📁 آخر الأخبار

مثل في الرياء مثل في الرياء


مثل في الرياء مثل في الرياء

مثل في الرياء مثل في الرياء
يحيى بنُ عبد العزيز قال:
 حدَّثني نعَيم عن إسماعيل " عن " رجلٍ من ولد أبي بكر الصدِّيق رضوانُ اللّه عليه عن وَهْب بن مُنَبِّه قال:
 نَصب رجلٌ من بني إسرائيل فَخّا فجاءت عُصفورة فنزلت عليه، فقالت:
 مالي أراك مُنْحَنياً؟ قال:
 لكثرة صلاتي انحنيت؟ قالت:
 فمالي أراك باديةً عِظامُك؟ قال:
 لكثرة صيامي بدت عظامي؛ قالت:
 فمالي أرى هذا الصُّوفَ عليك؟ قال:
 لزُهْدي في الدُّنيا لبستُ الصُوف؛ قالت:
 فما هذا العِصا عندك؟ قال:
 أتوكأ عليها وأقضي " بها " حَوائجي؛ قالت:
 فما هذه الحبّة في يَدك؟ قال:
 قُرْبان إِن مرّ بي مِسْكين ناولتُه إياها؛ قالت:
 فإنِّي مِسكينة؛ قال:
 فخَذيها. فَدَنت فَقَبضت على الحبّة فإذا الفخُّ في عُنقها. فجعلت تقول قَعِي قَعِي، تفسيره:
 لا غرّني ناسكٌ مُرَاءٍ بعدك أبداً.
داودُ بنُ أي هِنْد عن الشّعْبِيّ:
 أنّ رجلاً من بني إسرائيل صاد قُبَّرة، فقالت:
 ما تُريد أن تَصنع بي؟ قال:
 أذبحك فآكلُك؟ قالت:
 واللّهِ ما أشْفي من قَرَم ولا أغْنى من جُوع، ولكنِّي أعلِّمك ثلاثَ خِصال هي خَيْر لك من أَكْلي:
 أما الواحدة فأعلِّمك إياها وأنا في يدك، والثانيةُ إذا صرتُ على هذه الشجرة، والثالثة إذا صِرْت على هذا الجَبل. فقال:
 هاتِ " الأولى " . قالت:
 لا تَتَلَهَّفنَّ علٍى ما فاتك، فخلَّى عنها. فلما صارتْ فوْقَ الشجرة، قال:
 هاتِ الثانيةَ؟ قالت:
 لا تصِدِّقن بما لا يكون أنه يكون، ثم طارت فصارت على الجبل؛ فقالت:
 يا شَقيّ، لو ذَبحتني لأخْرجت من حَوْصلتي درَّة وَزْنها عشرون مثقالا. قال:
 فَعَضّ علىٍ شَفَتَيْه وتلهّف، ثم قال:
 هاتِ الثالثة؛ قالت له:
 أنت قد نَسِيت الاثنتين، فكَيف أعلّمك الثالثة؟ ألم أقل لك:
 لا تتلهفنَّ على ما فاتك؟ فقد تلهفت عَلَيّ إذ فُتُّك، وقلت لك:
 لا تُصَدِّقن بما لا يكون أنه يكون، فصدّقت، أنا وعَظْمِي وريشي لا أَزن عشرين مثقالا، فكيف يكون في حوْصلتي ما يزنها! وفي كتاب للهند:
 مثلُ الدُّنيا وآفاتها ومَخاوفها والموت والمعاد الذي إليه مَصير الإنسان. قال الحكيمُ:
 وجدت مثل الدنيا والمَغرُور بالدنيا المَملوءة آفات مثلَ رجل ألجأ خوْفٌ إلى بِئر تدلى فيها وتعلَّق بغُصْنين نابتين على شَفير البئر ووقعتْ رجلاه على شيء فمدَهما، فنظر فإذا بحيّات أَرْبع قد أَطْلعن رؤوسهن من جُحورهن، ونظر إلى أسفل البئر فإذا بثُعبان فاغر فاهُ نحوَه، فرفع بصره إلى الغُصْن الذي يتعلق به، فإذا في أصله جُرَذان أبيضُ وأسود يَقْرضان الغُصن دائبيَنْ لا يَفْتُرَان، فبينما هو مُغْتمّ بنفسه وابتغاء الحيلة في نجاته، إذ نظر فإذا بجانب منه جُحْرُ نَحْل قد صَنَعْن شيئاً من عَسل، فَتَطاعم منه فَوَجَدَ حلاوتَه، فَشغلته عن الًفِكْر في أمره واْلتماس النَّجاة لنفسه، ولم يَذْكُر أنّ رِجْلَيْه فوق أربع حيَّات لا يدْري متى تُسَاوره إحداهن، وأنّ الجُرَذَيْنِ دائبان في قَرْض الغُصْن الذي يتعلَق به، وأنهما إذا قطعاه وقع في لَهْوة التِّنّين، ولم يزل لاهياً غافلاً حتى هَلَك. قال الحكيم:
 فشبَّهت الدنيا المملوءة آفاتٍ وشروراً ومخاوفَ بالبئر، وشبَّهت الأخلاط التي بُني جَسَدُ الإنسان عليها من المِرَّتين والبَلغم والدَّم بالحيّات الأربع، وشَبهت الحياة بالغُصنين اللذين تعلَّق بهما، وشَبَّهت الليل والنهار ودورانهما في إفْناء الأيام والأجيال! بالجُرَذَين الأبيض والأسود اللذين يَقْرِضان الغُصْنَ دائبَينْ لا يَفْترَان، وشبّهتُ الموت الذي لا بد منه بالتِّنين الفاغر فاه؛ وشبَّهْتُ الذي يرى الإنسانُ ويَسمع " ويَطعم " ويَلْمس فَيُلْهيه ذلك عن عاقبة أمره وما إليه مَصِيرة بالعُسَيلة التي تطاعمها.

۞۞۞۞۞۞۞۞
 كتاب الجوهرة في الأمثال ﴿ 4 ﴾ 
۞۞۞۞۞۞۞۞


تعليقات