شرح ألفية ابن مالك شرح حروف
-- حروف الجر هي : من ، إلى ، حتى ، خلا ، حاشا ، عدا ، في ، عن ، على ، مذ ، منذ ، رب ، اللام ، كي ، واو ، تاء ، والكاف ، والباء ، ولعل ، ومتى .
-- هذه الحروف العشرون كلها مختصة بالأسماء ، وهي تعمل فيها الجر .
-- من حروف الجر ما لا يجر إلا الاسم الظاهر ولا يجر الضمائر وهي : مذ ، ومنذ ، وحتى ، والكاف ، والواو ، ورب ، والتاء .
فلا تقول : مذه ، ولا منذه ، وكذا الباقي .
-- لا تجر (منذ ، ومذ) من الأسماء الظاهرة إلا أسماء الزمان .
-- فإن كان الزمان حاضرا كانت بمعنى (في) نحو : (ما رأيته منذ يومنا) أي في يومنا .
-- وإن كان الزمان ماضيا كانت بمعنى (من) نحو : (ما رأيته مذ يوم الجمعة) أي من يوم الجمعة .
-- أما الواو فمختصة بالقسم ، وكذلك التاء ، ولا يجوز ذكر فعل القسم معهما فلا تقول : (أقسم والله) ولا (أقسم تالله) .
-- ولا تجر (التاء) إلا لفظ الجلالة (الله) فتقول : (تالله لأفعلن) .
-- ولا تجر (رب) إلا نكرة نحو : (رب رجل عالم لقيته) .
-- تجىء (من) للتبعيض ، ولبيان الجنس ، ولابتداء الغاية في غير الزمان وفي الزمان ، وتأتي زائدة .
-- مثالها للتبعيض قولك : (أخذت من دراهمك) .
-- ومثالها لبيان الجنس قوله تعالى : (فاجتنبوا الرجس من الأوثان) .
-- ومثالها لابتداء الغاية في المكان قوله تعالى : (سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى) .
-- ومثالها لابتداء الغاية في الزمان قوله تعالى : (لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه) .
-- ومثال الزائدة : (ما جاءني من أحد) .
-- وتزاد (من) بشرطين :
(١) أن يكون المجرور بها نكرة .
(٢) أن يسبقها نفي (ما ضربت من أحد) أو نهي (لا تضرب من أحد) ، أو استفهام (هل ضربت من أحد) .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .
شرح ألفية ابن مالك (٦٥) .
** حروف الجر .
-- يدل على انتهاء الغاية (إلى) و(حتى) و (اللام) .
-- نحو : (سرت البارحة إلى آخر الليل) ، (سلام هي حتى مطلع الفجر) ، (كل يجري لأجل مسمى) .
-- وتستعمل (من) و (الباء) بمعنى بدل .
-- من استعمال (من) بمعنى بدل كقوله تعالى : (أرضيتم بالحياة الدنيا من الآخرة) أي بدل الآخرة .
-- ومن استعمال (الباء) بمعنى (بدل) ما ورد في الحديث (ما يسرني بها حمر النعم) أي بدلها .
-- كما أن اللام تكون للإنتهاء ، تكون أيضا للملك نحو قوله تعالى : (لله ما في السماوات وما في الأرض) ، و (المال لزيد) .
-- وتكون اللام للاختصاص نحو (الحصير للمسجد) ، و(الباب للدار) ، والاختصاص يكون لما لا يملك ، ويسمونه شبه الملك .
-- وتكون اللام للتعدية نحو : (وهبت لزيد مالا) .
-- وتكون (اللام) للتعليل نحو : (جئتك لإكرامك) .
-- وتفيد (الباء) و(في) معنى الظرفية والسببية .
-- مثال (الباء) للظرفية قوله تعالى : ( وإنكم لتمرون عليهم مصبحين وبالليل) أي وفي الليل .
-- ومثال (الباء) في السببية قوله تعالى : (فبظلم من الذين هادوا حرمنا عليهم طيبات أحلت لهم ، وبصدهم عن سبيل الله كثيرا) أي بسبب ظلمهم .
-- ومثال (في) للظرفية قولك : (زيد في المسجد) .
-- ومثالها للسببية قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (دخلت امرأة النار في هره حبستها ، فلا هي أطعمتها ، ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض) أي بسبب هرة .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .
** حروف الجر .
-- الباء تكون للظرفية ، وللسببية ، كما مر ، وتكون للاستعانة نحو : (كتبت بالقلم) ، و(قطعت بالسكين) .
-- وتكون (الباء) للتعدية ، نحو : (ذهبت بزيد) ، ومنه قول الله تعالى : (ذهب الله بنورهم) .
-- وتكون (الباء) للتعويض ، نحو : (اشتريت الفرس بألف درهم) .
-- وتكون (الباء) للإلصاق ، نحو : (مررت بزيد) .
-- وتكون (الباء) بمعني (مع) ، نحو : (بعتك الثوب بطرازه) أي مع طرازه .
-- وتكون (الباء) بمعنى (من) ، نحو : (شربن بماء البحر) أي ، من ماء البحر .
-- وتكون (الباء) بمعنى (عن) ، نحو : (سأل سائل بعذاب واقع) أي ، عن عذاب واقع .
-- وتكون (الباء) للمصاحبة ، نحو : (فسبح بحمد ربك) أي ، مصاحبا حمدَ ربك .
-- وتستعمل (على) للاستعلاء كثيرا ، نحو : (زيد على السطح) .
-- وتكون (على) بمعنى (في) ، نحو قوله تعالى : (ودخل المدينة على حين غفلة من أهلها) أي ، في حين غفلة من أهلها .
-- وتستعمل (عن) للمجاوزة كثيرا ، نحو : (رميت السهم عن القوس) .
-- وتكون (عن) بمعنى(بعد) ، نحو قوله تعالى : (لتركبن طبقا عن طبق) أي ، بعد طبق .
-- وتكون (عن) بمعنى(على) ، نحو : (رضيت عني أمي) أي ، رضيت علي أمي .
شرح ألفية ابن مالك (٦٧) .
** حروف الجر .
-- تأتي الكاف للتشبيه كثيرا كقولك : (زيد كالأسد) .
-- وتأتي للتعليل نحو : (واذكروه كما هداكم) أي لهدايته إياكم .
-- وتأتي زائدة للتوكيد نحو : (ليس كمثله شىء) .
-- تستعمل (مذ ومنذ) اسمين إذا وقع بعدهما الاسم مرفوعا نحو : (ما رأيته مذ يومُ الجمعة) ف(مذ) مبتدأ ، خبره ما بعده .
-- وتستعمل (مذ ومنذ) اسمين إذا وقع بعدهما فعل نحو : (جئت مذ دعا زيد) ف(مذ) اسم منصوب المحل على الظرفية .
-- وهما حرفا جر إذا وقع بعدهما اسم مجرور ويكونا بمعنى (من) إذا كان المجرور ماضيا نحو : (ما رأيته مذ يومِ الجمعة) أي من يوم الجمعة .
-- ويكونا بمعنى (في) إن كان المجرور حاضرا نحو : (ما رأيته مذ يومِنا) أي في يومنا .
-- تزاد (ما) بعد (من) و(عن) و(الباء) فلا تكفهم عن العمل كقوله تعالى : (مما خطيئاتهم أغرقوا) ، وقوله تعالى : (عم قليل ليصبحن نادمين) ، وقوله تعالى : (فبما رحمة من الله لنت لهم) .
-- تزاد (ما) بعد (الكاف) و(رب) فتكفهما عن العمل .
-- لا يجوز حذف حرف الجر وإبقاء عمله إلا في (رب) نحو (وليل كموج البحر أرخى سدوله ) أي ورب ليل .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .