفَاظِ الْمَخْصُوصَةِ السِّتَّةَ لَا تُعْرَبُ تَوْكِيدٌ مَعْنَوِيًّا إلَّا
بِوُجُود شَرْطَيْن مَعًا : الْأَوَّلِ أَنَّ تَكُونَ مُتَّصِلَةً بِضَمِيرٍ يَعُودُ عَلَى
المؤكَّد ، و يطابقه نَوْعًا ، وَعَدَدًا . فَإِذَا لَمْ تَكُنْ مُتَّصِلَةً بِضَمِير .
مثل🙁 أَنَّ نَفْسَ مُحَمَّدٍ هادئة) فَلَا تُعْتَبَرُ تَوْكِيدٌ . وَالشَّرْطُ الثَّانِي
أَنْ يُمَكِّنَ حَذْفُهَا مِنْ الْكَلَامِ وَيَبْقَى الْكَلَامُ لَهُ مَعْنًى ، فَإِن حُذفت
وَاخْتَلّ الْمَعْنَى لَا تُعْتَبَرُ تَوْكِيدٌ .
مِثْل : (إن الْإِنْسَان يَحْمِي نَفْسِهِ مِنْ الخطر) . يُمْكِنُ اسْتِعْمَالُ
لَفْظ (أجمع) بَعْد (كل) لِتَقْوِيَة التَّوْكِيد لِلْمُفْرَد
مِثْل : (جاء الْجَيْش كُلُّه أجمع) وللمفردة (جمعاء)
مِثْل : (هبَّت الْمَدِينَةَ كُلَّهَا جَمْعَاء لاستقباله) ، و (أجمعين) لِلْجَمْع
الْمُذَكَّر