باب الفاء واللام وما يثلثهما
باب الفاء واللام وما يثلثهما
(فلم) الفاء واللام والميم كلمةٌ.
يقولون الفَيْلم:
وفي ذكر الدَّجَّال:
"رأيتُه فَيْلَمَانِيَّاً".
وقال الشَّاعر:
ويَحمِي المُضافَ إذا ما دَعا
***
إذا فرَّ ذُو اللِّمَّةِ الفَيْلَمُ ويقولون:
الفَيْلَم:
المُشْط.
وليس بشيء.
(فلن) الفاء واللام والنون كناية عن كلِّ أحد.
ورخَّمه أبو النجمِ فقال:
* في لَجَّةٍ أَمْسِكْ فُلانَاً عَنْ فُلِ * هذا في الناس، فإنْ كان في غيرهم قيل:
ركبتُ الفلانةَ والفرس الفلان.
(فلو) الفاء واللام والحرف المعتلّ كلمةٌ صحيحة فيها ثلاث كلمات:
التّربية، والتفتيش، والأرض الخالية.
فالتّربِيَة:
فَلَوتُ المُهْرَ، إذا ربَّيْته.
يقال:
فلاهُ يَفلوه.
ويسمَّى فَلُوَّاً:
قال الحُطيئة:
سعيدٌ وما يفعلْ سعيد فإنَّه
***
نجيبٌ فَلاَه في الرِّباط نجيبُ وقولهم:
فَلوتُه عن أمِّه، أي قطعته عن الفطام، فمعناه ما ذكرناه.
وفَلَوْتُ المُهر وافتليتُه.
قال:
وليس يَهْلك منا سيّدٌ أبداً
***
إِلا افتلينا غُلاماً سيِّداً فينا والكلمة الأخرى:
فَلَيْتَ الرَّأس أفْليه.
ثم يستعار فيقال:
فلَيْتَ رأسَه بالسَّيف أفليه.
والكلمة الثالثة:
الفلاة، وهي المَفَازة، والجمع فلواتٌ* وفَلاً.
(فلت) الفاء واللام والتاء كلمةٌ صحيحة تدلُّ على تخلُّصٍ في سرعة.
يقال:
أفْلَتَ يُفْلِتُ.
وكان ذلك الأمر فَلْتَةً، إذا لم يكُنْ عن تدبُّر ولا رأيٍ ولا تردُّد.
ويقال:
تفلَّتَ إلى هذا الأمر، كأنَّه نازَعَ إليه.
وفرسٌ فلَتَانٌ:
نشيطٌ حديدُ الفؤاد.
وثَوبٌ فَلُوتٌ:
لا ينضمُّ طرفاهُ على لابسِهِ من صِغَره، كأنّ معناه أنَّه يُفْلِت من اليد.
ومن الباب:
افتُلِتَ الإنسان، إذا ماتَ فجأة.
وفي الحديث:
"أُمِّي افْتُلِتَتْ نَفْسُها".
والفَلْتة:
آخِرُ يوم من جمادَى الآخرة.
(فلج) الفاء واللام والجيم أصلانِ صحيحان، يدلُّ أحدهما على فوزٍ وغَلَبة، والآخر على فُرْجَةٍ بين الشَّيئين المتساويين.
فالأول:
قولُهم:
فُلِجَ الرَّجُل على خَصْمِه، إذا فازَ:
والسَّهم الفالِج:
الفائز.
والرَّجل [الفالج]:
الفائز.
والاسم الفُلْج.
ومن أمثال العرب:
"أنا من هذا الأمر فالجُ بن خَلاَوةَ" قالوا:
معناه أنا منه بريءٌ.
وتفسير هذا أنَّه إذا خلا منه فقد فازَ، أي نجا منه.
وخَلاَوة، مِن خلا يخلو.
وقال عليٌّ عليه السلام:
"إنَّ المرءَ المسلم لم يَغْشَ دناءَةً يَخْشَعُ إذا ذُكِرَتْ له، وتُغْرِي به لئامَ النَّاس، كالياسر الفالج، ينتِظر فَوزةً من قِداحِه".
والأصل الآخر:
الفَلَج في الأسنان:
تَباعُدُ ما بين الثَّنايا والرَّبَاعِيَات.
وقال أبو بكر:
"رجلٌ أفلج الأسنانِ، وامرأةٌ فلجَاء الأسنان، لابدَّ من ذِكْر الأسنان ".
فأمَّا الفَلَج في اليَدينِ فقال أبو عُبيد:
الأفلج:
الذي اعوجاجُه في يديه، فإنْ كان في رجليه فهو فَحَجٌ.
وهذا هو القياسُ الأوَّل؛ لأنَّ اليدَ إذا اعوجَّت فلا بدَّ أن تتجافَى وتتباعد.
ومن الباب:
الفالِج:
الجَمَل ذو السَّنامَين، وسمِّي للفُرجة بينهما.
وفرسٌ أفلَجُ:
متباعِدُ ما بين الحَرْقَفَتين.
وكلُّ شيءٍ شققتَه فقد فَلَجْتَه فَِلْجين، أي نِصفَين.
قال ابن دُريد:
"وإنِّما قيل فُلِجَ الرّجُل لأنَّه ذهب نِصفُه ".
ويقال لِشُقَّة الثَّوب:
فَلِيجة:
والفَلَج:
النَّهر، وسمِّي بذلك لأنّه فُلجَ، أي كأنَّ الماءَ شقَّه شقّاً فصار فُرْجَة.
فأمَّا الفَلُّوجة فالأرض المُصْلَحة للزَّرع، والجمع فَلاَليج.
وأمَّا الحديث:
"أنَّهما فَلَجا الجِزْية"، فإنّه يريد قَسَماها، وسمِّي ذلك فَلْْجاً لأنّه تفريق.
(فلح) الفاء واللام والحاء أصلان صحيحان، أحدهما يدلُّ على شَقٍّ، والآخر على فَوْزٍ وبَقاء.
فالأوَّل:
فَلَحتُ الأرضَ:
شَقَقتُها.
والعرب تقول:
"الحديد بالحديد يُفْلَح".
ولذلك سمِّي الأكّار فَلاَّحا.
ويقال للمشقوق الشَّفةِ السُّفلى:
أفْلَحُ، وهو بيِّن الفَلَحَة.
وكان عنترة العبسيُّ يلقَّب "الفَلْحاء" لفَلَحةٍ كَانت به.
قال:
وعَنْترةُ الفَلحاءُ جاءَ مُلأَّماً
***
كأنَّك فِندٌ من عَمَايةَ أسودُ والأصل الثّاني الفَلاَح:
البقاء والفَوْز.
وقولُ الرّجُل لامرأته:
"استَفلِحي بأمرِك"، معناه فَوزِي بأمرك.
والفَلاَح:
السَّحُور.
قالوا:
سمِّي فَلاَحاً لأنَّ الإنسانَ تبقى معه قُوّتُه على الصَّوم.
وفي الحديث:
"صلَّينا مع رسول الله صلّى الله عليه وآله حتَّى خفْنا أنْ يَفوتَنا الفَلاَح".
قال الشَّاعر:
لكلِّ همٍّ من الهُمومِ سَعَهْ
***
والمُسْيُ والصّبْحُ لا فَلاَح مَعَهْ
(فلذ) الفاء واللام والذال أُصَيلٌ يدلُّ على قَطْع شيءٍ من شيء.
من ذلك الفِلْذة:
القِطْعة من الكَبِد، والجمع فِلْذ.
قال:
تكفيه حُزَّةُ فِلْذٍ إنْ ألَمّ بها
***
من الشِّواء ويُروي شُربَه الغُمَرُ فالقِطْعة من المال فِلْذةٌ أيضاً.
يقال فَلَذْتُ له من مالي، أي قطعت له فِلْذَةً منه.
(فلز) الفاء واللام والزاء ليس فيه شيء إلاّ أنّهم يقولون:
الفِلِزُّ:
خَبَث الحديد يَنْفيه الكِير.
(فلس) الفاء واللام والسين كلمة واحدة، وهي الفَلْس، معروف، والجمع فُلوس.
ويقولون:
أفْلَسَ الرّجل، قالوا:
معناه صار ذا فُلوسٍ بعد أن كان ذا دراهم.
(فلص) الفاء واللام والصاد ليس فيه شيءٌ، لكنَّهم يقولون:
الانفلاص:
التفلُّت.
وفلَّصت الشَّيء من الشيء خَلّصته.
وهذا إن* صحَّ فإنَّما هو من الإبدال، والأصل الميم، يقال مَلَّصَ.
وممكنٌ أن يكون الأصل الخاء:
خَلَّص.
(فلط) الفاء واللام والطاء ليس بأصل، لأنَّه من باب الإبدال، والأصل الراء.
ويقولون:
أفْلَطَه الأمرُ:
فاجَأَه.
وتكلَّمَ فلانٌ فِلاطاً، إذا فاجَأَ بقولِهِ.
والأصل الراء فرط، وقد ذُكر في بابه.
(فلع) الفاء واللام والعين كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على شَقِّ الشَّيء.
تقول:
فَلَعت الشَّيءَ:
شقَقْتُه.
وتَفلَّعت البَيضةُ وانْفَلَعَتْ.
(فلق) الفاء واللام والقاف أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على فُرْجةٍ وبَيْنُونةٍ في الشيء، وعلى تعظيمِ شيء.
من ذلك:
فَلَقْتُ الشّيءَ أَفْلِقُه فَلْقاً.
والفَلَق:
الصُّبح؛ لأنَّ الظَّلام يَنْفلِقُ عنه.
والفَلَق:
مطمئنٌّ من الأرض كأنَّه انفلَقَ، وجمعه فِلْقانٌ.
والفَلق:
الخَلْق كله، كأنَّه شيءٌ فُلِق عنه شيء حَتَّى أُبرِزَ وأظْهِر.
ويقال:
انفَلَقَ الحَجَر وغيرُه وكلَّمنَي فلانٌ من فَِلْق فيه.
وهو ذاك القياس.
والفَالِق:
فضاءٌ بين شَقيقَتيْ رملٍ.
وقَوسٌ فِلْقٌ، إذا كانت مشقوقةً ولم تكُ قَضيباً.
والفَلِيق كالهَزْمة في جِران البَعير.
قال:
* فَلِيقُها أجردُ كالرُّمحِ الضَّلِعْ * والأصل الآخَر الفليقة، وهي الدَّاهية العظيمة.
والعرب تقول:
يا لَلْفليقة.
والأمر العَجَبُ العظيم.
وأفْلَقَ فلانٌ:
أتى بالفِلْق.
وكذلك يقال شاعرٌ مُفلِق.
وقال سُويد:
إذا عَرَضَت داوِيَّةٌ مُدْلهِمَّة
***
وغَرَّدَ حاديها عَمِلْنَ بِها فِلْقا والفيلق:
العجبُ أيضاً.
(فلك) الفاء واللام والكاف أصلٌ صحيح يدلُّ على استدارةٍ في شيء.
من ذلك فَلْْكة المِغزل بفتح الفاء، سمِّيت لاستدارتها؛ ولذلك قيل:
فَلَّك ثَدْيُ المرأة، إذا استدار.
ومن هذا القياس فَلَك السماء.
وفلكْتُ الجَدْيَ بقضيبٍ أو هُلْبٍ:
أدرتُه على لسانه لئلاّ يرتضع.
والفَلَك:
قِطَعٌ من الأرض مستديرةٌ مرتفِعة عمَّا حولها.
ويقال إنَّ فَلْكة اللِّسان:
ما صَلُب من أصله.
وأمَّا السفينة فتسمَّى فُلْكا.
ويقال إنَّ الواحد والجمعَ في هذا الاسم سواء، ولعلَّها تسمَّى فُلْكاً لأنَّها تدار في الماء.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الفاء ﴿ 4 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞