الطباق والمقابلة
#الطّباق: من المحسّنات البديعيّة المعنويّة، وهو أن يجمع اللّفظ وضدّه في الكلام، كقوله تعالى:
" وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين ". وهو نوعان:
1. طباق الإيجاب: وهو الذي لا يختلف فيه الضّدان إيجاباً وسلباً، ويكون بين:
☆ حرف وحرف مثل: قوله تعالى:
"ولهنّ مثل ما الذي عليهنّ بالمعروف ".
وقولك: " الدّهر يومان: يوم لك ويوم عليك ".
☆فعل وفعل مثل: قوله تعالى: " وأنّه هو أمات و أحيا ".
وقول الشّاعر:
أطعنا ربّنا وعصاه قوم .. فذقنا طعم طاعتنا وذاقوا.
☆ اسم واسم: كقوله تعالى: " وجعلنا اللّيل والنّهار آيتين ".
وقول الرّسول (ص): " خير المال عينٌ ساهرة، لعين نائمة ".
☆ اسم وفعل: كقوله تعالى: " أَوَمَن كان ميّتا فأحييناه ".
وكقول الشّاعر:
يُغطِّي عيوبَ المرء كثرةُ ماله .. يُصَدّقُ فيما قاله وهو كذوبُ.
2.طباق السّلب: وهو ما اختلف فيه الضّدان إيجاباً وسلباً فكان أحدهما مثبتاً والآخر منفيّاً
وكقول الشّاعر:
أنلهو وأيّامنا تذهب ..ونلعب والدّهر لا يلعب.
وقول عليّ رضيّ الله عنه:
" يغار عليكم ولا تغيرون، وتغزون ولا تغزون ".
#المقابلة: شكل موسّع من أشكال الطّباق، وتعني اجتماع معنيين في الكلام تليهما أضدادهما على التّرتيب
كقوله تعالى: " إنّ الأبرار لفي نعيم، وإنّ الفجّار لفي جحيم ". وقوله أيضاً: " فأمّا من أعطى واتّقى وصدّق بالحسنى فسنيسّره لليسرى، وأمّا من بخل واستغنى وكذّب بالحسنى فسنيسّره للعسرى ".
أثر المحسّنات المعنويّة في المعنى:
لكلّ من الطّباق والمقابلة أثر في المعنى فهيّ تؤكّده وتزيده قوّة ووضوحاً.
▪أمثلة تطبيقيّة بيّن الطّباق والمقابلة فيما يلي
1. من دعاء الرّسولﷺ:
"الّلهم اغفر لي ما قدّمت وما أخّرت، وما أسررت وما أعلنت".
2 . قال تعالى: "من عمل صالحاً فلنفسه، ومن أساء فعليها ".
3. قال المتنبّي:
أزورهم وسواد اللّيل يشفع لي
وأَنْثَنِي وبياض الصّبح يُغْرِي بي.
4. وقال أيضاً:
فاطلب العزّ في لظى ودع الذّ .. لّ ولو كان في جنان الخلود.
منقول...