بيض المطابخ لا تشكو إماؤهم طبخ القدور ولا غسل المناديل هل هذا البيت للمدح أم للذم؟
بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل هل هذا البيت للمدح أم للذم؟
مقدمة بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
يبدو أنَّ هذا البيت الشعري يحمل في طيّاته حكمةً تربوية واجتماعية، فهو يسخر من أولئك الذين يأنفون من ما يوفر لهم ويشكون من وسائله، ليرسّخ مبدأ الامتنان وعدم التذمّر. هنا سنوضّح معناه تفصيليًا، ونبيّن المضمون المرجوّ من قوله، كما نجيب عن سؤال: هل هذا البيت بيض المطابخ لا تشكو إماؤهم طبخ القدور ولا غسل المناديل في جانب المدح أم في جانب الذمّ؟
شرح مفردات بيت بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
-
بيض المطابخ: استعارةٌ للعاملين في البيوت أو للأشخاص الذين يستفيدون من خدماتٍ لا يشاركون في تأمينها أو القيام بها.
-
إماؤهم: جمعُ “أمّ”، ويقصد به هنا الأمهات بالطبع، وقد يُفهم مجازيًّا على أنهنّ موفرات الخدمة أو العاملات في البيت.
-
طبخ القدور: يُراد به إعداد الطعام على الأواني الثقيلة والمتعبة.
-
غسل المناديل: كناية عن غسل متاع المنزل من الأطباق وأدوات المائدة بعد الأكل.
تلفت الأبيات الانتباه إلى الأعمال المنزلية الشاقة التي تقوم بها “الأمّ” أو العاملة المنزلية، مقابل حالة من الراحة والاستفادة لدى الآخرين.
المعنى الإجمالي ل بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
يقول الشاعر: إنّ “بيض المطابخ” (مستخدمو هذه الخدمات أو المستفيدون منها) لا يجرؤون أو لا يعبّرون عن شكواهم بشأن عناء “إمائهنّ” (مَن يقمن بالطبخ والغسل)، رغم أن هذه الأعمال متعبة وتتطلّب جهدًا.
بعبارةٍ أخرى، لا يسمع منك إنسانٌ يرقد في بيته مستلقيًا ولا يستجيب لأعباء المنزل أن يواسي تعب من يقوم بالعمل فعليًّا. فتارةً تراه ممتنًّا وصامتًا، وتارةً تراهم خاضعين لنعمةٍ لم يبذلوا جهدًا لنيلها، فيبررون صمتهم واحتمالهم.
المضمون والهدف لببيت بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
-
الامتنان: تشجيع المستفيد على الصمت وعدم التذمّر، والإقرار بالفضل للجندي المجهول (الأمّ أو العاملة).
-
التذكير بعدم الجحود: نبه الشاعر إلى خطورة نسيان الجهود المبذولة من الآخرين وراء راحتنا.
-
ترسيخ مبدأ الصبر: الصبر على المصاعب البسيطة التي لا نتحملها هو فضيلة، والشكوى منها قد توحي بالجحود.
الوظيفة البلاغية: مدح أم ذم؟ ل بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
يمكن الإجابة على هذا السؤال من زاويتين:
-
وجه المدح: هنا مدحٌ لصفتي الامتنان والصمت عن التذمّر، فالبيت يبرز قيمة الفضائل الخفية عند المستفيدين الحقيقيين للجهد.
-
وجه الذمّ: توجد نبرة سخرية من أولئك الذين يشتكون؛ إذ يُظهرهم بمظهر الجاحدين غير المكترثين بالمعاناة الحقيقية.
بالتالي، يُعدُّ البيت مزيجًا من المدح لورعِ الصامتين الصابرين، والذمّ للمتذمرين الجاحدين.
خاتمة بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل
إنَّ هذا البيت الشعري يحمل دعوة صريحة للاعتراف بالجميل والامتنان لمن يبذل الجهد في سبيل راحتنا. فهو ينبهنا إلى أن نعمة الراحة تنطوي على جهودٍ قد لا ندرك ثِقَلها، وأن الصمت والامتنان خير وسيلةٍ لإكرام من يعملون من أجلنا.بيض المطابخ لاتشكو إماؤهم طبخ القدور ولاغسل المناديل