باب الهاء والياء وما يثلثهما
باب الهاء والياء وما يثلثهما
(هيأ) الهاء والياء والألف كلمةٌ تأتي وهاؤها زائدة.
يقال:
هَيَا، والمرادُ:
يا.
قال الشاعر:
فَيُصِيخُ يرجُو أنْ يكونَ حَياً
***
ويقولُ مِن طربٍ هَيَا ربَّا
(هيب) الهاء والياء والباء كلمةُ إجلالٍ ومخافة.
من ذلك هابَه يَهابُه هَيْبةً.
ورجلٌ هَيُوبٌ:
يَهاب كلَّ شيء.
وهَيُوبٌ:
مَهِيبٌ.
وقولهم:
"الإيمانُ هَيوبٌ"، قال قوم:
مَهيبٌ، وقال قوم:
إنَّ المؤمنَ يَهاب الانقِحامَ فيما يسرِعُ إليه غيرُه.
وتهيَّبْت الشَّيءَ:
خِفتُه.
وتَهَيَّبنِي الشَّيءُ، كأنَّه أخافَني.
قال:
* ولاَ تَهَيَّبُني المَوْماةُ أركبُها * والهَيَّبانُ:
الجَبَان.
وأمّا قولهم:
أهابَ بِهِ، إذا صاح به، يُهيبُ كما يُهيب الرّاعِي بغنمِه لتقِفَ أو تَرجِع، فهو من القياس، لأنَّه كأنَّه يُفْزِعه.
ومما ليس من الباب ولا أعلم كيفَ صِحّتُه، قولُهم:
الهَيَّبَان:
لُغَامُ البَعير.
(هيت) الهاء والياء والتاء كلمةٌ تدلُّ على الصَّيحة.
يقولون:
هيَّتَ به، إذا صاح.
قال:
* لو كانَ مَعْنِيَّا بِها لَهَيَّتا * ويقولون في معنى هَيْت لك:
هَلُمَّ.
(هيج) الهاء والياء والجيم أصلان صحيحان:
أحدهما يدلُّ على ثَوَران شيء، والآخر على يُبْس نَبَات.
فالأوّل:
هاجَ الفحلُ هَيْجاً وهِياجاً.
وكذلك الدَّم:
والهَيْجاء تمدُّ وتقصر.
وهِجت الشَّرَّ وهيَّجْته.
وهيَّجْتُ النّاقَة فانبعثَتْ.
ويقال للنَّاقةِ النَّزوع إلى وَطَنِها:
مِهياج.
والآخَر قولهم:
هاجَ البقلُ، إذا اصفرَّ ليَيْبَس.
وأرضٌ هائجة:
يَبِس بقلُها.
وأهْيَجْتُ الأرضَ:
صادفتُ نباتَها هائجاً قد ذَوَى.
قال رؤبة:
* وَأهْيَجَ الخَلصَاءَ من ذات البُرَقْ *
(هيد) الهاء والياء والدال.
الأصل الذي ينقاسُ منه التَّحريك والإزعاج وباقي ذلك ممَّا لا يُعرَف قِياسه.
فالأول قولهم:
هِدْتُ الشَّيءَ حرّكته، هَيْداً.
وهَادَني يَهِيدُني:
كرَثَني وأزعجَني.
يقولون:
لا يَهِيدَنَّكَ.
والهيْدَان:
الجبان:
كأنَّهُ يُزعِجُه كلُّ شيء.
*وهِيد:
كلمةٌ تقال عند سَوْقِ الإبل.
ويقال:
هَيَّدَ في [السَّيْر]:
أسرَعَ.
وأمَّا الحديث في ذكر مسجِد رسول الله عليه الصلاة والسلام:
"هِدْهُ" أي أصْلِحْه، قالوا:
ولا يكونُ ذلك إلاَّ بعد الهَدْم.
ومعنى هذا أنّ اليَبابَ كانَ هادماً فلمّا بُنِيَ كأنَّهُ أُحْيِيَ.
وأمَّا الذي يُشكِل قياسُه، وهو عندنا من الكلامِ الذي درَسَ عِلمُه قولُهم:
هَيْدَ مالَكَ، وأكْثرُ ما قيل في ذلك:
ما أمرُك، ما شأنك؟ وأنشدوا:
يا هَيْدَِ مالَكَ من شوقٍ وإيراقِ
***
ومَرِّ طَيْفٍ على الأهْوالِ طَرَّاقِ
(هيس) الهاء والياء والسين.
يقولون:
الهَيْسُ:
السَّيْرُ.
قال:
* إحدَى لياليكِ فهِيسِي هِيسِي *
(هيش) الهاء والياء والشين.
الهَيْش:
الحَلْب الرُّوَيْد.
والهَيْش:
الحركة.
قال:
وهاشَ في القَوم يَهِيش:
أفْسَدَ وعاثَ.
(هيض) الهاء والياء والضاد كلمةٌ واحدةٌ تدلُّ على كَسرِ شيءٍ، وما أشبَهَه.
يقال:
هاضَ عَظْمَه:
كَسَرَه بعد الجَبْر.
وكذا هِيضَ الإنسانُ:
نُكِسَ في مرضه بعد البُرْء.
وفي حديث أبي بكر:
"إنَّ هذا يَهِيضُكَ".
(هيط) الهاء والياء والطاء كلمتانِ:
إحداهما [الهِيَاط]:
الصِّياح، والأخرى كلمةٌ حكاها الفَرّاء:
تَهايَطَ القومُ:
اجتَمَعُوا لإصلاحِ ما بينَهُم.
(هيع) الهاء والياء والعين كلمةٌ واحدة، وهي الهَيْعة:
الصَّوْت الذي يُفْزَع منه ويُخاف.
يقال:
رجلٌ هاعٌ وهائِع.
وفي الحديث:
"كلما سمعَ هَيْعَةً طار إليها".
وقد هاعَ يَهِيعُ.
قال الطرِمَّاحُ:
أنا ابنُ حماةِ المجدِ مِنْ آلِ مالكٍ
***
إذا جعلَتْ خُور الرِّجال تهِيعُ أي تجْبُن.
ويحتمل أنَّ أصلَ الباب الانبساط والاسترسال.
والمَهْيَعُ:
الطَّرِيق الواسع الواضح.
والهَيْعة:
سَيَلان الشّيء المصبوب على وَجْه الأرض، أي يَنْبَسط.
قال الخليل:
وأرض هَيْعة:
واسعةٌ مبسوطة.
متهيِّع:
حائر هائع.
وكلُّ ذلك من ذلك الأصل.
(هيغ) الهاء والياء والغين كلمةٌ تدلُّ على رَغَد ونَعْمةِ عيش.
يقال إن الأهْيَغَ:
أرغَد العيشِ.
ويقولون:
الأهْيَغانِ:
الأكلُ والنِّكاح.
ويقال:
هيَّغْتُ الثَّرِيدةَ:
أكْثَرْتُ وَدَكَها.
قال:
* يَغْمِسْنَ مُن غَمَسْنَهُ في الأهْيَغِ *
(هيف) الهاء والياء والفاء أصلٌ صحيح يدلُّ على حرارةٍ وعطش، ثم يستعار ذلك.
فالهَيْف:
ريحٌ حارَّة تجيء في قُبُل الصَّيف، تُعطِش المالَ وتُوبِسُ الرُّطْبَ.
ورجلٌ مِهيافٌ:
لا يصبِرُ عن الماء.
وأهَافُوا:
عَطِشت إبلُهم.
واستُعِير فقِيل لمَن دقَّ خَصْره:
أهْيَف، كأنَّ ثَمَّ عطَشا؛ والجمع هِيفٌ.
وفَرَسٌ هَيْفاء:
ضامرة.
(هيق) الهاء والياء والقاف كلمة واحدة، وهي الهَيْق:
الظَّليم،
ويقال لكلِّ طويلٍ دقيقٍ:
هَيْقٌ، تشبيهاً.
(هيل) الهاء والياء واللام كلمةٌ واحدةٌ تَدُلُّ على دَفْعِ شيء يمكن كَيْلُه دفعاً من غير كَيْل.
وهِلْتُ الطَّعامَ أهِيلُه هَيْلاً:
أرسَلْتُه.
قال الله سبحانه:
{وَكَانَتِ الجِبالُ كَثِيباً مَهِيلاً} [المزمل 14].
ومنه قولُهم:
"جاءَ بالهَيْل والهَيْلُمَان"، أي الشَّيء الكثير.
(هيم) الهاء والياء والميم كلمةٌ تدلُّ على عطشٍ شديد.
فالهَيَمان:
العَطَش.
والهِيمُ:
الإبل العِطاش، والهِيمُ:
الرِّمال التي تَبْتَلِع الماء.
والهُيام:
داءٌ يأخذُ الإبلَ عند عطَشِها فتَهِيم في الأرض لا تَرعَوِي.
وبه سمِّي العاشق الهَيْمانَ، كأنَّه جُنَّ من العِشْق فذَهَب على وجهه [على] غير قصد.
والهَيْماء:
المَفازَةُ لا ماءَ بها.
(هين) الهاء والياء والنون:
الهَيْن:
الأمر الهيِّن، وهو من الواو، وقد مرَّ.
۞۞۞۞۞۞۞۞
كتاب الهاء ﴿ 3 ﴾
۞۞۞۞۞۞۞۞