سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏

‏(‏حشف‏)‏ الحاء والشين والفاء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على رَخَاوة وضعف وخلوقة‏.

‏ فأوّل ذلك الحَشَف، وهو أردأ التَّمر‏.

‏ ويقولون في أمثالهم‏:

‏ ‏"‏أَحَشَفاً وسُوءَ كِيلَة‏"‏، للرَّجُل يجمع أمرين ردِيَّين‏.

‏ قال امرؤ القيس‏:

‏ كأنَّ قلوبَ الطيرِ رَطباً ويابساً

***

 لدى وَكرها العُنَّابُ والحَشَفُ البالي وإنما ذكر قلوبَها لأنها أطيبُ ما في الطير، وهي تأتي فراخها بها‏.

ويقال حَشِفَ خِلْفُ الناقة، إذا ارتفع منه الّلبن‏.

‏ والحشيف‏:

‏ الثَّوب الخَلَق‏.

‏ وقد تَحَشَّف الرَّجلُ‏:

‏ لَبِسَ الحشيف‏.

 قال‏:

‏ يُدنـي الحَشيفَ عليها كي يواريَها

***

 ونَفْسَها وهو للأطمار لَبَّاس والحَشَفة‏:

‏ العجوز الكبيرة، والخميرة اليابسة، والصخرة الرِّخْوَة حَوْلها السهلُ من الأرض‏.

‏(‏حشك‏)‏ الحاء والشين والكاف أصلٌ واحد، وهو تجمُّع الشيء‏.

‏ يقال حَشَكْت النَّاقةَ، إذا تركتَها لا تحلبُها فتجمَّع لبنُها، وهي محشوكة‏.

 قال‏:

‏ * غَدَت وهي مَحْشوكَةٌ حافلٌ * وَحَشَكَ القوم، إذا حَشَدُوا‏.

‏ وحَشَكَت السّحابة‏:

‏ كثُر ماؤُها‏.

‏ ومنه قولهم للنّخلة الكثيرة الحَمْل حاشك‏.

‏ وحَشَكت السّماء‏:

‏ أتَتْ بمطرها‏.

‏ وربَّما حملوا عليه فقالوا‏:

‏ قوسٌ حاشكة، وهي الطَّرُوحُ البعيدةُ المَرمى‏.

‏ وحَشّاك‏:

‏ نَهْر‏.

‏(‏حشم‏)‏ الحاء والشين والميم أصلٌ مشترك، وهو الغَضَب أو قريبٌ منه‏.

‏ قال أهل اللغة‏.

‏ الحِشْمَة‏:

‏ الانقباضُ والاستحياء‏.

‏ وقال قومٌ‏:

‏ هو الغضب‏.

‏ قال ابن قُتيبة‏:

‏ رُوِي عن بعض فصحاء العرب‏:

‏ إن ذلك مما يُحْشِمُ بني فلانٍ، أي يغضبهم‏.

‏ وذكر آخر أن العرب لا تعرِفُ الحشمةَ إلاَّ الغضب، وأنَّ قولهم لحشَمِ الرجل خدمه، إنما معناه أنّهم الذين يَغْضب لهم ويغْضَبون له‏.

‏ قال أبو عبيدٍ‏:

‏ قال أبو زيد‏:

‏ حَشَمْتُ الرجل أحْشِمه وأحْشَمْتُه، وهو أن يجلس إليك فتُؤذيَهُ وتُسمعه ما يكره‏.

‏ وابن الأعرابي يقول‏:

‏ حَشَمْتُه فَحَشم، أي أخجلته‏.

‏ وأحشمته‏:

‏ أغضبته‏.

‏ وأنشد‏:

‏ لَعَمْرُكَ إنْ قُرْصَ أبي خُبَيبٍ

***

 بطيءُ النُّضْجِ مَحشومُ الأكيل

‏(‏حشن‏)‏ الحاء والشين والنون أصلٌ واحد، وهو تغيُّر الشيء بما يتعلّق به من درن‏.

‏ ثمّ يشتق منه‏:

‏ فأمّا الأول فقولهم فيما رواه الخليل‏:

‏ حَشنَ السِّقاء، إذا حُقِنَ لبناً ولم يُتَعهَّدْ بغسلٍ فتغيَّرَ ظاهرُه وأنتَنَ‏.

‏ وأمَّا القياس فقال أبو عبيد‏:

‏ الحِشْنة، بتقديم الحاء على الشين‏:

‏ الحقد‏.

‏ وأنشد‏:

‏ ألاَ لا أرَى ذا حِشْنَةٍ في فؤاده

***

 يُجَمجِمُها إلاّ سَيَبْدُو دفينُها قال غيره‏:

‏ ومن ذلك قولهم‏:

‏ قال فلانٌ لفلان حتَّى حشَّن صدرَه‏.

‏(‏حشو/ي‏)‏ الحاء والشين وما بعدها معتلٌ أصلٌ واحد، وربما هُمِزَ فيكون المعنيان متقاربين أيضاً‏.

‏ وهو أن يُودَع الشيءُ وعاءً باستقصاء‏.

‏ يقال حشوتُه أحشوه حَشْوا‏.

‏ وَحِشْوَة الإنسان والدابة‏:

‏ أمعاؤه‏.

ويقال ‏[‏فلانٌ‏]‏ من حِشْوة بني فلانٍ، أي من رُذَالهم‏.

‏ وإنما قيل ذلك لأن الذي تحشى به الأشياءُ لا يكون من أفخر المَتاع بل أدْونِه‏.

‏ والمِحْشى‏:

‏ ما تحتشي به المرأة، تعظِّم* به عَجِيزتها، والجمع المحاشِي‏.

 قال‏:

‏ * جُمَّاً غَنيّاتٍ عن المَحاشِي * والحشا‏:

‏ حشا الإنسان، والجمع أحشاء‏.

‏ والحشا‏:

‏ الناحية، وهو من قياس الباب، لأنّ لكلّ ناحيةٍ أهلاً فكأنّهم حشَوها‏.

‏ يقال‏:

‏ ما أدري بأيّ حشاً هو‏.

 قال‏:

‏ * بأيِّ الحَشَا أمسى الخليطُ المبايِنُ * ومن المهموز وهو من قياسِ الباب غيرُ بعيدٍ منه، قولهم‏:

‏ حشأتُه بالسَّهم أحشَؤُه، إذا أصبتَ به جَنْبَه‏.

 قال‏:

‏ فَلأَحْشأَنّكَ مِشْقَصاً

***

 أوْساً أُوَيْسُ من الهَبَالهْ ومنه حَشَأْتُ المرأةَ، كناية عن الجِماع‏.

‏ والحَشَا، غير مهموز‏:

‏ الرَّبْو، يقال حَشِي يَحْشَى حشاً، فهو حَشٍ كما ترى‏.

‏ فأمّا قول النابغة‏:

‏ جَمِّعْ مِحاشَكَ يا يزيدُ فإِنَّنِي

***

 أعددتُ يربوعاً لكم وتميما فله وجهان‏:

‏ أحدهما أن يكون ميمُه أصليَّة، وقد ذكر في بابه‏.

‏ والوجه الآخر أن يكون الميم زائدةً ويكون مِفْعَلاً من الحَشو، كأنه أراد اللفيف والأُشابة، وكان ينبغي أن يكون مِحْشَىً، فَقَلب‏.

‏(‏حشب‏)‏ الحاء والشين والباء قريبُ المعنى مما قبله‏.

‏ فيقال الحَوْشَب العظيم البطن‏.

 قال‏:

‏ وتجرُّ مُجْرِيَةٌ لها

***

 لحمي إلى أجْرٍ حواشِبْ والحوشب‏:

‏ حَشْو الحافر،

ويقال بل هو عظمٌ في باطن الحافر بين العصَب والوظيف‏.

‏ قال رؤبة‏:

‏ * في رُسُغٍ لا يَتَشكَّى الحوشَبا *

‏(‏حشد‏)‏ الحاء والشين والدال قريب المعنى من الذي قبلَه‏.

‏ يقال حَشَد القوم إذا اجتمعوا وخفُّوا في التعاوُن‏.

‏ وناقة حشُودٌ‏:

‏ يسرعُ اجتماعُ اللبَن في ضرعها‏.

‏ والحَشْدَ‏:

‏ المحتشدون‏.

‏ وهذا وإن كان في معنى ما قبلَه ففيه معنىً آخر، وهو التّعاوُن‏.

ويقال عِذقٌ حاشِدٌ وحاشك‏:

‏ مجتمِعُ الحَمْل كثيرُهُ‏.

‏(‏حشر‏)‏ الحاء والشين والراء قريبُ المعنى من الذي قبلِه، وفيه زيادةُ معنىً، وهو السّوق والبعثُ والانبعاث‏.

‏ وأهل اللغة يقولون‏:

‏ الحشر الجمع مع سَوْقٍ، وكلُّ جمعٍ حَشْر‏.

‏ والعرب تقول‏:

‏ حَشرَتْ مالَ بني فلانٍ السنةُ كأنّها جمعته، ذهبت به وأتَتْ عليه‏.

‏ قال رؤبة‏:

‏ وما نجا من حَشْرِها المحشوشِ

***

 وحْشٌ ولا طمشٌ من الطُّموشِ

ويقال أُذُنٌ حَشْرَةٌ، إذا كانت مجتمِعة الخَلْق‏.

 قال‏:

‏ لها أذُنٌ حَشْرَةٌ مَشْرَةٌ

***

 كإعْلِيط مَرْخٍ إذا ما صَفِرْ ومن أسماء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ‏"‏الحاشر‏"‏، معناه أنّه يحشر النّاس على قدمَيه، كأنّه يقدُمُهم يوم القِيامة وهم خلْفه‏.

‏ ومحتملٌ أن يكون لَمَّا كان آخِرَ الأنبياء حُشِر النّاس في زمانه‏.

‏ وحشرات الأرض‏:

‏ دوابُّها الصغار، كاليرابيع والضِّباب وما أشبهها، فسمِّيت بذلك لكثرتها وانسياقها وانبعاثها‏.

‏ والحَشْوَرُ من الرّجال‏:

‏ العظيم الخَلْق أو البطنِ‏.

‏ وممّا شذّ عن الأصل قولهم للرجل الخفيف حَشْرٌ‏.

‏ والحَشْر من القُذَذ‏:

‏ ما لَطُف‏.

‏ وسِنانٌ حَشْرٌ، أي دقيق؛ وقد حَشَرْته‏.

‏‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏

‏‏باب الحاء والشين وما يثلثهما‏


تعليقات