📁 آخر الأخبار

 الرياء باب الرياء 

الرياء باب الرياء

زيادٌ عن مالك قال:
 قال النبي صلى الله عليه وسلم:
 إياكم والشِّرْكَ الأصغر؛ قالوا:
 وما الشِّرك الأصغر يا رسول اللّه؟ قال:
 الرِّياء. وقال عبدُ الله ابن مسعود:
 سمعتُ النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
 لا رِياءَ ولا سمعة، من سَمَع سَمَّع الله به. وقال صلى الله عليه وسلم:
 ما أسرًّ آمرؤٌ سريرةً إلا ألْبسه الله رِداءها، إن خيراً فخير، وإن شرًّا فشر. وقال لُقمان الحكيم لابنه:
 احذَر واحدةً هي أهلٌ للحذر؟ قال:
 وما هي؟ قال:
 إياك أن تُرِيَ الناسَ أنك تَخْشىَ اللهّ وقَلْبُكَ فاجر. وفي الحديث:
 من أصلح سريرَته أصلح الله علانِيَته. وقال الشاعر:

وإذا أظْهرتَ شيئاً حسناً
***
 فَلْيَكُن أحسَنَ منه ما تُسِرّ
فَمُسِر الخير مَوْسومٌ به
***
 ومُسِرً الشرً مُوْسُوم بِشرّ
صلّى أشعب، فخفَّف الصلاة فقِيل له:
 ما أخفَّ صلاتَك! قال:
 إنه لم يُخالِطْها رِياء. وصلى رجلٌ من المُرائين، فقيل له:
 ما أحسنَ صلاَتك! فقال:
 ومع ذلك إني صائم. وقال طاهرُ بنِ الحُسين لأبي عبد الله المَرْوزِيّ:
 كم لك منذُ نزلتَ بالعِراق؟ قال:
 منذُ عشرين سنةَ، وأنا أصوم الدهرَ منذ ثلاثين سنة. قال:
 أبا عبد الله، سألتًك عن مسألة فأجبتني عن مسألتين. الأصمعيُ قال:
 أخبرني إبراهيمُ بن القَعقاع بن حَكيم، قال:
 أمر عمر بن الخطاب لرجلٍ بِكيس، فقال الرجُل:
 آخُذ الخَيْط؟ قال عمر:
 ضَع الكِيس.
قال رجل للحسن، وكَتب عنده كِتاباً:
 أتجعلني في حِل من تُراب حائِطك؟ قال:
 يا بن أخي، وَرَعُك لا يُنْكر. وقال محمود الوراق:

أظهرُوا للنَّاس دِيناً
***
 وعلى الدَينار دارُوا
وله صامُوا وصلًّوا
***
 وله حَجوا وزَارُوا
لو بَدا فوق الثّريّا
***
 ولهمْ رِيشٌ لطارُوا
وقال مُساور الوَرَّاق:

شمر ثِيابَك واستعدَ لقائلٍ
***
 واحككْ جَبينَك للقَضاء بثُوم
وعليك بالغَنَوِيّ فاجْلِسْ عنده
***
 حتى تُصِيب وَديعة لِيَتيمَ
وإذا دَخَلْتَ على الرَّبيع مُسلِّماً
***
 فاخصُص سَيابةَ منك بالتَّسليم
وقال:

تصوَّفَ كَيْ يُقال له أمين
***
 وما يَعْني التَّصوفَ والأمانَهْ
ولم يُرِد الإله به ولكنْ
***
 أراد به الطريقَ إلى الخيانهْ
وقال الغَزّال:

يقولُ لي القاضي مُعاذٌ مُشاوِراً
***
 ووَلّى آمرأً، فيما يَرى، من ذَوِي العَدْل
قَعِيدَك ماذا تَحْسَب المرء فاعلاً
***
 فقلت وماذا يَفْعل الدَّبْر في النَّحْل
يَدُقّ خَلاَياها ويَأْكُل شًهْدَها
***
 ويَترك للذِّبّان ما كان من فَضْل
" وقال أبو عثمان المازنيّ لبعض من راءى فهتك الله عز وجل سِتره:

بَينا أنا في تَوْبتي مُستَعْبِرا
***
 قد شَبًهوني بأبي دُوَاد
وقد حملتُ العِلْم مستظهراً
***
 وحَدَّثوا عنّي بإسناد
إذ خَطر الشيطان لي خَطْرةً
***
 نُكست منها في أبي جاد
وقال ابن أبي العتاهية:
 أرسلني أبي إلى صُوفيّ قد قَيّر إحدى عينيه أسأله عن المعنى في ذلك؛ فقال:
 النَّظرُ إلى الدنيا بكلتا عينيّ إسراف. قال:
 ثم بدا له في ذلك فاتصل الخبر بأبي فكتب إليه:

مُقَيرَ عينِه وَرَعَا
***
 أردتَ بذلك البِدَعا
خَلَعْتَ وأخبثُ الثقلي
***
 ن صُوفي إذا خَلعا "

يحيى بنُ عبد العزيز قال:
 حدَّثني نُعيم عن إسماعيل، رجل من ولد أبي بكر الصدِّيق، عن وَهْب بن مُنَبِّه. قال:
 نَصب رجلٌ من بني إسرائيل فخًّا، فجاءت عُصفورة، فوقعت عليه، فقالت:
 مالي أَراك مُنْحنياً؟ قال:
 لكثرة صَلاتي انحنيتُ؛ قالت:
 فمالي أراك باديةً عِظامُك؟ قال:
 لكثرة صِيامي بَدَت عِظامي؛ قالت:
 فمالي أرى هذا الصوف عليك؟ قال:
 لِزَهادتي في الدُّنيا لَبِسْتُ الصُوف؛ قالت:
 فما هذه العصا عندك؟ قال أتوكّا عليها وأقضي بها حوائجي؟ قالت:
 فما هذه الحبة في يَدِك؟ قال:
 قُرْبان إنْ مرّ بي مِسْكين ناولتُه إياه، قالت:
 فإني مِسْكينة، قال:
 فخُذيها. فقَبَضت على الحبّة فإذا الفخ في عُنقها، فجعلت تقول:
 قَعِي قعِي. قال الحسن:
 تَفْسيره. لا غَرني ناسكٌ مُراءٍ بعدك أبداً.

۞۞۞۞۞۞۞۞
 كتاب الزمردة في المواعظ والزهد ﴿ 30 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞


كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات