📁 آخر الأخبار

من هو حسين المرصفي رائد النقد الأدبي في العصر الحديث

محمد حسين المرصفي


محمد حسين المرصفي


من هو محمد حسين المرصفي

الشيخ محمد حسين أحمد المرصفي (1815-1889م) هو عالم أزهري، أديب، وناقد مصري بارز، يُعد من رواد النهضة الأدبية في القرن التاسع عشر. اشتهر بلقب "شيخ الأدباء" في عصر الخديو إسماعيل، وكان أحد أوائل أساتذة دار العلوم عند تأسيسها. ساهم بمؤلفاته، خاصة الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية والكلم الثمان، في إحياء التراث الأدبي وتطوير النقد الأدبي الحديث. هذا المقال يستعرض حياته، إنجازاته، وتأثيره الثقافي.

نشأته وتعليمه

  • الميلاد والنشأة: وُلد حسين المرصفي حوالي سنة 1815م (1231هـ) في قرية مرصفا، مركز بنها، محافظة القليوبية، مصر. نشأ في أسرة علمية، حيث كان والده، الشيخ أحمد المرصفي (الملقب بأبي حلاوة)، من كبار علماء الأزهر في عصره.
  • فقدان البصر: أصيب المرصفي بالعمى في سن مبكرة (تتراوح الروايات بين الثالثة والثامنة من عمره)، لكنه لم يدع ذلك يعيق طموحه العلمي.
  • التعليم الأزهري: حفظ القرآن الكريم في صباه، ثم التحق بالأزهر الشريف، حيث درس العلوم الشرعية واللغوية. تفوق في دراسته، وأجازه علماء الأزهر، فتولى التدريس وهو في الثلاثين من عمره.
  • إتقان الفرنسية: تعلم اللغة الفرنسية باستخدام طريقة بريل، مدفوعًا برغبته في الانفتاح على الثقافات الأخرى، وإن لم تظهر آثار هذه الثقافة بوضوح في مؤلفاته.

مسيرته العلمية والأدبية

  • التدريس بالأزهر: بدأ المرصفي تدريسه بالأزهر، حيث كان يُقرئ طلابه كتبًا متقدمة مثل مغني اللبيب لابن هشام في النحو، وكتب البلاغة، ودواوين الشعراء القدامى.
  • دار العلوم: عُين أستاذًا للأدب العربي وتاريخه في دار العلوم عام 1871م (1288هـ)، حيث ألقى محاضرات أسبوعية (الأحد والأربعاء) جذبت طلابًا من مختلف المشارب. ساهمت هذه المحاضرات في تأسيس منهج حديث لتدريس الأدب.
  • تلاميذه: تخرج على يديه أعلام مثل محمود سامي البارودي، أحمد شوقي، حفني ناصف، مصطفى طموم، ومحمد دياب. أشاد شوقي بتأثيره، قائلًا: "أستاذي الوحيد الذي أعد نفسي مدينًا له هو الشيخ حسين المرصفي".
  • النقد الأدبي: رفض المرصفي التعريف التقليدي للشعر كـ"كلام موزون مقفى"، واستلهم تعريف ابن خلدون، مقترحًا: "الشعر هو الكلام البليغ المبني على الاستعارة والأوصاف، المفصل بأجزاء متفقة في الوزن والروي، مستقل كل جزء منها في غرضه ومقصده، الجاري على أساليب العرب المخصوصة". هذا التعريف يعكس رؤيته المنطقية والجمالية للشعر.

مؤلفاته

ترك المرصفي إرثًا أدبيًا غنيًا، من أبرز مؤلفاته:

  1. الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية (1289هـ/1872م): كتابان يضمان محاضراته في دار العلوم، يغطيان النحو، الصرف، البلاغة، والإنشاء. يُعد ركيزة في النهضة الأدبية الحديثة، وقد أشاد به محمد مندور كأداة لإحياء النقد التقليدي.
  2. الكلم الثمان (1881م): أول كتاب عربي في علم الدلالة السياسية، يشرح ثماني مفاهيم (الأمة، الوطن، الحكومة، العدل، الظلم، السياسة، الحرية، التربية). يُعد رائدًا في الفكر السياسي المصري، وأُشير إليه كمؤشر على انفتاح المرصفي على العلمانية.
  3. زهرة الرسائل: مجموعة رسائل أدبية تُظهر براعته في الإنشاء.
  4. دليل المسترشد في فن الإنشاء: ثلاثة أجزاء تتناول فن الكتابة والإنشاء.
  5. تحقيق ديوان محمد بن سليمان التلمساني: ساهم في إحياء التراث الأدبي الجزائري.

إسهاماته في النهضة الأدبية

  • إحياء التراث: ساهم في نشر كتب الأدب العربي القديم عبر الطباعة الحديثة (مطبعة بولاق)، مما أتاح الدواوين والرسائل للأجيال الجديدة.
  • تجديد النقد: قدم رؤية نقدية حديثة، معتمدًا على البلاغة والجماليات، ورفض التعريفات العروضية التقليدية. أشار محمد مندور إلى فطرته الأدبية التي سبقت نقد العقاد والمازني.
  • تأثيره على الأدباء: شكّل جيلًا من الشعراء والنقاد، خاصة البارودي، الذي استلهم منه أسلوبه الشعري العملي بالحفظ والدربة.
  • الانفتاح الفكري: رغم جذوره الأزهرية، أظهر انفتاحًا على العلوم الحديثة، وهو ما يتضح من تعلمه الفرنسية وكتابته في السياسة.

وفاته وإرثه

  • الوفاة: توفي محمد حسين المرصفي في 26 يناير 1889م (4 جمادى الآخرة 1307هـ) بالقاهرة، تاركًا إرثًا أدبيًا وفكريًا غنيًا.
  • الإهمال النسبي: عانى المرصفي من إغفال مؤرخي الأدب، حيث لم يحظَ بترجمة شاملة في كتب مثل تراجم مشاهير الشرق لجرجي زيدان أو الخطط التوفيقية لعلي مبارك. لاحقًا، كتب عنه باحثون مثل محمد عبد الغني حسن ومحمد مندور، مبرزين دوره الريادي.
  • التقدير المتأخر: أشاد به باحثون غربيون مثل بيير كاكيا، الذي قارن تأثيره الأدبي بتأثير محمد عبده في الفكر الديني.

الأسئلة الشائعة من هو محمد حسين المرصفي؟

هو عالم أزهري وأديب مصري (1815-1889م)، اشتهر بدوره في النهضة الأدبية وتأسيس النقد الحديث، وكان أستاذًا في دار العلوم ومؤلف الوسيلة الأدبية والكلم الثمان.

ما الفرق بين محمد حسين المرصفي وحسين المرصفي؟

الاسم الكامل للشيخ هو محمد حسين أحمد المرصفي، ويُشار إليه أحيانًا بـ"حسين المرصفي" اختصارًا. لا يوجد شخصية أخرى باسم "حسين المرصفي" مستقلة في هذا السياق.

ما أهم مؤلفاته؟

أبرزها الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية، الكلم الثمان، زهرة الرسائل، ودليل المسترشد في فن الإنشاء.

هل كان محمد حسين المرصفي أعمى؟

نعم، أصيب بالعمى في سن مبكرة (بين 3 و8 سنوات)، لكنه تغلب على ذلك بحفظه وذكائه العلمي.

لماذا أُهمل المرصفي في الدراسات الأدبية؟

يعود ذلك إلى تواضعه، انطوائه، وتركيزه على التأليف دون السعي للشهرة، إضافة إلى قلة التوثيق في عصره. لاحقًا، أُنصف من باحثين مثل محمد مندور.

هل كان له تأثير خارج مصر؟

نعم، حظيت كتبه، خاصة الكلم الثمان، باهتمام باحثين أوروبيين مثل كارل بروكلمان وجلبير دولانو، مما يعكس تأثيره العالمي.

مقالات قد تهمك

وزاريات الاغراء والتحذير

الميزان الصرفي pdf تمارين

شرح الميزان الصرفي

المجرد والمزيد من الاسماء والافعال

اعراب واعدنا موسى اربعين ليله 

صور الخبر

قواعد الجمع في اللغة الإنجليزية pdf

التصريع في الشعر

عمل لا الناهية

رقية التعطيل فهد القرني مكتوبة pdf

اصعب الكلمات في الميزان الصرفي


المراجع

  • الوسيلة الأدبية إلى العلوم العربية، حسين المرصفي.
  • النقد والنقاد المعاصرون، محمد مندور.
  • تراجم أعيان الأزهر، أسامة الأزهري.
كاتب
كاتب
تعليقات