📁 آخر الأخبار

‏‏باب الباء والضاد وما يثلثهما‏


‏‏باب الباء والضاد وما يثلثهما‏

‏‏باب الباء والضاد وما يثلثهما‏

‏(‏بضع‏)‏ الباء والضاد والعين أصولٌ ثلاثة‏:
‏ الأوّل الطائفة من الشّيء عضواً أو غيره، والثاني بُقْعة، والثالث أن يشفى شيء بكلامٍ أو غيره‏.
‏ فأمّا الأول فقال الخليل‏:
‏ بَضَعَ الإنسانُ اللّحْمَ يبْضعُهُ بضْعاً و‏[‏بضّعَه‏]‏ يبضّعُه تبْضيعاً، إذا جَعَلَه قِطَعاً‏.
‏ والبَضْعة القِطْعة وهي الهَبْرَة‏.
‏ ويقولون‏:
‏ إنّ فلاناً لَشَديدُ البَضِيع والبَضْعة، إذا كانَ ذا جسمٍ ولحمٍ سمينٍ‏.
 قال‏:
‏ * خَاظي البَضيعِ لحمُهُ خَظَا بَظَا *
 قال‏:
‏ خَاظي البَضِيع شَدِيدُ اللّحم‏.
‏ وقال يعقوب‏:
‏ البَضِيع من اللحم جمع بَضْع، كقولك عَبد وعَبيد‏.
‏ فأمّا الباضِعة فهي القِطعة من الغنَم، يقال فِرْقٌ بَواضِعٌ‏.
‏ قال الأصمعيّ‏:
‏ البَضْعةُ قطعةٌ من اللّحم مجتمعة، وجمعها بِضَع، كما تقول بَدْرَة وبِدَر، وتجمع على بَضْعٍ أيضاً‏.
‏ قال زُهير‏:
‏ دماً عِنْدَ شِلْوٍ تَحْجُِلُ الطَّيْرُ حَوْلَهُ
***
‏ بضَعْتُ الغُصنَ أبْضَعُه، أي قطعْتُه‏.
‏ قال أوس‏:
‏ ومبضوعةً مِنْ رَأْسِ فَرْعٍ شَظِيَّةً
***
 بِطَوْدٍ تَرَاهُ بالسَّحَابِ مُكَلَّلا فأمّا المُباضَعَة التي هي المباشَرَة فإنّها من ذلك، لأنّها مُفاعَلةٌ من البُضْعِ، وهو من حَسَن الكِنايات‏.
‏ قال الأصمعيّ‏:
‏ باضَعَ الرّجُلُ امرأتَه، إذا جامَعَها، بِضَاعاً‏.
‏ وفي المثل‏:
‏ ‏"‏كمعَلّمةٍ أُمَّها البِضَاعَ‏"‏ يُضْرَبُ للرّجل يعلّمُ من هو أعْلَمُ منه‏.
 قال‏:
ويقال فلانٌ مالِكُ بُضْعِها، أي تزْوِيجها‏.
‏ قال الشاعر‏:
‏ يا ليتَ ناكِحَها ومَالِكَ بُضْعِها
***
 وبَني أبِيهم كلَّهُمْ لم يُخْلَقُوا قال ابن الأعرابيّ‏:
‏ البُضْع النِّكاح، والبِضاع الجِماع‏.
‏ وممّا هو محمولٌ على القياس الأوّلِ بضاعةُ التّاجر مِن ماله طائفةٌ منه‏.
‏ قال الأصمعيّ‏:
‏ أبضَعَ الرّجلُ بِضاعة‏.
 قال‏:
‏ ومنه قولهم‏:
‏ ‏"‏كمُسْتَبضِع التّمر إلى هَجَر‏"‏ يُضرَب مثلاً لمن يَنْقُل الشيءَ إلى مَن هو أعْرَفُ به وأقدر عليه‏.
‏ وجمع البِضاعة بضاعات وبضائع‏.
‏ قال أبو عمرو‏:
‏ الباضع الذي يَجْلِب بَضائِعَ الحيِّ‏.
‏ قال الأصمعي‏:
‏ يقال اتّخَذَ عِرضَه بِضاعةً، أي جعله كالشيءِ يُشتَرى ويُباع، وقد أفصَحَ الأصمعيُّ بما قُلناه، فإنّ في نصِّ قوله‏:
‏ إنما سمِّيت البضاعةُ بضاعةً لأنها قطعة من المال تُجْعَل في التِّجارة‏.
‏ قال ابنُ الأعرابيّ‏:
‏ البضائع كالعلائق، وهي الجَنائب تُجنَب مع الإبل‏.
‏ وأنشد‏:
‏ احمِلْ عليها إنها بَضائِعُ
***
 وما أضاعَ اللهُ فَهْوَ ضائِعُ ومثله‏:
‏ أرْسَلَها عَلِيقَةً وما عَلِمْ
***
 أنَّ العَلِيقاتِ يُلاقِينَ الرَّقَمْ ومن باب الأعضاء التي هي طوائفُ من البَدَن قولُهم الشَّجَّة الباضِعة، وهي التي تشُقُّ اللَّحم ولا تُوضِح عن العَظْم‏.
‏ قال الأصمعيّ‏:
‏ هي التي تشقّ اللحم شقّاً خفيفاً‏.
‏ ومنه حديث عمر ‏"‏أنه ضرب الذي أقْسَمَ على أُمِّ سلَمةَ أنْ تُعْطِيَه، فضَرَبَهُ أدباً له ثلاثين سوطاً كلها تَبْضَعُ وتحدُرُ‏"‏، أي تشقُّ الجِلْد وتَحْدُرُ الدّمَ‏.
‏ ومن هذا الباب البِضْعُ من العَدَد، وهو ما بين الثلاثةِ إلى العشرة‏.
ويقال البِضْع سَبعة‏.
‏ قالوا‏:
‏ وذلك تفسير قوله تعالى‏:
‏ ‏{‏بِضْعَ سِنِينَ‏}‏ ‏[‏يوسف 42‏]‏‏.
‏ ومن أمثالهم‏:
‏ ‏"‏تُشْرِط البِضاعَةُ‏"‏، يقول‏:
‏ إذا احتاج بَذَلَ بِضاعَتَه وما عنده‏.
‏ وأما البُقعة فالبُضَيْع بلدٌ، قال فيه حسَّان‏:
‏ أسألْتَ رَسْمَ الدّارِ أم لم تَسألِ
***
 بَيْنَ الجَوابي فالبُضَيْعِ فحَوْمَلِ وباضع‏:
‏ موضع‏.
‏ وبَضِيع‏:
‏ جَبَل‏.
‏ وهو في شعر لبيد‏.
‏ والبَضيع البحر‏.
‏ قال الهذلي‏:
‏ فَظَلَّ يُرَاعي الشَّمْسَ حَتى كأنّها
***
 فُوَيقَ البَضِيعِ في الشُّعاعِ خَمِيلُ وقال الدّرَيدي‏:
‏ البَضِيع جزيرةٌ تقطع من الأرض في البحر‏.
‏ فإنْ كان ما قاله ابنُ دريدٍ صحيحاً فقد عاد إلى القياس الأوّل‏.
‏ وأما الأصل الثالث فقولهم‏:
‏ بَضَعْتُ من الماء‏:
‏ رَوِيتَ منه‏.
‏ وماءٌ بَضِيعٌ أي نَمِير‏.
‏ قال الأصمعيّ‏:
‏ شربَ فلانٌ فما بَضَعَ، أي مارويَ‏.
‏ والبَضْع الرِّيّ‏.
‏ قال الشيبانيّ‏:
‏ بَضَعَ بُضُوعاً، كما يقال نَقَع‏.‏‏باب الباء والضاد وما يثلثهما‏
‏‏باب الباء والضاد وما يثلثهما‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات