المعرب والمبني من الأسماء بسطتهالك
شرح بيت المعرب والمبني من الأسماء
النص
والاسم منه معرب ومبنى لشبه من الحـروف مـدنى
الشرح:
يبين ابن مالك في هذا البيت أن الاسم في اللغة العربية ينقسم إلى قسمين: معرب ومبني، ويعلل بناء الاسم بوجود شبه بينه وبين الحروف، وهذا الشبه هو الذي "أدناه" أي قرّبه منها، فاستحق أن يُبنى كما تُبنى الحروف.
الإعراب المعرب والمبني من الأسماء
-
الاسم: مبتدأ مرفوع.
-
منه: جار ومجرور متعلق بـ "معرب ومبني".
-
معرب ومبني: معطوفان خبر للمبتدأ "الاسم".
-
لشبه: جار ومجرور متعلق بمحذوف حال، أي: لأجل شبه.
-
من الحروف: "من" بيانية، "الحروف" اسم مجرور.
-
مدنى: فعل ماضٍ مبني للمجهول، والفاعل مستتر تقديره "هو"، أي شبه أدني الاسم من الحرف.
شرح بيت (16): أنواع الشبه المؤدي إلى المعرب والمبني من الأسماء
النص:
16) كالشبه الوضعى فى اسمى جئتنا و المعنوى فى متى وفى هنا
الشرح:
هنا يوضح ابن مالك أن شبه الاسم بالحرف يكون على نوعين:
-
شبه وضعي: مثل "اسم جئتنا"، حيث "نا" اسم مبني لأنه يشبه الحرف في شكله وتركيبه.
-
شبه معنوي: ككلمة "متى" و"هنا"، لأن معناها يشبه الحروف من حيث العموم والإبهام.
الإعراب:
-
كالشبه: جار ومجرور متعلق بمحذوف تقديره "أعني".
-
الوضعى: مضاف إليه.
-
فى اسمى: جار ومجرور متعلق بـ "الوضعى".
-
جئتنا: "جئـت" فعل ماض، والتاء فاعل، و"نا" مفعول به أول، و"نا" المقصودة هي اسم في محل نصب.
-
والمعنوى: معطوف على "الوضعى".
-
فى متى وفى هنا: كلاهما جار ومجرور متعلق بالمعنوي.
شرح بيت (17): أنواع أخرى من الشبه المعرب والمبني من الأسماء
النص:
17) وكتابة عن الفعل بلا تأثر وكـافـتقـار أصــلا
الشرح:
يضيف ابن مالك نوعين آخرين من شبه الاسم بالحرف المؤدي إلى البناء:
-
شبه الفعل من حيث البناء دون التأثر بالعوامل.
-
شبه الحرف من حيث الافتقار، أي عدم الاستقلال بالمعنى.
الإعراب:
-
وكتابة: الواو للعطف، "كتابة" مبتدأ مؤخر مضاف.
-
عن الفعل: جار ومجرور متعلق بـ "كتابة".
-
بلا تأثر: جار ومجرور في محل نصب حال.
-
وكافتقار: الواو عاطفة، "كافتقار" جار ومجرور.
-
أصلاً: تمييز منصوب.
شرح بيت (18): المعرب من الأسماء
النص:
18) ومعرب الاسماء ما قد سلما من شبه الحـرف كأرض وسما
الشرح:
يبين أن الاسم المعرب هو كل اسم سلم من شبه الحروف، فلا يشبه الحرف لا في المعنى ولا في الشكل ولا في الوظيفة، مثل: "أرض"، "سماء".
الإعراب:
-
ومعرب: معطوف على ما سبق.
-
الاسماء: مضاف إليه.
-
ما: اسم موصول في محل رفع بدل من "معرب".
-
قد سلما: فعل ماضٍ، والفاعل مستتر يعود على "ما".
-
من شبه الحرف: جار ومجرور متعلق بـ "سلِم".
-
كأرض وسما: الكاف للتمثيل، و"أرض" و"سما" بدل من "ما".
المعرب والمبني من الأسماء شرح ألفية ابن مالك الْمُعْرَبُ وَالْمَبْنِيُّ

المعرب والمبني
هذا عُنوان لهذا الباب، وبدأ بالمُعرب لشَرَفه، وبالمبني لأن مرتبته دون المُعرب، ولأن المبني أقل من المعرب، والمعرب أكثر.
بيَّن المؤلف / في هذا الباب ما هو المعرب والمبني من الأسماء والأفعال والحروف أيضًا.
أما الأسماء فقسمها إلى قسمين:
قال:
وَالِاسْمُ مِنْهُ مُعْرَبٌ وَمَبْنِي
مِنْهُ مُعْرَبٌ!: مبتدأ وخبر، المبتدأ: مُعْرَبٌ!، والخبر: مِنْهُ!.
ومَبْنِي!: الواو حرف عطف، ومَبْنِي!: مبتدأ خبره محذوف، والتقدير: ومنه مبني؛ لأنك لو قلت: منه معرب ومبني جمعتَ بين الضِّدَّيْنِ، ولكن الواقع: أن منه مُعربًا ومنه مبنيًّا.
ونظير هذا التعبير، قوله تعالى: ?فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ?[هود: من الآية 105]، ما يَصِح أن تقول: (سَعِيد) معطوفة على (شَقِيٌّ)...
ولكنَّ الواقع: أن منه مُعربًا ومنه مبنيًّا، ونَظِير هذا التعبير قوله تعالى: ?فَمِنْهُمْ شَقِيٌّ وَسَعِيدٌ?.
ما يَصِحُّ أن تقول: (سَعِيدٌ) معطوفة على (شَقِيٌّ)، بل تقول (سَعِيدٌ): مبتدأ خبره محذوف، أي: ومنهم سَعِيدٌ؛ هنا منه معرب ومنه مبني.
ما هو المُعرب؟
المُعرب: ما يتغير آخره بحسب العوامل.
مثل: {زَيْد}، أَدْخِل عليه {قامَ} تقول: {قامَ زيدٌ}.
أَدْخِل عليه {ضَرَبْتُ}، تقول: {ضَرَبْتُ زيدًا}؛ تَغيَّر!
أَدْخِل عليه حرف الجرَّ، تقول: {سَلَّمْتُ على زَيْدٍ}، أو {مَرَرْتُ بِزيدٍ}، فتَجِدَ أن آخِرَه تَغيَّر بحسب العوامل؛ هذا المُعْرَب.
وسُمِّي مُعربًا لأنه يُفصِح عن المعنى، لأنه إذا تَغَيَّر في الحركات فُهِم المعنى؛ فلهذا سُمِّي معربًا.
المبني: هو ما لَزِم حالًا واحدةً، وإن شئتَ فقُلْ: ما لا يَتغيَّر آخرُه باختلاف العوامل، يعني: قد يَتغير لكن ما هو باختلاف العوامل.
(1) !والاسم الواو للاستئناف، الاسم: مبتدأ أول، !منه جار ومجرور متعلق بمحذوف خبر مقدم، !معرب مبتدأ مؤخر، والجملة منه ومن خبره خبر المبتدأ الأول، !ومبني مبتدأ، وخبره محذوف، والتقدير !ومنه مبني ولا يجوز أن تعطف قوله مبني على معرب؛ لأنه يستلزم أن يكون المعنى أن بعض الاسم معرب ومبني في آن واحد، أو يستلزم أن بعض الاسم معرب ومبني وبعضه الآخر ليس بمعرب ولا مبني، وهو قول ضعيف أباه جمهور المحققين من النحاة.
فمثلًا: {حَيْثُ}، فيها: {حَيْثُ، وحَيْثَ، وحَيْثِ، وحُوثَ، أو حَوْثَ}، لكن هذا الاختلاف هل هو من أجل اختلاف العامل؟
لا، اختلاف لغة.
فالمبني إذًا تعريفه: ما لا يتغير آخرُه باختلاف العوامل، بل هو باقٍ على ما هو عليه.
لكن ما سبب البناء؟
أنا أقول؛ ولستُ بنحوي: سبب البناء وُرُودُه عن العرب، أي: أن العرب جعلوا هذه الكلمة مبنيةً، لم يُغيِّروها باختلاف العوامل، والكلمات الأخرى معربة يُغيِّرونها باختلاف العوامل، فالحاكم في الألفاظ - إعرابًا وبناءً - هو ما سُمع عن العرب.
لكن مع ذلك أهلُ الفنِّ - أعني: النحويين - التَمسُوا عِللًا للبناء، واختلفوا في هذه العلل، وأكثرهم على ما قال ابن مالك:
لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي
أي: سبب بناء الأسماء قُربُها من الحروف في الشَّبه.
الحروف مبنية أم معربة؟
مبنية؛ كل الحروف مبنية، فما قارَبَها شَبَهًا من الأسماء أُعطي حُكمَها، هكذا ذهب المؤلف / وأكثر النحويين.
أما أنا؛ ولست بنحوي، فأقول: منه مبني؛ لسماع ذلك عن العرب، وانتهى.
الشَّبَهُ أنواع، يقول:
لِشَبَهٍ مِنَ الْحُرُوفِ مُدْنِي!.
أي: مُقَرِّب، أما الشَّبه البعيد فلا عِبرة به، لكن الشَّبه المُقَرِّب يجعل الكلمة مبنيةً.
الاعراب والبناء من الأسماء
(1) !لشبه جار ومجرور متعلق بمبني، أو متعلق بخبر محذوف مع مبتدئه والتقدير: !وبناؤه ثابت لشبه، !من الحروف جار ومجرور متعلق بشبه أو بمدني، !مدني نعت لشبه، وتقدير البيت: والاسم بعضه معرب وبعضه الآخر مبني: وبناء ذلك المبني ثابت لشبه مدن له من الحرف، ومدني: اسم فاعل فعله أدنى؛ تقول : أدنيت الشيء من الشيء ، إذا قربته منه ، والياء فيه هنا ياء زائدة للإشباع، وليست لام الكلمة؛ لأن ياء المنقوص المنكر غير المنصوب تحذف وجوبًا.
…وتضمن هذا البيت على هذا الإعراب والتفسير قضيتين: الأولى أن الاسم منحصر في قسمين المعرب والمبني، والثانية أن سبب بناء المبني منه منحصر في شبهه للحرف لا يتجاوزه.
مقالات قد تهمك
المجرد والمزيد من الاسماء والافعال
قواعد الجمع في اللغة الإنجليزية pdf