سجل وابدأ الربح
📁 آخر الأخبار

‏‏باب الذال والراء وما يثلثهما‏

 

‏‏باب الذال والراء وما يثلثهما‏

‏‏باب الذال والراء وما يثلثهما‏


‏(‏ذرع‏)‏ الذال والراء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتدادٍ وتحرُّك إلى قُدُم، ثم ترجع الفروعُ إلى هذا الأصل‏.

‏ فالذِّراع ذِراع الإنسان، معروفة‏.

‏ والذَّرع‏:

‏ مصدر ذَرَعْتُ الثَّوبَ والحائطَ وغيرَه‏.

‏ ثمّ يقال‏:

‏ ضاق بهذا الأمر ذَرْعاً، إذا تكلَّفَ أكثَرَ ممّا يطيق فَعَجَز‏.

ويقال ذَرَعَهُ القَيء‏:

‏ سبقَه‏.

‏ ومَذَارِعُ الدَّابة‏:

‏ قوائمها، والواحد مِذْراع‏.

‏ وتَذَرّعَتِ الإِبلُ الماءَ‏:

‏ خاضت بأذْرُعها‏.

‏ ومَذَارع الأرض‏:

‏ نواحيها، كأنَّ كلَّ ناحيةٍ منها كالذِّراع‏.

ويقال ذَرَعْتُ البعير‏:

‏ وَطئْتُ على ذِراعه ليركَبَ صاحبي‏.

‏ وتذَرَّعَتِ المرأةُ الخُوصَ، إذا تنقَّتْه، وذلك أنّها تُمِرّه مع ذراعها‏.

 قال‏:

‏ * تذرُّعُ خِرصانٍ بأيدِي الشَّواطبِ * والذَّريعة‏:

‏ ناقةٌ يتَسَتَّر بها الرّامِي يرمي الصَّيد‏.

‏ وذلك أنَّه يتذرّع معها ماشياً‏.

‏ ومن الباب‏:

‏ تذرَّعَ الرّجُل في كلامه‏.

‏ والإِذْراع‏:

‏ كثرةُ الكلام‏.

‏ وفرس ذَريعٌ‏:

‏ واسع الخَطْو بَيِّن الذَّرَاعَة‏.

‏ وقوائِمُ ذَرِعاتٌ‏:

‏ خفيفات‏.

‏ والذِّراعان‏:

‏ نجمان، يقال هما ذِراعا الأسد‏.

ويقال للمرأة الخفيفة اليدِ بالغَزْل‏:

‏ ذَِرَاع‏.

‏ قاله الكِسائيّ‏.

ويقال ثورٌ مذرَّع، إذا كان في أذرُعِهِ لُمَعٌ سُودٌ‏.

‏ ومطرٌ مذرِّع، وهو الذي إذا حُفِرَ عنه بلغ من الأرض قدر ذِراع‏.

‏ والمذرَّع من الرّجال‏:

‏ الذي يكون أمُّه عربيّة وأبوه خسيساً غيرَ عربيّ‏.

‏ وإنَّما سُمِّي مذرَّعاً بالرَّقْمَتينِ في ذِراع البغل، لأنّهما أتَتَا من قِبَل الحِمار‏.

ويقال للرجل تَعِدُهُ أمراً حاضراً‏:

‏ هو لَكَ مِنِّي على حَبْل الذِّراع‏.

ويقال لصَدْر القناة‏:

‏ ذِراع العامل‏.

‏ والذِّراعان‏:

‏ ‏[‏هَضَبَتَانِ‏]‏‏.

 قال‏:

‏ * إلى مَشْرَبٍ بينَ الذِّراعَين بارِدِ * والمَذَارع‏:

‏ ما قرُب من الأمصار، مثل القادسيّة من الكوفة والمَذارع من النَّخل‏:

‏ القريبة من البيوت‏.

‏ وزقٌّ مِذْرَاعٌ، أي طويل ضَخْم‏.

ويقال ذَرَّعَ لي فلانٌ شيئاً من خَبَرٍ، أي خَبَّرَني‏.

ويقال ذرّع الرجل في سَعْيِهِ، إذا عدا فاستعانَ بيديه وحرَّكهما‏.

ويقال للبَشير إذا أومَأَ بيده‏:

‏ قد ذَرّع البَشيرُ‏.

‏ وهو علامةُ البُِشارة‏.

‏(‏ذرف‏)‏ الذال والراء والفاء ثلاثُ كلماتٍ، لا ينقاس‏.

‏ فالأولى ذَرَفَت العينُ دمْعَها‏.

‏ وذَرَفَ الدّمعُ يَذْرِف ذَرْفاً‏.

‏ وَمَذَارف العَينِ‏:

‏ مدامعها‏.

‏ والثانية ذَرَفَ يَذْرِفُ ذَرَفانا، وذلك إذا مشَى مَشْياً ضعيفاً‏.

‏ والثالثة ذرّف على المائة، أي زادَ عليها‏.

‏(‏ذرق‏)‏ الذال والراء والقاف ليس بشيء‏.

‏ أما الذي لِلطائر فأصله الزاء، وقد ذكر في بابه‏.

‏ والذَّرَق‏:

‏ نبْت؛ يقال أذرقَت الأرضُ، إذا أنبَتَتْهُ‏.

‏(‏ذرو‏)‏ الذال والراء والحرف المعتل أصلان‏:

‏ أحدهما الشَّيءُ يُشرِف على الشَّيء ويُظِلّه، والآخر الشَّيء يتساقط متفرّقاً‏.

‏ فالذُِّروة‏:

‏ أعْلَى السَّنامِ وغيره، والجمع ذُرىً‏.

‏ والذَّرَا‏:

‏ كلُّ شيءٍ استترْتَ به‏.

‏ تقول‏:

‏ أنا في ظِلِّ فُلانٍ، أي ذَرَاه‏.

‏ والمِذْرَوَانِ‏:

‏ أطراف الأَلْيَتَينِ؛ لأنّهما يُشرفان على ‏[‏ما‏]‏ بينَهما‏.

‏ وأما الآخر فيقول‏:

‏ ذَرَا نابُ الجَمَل، إذا انكسَرَ حدُّه‏.

‏ قال أوسٌ‏:

‏ إذا مْقَرَمٌ منَّا ذَرا حَدُّ نابِهِ

***

 تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ ومن الباب ذَرَت الرِّيحُ الشَّيءَ تَذْرُوه‏.

‏ والذَّرَا‏:

‏ اسمٌ لما ذَرَتْهُ الرِّيح‏.

‏ويقال* أذْرَت العينُ دمْعَها تُذْريه‏.

‏ وأَذْرَيْتُ الرّجُلَ عن فرَسه‏:

‏ رميتُه‏.

ويقال إنَّ الذَّرَى اسمٌ لما صُبّ من الدّمع‏.

‏ ومن الباب قولُهم‏:

‏ بلَغنِي عنه ذَرْوٌ مِن قولٍ، وذلك ما يُساقِطُه من أطراف كلامه غيرَ متكامِل‏.

‏(‏ذرأ‏)‏ الذال والراء والهمزة أصلان‏:

‏ أحدهما لونٌ إلى البياض، والآخر كالشَّي يُبذَرُ ويُزْرَع‏.

‏ فالأوّل الذُّرْأة، وهو البياضُ من شَيبٍ وغيرِه‏.

‏ ومنه ملح ذَرَآنِيٌّ وذَرْآنيّ‏.

‏ والذُّرْأة‏:

‏ البياض‏.

‏ ورجل أذرَأُ‏:

‏ أشيب، والمرأة ذَرْآء‏.

‏ وقال الشيبانيّ‏:

‏ شَعْرَةٌ ذَرْآءُ، على وزن ذرعاء، أي بيضاء‏.

‏ والفِعل منه ذَرِئَ يَذْرَأُ‏.

ويقال إِنَّ الذَّرْآءَ من الغنم‏:

‏ البَيضاء الأذُن‏.

‏ والأصل الآخر‏:

‏ قولهم ذَرَأْنا الأرضَ، أي بذَرْناها‏.

‏ وزرعٌ ذرِيءٌ، ‏[‏على‏]‏ فعيل‏.

‏ وأنشد‏:

‏ شقَقْتِ القلبَ ثم ذرَأْتِ فِيهِ

***

 هَواكِ فليمَ فالتَامَ الفُطُورُ ومن هذا الباب‏:

‏ ذرَأَ اللهُ الخَلْق يذرؤُهُم‏.

‏ قال الله تعالى‏:

‏ ‏{‏يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ‏}‏ ‏[‏الشورى 11‏]‏‏.

‏ وممّا شذّ عن الباب قولهم أذْرَأْتُ فلاناً بكذا‏:

‏ أوْلَعْتُه به‏.

‏ وحُكِيَ عن ابن الأعرابيّ‏:

‏ ما بيني وبينه ذَرْءٌ، أي حائلٌ‏.

‏(‏ذرب‏)‏ الذال والراء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الصَّلاح في تصرُّفه، مِن إقدامٍ وجرأةٍ على ما لا ينبغي‏.

‏ فالذَّرَبُ‏:

‏ فَسادُ المَعدة‏.

‏ قال أبو زيد‏:

‏ في لِسانِ فلان ذَرَبٌ، وهو الفُحْش‏.

‏ وأنشد‏:

‏ أرِحْني واستَرِحْ مِنِّي فإنِّي

***

 ثَقِيلٌ مَحْمَلِي ذَرِبٌ لِسانِي وحكى ابنُ الأعرابيّ‏:

‏ الذّرَبُ‏:

‏ الصدأ الذي يكون في السَّيف‏.

ويقال ذَرِبَ الجُرح، إذا كان يزدادُ اتِّساعاً ولا يَقبل دواء‏.

 قال‏:

‏ أنت الطبيبُ لأدْواء القلوب إذا

***

 خِيِفَ المُطَاوِلُ من أدوائِها الذّرِبُ وبقيت في الباب كلمةٌ ليس ببعيد قياسُها عن سائر ما ذكرناه؛ لأنَّها لا تدلُّ على صلاحٍ، وهي الذَّرَبَيَّا، وهي الدَّاهية‏.

‏ يقال‏:

‏ رماه بالذَّرَبَيَّا‏.

‏ قال الكميت‏:

‏ رمانِيَ بالآفات من كلِّ جانبٍ

***

 وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها

‏(‏ذرح‏)‏ الذال والراء والحاء معظَمُ بابِهِ أصلٌ واحدٌ، وهو تفريق الشَّيء على الشيء يكسُوه صِبْغاً‏.

‏ يقال ذَرَّحْتُ الزّعفرانَ في الماء، إذا جعلت فيه شيئاً منه يسيراً‏.

‏ ثم يقال أحْمَرُ ذَرِيحِيٌّ، كأنَّ الحُمْرَة ذُرِّحتْ عليه‏.

‏ والذَّرِيح‏:

‏ فحل ينسب إليه الإبل‏.

‏ وممكنٌ أن يكون ذلك للونه، كما يقال أحمر‏.

 قال‏:

‏ * من الذَّرِيحيّاتِ ضَخْماً آرِكا * والذرائح‏:

‏ الهِضاب، واحدتها ذَريحة‏.

‏ وقد يمكن أن تُسمّى بذلك للَوْنها‏.

‏ قال الله عز وجلَّ ‏{‏ وَمِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ‏}‏‏[‏فاطر 27‏]‏‏.

‏ ومن الباب أيضاً‏:

‏ الذَّرَارِيح، واحدتها ذُرُّوحَةٌ وذُرَّاحَةٌ وذُرَحْرَحة‏.

‏ يقال ذَرّحَ طعامَه، إذا جعل فيه ذلك‏.

‏ وحكى ناسٌ عَسَلٌ مُذَرَّحٌ، أُكْثِر عليه الماء‏.

‏ والله أعلم بالصّواب‏.

‏ 

‏‏باب الذال والراء وما يثلثهما‏

كاتب
كاتب
مصطفى خميس خريج كلية اللغة العربية جامعة الإسكندرية، لعيب كرة قدم سابق لدي نادي أهلي دمنهور، مدون ومحرر اخبار ومالك عدة مواقع إلكترونية.
تعليقات