باب الذال والراء وما يثلثهما
باب الذال والراء وما يثلثهما
(ذرع) الذال والراء والعين أصلٌ واحدٌ يدلُّ على امتدادٍ وتحرُّك إلى قُدُم، ثم ترجع الفروعُ إلى هذا الأصل.
فالذِّراع ذِراع الإنسان، معروفة.
والذَّرع:
مصدر ذَرَعْتُ الثَّوبَ والحائطَ وغيرَه.
ثمّ يقال:
ضاق بهذا الأمر ذَرْعاً، إذا تكلَّفَ أكثَرَ ممّا يطيق فَعَجَز.
ويقال ذَرَعَهُ القَيء:
سبقَه.
ومَذَارِعُ الدَّابة:
قوائمها، والواحد مِذْراع.
وتَذَرّعَتِ الإِبلُ الماءَ:
خاضت بأذْرُعها.
ومَذَارع الأرض:
نواحيها، كأنَّ كلَّ ناحيةٍ منها كالذِّراع.
ويقال ذَرَعْتُ البعير:
وَطئْتُ على ذِراعه ليركَبَ صاحبي.
وتذَرَّعَتِ المرأةُ الخُوصَ، إذا تنقَّتْه، وذلك أنّها تُمِرّه مع ذراعها.
قال:
* تذرُّعُ خِرصانٍ بأيدِي الشَّواطبِ * والذَّريعة:
ناقةٌ يتَسَتَّر بها الرّامِي يرمي الصَّيد.
وذلك أنَّه يتذرّع معها ماشياً.
ومن الباب:
تذرَّعَ الرّجُل في كلامه.
والإِذْراع:
كثرةُ الكلام.
وفرس ذَريعٌ:
واسع الخَطْو بَيِّن الذَّرَاعَة.
وقوائِمُ ذَرِعاتٌ:
خفيفات.
والذِّراعان:
نجمان، يقال هما ذِراعا الأسد.
ويقال للمرأة الخفيفة اليدِ بالغَزْل:
ذَِرَاع.
قاله الكِسائيّ.
ويقال ثورٌ مذرَّع، إذا كان في أذرُعِهِ لُمَعٌ سُودٌ.
ومطرٌ مذرِّع، وهو الذي إذا حُفِرَ عنه بلغ من الأرض قدر ذِراع.
والمذرَّع من الرّجال:
الذي يكون أمُّه عربيّة وأبوه خسيساً غيرَ عربيّ.
وإنَّما سُمِّي مذرَّعاً بالرَّقْمَتينِ في ذِراع البغل، لأنّهما أتَتَا من قِبَل الحِمار.
ويقال للرجل تَعِدُهُ أمراً حاضراً:
هو لَكَ مِنِّي على حَبْل الذِّراع.
ويقال لصَدْر القناة:
ذِراع العامل.
والذِّراعان:
[هَضَبَتَانِ].
قال:
* إلى مَشْرَبٍ بينَ الذِّراعَين بارِدِ * والمَذَارع:
ما قرُب من الأمصار، مثل القادسيّة من الكوفة والمَذارع من النَّخل:
القريبة من البيوت.
وزقٌّ مِذْرَاعٌ، أي طويل ضَخْم.
ويقال ذَرَّعَ لي فلانٌ شيئاً من خَبَرٍ، أي خَبَّرَني.
ويقال ذرّع الرجل في سَعْيِهِ، إذا عدا فاستعانَ بيديه وحرَّكهما.
ويقال للبَشير إذا أومَأَ بيده:
قد ذَرّع البَشيرُ.
وهو علامةُ البُِشارة.
(ذرف) الذال والراء والفاء ثلاثُ كلماتٍ، لا ينقاس.
فالأولى ذَرَفَت العينُ دمْعَها.
وذَرَفَ الدّمعُ يَذْرِف ذَرْفاً.
وَمَذَارف العَينِ:
مدامعها.
والثانية ذَرَفَ يَذْرِفُ ذَرَفانا، وذلك إذا مشَى مَشْياً ضعيفاً.
والثالثة ذرّف على المائة، أي زادَ عليها.
(ذرق) الذال والراء والقاف ليس بشيء.
أما الذي لِلطائر فأصله الزاء، وقد ذكر في بابه.
والذَّرَق:
نبْت؛ يقال أذرقَت الأرضُ، إذا أنبَتَتْهُ.
(ذرو) الذال والراء والحرف المعتل أصلان:
أحدهما الشَّيءُ يُشرِف على الشَّيء ويُظِلّه، والآخر الشَّيء يتساقط متفرّقاً.
فالذُِّروة:
أعْلَى السَّنامِ وغيره، والجمع ذُرىً.
والذَّرَا:
كلُّ شيءٍ استترْتَ به.
تقول:
أنا في ظِلِّ فُلانٍ، أي ذَرَاه.
والمِذْرَوَانِ:
أطراف الأَلْيَتَينِ؛ لأنّهما يُشرفان على [ما] بينَهما.
وأما الآخر فيقول:
ذَرَا نابُ الجَمَل، إذا انكسَرَ حدُّه.
قال أوسٌ:
إذا مْقَرَمٌ منَّا ذَرا حَدُّ نابِهِ
***
تخمَّطَ فينا نابُ آخَرَ مُقْرَمِ ومن الباب ذَرَت الرِّيحُ الشَّيءَ تَذْرُوه.
والذَّرَا:
اسمٌ لما ذَرَتْهُ الرِّيح.
ويقال* أذْرَت العينُ دمْعَها تُذْريه.
وأَذْرَيْتُ الرّجُلَ عن فرَسه:
رميتُه.
ويقال إنَّ الذَّرَى اسمٌ لما صُبّ من الدّمع.
ومن الباب قولُهم:
بلَغنِي عنه ذَرْوٌ مِن قولٍ، وذلك ما يُساقِطُه من أطراف كلامه غيرَ متكامِل.
(ذرأ) الذال والراء والهمزة أصلان:
أحدهما لونٌ إلى البياض، والآخر كالشَّي يُبذَرُ ويُزْرَع.
فالأوّل الذُّرْأة، وهو البياضُ من شَيبٍ وغيرِه.
ومنه ملح ذَرَآنِيٌّ وذَرْآنيّ.
والذُّرْأة:
البياض.
ورجل أذرَأُ:
أشيب، والمرأة ذَرْآء.
وقال الشيبانيّ:
شَعْرَةٌ ذَرْآءُ، على وزن ذرعاء، أي بيضاء.
والفِعل منه ذَرِئَ يَذْرَأُ.
ويقال إِنَّ الذَّرْآءَ من الغنم:
البَيضاء الأذُن.
والأصل الآخر:
قولهم ذَرَأْنا الأرضَ، أي بذَرْناها.
وزرعٌ ذرِيءٌ، [على] فعيل.
وأنشد:
شقَقْتِ القلبَ ثم ذرَأْتِ فِيهِ
***
هَواكِ فليمَ فالتَامَ الفُطُورُ ومن هذا الباب:
ذرَأَ اللهُ الخَلْق يذرؤُهُم.
قال الله تعالى:
{يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ} [الشورى 11].
وممّا شذّ عن الباب قولهم أذْرَأْتُ فلاناً بكذا:
أوْلَعْتُه به.
وحُكِيَ عن ابن الأعرابيّ:
ما بيني وبينه ذَرْءٌ، أي حائلٌ.
(ذرب) الذال والراء والباء أصلٌ واحدٌ يدلُّ على خلاف الصَّلاح في تصرُّفه، مِن إقدامٍ وجرأةٍ على ما لا ينبغي.
فالذَّرَبُ:
فَسادُ المَعدة.
قال أبو زيد:
في لِسانِ فلان ذَرَبٌ، وهو الفُحْش.
وأنشد:
أرِحْني واستَرِحْ مِنِّي فإنِّي
***
ثَقِيلٌ مَحْمَلِي ذَرِبٌ لِسانِي وحكى ابنُ الأعرابيّ:
الذّرَبُ:
الصدأ الذي يكون في السَّيف.
ويقال ذَرِبَ الجُرح، إذا كان يزدادُ اتِّساعاً ولا يَقبل دواء.
قال:
أنت الطبيبُ لأدْواء القلوب إذا
***
خِيِفَ المُطَاوِلُ من أدوائِها الذّرِبُ وبقيت في الباب كلمةٌ ليس ببعيد قياسُها عن سائر ما ذكرناه؛ لأنَّها لا تدلُّ على صلاحٍ، وهي الذَّرَبَيَّا، وهي الدَّاهية.
يقال:
رماه بالذَّرَبَيَّا.
قال الكميت:
رمانِيَ بالآفات من كلِّ جانبٍ
***
وبالذَّرَبَيَّا مُرْدُ فِهْرٍ وشِيبُها
(ذرح) الذال والراء والحاء معظَمُ بابِهِ أصلٌ واحدٌ، وهو تفريق الشَّيء على الشيء يكسُوه صِبْغاً.
يقال ذَرَّحْتُ الزّعفرانَ في الماء، إذا جعلت فيه شيئاً منه يسيراً.
ثم يقال أحْمَرُ ذَرِيحِيٌّ، كأنَّ الحُمْرَة ذُرِّحتْ عليه.
والذَّرِيح:
فحل ينسب إليه الإبل.
وممكنٌ أن يكون ذلك للونه، كما يقال أحمر.
قال:
* من الذَّرِيحيّاتِ ضَخْماً آرِكا * والذرائح:
الهِضاب، واحدتها ذَريحة.
وقد يمكن أن تُسمّى بذلك للَوْنها.
قال الله عز وجلَّ { وَمِنَ الجِبالِ جُدَدٌ بيضٌ وحُمْرٌ}[فاطر 27].
ومن الباب أيضاً:
الذَّرَارِيح، واحدتها ذُرُّوحَةٌ وذُرَّاحَةٌ وذُرَحْرَحة.
يقال ذَرّحَ طعامَه، إذا جعل فيه ذلك.
وحكى ناسٌ عَسَلٌ مُذَرَّحٌ، أُكْثِر عليه الماء.
والله أعلم بالصّواب.
باب الذال والراء وما يثلثهما