📁 آخر الأخبار

‏‏باب اللام والميم وما يثلثهما‏

 

‏‏باب اللام والميم وما يثلثهما‏

‏‏باب اللام والميم وما يثلثهما‏

‏(‏لما‏)‏ اللام والميم والحرف المعتل كلمةٌ واحدة، وهي اللَّمَى، وهي سُمرةٌ في باطن الشَّفَة، وهو يُستحسَن‏.

‏ وامرأةٌ لمياءُ‏.

‏ قال ذو الرُّمَّة‏:

‏ لَمياء في شَفَتيْها حُوَّةٌ لَعَس

***

 وفي اللِّثاثِ وفي أنيابها شَنبُ يقال ظلٌّ ألمَى‏:

‏ كثيفٌ أسود‏.

‏ وممّا* شذَّ عن هذا اللُّمَةُ‏:

‏ التِّرْب،

ويقال الأصحاب‏.

‏(‏لمأ‏)‏ اللام والميم والهمزة كلمتانِ تدُلاَّنِ على الاشتمال‏.

‏ يقولون‏:

‏ ألمأْت بالشَّيء، إذا اشتملتَ عليه فذهبتَ به‏.

‏ ويقال‏:

‏ تلمَّأَتْ عليه الأرضُ، إذا استوَتْ عليه‏.

‏ فأما قولهم‏:

‏ التُمِئَ لونُه، فيمكن أن يكون مِن هذا، ويمكن أن يكون من الإبدال، كأنَّ الهمزة بدل من العين، والأصل التُمِع‏.

‏(‏لمج‏)‏ اللام والميم والجيم‏.

‏ يقال‏:

‏ ما ذَاق لمَاجا، أي مَأْكَلا‏.

‏ ولَمَجَ الشَّيءَ‏:

‏ طَعِمَه‏.

‏ قال لبيد‏:

‏ * يلمجُ البارِضَ *

‏(‏لمح‏)‏ اللام والميم والحاء أصلٌ يدلُّ على لَمْع شيء‏.

‏ يقال‏:

‏ لَمَح البرقُ والنّجمُ لَمْحاً، إذا لَمَعا‏.

 قال‏:

‏ أُراقِب لمحاً من سُهيلٍ كأنَّه

***

 إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يطرفُ ورأيت لَمْحة البَرْق‏.

‏ ويقولون‏:

‏ ‏"‏لأُرِينَّك لمحاً باصراً‏"‏، أي أمراً واضِحاً‏.

‏(‏لمز‏)‏ اللام والميم والزاء كلمةٌ واحدة، وهي اللَّمْز، وهو العَيب‏.

‏ يقال لَمَزَ يَلمِزُ لَمْزاً‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ‏}‏ ‏[‏التوبة 58‏]‏‏.

‏ ورجل لَمَّازٌ ولُمَزَة، أي عَيَّاب‏.

‏(‏لمس‏)‏ اللام والميم والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تطلُّبِ شيء ومَسيسِه أيضاً‏.

‏ تقول‏:

‏ تلمّست الشّيءَ، إذا تطلَّبْتَه بيدك‏.

‏ قال أبو بكر بن دريد‏:

‏ اللّمس أصلُه باليد ليُعرَف مَسُّ الشّيء، ثم كثُرَ ذلك حتَّى صار كلُّ طالب مُلتمِساً‏.

‏ ولَمَسْت، إذا مَسِسْتَ‏.

‏ قالوا‏:

‏ وكلُّ مَاسٍّ لامس‏.

‏ قال الله سُبحانه‏:

‏ ‏{‏أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ‏}‏ ‏[‏النساء 43، المائدة 6‏]‏، قال قومٌ‏:

‏ أُريد به الجماع‏.

‏ وذهَبَ قوم إلى أنَّه المَسيس، وأنَّ اللَّمْس والملامَسة يكون بغير جماع‏.

‏ وأنشدوا‏:

‏ لَمَسْتُ بكفِّي كفّه أبْتَغِي الغِنَى

***

 ولم أدرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعدِي وهذا شعرٌ لا يحتجُّ به‏.

‏ واللّمَاسَة‏:

‏ الطَّلِبةُ والحاجة‏.

‏ ويقال‏:

‏ ‏"‏لا يَمنَع يدَ لامِس‏"‏، إذا لم تكن فيه منفعة ولا له دِفاع‏.

 قال‏:

‏ * ولولاهمُ لم تَدفَعُوا كفَّ لامِسِ *

‏(‏لمظ‏)‏ اللام والميم والظاء أصيلٌ يدلُّ على نُكتةِ بَياض‏.

‏ يقال‏:

‏ به لُمْظة، أي نُكتةُ بياضٍ‏.

‏ وفي الحديث‏:

‏ ‏"‏إنَّ الإيمانَ يبدو لُمْظَةً في القَلب، كلَّما ازداد الإيمان ازدادت اللُّمْظة‏"‏‏.

‏ واللُّمْظة بالفَرَس‏:

‏ بياضٌ يكون بإحدى جَحفَلَتَيه‏.

‏ فأمَّا التلمُّظُ فإخراج بعضِ اللِّسان‏.

‏ يقال‏:

‏ تَلَمَّظَ الحيّةُ، إذا أخرج لسانَه كتلمُّظِ الآكلِ‏.

‏ وإنَّما سمِّي تلمُّظاً لأنَّ الذي يبدو من اللسان فيه يسيرٌ، كاللُّمظة‏.

‏ ويقولون‏:

‏ شَرِب الماء لَمَاظاً، إذا ذاقه بطرَف لسانِه‏.

‏(‏لمع‏)‏ اللام والميم والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إضاءةِ الشيءِ بسُرعة، ثم يقاس على ذلك ما يَجري مَجراه‏.

‏ من ذلك‏:

‏ لمَعَ البرقُ وغيرُه، إذا أضاء، فهو لامعٌ‏.

‏ ولَمَع السّيفُ وما أشبَهَ ذلك‏.

ويقال للسَّرابِ يَلْمَعٌ‏.

‏ كأنَّه سمِّي بحركته ولمَعانه‏.

‏ ويشبَّه به الرّجُل الكَذَّاب‏.

‏ قال الشَّاعر‏:

‏ إذا ما شكوت الحُبَّ كَيمَا تثيبَنِي

***

 بوُدِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ ويقال‏:

‏ ألْمَعَتِ النّاقةُ، إذا رفعَت ذنبها فعُلم أنَّها لاقح‏.

‏ قال الأعشى‏:

‏ * مُلْمِعٍ * وقال بعضهم‏:

‏ كلُّ حاملٍ اسودَّتْ حلمةُ ثَديِها فهي مُلْمِع‏.

‏ وإنَّما هذا أنَّه يستدَلُّ بذلك على حَمْلها، فكأنَّها قد أبانت عن حالها، كالشيء اللامع‏.

‏ واللِّماع‏:

‏ جمع لُمْعة، وهي البُقعة من الكَلأ‏.

‏ ويقولون - وليس بذلك الصحيح- إنَّ اللُّمعة‏:

‏ الجماعةُ من النّاس‏.

‏ واللَّمَّاعة‏:

‏ الفَلاة‏.

 قال‏:

‏ ولمَّاعةٍ ما بِها من عَلاَمٍ

***

 ولا أَمَراتٍ ولا نِهْيِ ماءٍ واللَّمَّاعة‏:

‏ العُقاب، لأنها تُلمِع بأجنحتها‏.

‏ فأمَّا قولهم‏:

‏ التمعتُ الشَّيءَ، إذا اختلستَه، فمحمولٌ على ما قلناه من الخفّة والسُّرعة‏.

‏ وكذلك ألْمَعَتْ به المنيَّةُ‏:

‏ ذهبت به‏.

‏ والألمعيُّ‏:

‏ الرّجُل الذي يظُنُّ الظنَّ فلا يكادُ يَكْذِب‏.

‏ ومعنى ذلك أنَّ الغائبات عن عينه كاللاَّمعة، فهو يراها‏.

 قال‏:

‏ الألمعيُّ الذي يظنّ لكَ الظـ

***

 ـنَّ كأنْ قَدْ رأى وقد سَمِعا

‏(‏لمق‏)‏ اللام والميم والقاف ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس ولا تتقارب‏.

‏ فالأوَّل اللَّمْق، يقال لَمَقَه بيده، إذا ضربَه‏.

‏ والكلمة الثانية اللَّمْق، وهو المَحْو، يقال لَمَقَه، إذا محاه‏.

‏ قال يونس‏:

‏ سمعتُ أعرابياً يذكر مُصدِّقاً لهم

 قال‏:

‏ ‏"‏فلَمَقه* بعد ما نَمَقَه‏"‏، كأنَّه محا كتاباً قد كان كتبه‏.

‏ والكلمة الثالثة‏:

‏ اللَّمَاق، يقال‏:

‏ ما ذُقت لَمَاقاً‏.

 قال‏:

‏ كبرقٍ لاَحَ يُعجِبُ مَن رآهُ

***

 وما يُغْني الحوائمَ من لَمَاقِ

‏(‏لمك‏)‏ اللام والميم والكاف كلمةٌ واحدة‏.

‏ يقال تَلمَّكَ الشَّيءَ، مثل تلمَّجَ، كأنَّه يتذوَّقُه‏.

‏ يقال‏:

‏ ما ذُقت لمَاكاً، أي شيئاً، كقولهم‏:

‏ ما ذقت لمَاجاً، وأصله أن يلوِيَ البعير لَحْيَيه‏.

 قال‏:

‏ فلمَّا رآنِي قد حَمَمتُ ارتحالَه

***

 تلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكُ 


۞۞۞۞۞۞۞۞

‏ كتاب اللاّم ﴿ 2 ﴾ 

۞۞۞۞۞۞۞۞



كاتب
كاتب
تعليقات