أسلوب القسم
القسم من أساليب التوكيد، وهو جملة فعلية أو اسمية تُؤكد بها جملة خبرية موجبة أو منفية، ويُستخدم فيها ألفاظ دالة على القسم أو اليمين، نحو:
حلفت بالله، أقسمت، آليت، لعمرُك، أمانةُ الله، عليّ عهد الله لأنتصرن للمظلوم.
عناصر جملة القسم:
* أداة القسـم + المُقسَم بـهِ (ويؤلفان جملة القسم)
* المُقسَم عليه (جواب القسم).
أسلوب القسم إذن يتضمن جملتين:
أولاهما جملة القسم، وهي الجملة المؤَكَّد بها،
والأخرى جملة جواب القسم، وهي المُقْسَم عليها.
في اللغة نقسم عادة بالله، وثمة من يقسم بالكعبة، بربي، ، بالحق، وبأسماء أخرى لها مكانتها وعظمتها.
قد نستخدم في القسم فعلاً مثل:- (أحلف، أقسم..)، وقد نستخدم اسمًا مثل:
لعمرُ أبيك، يمينُ الله، أيمن ...
إذا بدأنا الجملة بقسم صريح يكون إعرابه مبتدأ وخبره محذوف وجوبًا مثل :-
يمينُ اللهِ، بلغ السيل الزبى.
أحرف القسم:
أبرز أحرف القسم هي: الباء والواو والتاء- وكلها حروف جر.
١- الباء:-
هي أصل حروف القسم، لأن أصل معانيها الإلصاق، فهي تُلصق فعل القسم بالمقسَم به، وهي تختص دون سائر أحرف القسم- بما يلي:
* أنها تدخل على الضمير، نحو: أقسم به لأنجحن في مهمتي.
*جواز ظهور فعل القسم معها، نحو: أقسم بالله لأساعدنَّ المحتاج.
ويجوز حذف الفعل كذلك: بالله لأقولن خيرًا.
* جواز استعمالها في الحلف على سبيل الاستعطاف، نحو: بحياتك ساعدني!
٢-الواو:-
وهي أكثر استعمالاً من الباء، ويشترط في استخدامها:
* ألا تدخل على الضمير، فلا يُقال "وه"- كما قلنا: "بِه"- أعلاه.
* حذف فعل القسم معها بسبب كثرة الاستعمال وعدم الضرورة، فلا يُستساغ أن نقول:
أقسم والله لأفعلنّ الواجبَ.
* عدم جواز استعمالها في القسم على سبيل الاستعطاف، فلا يقال: "وحياتِك ساعدْني"- كما قلنا مع الباء- "بحياتك ساعدني".
يقول أبو تمام:
فلا وأبيك ما في العيش خير
ولا الدنيا إذا ذهب الحياء
لاحظنا أن المقسَم به اسم ظاهر، ولم نجد مع الواو فعل القسم.
– لاحظ أن الواو في شروطها هي نقيض الباء!
إذا تكررت الواو في أسلوب القسم فاعلم أن الأولى فقط هي للقسم، وسائر الواوات للعطف:
والليل إذا يغشى* والنهار إذا تجلّى، وما خلق الذكر والأنثى..- الليل،
٣-التاء:-
هي بدل من الواو كما في تراث أصلها وراث، اتّقى أصلها اوتقى..
لا تدخل في القسم إلا على لفظ الجلالة (الله)، نحو:
تَاللَّهِ لَتُسْأَلُنَّ عَمَّا كُنْتُمْ تَفْتَرُونَ- النحل،
تكررت (تالله) في القرآن الكريم، ففي سورة يوسف وردت ثلاث مرات.
وقد تجيء التاء مع لفظ الجلالة بغير معنى القسم، كالتعجب، نحو:
تالله أصبح الطقس باردًا!
خلاصة القول:-
الباء هي الأصل، لأنها تدخل على الاسم الظاهر والمضمر: أقسم بالله ، بك أقسمت يا الله!
والواو تختص بدخولها على الاسم الظاهر: والله، وربّ الكعبه، ونرى كذلك إقسام الله بمخلوقاته- والضحى والليل إذا سجى...
والتاء تختص بدخولها على اسم الله تعالى:وتالله لأكيدنّ أصنامكم
مع الواو والتاء لا نستخدم فعل القسم.