باب الواو والقاف وما يثلثهما
باب الواو والقاف وما يثلثهما
(وقل) الواو والقاف واللام:
كلمةٌ تدلُّ على علوٍّ في جَبَل.
وتوقَّلَ في الجبلِ:
عَلاَ.
وكلُّ صاعدٍ في شَيءٍ متوقِّل.
وفرسٌ وَقَِْلٌ:
حسَن السَّير في الجبال.
والوَقْل:
شجر المُقْل.
(وقم) الواو والقاف والميم.
يدلُّ على غَلبَة وإذلال.
ووَقَمَ اللهُ العدوَّ وقْماً:
أذَلَّه.
وتوقَّمَ فلانٌ العِلم:
قَتَله خُبْراً.
وتوقَّمْت الصَّيدَ:
خَتَلْتُه.
وقال الكسائيّ:
الموقوم:
الشَّديد الحُزْن.
وحَرَّةُ واقِمٍ بالمدينة.
(وقه) الواو والقاف والهاء:
كلمةٌ واحدة.
استَيْقه القومُ:
أطاعُوا، مِن وَقِهْت.
(وقي) الواو والقاف والياء:
كلمةٌ واحدة تدلُّ على دَفْعِ شيءٍ عن شيءٍ بغيره.
ووقيْتُه أَقِيه وَقْياً.
والوِقاية:
ما يقي الشَّيء.
واتَّقِ اللهَ:
تَوَقَّهُ، أي اجعل بينَك وبينه كالوِقاية.
قال النَّبي صلى الله عليه وآله وسلم:
"اتَّقُوا النّارَ ولو بِشقِّ تَمرة"، وكأنّه أراد:
اجعلوها وقايةً بينكم وبينها.
ومما شذَّ عن الباب الوَقْيُ، قالوا:
هو الظَّلْع اليَسير.
(وقب) الواو والقاف والباء:
كلمةٌ تدلُّ على غَيبةِ شيءٍ في مَغَاب.
يقال وَقب الشَّيءُ:
دخَلَ في وَقْبة، وهي كالنُّقْرة في الشَّيء.
ووقَبَتْ عيْناه:
غارتا.
[و] وقَبَ الشَّيءُ:
نَزَلَ ووَقَع.
قال الله تعالى:
{ومِنْ شَرِّ غَاسِقٍ إذَا وَقَبَ} [الفلق 3]، قالوا:
هو اللَّيل إذا نَزَل.
وأمَّا قولُهم:
إنَّ الوَقْب هو الأحمَقُ فهو من الإبدال، والأصل وَغْب، وقد ذَكَرناه.
(وقت) الواو والقاف والتاء:
أصلٌ يدلُّ على حَدِّ شيءٍ وكُنْهه في زمان وغيرِه.
منه الوقْت:
الزَّمان المعلوم.
والموقوت:
الشَّيء المحدود.
[و] المِيقاتُ:
المصير للوَقْت.
وقَتَ له كذا ووَقَّته، أي حدَّدَه.
قال الله عزَّ وجلّ:
{إنَّ الصَّلاَةَ كانَتْ عَلَى المُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً} [النساء 103].
(وقح) الواو والقاف والحاء:
كلمةٌ تدلُّ على صَلابةٍ في الشَّيء.
والحافر الصُّلْب وَقَاحٌ، شُبِّه به الرَّجُل القليل الحَيَاء فقيل وَقاحٌ.
ووَقِحٌ:
بيِّنُ القِحَة والوَقَاحة.
والتَّوقيح:
أن يوقَّح الحافرُ بشَحمةٍ تُذابُ يُكوَى بها الأشْعَر.
واستَوْقَحَ الحافرُ:
صَلُب.
ورجل موَقَّح:
مجرَّب.
(وقد) الواو والقاف والدال:
كلمةٌ تدلُّ على اشتعالِ نارٍ.
وَقَدَت النّار تَقِدُ واتَّقَدَتْ وتَوَقَّدَتْ، وأوْقَدْتُها أنا.
والوَقُود:
الحَطَب.
والوُقود:
فِعلُ النّارِ إذا وَقَدَتْ.
والوَقَد:
نَفْس النّار.
ووَقْدَة الصَّيفِ:
أشدُّه حَرَّاً.
(وقذ) الواو والقاف والذال:
كلمةٌ تدلُّ على ضَربٍ بخَشَب.
منه الوَقْذ:
الإيلام بالضَّرب.
وشاةٌ موقوذة:
ضُرِبت بالخشَب حتَّى ماتت.
ومما ليس من هذا القياس وُقِذَت النّاقةُ:
دَرَّتْ على كَرْهٍ فقَلّ لبنُها.
(وقر) الواو والقاف والراء:
أصلٌ يدلُّ على ثِقَل في الشَّيء.
منه الوَقْرُ:
الثِّقَل في الأُذُن.
يقال منه:
وَقِرَتْ أذنُه تَوْقَر وَقْراً.
قال الكسائيّ:
وُقِرَتْ أذنُه فهي موقورة.
والوِقْر:
الحِمْل.
ويقال نخلةٌ مُوقرَةٌ ومُوقِرٌ، أي ذات حَملٍ كثير.
ومنه الوَقَار:
الحِلْم والرَّزَانة.
ورجلٌ ذو قِرَةٍ، أي وَقور.
يقال منه وَقَرَ وَقاراً.
وإذا أمرت قلت اُوقُر، في لغة من قال اُومُرْ.
قال الأحمر في قوله:
{وقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ} [الأحزاب 33]:
ليس من الوقار، إنَّما هو من الجلوس.
يقال منه وَقَرْتُ أقِرُ وَقْراً.
قال أبو عبيد:
هو عندي من الوَقَار.
يقال:
قِرْ، كما يقال:
عِدْ.
ورجلٌ مُوَقَّر:
مُجرَّب.
ومما شذَّ عن الباب الوَقِيرَة:
نُقرةٌ في الصَّخْر.
فأمَّا وَقِيرٌ فهو إتباع الفقير.
والوَقْرَة في العَظْم.
والوَقِير:
القطيع من الضَّأْن.
(وقص) الواو والقاف والصاد:
كلمةٌ تدلُّ على كَسْر شيء.
منه الوَقْص:
دَقُّ العُنُق، وُقِصَتْ عنقُه فهي موقوصة.
أمَّا قولُ الهُذَلِيّ:
فبَعثْتُها تَقِصُ المَقَاصِرَ بعد ما
***
كَرَبَتْ حَياةُ النّارِ للمُتَنَوِّرِ فمِنْ وَقْصِ الدّابّةِ إذا سار في رؤوس الآكام فيقصُها.
ومنه التَّوَقُّص في المشي:
شدَّةُ الوطْءِ، كأنّه يَقِصُ ما تحتَه.
والوَقَص:
دقَاقُ العِيدان.
يقال وَقِّصْ لنارك، وهي كِسَرُ العِيدان.
ويقال لما بينَ الفريضتين:
وَقَصٌ؛ وهو القياس، لأنها ليست بفريضةٍ تامَّة، فكأنها مكسورة.
(وقط) الواو والقاف والطاء:
كلمةٌ تدلُّ على وَقْعِ شيءٍ بشيءٍ.
ووَقَط الدِّيكُ الدّجاجَةَ:
سَفِدَها.
ويقال:
أصابَتْنا سماءٌ فوَقَطَت الأرضَ، كأنها وقَعَتْ بها، وذلك المكان الذي يَسْتَنْقِع فيه الماءُ وَقْطٌ، ووَقيط.
(وقع) الواو والقاف والعين أصلٌ واحد يرجع إليه فروعُه، يدلُّ على سُقوط شيء.
يقال:
وقَعَ الشيءُ وُقوعاً فهو واقع.
والواقِعَة:
القِيامة، لأنها تَقَع بالخَلْق فتَغْشاهم.
والوقْعة:
صَدْمَة الحرب.
والوَقائع:
مَناقِع الماء المتفرِّقة، كأن الماء وَقَع فيها.
ومَواقِعُ الغيثِ:
مَسَاقِطَهُ.
والنَّسر الواقع، من وقَع الطائر، يراد أنّه قد ضمَّ جناحيه فكأنَّهُ واقعٌ بالأرض.
ومَوْقَعَة الطّائِر:
موضِعه الذي يقعُ عليه.
وكَوَيْتُ البعيرَ وَقَاعِ:
دائرةٌ واحدةٌ يُكوَى بها بعضُ جِلْدِه أين كان فكأنَّها قد وَقَعَتْ به.
ووقَعَ فلانٌ في فلان وأوْقَع به.
وأما وَقَعْت الحديدةَ أقِعُها وَقْعاً، إذا أنتَ حدَّدتَها، فمن القياس، لأنّك توقِّعها على حجرٍ أو غيرِه لتمتدَّ، فكأنه من باب فَعَلَ الشيءُ وفَعَلْتُه.
وحديدةٌ وقيعٌ.
ووقَع الغَيثُ:
سَقَط متفرِّقَاً.
ومنه التَّوقِيع، وهو أثَرُ الدَّبَر بظهر البَعِير.
ومنه التَّوقيع:
ما يُلْحَق بالكتابِ بعد الفَراغ منه.
وتوقَّعْتُ الشَّيءَ:
انتظرتُه متى يقع.
والحافر الوَقِيع:
الذي قَطّطَتْه الحجارةُ تقطيطاً؛ وهو مأخوذٌ من الحديد الوقيع.
والسَّيف الوقيعُ:
ما شُحِذَ بالحجَر؛ وقد مرَّ قياسه.
والوَقَع:
الحَفَى.
والوَقِع:
الحَفِي، وهو من ذلك كأنّه حجرٌ قد وقعَ بميقعَةٍ فَحفِيَ.
والوَقِع:
الطِّخاف من السّحاب، كأنَّه يَقَعُ بغَيثِه.
وأما الذي حكاه أبو عمرو، أنَّ الوَقْع:
المكانَ المرتفِع من الجَبَل، فكأنَّه سمِّي به لأنّ الذي يعلُوه يخافُ أن يقع منه.
(وقف) الواو والقاف والفاء:
أصلٌ واحد يدلُّ على تمكُّثٍ في شيءٍ ثمَّ يقاس عليه.
منه وَقَفْتُ أقِفُ وُقوفاً.
وَوَقَفْتُ وَقْفِي، ولا يقال في شيءٍ أوقَفْتُ إلاَّ أنهم يقولون للذي يكونُ في شيءٍ ثم يَنْزِع عنه:
قد أوْقَفَ.
قال الطِّرِمَّاح:
جامحاً في غَوَايتي ثمَّ أوقفـ
***
ـتُ رضاً بالتُّقَى وذو البِرِّ راضِ وحكى الشَّيباني:
"كلمتُهم ثم أوْقَفْتُ عنهم" أي سَكَتُّ.
قال:
وكلُّ شيءٍ أمسَكْتَ عنه فإنّك تقول:
أوقفت.
ومَوْقِفُ الإنسانِ وغيرِه:
حيثُ يَقِفُ.
والوِقَافُ:
المواقَفَة.
قال ابن دريد:
وَقِيفَةُ الوَعِل:
أن تُلْجِئَهُ الكلابُ أو الرُّمَاةُ إلى صخرةٍ فلا يمكنُه أن يَنْزِلَ، حتى يُصَاد.
قال:
فلا تَحْسَبَنِّي شَحْمَةً مِنْ وَقِيفَةٍ
***
مطرَّدَةٍ ممَّا تصيدُكَ سلفعُ وسَلْفَعُ:
كلْبَةٌ.
ومنه الوَقْف:
سِوَارٌ من عاج.
ويمكن أن يسمَّى وَقْفاً لأنّه قد وَقَفَ بذلك المكان.
ويقال على التشبيه:
حمارٌ مُوَقَّفٌ، إذا كان بأرساغِهِ بياض، كأنَّه وَقَفَ.
ومَوْقِفَا الفرسِ الهَزْمتان في كَشْحَيْه.
والله أعلم بالصواب.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الواو ﴿ 22 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞