باب القاف والميم وما يثلثهما
باب القاف والميم وما يثلثهما
(قمن) القاف والميم والنون كلمةٌ واحدة.
يقال:
هو قَمَنٌ أنْ يفعَل كذا، لا يثنى* ولا يُجمَع إذا فتحتَ ميمه، فإن كَسَرتَ أو قُلْت قَمينٌ ثنَّيت وجَمعت.
خَليقٌ.
(قمه) القاف والميم والهاء فيه كلماتٌ ليست بأصليَّة.
يقولون:
قَمَه الشّيء، إذا انْغَمَس في الماء فارتفعَ حيناً وغابَ حيناً.
وقِفاف قُمَّه.
تَغيبُ في السَّرابِ وتظهر.
وهذا في الإبدال، وأصله قُمَّس.
ويقولون:
قَمَهَ البعيرُ مثل قَمَحَ، إذا رَفَعَ رأسَه ولم يشرب الماءَ، هو من الإبدال.
وكلمةٌ أخرى من المقلوب، قال ابن دُرَيْد:
القَمَه مثل القَهَم، وهو قِلَّةُ الشَّهوة للطّعام، قَهِمَ وقَمِه.
(قما) القاف والميم والحرف المعتلُّ كلمةٌ تدلُّ على حقارة وذُلّ.
يقال:
هو قَمِيٌّ بيّن القَماءة، أي الحقارة.
وأقْمَيْته أنا:
أذللته.
وإذا هُمِز كان لـه معنىً آخر، وذلك قولهم:
تقمَّأْت الشَّيء، إذا طلبتَه، تَقَمُّؤاً.
وزعم ناسٌ أنَّ هذا من باب الإعجاب، يقال أقمأَني الشَّيءُ:
أعجبني.
وأقْمَأَتِ الإبِلُ:
سَمِنَتْ.
وتَقَمَّأْتُ الشَّيء:
جمعته شيئاً بعد شيء.
قال:
لقد قَضَيْتُ فلا تَستهزئا سَفَهاً
***
ممَّا تقمَّأْتُه من لذّةٍ وطَرِي
(قمح) القاف والميم والحاء أُصَيلٌ يدلُّ على صفةٍ تكون عند شُرب الماء من الشَّارب، وهو رَفْعُهُ رأسَه.
من ذلك القامح، وهو الرَّافع رأسَه من الإبل عند الشُّرب امتناعاً منه.
وإبلٌ قِماح.
قال:
ونحنُ على جوانبِها قُعودٌ
***
نَغضُّ الطَّرفَ كالإبلِ القِمَاحِ ويقولون:
رَوِيَتْ حَتَّى انقَمَحَتْ، أي تركت الشُّرب رِيَّاً.
وشَهْرا قُِمَاحٍ:
أشدُّ ما يكون من البَرْدِ، وسمِّيا بذلك لأنَّ الإبلَ إذا وردت آذاها بَردُ الماء فقَامَحَتْ، أي رفَعَتْ رؤوسَها.
ومما شذَّ عن هذا الأصل القَمْح، وهو البُرّ.
ويقولون –ولعله أن يكون صحيحاً:
اقتَمَحْتُ السَّويقَ وقَمَحْتُه، إذا ألقيتَه في فمك براحَتِك.
قال ابن دريد:
القُمْحة من الماء:
ما ملأَ فاكَ منه.
والقُمَّحات:
الوَرْس، أو الزَّعفران، أو الذَّرِيرة، كلُّ ذلك يُقال.
(قمد) القاف والميم والدال أصَيلٌ يدلُّ على طُولٍ وقُوّة وشِدّة.
من ذلك القُمُدُّ:
القويُّ الشَّديد.
قال ابن دريد:
"القَمْد أصل بناء القُمُدّ.
[و] الأقمد:
الطَّويل، رجلٌ أَقْمدُ وامرأةٌ قمداء، وقُمُدّ وقُمُدَّة".
(قمر) القاف والميم والراء أصلٌ صحيح يدلُّ على بَياضٍ في شيء، ثم يفرّع منه.
من ذلك القَمَر:
قَمَر السَّماء، سمِّي قمراً لبياضه.
وحمارٌ أقمر، أي أبيض.
وتصغير القَمَر قُمَيْر:
قال:
وقميرٍ بدا ابن خمسٍ وعشريـ
***
ـنَ فقالت له الفتاتان قُوما ويقال:
تقمَّرتُه:
أتيتُه في القَمْراء.
ويقولون:
قَمِرَ التَّمْر:
وأقْمَرَ، إذا ضَرَبَهُ البردُ فذهبت حلاوتُه قبل أن يَنضَج.
ويقال:
تَقَمَّر الأسدُ، إذا خَرَجَ يطلبُ الصيد في القَمْرَاء،
قال:
سَقَط العِشاءُ به على مُتَقمِّرٍ
***
ثَبْتِ الجَنَانِ مُعَاوِدِ التَّطْعانِ وقمَرَ القومُ الطّيرَ، إذا عَشَّوْها ليلاً فصادُوها.
فأمَّا قول الأعشى:
تَقَمَّرَها شيخٌ عِشاءً فأصبحتْ
***
قُضاعِيَّةً تَأْتي الكواهنَ ناشِصا فقيل:
معناه كما يتقمَّر الأسدُ الصْيدَ.
وقال آخرون:
تقمّرها:
خدَعها كما يُعَشَّى الطّائرُ ليلاً فيُصَاد.
ومن الباب:
قَمِرَ الرّجُل، إذا لم يُبصِر في الثَّلج.
وهذا على قولهم:
قَمِرَت القِربة:
وهو شيءٌ يُصِيبُها كالاحتراق من القَمَر.
فأمّا قولُهم:
قَمَرَ يَقْمِرُ قَمْراً، والقِمار من المقامرة، فقال قومٌ:
هو شاذ عن الأصل الذي ذكرناه، وقال آخرون:
بل هو منه.
وذلك أنَّ المُقامِرَ يزيد مالُه ولا يَبْقَى على حال.
وهذا شيءٌ قد سَمِعناه.
واللهُ أعلمُ بصحَّتِه.
قال ابن دريد:
تَقَمَّرَ الرّجُل:
إذا طَلَبَ من يقامره.
ويقال:
قَمَرْتُ الرّجُلَ أقمُره وأقمِرُه.
(قمس) القاف والميم والسين أصلٌ صحيحٌ يدلُّ على غَمْسِ شيءٍ في الماء، والماء نفسُه يسمَّى بذلك.
من ذلك قَمَسْت الشيءَ في الماء:
غَمَسْتُه.
ويقال:
إنّ قاموس البحرِ:
مُعظَمه.
وقالوا في ذكر المَدِّ والجزر:
إنَّ مَلَكاً قد وُكِّل بقاموس البحر، كلَّما وَضَعَ رجلَه فاض، فإذا رفَعَها غاضَ.
ويقولون*:
قَمَسَ الولدُ في بطن أمِّه:
اضطرب.
والقَمَّاس:
الغَوَّاص.
وانْقَمَسَ النّجم:
انحطَّ في المَغْرِب.
وتقول العربُ للإنسان إذا خاصم مَنْ هو أجرأ منه:
"إنما يُقَامِسُ حُوتاً".
(قمش) القاف والميم والشين.
يقولون:
القَمْش:
جَمْعُ الشيء من ها هنا [وهُنَا].
(قمص) القاف والميم والصاد أصلان:
أحدهما يدل على لُبس شيء والانشِيامِ فيه، والآخَر على نَزْوِ شيءٍ وحركة.
فالأوَّل القَميص للإنسان معروف.
يقال:
تَقَمَّصَه، إذا لَبِسه.
ثم يُستعار ذلك في كلِّ شيء دخل فيه الإنسان، فيقال:
تقمَّصَ الإمارَةَ، وتقمَّص الوِلاية.
وجَمْع القميص أقمصةٌ، وقُمُص.
والأصل الآخر القَمْص، من قولهم:
قمص البعير ويقمُص قمصاً وقِمَاصاً، وهو أن يرفع يدَيه ثم يطرحَهما معاً ويَعجِنَ برجليه.
وفي الحديثذكر القامصة، وهو من هذا.
يقال قَمَص البحر بالسَّفينة، إذا حَرّكَها بالموج، فكأنَّها بعيرٌ يقمِصُ.
(قمط) القاف والميم والطاء أُصَيْلٌ يدلُّ على جمع وتجمُّع.
من ذلك القَمْط:
شدُّ أعصابِ الصبيِّ بقماطِهِ.
ومنه قُمِطَ الأسير، إذا جُمع بين يديه ورجليه بِحبل.
ووقعت على قِماطِهِ، معناه، على عَقْدِ أمرِهِ كيف عَقْدُه، وكذلك إذا فَطِنْتَ له.
ومرَّ بنا حولٌ قَميطٌ، أي تامٌّ جميع.
وسِفادُ الطَّائرِ قَمْطٌ أيضاً، لجمعه ماءه في أُنثاه.
(قمع) القاف والميم والعين أصولٌ ثلاثة صحيحة:
أحدها نزولُ شيءٍ مائعٍ في أداةٍ تُعْمَل له، والآخَر إذلالٌ وقهر، والثالث جنسٌ من الحيوان.
فالأوَّل القِمَعُ معروف، يقال قِمَعٌ وقِمْع.
وفي الحديث:
"وَيلٌ لأقماع القول"، وهم الذين يَسمَعون ولا يَعُون، فكأنَّ آذانَهم كالأقماع التي لا يَبْقَى فيها شيء.
ويقولون:
اقتَمَعْتُ ما في السِّقاء، إذا شربتَه كلَّه، ومعناه أنك صِرْت له كالقِمَع.
والأصل الآخَر، وقد يمكنُ أنْ يُجمَعَ بينه وبين الأوَّل بمعنىً لطيف، وذلك قولُهم:
قمَعْتُه:
أذلَلْتُهُ.
ومنه قَمَعْتُه، إذا ضربته بالمِقْمَع.
قال الله تعالى:
{ولهُمْ مَقَامِعُ مِنْ حَدِيدٍ} [الحج 21].
وسمِّي قَمَعَة بن الياس لأنَّ أباه أمره بأمرٍ فانقمع في بيته، فسمِّي قَمَعة.
والقياس في هذا والأوَّلِ متقارِب؛ لأنَّ فيه الوُلوجَ في بيته وكذلك الماءُ ينقمع في القِمَع.
والأصل الآخَر القَمَع:
الذُّباب الأزرق العظيم.
يقال:
تركناه يتَقَمَّع الذِّبَّانُ من الفَرَاغ، أي يذُبُّها كما يتقمَّع الحِمار.
وتُسمَّى تلك الذِّبَّانُ:
القَمَعُ.
قال أوس:
ألم تر أنَّ اللهَ أنزلَ نصرَه
***
وعُفْرُ الظِّباء في الكِناسِ تَقَمَّعُ ويقال:
أقْمَعتُ الرّجل عنِّي، إذا ردَدتَه عنك.
وهو من هذا، كأنَّه طردَه.
ومما حُمِل على التَّشبيه بهذا، القَمَعُ:
ما فوق السَّناسِن من سَنام البعيرِ من أعلاه.
ومنه القَمَع:
غِلَظٌ في إحدى رُكبتَي الفَرَس.
والقَمَع:
بَثْرَةٌ تكون في المُوق من زيادةِ اللَّحم.
ومما شَذَّ عن هذه الأصولِ قولُهم:
إنَّ قمعة مالِ القومِ:
خيارُه.
(قمل) القاف والميم واللام كلماتٌ تدلُّ على حَقارةٍ وقماءة.
رجلٌ قَمَليٌّ، أي حقير، والقُمَّل:
صِغار الدَّبا.
وأقْمَلَ الرِّمْث، إذا بدا ورقُه صغاراً، كأنَّ ذلك شبِّه بالقُمَّل.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب القاف ﴿ 3 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞