باب التغليظ في ترك الجمعة
باب التغليظ في ترك الجمعة
1432- قَوْله: «سَمِعْنَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُول عَلَى أَعْوَاد مِنْبَره: لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعهمْ الْجُمُعَات أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبهمْ» فيه اِسْتِحْبَاب اِتِّخَاذ الْمِنْبَر وَهُوَ سُنَّة مُجْمَع عَلَيْهَا.
وَقَوْله: «وَدْعهمْ» أَيْ تَرْكهمْ.
وَفيه أَنَّ الْجُمُعَة فَرْض عَيْن، وَمَعْنَى الْخَتْم الطَّبْع وَالتَّغْطِيَة قَالُوا فِي قَوْل اللَّه تَعَالَى: {خَتَمَ اللَّه عَلَى قُلُوبهمْ} أَيْ طَبَعَهُ.
وَمِثْله (الرَّيْن) فَقِيلَ: الرَّيْن الْيَسِير مِنْ الطَّبْع، وَالطَّبْع الْيَسِير مِنْ الْأَقْفَال، وَالْأَقْفَال أَشَدُّهَا.
قَالَ الْقَاضِي: اِخْتَلَفَ الْمُتَكَلِّمُونَ فِي هَذَا اِخْتِلَافًا كَثِيرًا فَقِيلَ: هُوَ إِعْدَام اللُّطْف وَأَسْبَاب الْخَيْر، وَقِيلَ: هُوَ خَلْق الْكُفْر فِي صُدُورهمْ وَهُوَ قَوْل أَكْثَر مُتَكَلِّمِي أَهْل السُّنَّة.
قَالَ غَيْرهمْ: هُوَ الشَّهَادَة عَلَيْهِمْ، وَقِيلَ: هُوَ عَلَامَة جَعَلَهَا اللَّه تَعَالَى فِي قُلُوبهمْ لِتَعْرِف بِهَا الْمَلَائِكَة مَنْ يُمْدَح وَمَنْ يُذَمّ.
باب التغليظ في ترك الجمعة