عبارة "يتفيأ ظلاله" وردت في القرآن الكريم في قوله تعالى:
"أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَىٰ مَا خَلَقَ اللَّهُ مِن شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلَالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّدًا لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ" [النحل: 48].
البلاغة في العبارة:
1. اختيار كلمة "يتفيأ":
كلمة "يتفيأ" تدل على الرجوع أو الميل الخفيف، وهي أدق من مجرد "يميل". استخدام هذه الكلمة يوحي بلطف حركة الظلال ورجوعها التدريجي، ما يعكس جمال الطبيعة ودقة صنع الله.
فيها تصوير حركي يُبرز الظل ككائن حي يتحرك برفق، مما يضفي حياة وديناميكية على المشهد.
2. التعبير عن الظل بالجمع "ظلاله":
الجمع يشير إلى شمولية الظلال وانتشارها في كل مكان، مما يبرز عظمة الخالق في خلق نظام كوني دقيق.
3. التناسق مع الدلالة الحسية والمعنوية:
الظل يتحرك بفعل الشمس، لكنه في حقيقته دليل على سجود الموجودات لله وخضوعها لأمره. فالمشهد الحسي يرتبط بمعنى إيماني عميق.
4. الطباق بين "اليمين" و"الشمائل":
فيه تصوير دقيق لحركة الظلال في اتجاهات متعددة مع دوران الشمس، ما يبرز جمال التناغم الكوني.
5. الإيقاع الموسيقي:
العبارة تحمل انسجامًا صوتيًا بين "يتفيأ" و"ظلاله"، مما يجعل النص أكثر وقعًا وجمالًا عند سماعه.
6. الإيجاز مع التصوير:
العبارة قصيرة لكنها مليئة بالمعاني، فهي ترسم مشهدًا كونيًا كاملًا يعبر عن خضوع كل شيء لله، بأسلوب يجمع بين التصوير والدلالة العميقة.
النتيجة:
عبارة "يتفيأ ظلاله" ليست مجرد وصف لحركة الظلال، بل هي مشهد بلاغي كامل يُبرز جمال الطبيعة ويدعو للتفكر في عظمة الخالق ورحمته.