📁 آخر الأخبار

باب البكاء على الميت

 

 باب البكاء على الميت

 باب البكاء على الميت


1530- قَوْلهَا: «غَرِيب وَفِي أَرْض غُرْبَة» مَعْنَاهُ أَنَّهُ مِنْ أَهْل مَكَّة وَمَاتَ بِالْمَدِينَةِ.

قَوْلهَا: «أَقْبَلَتْ اِمْرَأَة مِنْ الصَّعِيد» الْمُرَاد بِالصَّعِيدِ هُنَا عَوَالِي الْمَدِينَة، وَأَصْل الصَّعِيد مَا كَانَ عَلَى وَجْه الْأَرْض.

قَوْلهَا: «تُسْعِدنِي» أَيْ تُسَاعِدنِي فِي الْبُكَاء وَالنَّوْح.

✯✯✯✯✯✯

‏1531- قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ وَلَهُ مَا أَعْطَى وَكُلّ شَيْء عِنْده بِأَجَلٍ مُسَمَّى» مَعْنَاهُ الْحَثّ عَلَى الصَّبْر وَالتَّسْلِيم لِقَضَاءِ اللَّه وَتَقْدِيره إِنَّ هَذَا الَّذِي أَخَذَ مِنْكُمْ كَانَ لَهُ لَا لَكُمْ فَلَمْ يَأْخُذ إِلَّا مَا هُوَ لَهُ فَيَنْبَغِي أَلَّا تَجْزَعُوا كَمَا لَا يَجْزَع مَنْ اُسْتُرِدَّتْ مِنْهُ وَدِيعَة أَوْ عَارِيَة.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَلَهُ مَا أَعْطَى» عَنَاهُ أَنَّ مَا وَهَبَهُ لَكُمْ لَيْسَ خَارِجًا عَنْ مِلْكه بَلْ هُوَ سُبْحَانه وَتَعَالَى يَفْعَل فيه مَا يَشَاء.

وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَكُلّ شَيْء عِنْده بِأَجَلٍ مُسَمَّى» مَعْنَاهُ اِصْبِرُوا وَلَا تَجْزَعُوا فَإِنَّ كُلّ مَنْ يَأْتِ قَدْ اِنْقَضَى أَجَله الْمُسَمَّى فَمُحَال تَقَدُّمه أَوْ تَأَخُّره عَنْهُ، فَإِذَا عَلِمْتُمْ هَذَا كُلّه فَاصْبِرُوا وَاحْتَسِبُوا مَا نَزَلَ بِكُمْ.

 وَاللَّهُ أَعْلَمُ.

 وَهَذَا الْحَدِيث مِنْ قَوَاعِد الْإِسْلَام الْمُشْتَمِلَة عَلَى جُمَل مِنْ أُصُول الدِّين وَفُرُوعه وَالْآدَاب.

قَوْله: «وَنَفْسه تَقَعْقَعُ كَأَنَّهَا فِي شَنَّة» هُوَ بِفَتْحِ التَّاء وَالْقَافَيْنِ وَالشَّنَّة الْقِرْبَة الْبَالِيَة وَمَعْنَاهُ لَهَا صَوْت وَحَشْرَجَة كَصَوْتِ الْمَاء إِذَا أُلْقِيَ فِي الْقِرْبَة الْبَالِيَة.

قَوْله: «فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ فَقَالَ لَهُ سَعْد: مَا هَذَا يَا رَسُول اللَّه؟ قَالَ: هَذِهِ رَحْمَة جَعَلَهَا اللَّه فِي قُلُوب عِبَاده وَإِنَّمَا يَرْحَم اللَّه مِنْ عِبَاده الرُّحَمَاء» مَعْنَاهُ أَنَّ سَعْدًا ظَنَّ أَنَّ جَمِيع أَنْوَاع الْبُكَاء حَرَام، وَأَنَّ دَمْع الْعَيْن حَرَام، وَظَنَّ أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَسِيَ فَذَكَرَهُ، فَأَعْلَمَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ مُجَرَّد الْبُكَاء وَدَمَعَ بِعَيْنٍ لَيْسَ بِحَرَامٍ وَلَا مَكْرُوه بَلْ هُوَ رَحْمَة وَفَضِيلَة وَإِنَّمَا الْمُحَرَّم النَّوْح وَالنَّدْب وَالْبُكَاء الْمَقْرُون بِهِمَا أَوْ بِأَحَدِهِمَا كَمَا سَيَأْتِي فِي الْأَحَادِيث: «أَنَّ اللَّه لَا يُعَذِّب بِدَمْعِ الْعَيْن وَلَا بِحُزْنِ الْقَلْب وَلَكِنْ يُعَذِّب بِهَذَا أَوْ يَرْحَم وَأَشَارَ إِلَى لِسَانه» وَفِي الْحَدِيث الْآخَر: «الْعَيْن تَدْمَع وَالْقَلْب يَحْزَن وَلَا نَقُول مَا يُسْخِط اللَّه» وَفِي الْحَدِيث الْآخَر: «مَا لَمْ يَكُنْ لَقْع أَوْ لَقْلَقَة».

✯✯✯✯✯✯

‏1532- قَوْله: «وَجَدَهُ فِي غَشْيَة» هُوَ بِفَتْحِ الْغَيْن وَكَسْر الشِّين وَتَشْدِيد الْيَاء قَالَ الْقَاضِي: هَكَذَا رِوَايَة الْأَكْثَرِينَ.

قَالَ: وَضَبَطَهُ بَعْضهمْ بِإِسْكَانِ الشِّين وَتَخْفِيف الْيَاء.

 وَفِي رِوَايَة الْبُخَارِيّ: «فِي غَاشِيَة» وَكُلّه صَحِيح، وَفيه قَوْلَانِ أَحَدهمَا مَنْ يَغْشَاهُ مِنْ أَهْله، وَالثَّانِي مَا يَغْشَاهُ مِنْ كَرْب الْمَوْت.

قَوْله: «فَأَتَى رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعُودهُ مَعَ عَبْد الرَّحْمَن بْن عَوْف وَسَعْد بْن أَبِي وَقَّاص وَعَبْد اللَّه بْن مَسْعُود» فيه اِسْتِحْبَاب عِيَادَة الْمَرِيض وَعِيَادَة الْفَاضِل الْمَفْضُول وَعِيَادَة الْإِمَام وَالْقَاضِي وَالْعَالِم وَأَتْبَاعه.

 باب البكاء على الميت

 باب البكاء على الميت


تعليقات