باب اللام والميم وما يثلثهما
باب اللام والميم وما يثلثهما
(لما) اللام والميم والحرف المعتل كلمةٌ واحدة، وهي اللَّمَى، وهي سُمرةٌ في باطن الشَّفَة، وهو يُستحسَن.
وامرأةٌ لمياءُ.
لَمياء في شَفَتيْها حُوَّةٌ لَعَس
***
وفي اللِّثاثِ وفي أنيابها شَنبُ يقال ظلٌّ ألمَى:
كثيفٌ أسود.
وممّا* شذَّ عن هذا اللُّمَةُ:
التِّرْب،
ويقال الأصحاب.
(لمأ) اللام والميم والهمزة كلمتانِ تدُلاَّنِ على الاشتمال.
يقولون:
ألمأْت بالشَّيء، إذا اشتملتَ عليه فذهبتَ به.
ويقال:
تلمَّأَتْ عليه الأرضُ، إذا استوَتْ عليه.
فأما قولهم:
التُمِئَ لونُه، فيمكن أن يكون مِن هذا، ويمكن أن يكون من الإبدال، كأنَّ الهمزة بدل من العين، والأصل التُمِع.
(لمج) اللام والميم والجيم.
يقال:
ما ذَاق لمَاجا، أي مَأْكَلا.
ولَمَجَ الشَّيءَ:
طَعِمَه.
قال لبيد:
* يلمجُ البارِضَ *
(لمح) اللام والميم والحاء أصلٌ يدلُّ على لَمْع شيء.
يقال:
لَمَح البرقُ والنّجمُ لَمْحاً، إذا لَمَعا.
قال:
أُراقِب لمحاً من سُهيلٍ كأنَّه
***
إذا ما بدا من آخِرِ اللَّيل يطرفُ ورأيت لَمْحة البَرْق.
ويقولون:
"لأُرِينَّك لمحاً باصراً"، أي أمراً واضِحاً.
(لمز) اللام والميم والزاء كلمةٌ واحدة، وهي اللَّمْز، وهو العَيب.
يقال لَمَزَ يَلمِزُ لَمْزاً.
قال الله تعالى:
{وَمِنْهُمْ مَنْ يَلْمِزُكَ في الصَّدَقاتِ} [التوبة 58].
ورجل لَمَّازٌ ولُمَزَة، أي عَيَّاب.
(لمس) اللام والميم والسين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على تطلُّبِ شيء ومَسيسِه أيضاً.
تقول:
تلمّست الشّيءَ، إذا تطلَّبْتَه بيدك.
قال أبو بكر بن دريد:
اللّمس أصلُه باليد ليُعرَف مَسُّ الشّيء، ثم كثُرَ ذلك حتَّى صار كلُّ طالب مُلتمِساً.
ولَمَسْت، إذا مَسِسْتَ.
قالوا:
وكلُّ مَاسٍّ لامس.
قال الله سُبحانه:
{أَوْ لاَمَسْتُمُ النِّسَاءَ} [النساء 43، المائدة 6]، قال قومٌ:
أُريد به الجماع.
وذهَبَ قوم إلى أنَّه المَسيس، وأنَّ اللَّمْس والملامَسة يكون بغير جماع.
وأنشدوا:
لَمَسْتُ بكفِّي كفّه أبْتَغِي الغِنَى
***
ولم أدرِ أنَّ الجودَ من كفِّه يُعدِي وهذا شعرٌ لا يحتجُّ به.
واللّمَاسَة:
الطَّلِبةُ والحاجة.
ويقال:
"لا يَمنَع يدَ لامِس"، إذا لم تكن فيه منفعة ولا له دِفاع.
قال:
* ولولاهمُ لم تَدفَعُوا كفَّ لامِسِ *
(لمظ) اللام والميم والظاء أصيلٌ يدلُّ على نُكتةِ بَياض.
يقال:
به لُمْظة، أي نُكتةُ بياضٍ.
وفي الحديث:
"إنَّ الإيمانَ يبدو لُمْظَةً في القَلب، كلَّما ازداد الإيمان ازدادت اللُّمْظة".
واللُّمْظة بالفَرَس:
بياضٌ يكون بإحدى جَحفَلَتَيه.
فأمَّا التلمُّظُ فإخراج بعضِ اللِّسان.
يقال:
تَلَمَّظَ الحيّةُ، إذا أخرج لسانَه كتلمُّظِ الآكلِ.
وإنَّما سمِّي تلمُّظاً لأنَّ الذي يبدو من اللسان فيه يسيرٌ، كاللُّمظة.
ويقولون:
شَرِب الماء لَمَاظاً، إذا ذاقه بطرَف لسانِه.
(لمع) اللام والميم والعين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على إضاءةِ الشيءِ بسُرعة، ثم يقاس على ذلك ما يَجري مَجراه.
من ذلك:
لمَعَ البرقُ وغيرُه، إذا أضاء، فهو لامعٌ.
ولَمَع السّيفُ وما أشبَهَ ذلك.
ويقال للسَّرابِ يَلْمَعٌ.
كأنَّه سمِّي بحركته ولمَعانه.
ويشبَّه به الرّجُل الكَذَّاب.
قال الشَّاعر:
إذا ما شكوت الحُبَّ كَيمَا تثيبَنِي
***
بوُدِّيَ قالت إنَّما أنتَ يَلْمَعُ ويقال:
ألْمَعَتِ النّاقةُ، إذا رفعَت ذنبها فعُلم أنَّها لاقح.
قال الأعشى:
* مُلْمِعٍ * وقال بعضهم:
كلُّ حاملٍ اسودَّتْ حلمةُ ثَديِها فهي مُلْمِع.
وإنَّما هذا أنَّه يستدَلُّ بذلك على حَمْلها، فكأنَّها قد أبانت عن حالها، كالشيء اللامع.
واللِّماع:
جمع لُمْعة، وهي البُقعة من الكَلأ.
ويقولون - وليس بذلك الصحيح- إنَّ اللُّمعة:
الجماعةُ من النّاس.
واللَّمَّاعة:
الفَلاة.
قال:
ولمَّاعةٍ ما بِها من عَلاَمٍ
***
ولا أَمَراتٍ ولا نِهْيِ ماءٍ واللَّمَّاعة:
العُقاب، لأنها تُلمِع بأجنحتها.
فأمَّا قولهم:
التمعتُ الشَّيءَ، إذا اختلستَه، فمحمولٌ على ما قلناه من الخفّة والسُّرعة.
وكذلك ألْمَعَتْ به المنيَّةُ:
ذهبت به.
والألمعيُّ:
الرّجُل الذي يظُنُّ الظنَّ فلا يكادُ يَكْذِب.
ومعنى ذلك أنَّ الغائبات عن عينه كاللاَّمعة، فهو يراها.
قال:
الألمعيُّ الذي يظنّ لكَ الظـ
***
ـنَّ كأنْ قَدْ رأى وقد سَمِعا
(لمق) اللام والميم والقاف ثلاثُ كلماتٍ لا تنقاس ولا تتقارب.
فالأوَّل اللَّمْق، يقال لَمَقَه بيده، إذا ضربَه.
والكلمة الثانية اللَّمْق، وهو المَحْو، يقال لَمَقَه، إذا محاه.
قال يونس:
سمعتُ أعرابياً يذكر مُصدِّقاً لهم
قال:
"فلَمَقه* بعد ما نَمَقَه"، كأنَّه محا كتاباً قد كان كتبه.
والكلمة الثالثة:
اللَّمَاق، يقال:
ما ذُقت لَمَاقاً.
قال:
كبرقٍ لاَحَ يُعجِبُ مَن رآهُ
***
وما يُغْني الحوائمَ من لَمَاقِ
(لمك) اللام والميم والكاف كلمةٌ واحدة.
يقال تَلمَّكَ الشَّيءَ، مثل تلمَّجَ، كأنَّه يتذوَّقُه.
يقال:
ما ذُقت لمَاكاً، أي شيئاً، كقولهم:
ما ذقت لمَاجاً، وأصله أن يلوِيَ البعير لَحْيَيه.
قال:
فلمَّا رآنِي قد حَمَمتُ ارتحالَه
***
تلَمَّكَ لو يُجدِي عليه التَّلمُّكُ
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب اللاّم ﴿ 2 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞