📁 آخر الأخبار

إِذَا بَنَيتَ أَفْعَل التَّفْضِيل مِنْ مَادَّة الْحُبِّ وَالْبُغْضِ فإنه يتَعَدَّى إِلَى الْفَاعِل الْمَعْنَوِيِّ

 مسألة نحوية لطيفة:


إِذَا بَنَيتَ " أَفْعَل التَّفْضِيل " مِنْ مَادَّة الْحُبِّ وَالْبُغْضِ فإنه يتَعَدَّى إِلَى الْفَاعِل الْمَعْنَوِيِّ بِـ " إِلَى "، وَإِلَى الْمَفْعُولِ الْمَعْنَوِيِّ بِاللَّامِ .


فمثلا إِذَا قُلْتَ : " لَيلَى أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ فاطمة " فالمعنى أَنَّكَ تُحِبُّ لَيلَى أَكْثَرَ مِنْ فاطمة، فَالْمُتَكَلِّمُ هُوَ الْفَاعِلُ، وَكَذَلِكَ إذا قلت : " زيدٌ أَبْغَضُ إِلَيَّ مِن عمرو " فأَنْتَ الْمُبْغِضُ .


وَإِذَا قُلْتَ : " سَلمى أَحَبُّ لِي مِنْ عائشة " باللام، فالمعنى : أن سلمى تُحِبُّك أَكْثَرَ مِنْ عَائشة.


وَعَلَى هَذَا جَاءَ قوله تعالى " لَيوسفُ وأخوه أحبُّ إلى أبِينا منَّا ".


فَإِنَّ الْأَبَ هُوَ فَاعِلُ الْمَحَبَّةِ، أي أنَّ الأبَ يُحب يوسف أكثر من حُبه لهم، ولو قال :" أحبُّ لأبينا مِنا " فالمعنى أنَّ يوسف يُحب أبانا أكثر مما نحبُّه نحن.

 

و" إلى" واللام في هذا معناهما التبيين، أي أنها تُبيِّن الفاعل من المفعول، وضابِطُها - كما في مغني اللبيب - : أن تقعَ بعد فعلِ تعجُّبٍ أو اسمِ تفضيل - كما هنا - مُفْهِمَينِ حُبًّا أو بُغضا، تقول : ما أحبَّني وما أبغَضني، فإن قلت :" لِفلان " فأنت فاعل الحب والبغض، وهو مفعولُهما، وإن قلت " إلى فلان " فهو الفاعل وأنت المفعول - على النحو السابق -.

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات