📁 آخر الأخبار

كيفَ تدرُسُ علم النَّحو؟

كيفَ تدرُسُ علم النَّحو؟ 


طلبَ منِّى كثيرٌ من الأفاضل - لحسنِ ظنِّهم - كتابة منشورٍ فى منهج طالب علم النَّحو، وسأقسِّم المنهجَ على ثلاثة منشوراتٍ؛ فهناكَ ثلاث مراحلَ للمنهجِ " مرحلةٌ أولى - مرحلةٌ وُسطَى - مرحلةٌ أخيرةٌ "، وأقسِّم المنهج على ثلاثة منشوراتٍ؛ ابتعاداً عن الإثقالِ على القارئ، ورغبةً فى فهمِ المنشور فهماً صحيحاً، وأرجو من القارئ مشاركة المنشورِ أو نقله بطريقتِه؛ لعلَّ هناك نفعاً.

المرحلة الأُولَى لطالب علم النَّحو

من الكتب المهمَّة فى المرحلة الأولى لطالب علم النَّحو كتاب " النَّحو الواضح فى قواعد اللُّغة العربيَّة " لعلىِّ الجارم ومصطَفى أمين، ومن مميِّزات هذا الكتاب أنَّه يبدأ الدَّرس بأمثلةٍ كافيةٍ، ثمَّ يشرح الدَّرس شرحاً ميسَّراً تبعاً للأمثلة، ثمَّ يكتب القاعدة، ثمَّ يذكر أسئلةً للاختبار فى نهاية الدَّرس، ويُكثِرُ من الأسئلة؛ لتثبيت المعلومة، وهذه ميزةٌ مهمَّةٌ فى الكتاب.

وفى هذه المرحلة أيضاً يهتمُّ طالب علم النَّحو بدراسة كتاب " القواعد الأساسيَّة فى النَّحو والصَّرف " - ويكتفِى بالجزء الخاصِّ بالنَّحو -، وهذا الكتاب صادرٌ عن وزارة التَّربية والتَّعليم بمصر - حفظَها الله -، وأظنُّه يكون معَ طلَّاب الثَّانويَّة العامَّة على أنَّه كتابٌ إضافىٌّ، ومن مميِّزات هذا الكتاب أنَّ ترتيبه جيِّدٌ، وأسلوبه سهلٌ فى البداية، وأمثلته قريبةٌ من الواقع.

ومن الكتب المهمَّة أيضاً فى هذه المرحلة كتاب " الآجرُّوميَّة " لـ " ابن آجرُّوم " الصنهاجىِّ، أو نظم الآجرُّوميَّة للعمريطىِّ المسمَّى " الدُّرَّة البهيَّة نظم الآجرُّوميَّة ".

يقرأ الطّالب المتن فقطْ، أو يحفظ النَّظم إن استطاعَ أوَّلاً، ثمَّ ينتقل إلى شروح الآجرُّوميَّة الميسَّرة، مثل شرح ابن عثيمين على الآجرُّوميَّة، أو شرح محمَّد محيى الدِّين عبد الحميد المسمَّى " التُّحفة السَّنيَّة شرح المقدِّمة الآجرُّوميَّة "، وإن أرادَ الطَّالب التَّوسُّع فى شرح الآجرُّوميَّة فله أن يقرأ كتاب " غُرَر الدُّرر الوسطيَّة بشرح المنظومة العمريطيَّة " لابن عنقاء، وأظنُّ أنَّ هذا الشَّرح هو أوسع شروح الآجرُّوميَّة، ومنظوماتُ الآجرُّوميَّة وشروحها كثيرةٌ، فعلى الطَّالب فى هذه المرحلة أن يكتفىَ بشرحٍ أو اثنين.

وأنصحُ لطالب علم النَّحو فى هذه المرحلة ألاَّ يثقلَ على نفسه، وألَّا ينتقلَ لقاعدةٍ قبل أن يتقنَ القاعدة التى قبلَها، فمَن أخذَ العلمَ جُملةً فاتَه جملةً - كما قالوا -، فيمكن لطالب العلم أن يأخذ كلَّ يومٍ قاعدةً يسيرةً أو قاعدتين، ويطبِّق ما عرفَه على كتابتِه وكلامِه؛ لتثبتَ المعلومةُ فى ذهنه، وعليه ألَّا ينتقلَ لكتابٍ قبل إنهاء الكتاب الذى فى يديه؛ حتَّى لا يتشتَّت ذهنه نتيجة اختلاف منهج كلِّ كتابٍ، وأسلوب الكتاب، والمعلومات التى به، فإذا قرأَ كتبَ هذه المرحلة وفهمَها فهماً جيِّداً انتقلَ لكتب المرحلة التى تليها، وهى المرحلة الوُسْطَى، التى سنفصِّل فيها القول بعد ذلكَ - إن شاء الله -.
كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات