باب الحال
أنواع الحال
- تقع الحال مفردة ، وجملة - اسميَّة وفعليَّة - وشبه جملة - ظرفًا أو جارًّا ومجرورًا :
١- مثال المفردة : جاء عليٌّ راكبًا ، وخرج الطالبان مسرورينِ ، وحضر الطلاب مستبشرين - فراكبًا ، ومسرورينِ ، ومستبشرين - كل واحد منها حال مفردة ؛ لأن المفرد في هذا الباب هو ما ليس جملة ولا شبه جملة .
٢- ومثال شبه الجملة إذا كان ظرفًا قولك : جاء خالد فوق حصانه (فوق) ظرف مكان متعلق بمحذف يقع حالًا ، والتقدير : مستقرًّا أو استقرَّ .
- ومثال شبه الجملة إذا كان جارًّا ومجرورًا قولك : خرج طارقٌ في أبهى حُلَّة - في أبهى ... جار ومجرور متعلق بمحذوف حال .
٣- وإذا كانت الحال جملة وجب فيها :
أ- أن تكون جملة خبريَّة ، فلا تقع جملة الحال إنشائيَّة .
ب- أن تكون خالية من كل علامة تدل على الاستقبال كالسين وسوف .
ج- أن تشتمل على رابط يربطها بصاحبها ، والرابط إما الواو أو الضمير أو هما معًا .
- الربط بالواو :
- إما أن يكون واجبًا أو ممتنعًا أو جائزًا :
أ- يجب الربط بالواو في جملة الحال إذا كانت جملة فعليَّة فعلُها مضارع مثبتٌ مقرونٌ بقد ، ولا يغني الربط بالضمير عن الربط بالواو هنا ، كما في قوله تعالى : "وإذ قال موسى لقومه يا قومِ لمَ تؤذونني وقد تعلمون أني رسول الله إليكم" . الصفّ ٥
ب- ويمتنع الربط بالواو :
١- إذا كانت جملة الحال فعليَّةً فعلها مضارع مثبتٌ غير مقرونٍ بقد كقولك : جاء زيدٌ يركض ، واستقبلتُ خالدًا يضحك ، ومنه قوله تعالى : "ولا تَمْنُن تَسْتَكْثِرُ" . المدَّثِر ٦ - والمعنى : لا تعطِ شيئًا لتطلبَ أكثرَ منه .
- جمل : (يركض - يضحك - تستكثر) كل منها في محل نصب حال ، وقد اقتصر الربط فيها على الضمير .
#وقد ورد عن العرب ما يخالف ذلك كقولهم : قمتُ وأصُكُّ عينه ، وقول الشاعر :
فلما خشيت أظافيرهم نجوتُ وأرهَنُهُم مالكَا
- (أصُكُّ - أ رهنُهُم) جملتان في موضع الحال ، وقد اقترنت كلٌّ منهما بواو الحال ، وليس هذا على ظاهره ، بل الواو داخلة على مبتدأ محذوف ، والجملة الفعليَّة خبر عنه ، والتقدير : (وأنا أصكُّ - وأنا أرهنُهُم) فالجملة الحاليَّة هنا ليست جملة فعلية ، وإنما هي جملة اسميَّة .
٢- ويمتنع الربط بالواو في المضارع المنفي بلا كقوله تعالى : "وتفقد الطير فقال ما ليَ لا أرى الهدهد ..." . النمل
٣- وفي المضارع المنفي بما كقولك : عهدتك ما تكذب ، وعرفت خالدًا ما يجبُن .
٤- وفي الحال المؤكِّدة لمضمون الجملة كقولك : هو الحقُّ لا ريب فيه .
٥- وفي جملة الفعل الماضي المتلوّ بأو كقولك : لأكرمنَّهُ ذهبَ أو أقام ، ومن هذا الأخير قول الشاعر :
كن للخليل نصيرًا جارَ أو عَدَلَا ولا تشُحَّ عليه جاد أو بخلَا
#نكتفي بهذا القدر ، والقادم : جواز الربط بالواو وحدها أو الضمير وحده أو بهما معًا في غير ما تقدَّم - ومن الله تعالى العون ..