الرياء باب الرياء
الرياء باب الرياء
زيادٌ عن مالك قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم:
إياكم والشِّرْكَ الأصغر؛ قالوا:
وما الشِّرك الأصغر يا رسول اللّه؟ قال:
الرِّياء. وقال عبدُ الله ابن مسعود:
سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
لا رِياءَ ولا سمعة، من سَمَع سَمَّع الله به. وقال صلى الله عليه وسلم:
ما أسرًّ آمرؤٌ سريرةً إلا ألْبسه الله رِداءها، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر. وقال لُقمان الحكيم لابنه:
احذَر واحدةً هي أهلٌ للحذر؟ قال:
وما هي؟ قال:
إياك أن تُرِيَ الناسَ أنك تَخْشىَ اللهّ وقَلْبُكَ فاجر. وفي الحديث:
من أصلح سريرَته أصلح الله علانِيَته. وقال الشاعر:
وإذا أظْهرتَ شيئاً حسناً
***
فَلْيَكُن أحسَنَ منه ما تُسِرّ
فَمُسِر الخير مَوْسومٌ به
***
ومُسِرً الشرً مُوْسُوم بِشرّ
صلّى أشعب، فخفَّف الصلاة فقِيل له:
ما أخفَّ صلاتَك! قال:
إنه لم يُخالِطْها رِياء. وصلى رجلٌ من المُرائين، فقيل له:
ما أحسنَ صلاَتك! فقال:
ومع ذلك إني صائم. وقال طاهرُ بنِ الحُسين لأبي عبد الله المَرْوزِيّ:
كم لك منذُ نزلتَ بالعِراق؟ قال:
منذُ عشرين سنةَ، وأنا أصوم الدهرَ منذ ثلاثين سنة. قال:
أبا عبد الله، سألتًك عن مسألة فأجبتني عن مسألتين. الأصمعيُ قال:
أخبرني إبراهيمُ بن القَعقاع بن حَكيم، قال:
أمر عمر بن الخطاب لرجلٍ بِكيس، فقال الرجُل:
آخُذ الخَيْط؟ قال عمر:
ضَع الكِيس.
قال رجل للحسن، وكَتب عنده كِتاباً:
أتجعلني في حِل من تُراب حائِطك؟ قال:
يا بن أخي، وَرَعُك لا يُنْكر. وقال محمود الوراق:
أظهرُوا للنَّاس دِيناً
***
وعلى الدَينار دارُوا
وله صامُوا وصلًّوا
***
وله حَجوا وزَارُوا
لو بَدا فوق الثّريّا
***
ولهمْ رِيشٌ لطارُوا
وقال مُساور الوَرَّاق:
شمر ثِيابَك واستعدَ لقائلٍ
***
واحككْ جَبينَك للقَضاء بثُوم
وعليك بالغَنَوِيّ فاجْلِسْ عنده
***
حتى تُصِيب وَديعة لِيَتيمَ
وإذا دَخَلْتَ على الرَّبيع مُسلِّماً
***
فاخصُص سَيابةَ منك بالتَّسليم
وقال:
تصوَّفَ كَيْ يُقال له أمين
***
وما يَعْني التَّصوفَ والأمانَهْ
ولم يُرِد الإله به ولكنْ
***
أراد به الطريقَ إلى الخيانهْ
وقال الغَزّال:
يقولُ لي القاضي مُعاذٌ مُشاوِراً
***
ووَلّى آمرأً، فيما يَرى، من ذَوِي العَدْل
قَعِيدَك ماذا تَحْسَب المرء فاعلاً
***
فقلت وماذا يَفْعل الدَّبْر في النَّحْل
يَدُقّ خَلاَياها ويَأْكُل شًهْدَها
***
ويَترك للذِّبّان ما كان من فَضْل
" وقال أبو عثمان المازنيّ لبعض من راءى فهتك الله عز وجل سِتره:
بَينا أنا في تَوْبتي مُستَعْبِرا
***
قد شَبًهوني بأبي دُوَاد
وقد حملتُ العِلْم مستظهراً
***
وحَدَّثوا عنّي بإسناد
إذ خَطر الشيطان لي خَطْرةً
***
نُكست منها في أبي جاد
وقال ابن أبي العتاهية:
أرسلني أبي إلى صُوفيّ قد قَيّر إحدى عينيه أسأله عن المعنى في ذلك؛ فقال:
النَّظرُ إلى الدنيا بكلتا عينيّ إسراف. قال:
ثم بدا له في ذلك فاتصل الخبر بأبي فكتب إليه:
مُقَيرَ عينِه وَرَعَا
***
أردتَ بذلك البِدَعا
خَلَعْتَ وأخبثُ الثقلي
***
ن صُوفي إذا خَلعا "
يحيى بنُ عبد العزيز قال:
حدَّثني نُعيم عن إسماعيل، رجل من ولد أبي بكر الصدِّيق، عن وَهْب بن مُنَبِّه. قال:
نَصب رجلٌ من بني إسرائيل فخًّا، فجاءت عُصفورة، فوقعت عليه، فقالت:
مالي أَراك مُنْحنياً؟ قال:
لكثرة صَلاتي انحنيتُ؛ قالت:
فمالي أراك باديةً عِظامُك؟ قال:
لكثرة صِيامي بَدَت عِظامي؛ قالت:
فمالي أرى هذا الصوف عليك؟ قال:
لِزَهادتي في الدُّنيا لَبِسْتُ الصُوف؛ قالت:
فما هذه العصا عندك؟ قال أتوكّا عليها وأقضي بها حوائجي؟ قالت:
فما هذه الحبة في يَدِك؟ قال:
قُرْبان إنْ مرّ بي مِسْكين ناولتُه إياه، قالت:
فإني مِسْكينة، قال:
فخُذيها. فقَبَضت على الحبّة فإذا الفخ في عُنقها، فجعلت تقول:
قَعِي قعِي. قال الحسن:
تَفْسيره. لا غَرني ناسكٌ مُراءٍ بعدك أبداً.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الزمردة في المواعظ والزهد ﴿ 30 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞