📁 آخر الأخبار

تعريف الاستعارة وبيان أنواعها I بسطتهالك bassthalk

تعريف الاستعارة وبيان أنواعها

الاستعارة 

تُعرّف الاستعارة 

بأنها ادّعاء معنى الحقيقة في الشيء{ للمُبالغة في التشبيه} والاستعارة، والاستعارة هي تشبيه حُذف أحد طرفيه، 

ولا بُدّ من وجود قرينة دالّة على المُشبّه والمُشبّه


او هي تشبيه بليغ حذف أحد طرفيه. نفهم من الكلام السابق

شرطه

    أن التشبيه لابد فيه من ذكر الطرفين الأساسين وهما (المشبه والمشبه به) فإذا حذف أحد الركنين لا يعد تشبيهاً بل يصبح استعارة.


أنواع الاستعارة 

تعدّ الاستعارة من أقسام علم البيان وتندرج تحت باب المجاز وقد عرّفها الأوائل على أنّها تسمية الشيء باسم غيره إذ قام مقامه،  

الاستعارة. اسم المشبه به في المشبه، فيُسمّى المشبه به مستعارًا منه، والمشبه مستعارًا له، واللفظ مستعارًا، 

 أنّ الاستعارة ضرب من المجاز اللغوي علاقته المشابهة دائمًا بين المعنى الحقيقي، والمعنى المجازي، وللاستعارة أنواع متعدّدة


أنواع الاستعارة بحسب طرفيها

1-الاستعارة التصريحية

2- الاستعارة المكنية


نـــــوع الاستعـــــــــــارة

مثــــال توضيـــحـــي

الاستعارة التصريحية: وهي الاستعارة التي يُصرّح فيها بلفظ المشبه به، ويُحذف المشبه.

قال تعالى: "الله ولي الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور"،

 المشبه به في الآية الكريمة الظلمات والمشبه الضلال وقد حُذف، والمشبه به النور والمشبه الهداية والإيمان وقد حُذف، وبما أنّ المشبه به قد ذُكر وحُذف المشبه فإنّ هذه الاستعارة هي استعارة تصريحية.

الاستعارة المكنية: وهي الاستعارة التي يُصرّح فيها بلفظ المشبه، ويحذف المشبه به ويُكنّى عنه بشيء من لوازمه.

قال الشاعر:

لا تعجبي يا سلمُ من رجلٍ *** ضحكَ المشيبُ برأسه فبكى

المشبه في الجملة المشيب، والمشبه به الإنسان وقد حُذف، واللازمة التي دلّت على المحذوف هي الفعل ضحك لأنّ الضحك من خصائص الإنسان، وبما أنّ المشبه قد ذُكر وحُذف المشبه به وكنّي عنه بشيء من لوازمه ( ضحكَ) فإنّ هذه الاستعارة هي استعارالمكنية


الاستعارة بحسب الكلمة التي تقع فيها

تقسم الاستعارة إلى استعارة أصلية وتبعية بحسب اللفظ الذي جرت فيه، والجدول الآتي يوضّح التقسيم:

1- الاستعارة الأصلية

2-الاستعارة التبعية


نوع الاستعارة

مــــثـــــــال تـــوضــــــيــــــحـــــــي

الاستعارة الأصلية: تُسمّى الاستعارة أصلية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه اسمًا جامدًا.

قال الشاعر:

يا كوكبًا ما كان أقصر عمره * * * وكذاك عمر كواكب الأسحار

في هذا البيت شبه الشاعر ابنه بالكوكب بجامع صغر الجسم وعلوّ الشأن، على سبيل الاستعارة التصريحية، واللفظ الذي جرت فيه الاستعارة (كوكب) هو اسم جامد لذلك فإنّ هذه الاستعارة استعارة أصلية.

الاستعارة التبعية: تُسمّى الاستعارة تبعية إذا كان اللفظ الذي جرت فيه مشتقًا أو فعلًا.

قال شاعر يخاطب طائرًا:

أنتَ في خضراء ضاحكة * * * من بكاء العارض الهتن

شبه الإزهار بالضحك بجامع ظهور البياض في كل، ثم اُستعير اللفظ الدال على المشبه به للمشبه، ثمّ اشتق من الضحك بمعنى الإزهار (ضاحكة) بمعنى مُزهرة، ولأن اللفظ الذي جرت فيه الاستعارة (ضاحكة) مشتق جاءت الاستعارة ه


استعارة تمثيلية 

أصلها تشبيه تمثيلي حُذِفَ منه المشبه

 وهو (الحالة والهيئة الحاضرة) وصرح بالمشبه به وهو (الحالة والهيئة السابقة) مع المحافظة على كلماتها وشكلها وتكثر غالباً في الأمثال عندما تشبه الموقف الجديد بالموقف الذي قيلت فيه.

نَسِيَ الطينُ ساعَةً أَنَّهُ طينٌ حَقيرٌ فَصالَ تيها وَعَربَد شبّه الشاعر في هذا البيت الإنسان بالطين، 

فحذفَ المُشبّه وهو الإنسان، 

بينما صرّح بالمُشبّه به وهو الطين، فالاستعارة هنا هي استعارة تصريحيّة.

 قال الله سبحانه وتعالى: "اللَّهُ وَلِيُّ الَّذِينَ آمَنُواْ يُخْرِجُهُم مِّنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ"

 شبّهت الآية الكريمة السابقة الكُفر بالظُّلمات، كما شبّه الإيمان بالنور، ولكنّه حُذف المُشبّه وهو الكُفر والإيمان، وصُرِّح بالمُشبّه به الظّلمات والنّور، وذلك على سبيل الاستعارة التصريحية

وأقبَلَ يَمشي في البِسَاطِ فَما دَرى إلى البَحرِ يَسعى أم إلى البَدرِ يَرتقى شبّه


 الشاعر في البيت السابق سيف الدولة بالبحر والبدر، وذلك في رفعة مَقامه وجوده وكرمه، بيد أنّه ذكر المُشبّه به وهما البحر والبدر، وحذف المُشبّه سيف الدولة،

 والاستعارة هنا هي تصريحيّة


قال الله سبحانه وتعالى: 

"وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا"

شبّهت الآية الذلّ بالطائر، ♥والطائر هو المُستعار منه غير المذكور، ولكن كنّي عنه بشيء منه وهو الجناح، والمُستعار له هو الذل، والجامع بين المُشبّه والمُشبّه به هو الانقياد من خلال القرينة الدالة وهي كلمة أخفض، والاستعارة هنا هي استعارة مَكنيّة أصليّة، فالطائر هو اسم ذات بمنزلة الجامد.

الاستعارة التبعية

 هي الاستعارة التي يُشترط بها أن يكون لفظ الاستعارة إمّااسمًا مشتقًّا، أو فعلًا، أو اسم الفعل، أو اسمًا مُبهمًا، أو حرفًا، مثال ذلك:[١١] قال الله سبحانه وتعالى: "قَالَ رَبِّ إِنِّي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنِّي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا"


 إنّ المستعار منه في الآية الكريمة السابقة هو النار، أمّا المُستعار له فهو الشّيب، وقد اشتقّ الفعل اشتعل من الاشتعال، والاستعارة هنا هي مكنيّة وتبعية؛ لأنّ لفظ الاستعارة هو اسم مُشتقّ

.

السُّحب تركضُ في الفَضاءِ الرّحب رَكض الخَائِفين والشَّمس تَبدو خَلفها صَفراء عَاصِبة الجَبين شبّه الشّاعر حركة السّحب في السّماء بالركض


، فحذف المُستعار له وهي تحرُّك السّحب، وصرّح بلفظ المُستعار منه وهي{ السُّحب تركض، والفعل تركض هو مشتقّ من الركض، لذلك فالاستعارة هي تصريحيّة تبعيّة.}


 الاستعارة بحسب توافق الطرفين هي الاستعارة المصرّحة باعتبار الطرفين واجتماعهما على شيء واحد أو عدم اجتماعهما، 


وتقسم إلى:

الاستعارة الوفاقية

الاستعارة الوفاقية هي الاستعارة التي يُمكن اجتماع أركان التشبيه أيّ من طرفيها المُشبّه والمُشبّه به في شيء واحد، وذلك بسبب التّوافُق بينهما، وهي تُشبه التّشبيه التمثيليّ

فكلاهما يبحثان في الصورة المُركبة والمشتركة بين طرفي التشبيه، مثال ذلك:


 قال الله سبحانه وتعالى: 

"فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّه مَرَضًا"

استُعير هنا المرض للنّفاق، إذ شبّهت الآية النفاق بالمرض، فالنفاق هو المُشبّه المحذوف♥، أمّا المرض فهو المُشبّه به المذكور، والاستعارة هنا هي تصريحيّة وفاقيّة، بسبب


 التّوافُق بين المُشبّه والمُشبّه به، فالمرض والنفاق يجتمعان في شيء واحد وهو مكانهما في قلب الإنسان.


 قال الله سبحانه وتعالى: "وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"

إنّ الاستعارة في الآية الكريمة بلفظة العمى فهي دالّة على الكفر، إذ شبّه العمى بالكفر، والمُشبّه الإنسان الأعمى مذكور، أمّا المُشبّه به الإنسان الكافر محذوف، والاستعارة هنا مكنيّة وفاقيّة؛ لأنّ العمى والكفر يتّفقان باجتماعهما بقلب الكافر


 الاستعارة العنادية

 الاستعارة العنادية هي الاستعارة التي لا يُمكن الاجتماع بين طرفيها ولا بشيء واحد، وذلك لتنافيهمها وظهور التضاد بينهما، مثال

 ذلك:قال الله سبحانه وتعالى: 

  • "إِنَّكَ لا تُسْمِعُ الْمَوْتَى وَلا تُسْمِعُ الصُّمَّ الدُّعَاء إِذَا وَلَّوْا مُدْبِرِينَ"

 استعير في الآية السابقة بلفظة الموتى للدّلالة على الكفرة الأحياء، ولا اجتماع بشيء بين الموتى والأحياء، بل يُعدّ الطباق بينهما، فصُرّح بالمُشبّه الموتى، وحُذف المشبّه به وهم الكفرة من الأحياء، والاستعارة هنا هي استعارة مكنيّةعناديّة.

 فَلَم أَرَ بَدرًا ضاحِكًا قَبلَ وَجهِها وَلَم تَرَ قَبلي مَيِّتًا يَتَكَلَّمُ استُعير في البيت الشعري السابق كلمة ميتًا، للدّلالة على مَن أضناه الحبّ وأسقمه العشق، ولا يُمكن اجتماع العاشق المُتيّم والميت بشيء، ولذلك فالاستعارة هنا عناديّة، حُذف المشبه وهو الإنسان العاشق، وصُرّح♥😔


كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات