دفع إيهام الاضطراب عن آيات الكتاب قال الله تعالى كتب عليكم إذا حضر أحدكم الموت إن ترك خيرا الوصية للوالدين والأقربين بالمعروف) .
هذه الآية تعارض آيات المواريث ، وتعارض قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : (إن الله أعطى كل ذي حق حقه فلا وصية لورث) حديث صحيح .
والجواب :
أن آية الوصية هذه منسوخة بآيات الموارث ، وبالحديث المذكور .
* قال الله تعالى : (وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين) .
هذه الآية الكريمة تدل بظاهره على أن القادر على صوم رمضان مخير بين الصوم والإطعام .
وقد جاء في آية أخرى ما يدل على تعين وجوب الصوم وهي قوله تعالى : (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) .
والجواب :
أن قوله تعالى : (وعلى الذين يطيقونه فدية) منسوخ بقوله تعالى : (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) .
وقيل الآية فيها اقتضاء ، وأن معناها (وعلى الذين لا يطيقونه فدية) وهي تتحدث عن الشيخ الفاني والمرأة العجوز الذين لا يقوون على الصوم فيجب عليهم الإطعام ، كما فعل سيدنا أنس بن مالك لما كبر كان يفطر ويطعم عن كل يوم مسكينا .
* قال الله تعالى : (وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا) .
هذه الآية تدل بظاهرها على أن المسلمين لم يؤمروا بقتال الكفار إلا إذا قاتلوهم .
وقد جاءت آيات أخر تدل على وجوب قتال الكفار مطلقا قاتلونا أم لا ، كقوله تعالى : (وقاتلوهم حتى لا تكون فتنه) وقوله : (فإذا انسلخ الأشهرالحرم فاقتلوا المشركين حيث ثقفتموهم وخذوه واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد) وكقوله تعالى : (تقاتلونهم أو يسلمون) .
والجواب :
أن الآية الأولى منسوخة بالآيات التى تحث على قتال الكفار سواء قاتلونا أم لا ، كقوله تعالى : (قاتلوا المشركين حيث وجدتموهم) .
وقيل هي محكمة ومعناها إذا قاتلتم عدوكم عند فتح بلاد الكفر فقاتلوا من يقف أمامكم ويمنعكم من الفتح ، أما من لا يقاتلكم كالنساء ، والصبيان ، والزمن ، والأعمي ، والشيخ الهرم الفاني ، والمقطوع اليدين ، أو الرجلين ، وكل من لا يقوى على قتالكم فلا تقتلوهم .
ونكمل المرة القادمة ، إن شاء الله تعالى .